الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية دعاء كاملة

انت في الصفحة 73 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز


الغلط يابنى خلاص انا هديهولها أنا طالعالهم دلوقتى أدخل انت ارتاح مع عروستك بس انا هقولها انه هدية مني انا أتفقنا
ابتسم وقال بحرج 
مش هتفرق يا ماما أنا وانت واحد المهم انها تتبسط وتخرج من حالتها دى شوية
نظرت مهرة إلى الهاتف فى يديها وتأملته قليلا ثم أعادته إلى أم فارس قائلة 
أنا آسفه يا طنط أنا مش عاوزه حاجة

هتفت والدتها معاتبة
ليه يابنتى ده هدية من خالتك ام فارس حد يرد الهدية
ربتت أم فارس على يدها بإشفاق وكأنها قرأت فى عينيها وهى تتفحصه انها علمت من الذى أحضره لها وقالت بهدوء
أنا كنت فاكراكى هتفرحى بيه كده برضة ترفضتى هديتى
نظرت لها مهرة نظرة طويلة وقالت بشرود 
عمرى ما رفضت هدية من من حضرتك وطول عمرى بفرح بالهدايا بس دلوقتى خلاص مبقتش تفرق معايا كتير
أقتربت منها أم فارس وأحاطت كتفها بذراعها وربتت على يدها الأخرى وقبلتها على وجنتها وقالت بتعاطف
تصدقى انك كبرتى فعلا بس لو ليا غلاوة عندك خديه
ثم همست فى أذنها
يا عبيطة بقولك
ده هديتى انا ولا انا بقى خلاص راحت عليا مبقتش ليا غلاوة فى قلبك
قفزت دمعة من عينها فمسحتها سريعا وهى تقول 
متقوليش كده يا طنط ده انت اللى مربيانى
وضعته أم فارس فى يدها وهى تضغط على يدها برفق قائلة 
خلاص يبقى تاخديه من سكات
قبضت عليه فى يدها وهى تقول 
متشكرة أوى يا طنط ربنا يخليكى ليا
ابتسمت أمها بينما قبلتها أم فارس ثانية وقالت متسائلة 
أخبار التنسيق أيه
نظرت مهرة أمامها وقالت بجدية 
لسه النتيجة بتاعته مطلعتش بس عموما مش هتفرق أى حاجة هتيجى هتعب واذاكر فيها لحد ما ابقى حاجة كبيرة أوى أنا دلوقتى ميهمنيش غير مستقبلى وبس هو ده اللى هينفعنى مش أى حاجة تانية
عزمت على نسيان ماضيها وحاولت أن تقتلعه من حياتها ولا تفكر سوى فى مستقبلها وفقط ولكن هذه هى طريقة تفكير الحالمون فقط فالحالمون فقط هم من يعتقدون أن الانسان من الممكن أن ينفصل عن ماضيه وظروفه و بيئته التى كونت شخصيته وأصبحت جزء من تكوينه وبنيانه بل أصبحت جزء لا يتجزء من حاضره ومستقبله أيضا 
يتبع
عاد الفارس إلى صهوة جواده مرة أخرى وأستأنف حياته العملية ثانية ولكن هذه المره وهو يجلس خلف مكتب الدكتور حمدى مهران كنائبا عنه ومديرا للمكتب وشريك فيه بمجهوده بنسبة الثلث لينفذ فكر استاذه فى قبول القضايا ورفضها حسب ما يترائى له من حلها وحرمتها مهما كانت باهظة الثمن وعادت دنيا تقبع خلف مكتبها تقلب أوراقها بملل غير راضية عن وضعها القديم فقد كانت تتصور أن شأنها سيرتفع لمجرد أنها زوجته وأنه سيعطيها مكتب مخصص لها ولكنها تركها كما هى حتى عندما ڠضبت وطلبت منه ذلك رد ببرود
لو هارقى حد هيبقى على حسب كفائته مش على حسب هو يقربلى ايه
وقد كانت الضړبة الموجعة لها والقاسمة لغرورها وكبريائها أنه أعطى نورا صلاحية مدير المكتب وخصص لها مكتبه سابقا بل وخفف عنها عبء عمل النهار وأصبحت تعمل مساءا كمديرة للمكتب فقط مما جعل دنيا تستشيط ڠضبا وحنقا وتستعر الڼار بداخلها خرجت من المكتب دون أستئذان وتوجهت لوالدتها لتحكى لها مأساتها معه والظلم الذى تلاقيه فى عملها فاجابتها والدتها بهدوء
فى حاجة مش طبيعية بينك وبينه ومحدش فيكوا عاوز يقول عليها
جلست دنيا تقلم أظافرها وهى ترفع كتفيها وتقول بخبث 
بصراحة يا ماما فيه بس يعنى ضميرى مش سامحلى انى افضح جوزى
نظرت لها والدتها مستفهمة وقد عقدت حاجبيها قائلة
يعنى أيه يابنتى مش عاوزه تفضحيه هو فى ايه بالظبط
رفعت رأسها إلى والدتها وتصنعت الخجل وهى تقول 
أصله بصراحة يعنى مش قد كده معايا يمكن بقى علشان كده علطول مضايق وبيعاملنى وحش زى ما اكون أنا المسؤلة عن حالته دي
زاد أنعقاد حاجبى والدتها وهى تنظر إليها قائلة
طب ليه ما يروحش لدكتور بدل ما العلاقة بينكوا متوترة كده
زفرت دنيا متبرمة وهى تقول بملل
يووه حاولت كتير معاه وكل مره بيزعل ويعمل خناقة خلاص بقى قسمتى ونصيبى انا راضية
جلست والدتها واستندت إلى ظهر مقعدها وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها وتنظر لابنتها بشك ثم قالت 
غريبة أوى الحكاية دى
عادت دنيا لتقليم أظافرها ثانية وهى تقول بأسى 
شايفة يا ماما انا مستحملة أيه وكمان قاعدة مع امه فى مكان واحد ومعاملتها بقت حاجة صعبة أوى
مالت أمها للأمام بابتسامة متهكمة وقالت 
أهى دى بقى لو حلفتيلى عليها عمرك كله مش هصدقك ده انا شفت بعينى محدش قالى
نظرت دنيا إليها وقالت بحزن
كده يا ماما بقى انت برضة تخيل عليكى حركات الست دى دى بتعمل كده قدامك بس
ضحكت أمها بسخرية وقالت 
روحى شوفيلك كدبة تانية بس تكون محبوكة شوية عن دى
هبت دنيا واقفة وهى تقول بانفعال 
كده يا ماما ماشى أنا هدخل انام شوية
أنت مش هتروحى
لاء لازم يعرف انه غلط
دخلت غرفتها وتنفست بقوة وهى تزفر بضيق متسائلة بداخلها لماذا
 

72  73  74 

انت في الصفحة 73 من 141 صفحات