الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية فاطيما حصري ايام نيوز

انت في الصفحة 12 من 190 صفحات

موقع أيام نيوز


بعد مۏت باباهم ودي أرقام تليفوناتها الشخصية ورقم التليفون الأرضي بتاعهم.
قرأ تلك الورقة مرات عديدة كان لأول مرة ينشغل بإحداهن بتلك الدرجة فكر كثيرا في حل كي يصل إليها ويتعرف عليها ظل يفكر ويفكر إلي أن جالت في باله فكرة عزم على تنفيذها في التو والحال 
أخرج هاتفه من جيبه ودون أرقامها على رقمه البرايفت وقرر أن يرسل لها .

في نفس الوقت في كلية الصحافة والإعلام حيث كانت مكة تجلس مع صديقاتها المقربين إليها فقد أوجعوا رأسها وسببوا لها صداعا من أسئلتهم المتكررة عن ذاك المغنى 
فسالتها ميرام بحالميتها المعهودة
_ له احكي لنا كل حاجة بالتفصيل يامكة ومتقعديش تتنكي علينا إكده وتحسسينا إن احنا بنرتكب كبيرة من الكبائر لاسمح الله.
تأففت مكة من ثرثرتهم وأجابتها باختصار
_ يعني أخترع لكم حوارات يعني ولا ايه !
أهو لقاء زي أي لقاء بس بالنسبة لي فارغ وملهوش أي تلاتين لازمة 
اغتاظت رقية بشدة من كلامها وهتفت باستنكار
_ بذمتك ده حديت يطلع من خشمك عاد يامفترية !
ده إنتي كنتي قاعدة قدام الفنان ادم المنسي بجلالة قدره ياللي معندكيش ذرة إحساس إنتي .
وأكملت سمر صديقتهم الرابعة
_ والله إنتي بومة ووش فقر واحدة غيرك كانت مسكت في الفرصة دي بإيديها وسنانها واتدلعت عليه وأخدت رقمه وحاولت تفتح معاه حوارات ده إنتي ملكيش في الشهرة وانك تقبي على وش الدنيا ياوش الفقر إنتي .
هنا قد أرهقوها بكلامهن وأسئلتهن البائخة وأحاديثهن المهترئة وطاحت بهن جميعا 
_ والله انتوا اللى لابقي عنديكم ذرة دين ولا ايمان وقسما عظما اللي هتجيب لي فيكم سيرة التافه ده تاني مهكلمهاش تاني واصل بلا قلة حيا منك ليها وعقول فارغة وبعدين أني مش فقيرة ولا ناقصة مال بوى مېت أه لكن سايبنا مستورين وأحسن من الدنيا بحالها والستر ده نعمة عظيمة لاتفقهو عنها شئ 
ثم لملمت أشيائها وهى تردد لهم بسخط
_ وأدي القعدة اللى كلياتها ذنوب فايتهالكم وماشية .
أنهت كلماتها اللاذعة لهم وتركتهم وانطلقت إلي مكان هادئ كي تنهى فيه أشغالها فهي ستبدأ بتنزيل مقاطع لذاك اللقاء على صفحتها الموثقة على الانستجرام فقد مضي أكثر من ٢٤ ساعة المحددة لها بعدم النشر وبدأت تعمل على تقطيع الفيديو لكى تنشره على عدة مرات فهي قررت أن تنشر فيديوهين للقاء يوميا وبدأت بفحص المقطع الأول والذي كان عبارة عن سؤالها له 
_ امته بدأت مرحلتك الفنية وحسيت إن عندك موهبة تستحق الظهور 
كانت في اللقاء لاتنظر إليه مباشرة تقرا السؤال من المفكرة التي أمامها وتتابع الرينج لايت وتحاول ظبطه كي تتفادي أخطاء المونتاج التي وقعت فيها كثيرا ولوهلة قررت سماع الفيديو نظرت إليه وهو يتحدث ويجيبها لاحظت نظراته المثبتة عليها كما لاحظت اندهاشه وهو ينظر إليها بتلك الغرابة ولكن نفضت تفكيرها وتابعت المشاهدة وحقا كانت ردوده هادئة فيها نوعا من الكاريزما التي يجب أن تتوافر في أي فنان ولكن أكثرهم يصطنعوها أما هو كانت تخرج بتلقائية واضحة لمن يراه 
وأثناء مشاهدتها له كانت تحدث حالها
_ ماله يعني ماهو بني آدم عادي زي أي راجل له إيدين ورجلين وعنين وشعر زي أي راجل مفيهوش حاجة مختلفة تثير الإنتباه عاد 
ولكن نهرها عقلها أيضا في نفس اللحظة فأكملت 
_ علشان وسيم وأنيق وأبيضاني وشعره كيرلي وطول بعرض بس بردو عادي ولا يفرق معاي واصل ولا يهزلي شعرة 
وفجأة نهرت حالها ككل وأردفت بسخط 
_ وه ياحزينة قاعدة تتغزلي في راجل وتتفرجي عليه كيف البنتة اللي مهيختشوش اظبطي حالك يامكة وفوقي عاد منقصاشي ذنوب من رب العباد 
عادت إلى رشدها وتابعت مهمتها وبعد نصف ساعة أنهت المقطع الأول وكادت أن تضغط على زر النشر تراجعت في لحظة وهي تفكر بصوت عال
_ بس كيف انشر مقاطع مغني على صفحتي وأغضب ربنا ! كيف علشان أعمل جمهور سريع ومتابعين كتيير أخالف أمور ديني 
لع مهنشرش حاجة على صفحتي من النوعية دي عمري وتغور الشهرة اللى تغضب ربنا دي .
وبالفعل قررت أن لا تنشر تلك المقاطع ابدا مهما كانت المغريات فعدم نشرها ماهو إلا ابتغاء مرضات الله وهاهي ابنة الصعيد الفتاة الجامعية صاحبة الرداء الاسود ترفض مالا يخطر على بال بشړ فبنشر ذاك الفيديو كانت ستنقل الي مرحلة جديدة وقوية في مشوارها الصحفي وهي في أولى بداياته ولكن في نظرها فلتذهب الدنيا بما فيها إذا فعلت شيئا يغضب ربها 
وبعد عدة أيام في نفس الجامعة أرسل إليها العميد فذهبت إليه فسألها باندهاش
_ ليه منزلتيش الفيديو على صفحتك لحد دلوك يامكة 
فركت أصابع يداها بتوتر وأجابته 
_ ها معرفاشي لااا بصراحة إكده وبدون كڈب مش هنزل حاجة من النوعية داي عندي ولا عايزاها.
سهم عيناه عليها مندهشا وأردف بنبرة متعجبة
_ كيف إكده مهتنزليش إنتي واعية لحديتك ده 
هزت راسها بموافقة واردفت
_مش حابة أغضب ربنا وإذا كان على المتابعين اللى هياجوا من ورا الحوار ده معايزهمش أني الحمد لله صفحتي اتوثفت من شهرين وهكبرها بحاجة تليق بيا وبفكري .
مازال العميد على اندهاشه منها ولكن هي في الغالب حرة فاللقاء نشر علي صفحة الجامعة وتناولته جميع المواقع استأذنت من العميد وخرجت وجدت صديقتها سمر في انتظارها 
وهي تطلب منها ذاك الطلب الذي تتحايل عليها منذ أن علمت أنها لم تنشر تلك المقاطع
_ متجيبي الفيديوهات الأصلية بقي وأنشرها على صفحتي ينوبك صواب ياصاحبتي .
مطت شفتيها بامتعاض
_ عاملة كيف النحلة الزنانة بقي لك يومين وزهقتيني ياسمر حاضر هديهم لك وإنتي حرة بس خليت ضميري قدام ربنا واتبرأت منيهم .
انطلقت الفرحة العارمة من سمر وهتفت
_ بلاش تحبكيها للدرجة دي أمال ياموكتي ده مكانش فيديوهين تلاتة يخلوا الواحد يتشاف شوي .
أعطتها الفيديوهات وتركتها وغادرت المكان وقامت هي في نفس اللحظة بالعمل عليهم ونشرتهم علي جميع مواقع السوشيال ميديا على أنها هي التى أجرت اللقاء 
في نهاية ذاك اليوم علم راشد بتلك الفيديوهات من المسؤول عن إدارة الاعمال لدي آدم فاندهش للاسم الذي نزلت به فسأل أدم 
_ هي إللي كانت عاملة معاك اللقاء اسمها سمر ولا مكة 
اندهش آدم من استفساره وسأله 
_ بتسأل ليه السؤال اللي مش في وقته ده خالص عموما تقريبا اسمها مكة ليه بقي 
قال إجابته وهو يدعي عدم التذكر ولكن كان يجاهد حاله طيلة الأسبوع الا يحادثها ولكنه لم ينسى التفكير في أمرها يوما ويجاهد حاله أن لا يتنازل ويهاتفها .
أجابه راشد بلا مبالاة
_ فكك بلا ۏجع دماغ أصل اللي نزلت على صفحتها وبتقول أنها هى اللى عملت معاك اللقاء اسمها سمر مش مكة.
اندهش آدم وطلب منه
_ إزاي ده طيب وريني كده الفيديو اللى نزل .
أعطاه راشد الفيديو وشاهده مرارا وتكرارا وأخيرا وجد الحجة التي يهاتف بها تلك المكة ويستمع إلي صوتها الذي استوحشه بشدة ولأول مرة يشعر باللهفة لمحادثة إحداهن في سابقة لم تحدث بعد 
وترك المكان لراشد وجلس في مكان بعيد وفورا ضغط زر
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 190 صفحات