السبت 30 نوفمبر 2024

رواية دعاء كاملة

انت في الصفحة 81 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز


لحضرتك ومصمم أنك انت اللى تمسكله القضية بتاعته بنفسك مش حد تانى
فتح عينيه ببطء وقال مستفهما 
أشمعنى يعنى
قالت بحماس 
القضية اللى حضرتك اشتغلتها من شهر وجبت فيها براءة للقاټل سمعت أوى والرجل جاى ملهوف وعنده استعداد يدفع أى مبلغ تطلبه ده ملياردير يا دكتور فارس مليادريييييير 
ابتسم فارس لحماسها المفرط وقد تسلل حماسها إليه وقال 

خليه يدخل
فرقعت نورا أصابعها بحماس وفرحة وخرجت مسرعة وسمحت للرجل بالدخول إليه نهض فارس وصافحه بأدب وتواضع قائلا وهو يشير إليه بالجلوس 
أتفضل يا فندم
جلس الرجل وهو ينظر إلى فارس مندهشا وقال بدون مقدمات 
الحقيقة انا كنت فاكر حضرتك اكبر من كده يا دكتور فارس
ابتسم فارس وقال بلباقة 
ده مدح ولا ذم
أستدرك الرجل بسرعة وقال بإحترام 
مدح طبعا يا دكتور يعنى حضرتك سمعتك مسمعة كده وانت فى السن ده يعنى اكيد حضرتك نبغة فى مهنتك دى خبرتى كراجل فى السوق من زمان وعلشان كده انا جيتلك مصمم انك أنت اللى تترافع عن ابنى
قال عبارته الأخيرة ووضع الملف
الذى بيده أمامه على المكتب فتحه فارس وبدأ يقلب أوراقه بينما قال الرجل بحزن 
ابنى يا دكتور شاب فى عز شبابه ومتربى وأخلاقه عالية يتهموه ظلم فى قضية زى دى أنا ابنى مش ممكن ېقتل يا دكتور مش ممكن أبدا انا متأكد أن تقرير التحريات اللى اتقدم ده افترى وظلم علشان أعدائى فى السوق عايزين ينتقموا مني بأى شكل ويشوهوا سمعتى بأى طريقة
هز فارس رأسه وقال متفهما 
طيب حضرتك سيبلى القضية ادرسها واقلبها فى دماغى من كل النواحى وهرد عليك بكره إن شاء الله بس حضرتك أعملى توكيل علشان أزوره وأتكلم معاه شويه قبل ما اقول رأيى فى القضية
قال الرجل على الفور 
انا يا دكتور مستعد أدفع اللى حضرتك تطلبه ملايين الدنيا كلها فدى ابنى
قال فارس بإشفاق 
متقلقش إن شاء الله لو بريء فعلا ربنا مش هيتخلى عنه وانا هبذل كل جهدى علشان اطلعه منها
حياه الرجل وغادر المكتب وقبل أن يبدأ فى فتح الملف لقراءته بتمعن قفزت مهرة إلى ذهنه مرة أخرى وصورتها التى رآها عليها اليوم وهى تنظر له تستنجده أن لا يتخلى عنها ولكن الذى حيره فعلا هى النظرة الأخرى التى رآها فى لمحة لم تتعدى ثانية من الوقت لقد كانت نظرة عتاب وجد نفسه يخرج هاتفه ويكتب رسالة من كلمتين 
بتعاتبينى ليه !
أعلن هاتفها على وصول رسالة نصية فتحتها وهى تجلس على طرف فراشها دون أن تنظر لأسم الراسل أتسعت عيناها دهشة وخفق قلبها بقوة وهى تقرأ حروفه التى أرسلها دون وعى فوجدت دمعتين قد فرتا من مقلتيها وابتلعت ريقها بصعوبة وكتمت أنفاسها وهى تكتب
بشرود 
السؤال ده لوحده محتاج عتاب
قرأ رسالتها ووضع الهاتف على مكتبه وډفن وجهه بين يديه وقد ازدادت حيرته واشتعلت التساؤلات فى قلبه من جديد زفر بقوة وتناول القهوة التى وضعت أمامه بتمهل وبدأ فى فتح ملف القضية وهو لا يعلم أنه فتح عليه باب من أبواب جهنم 
قلب أوارقها بهدوء وتركيز وعيناه تجرى بين السطور حتى شعر پألم فى رأسه وصداع شديد من كثرة التفكير وقد شتت أفكاره تماما لم يعد قادرا على قراءة المزيد طرقت نورا باب مكتبه ودخلت بعد ما سمعت الأذن بالدخول دخلت وقد تغيرت ملامحا تماما وبدا عليها القلق وقالت فى عجلة كبيرة 
من فضلك يا دكتور ممكن أستئذن دلوقتى جوزى كلمنى وشكله تعبان أوى
قال فارس وهو يضغط جبينه بيده من شدة الألم 
طيب مستنية أيه يالا روحى بسرعة ولو محتاجة أجازة مفيش مشكلة
قالت بامتنان وهى تغادر 
متشكره أوى يا دكتور فارس
غادرت نورا على الفور بينما بحث هو عن دواء لألم الرأس ولكنه لم يجد فنهض فى تعب وأخذ الملف معه وقرر أن يكمله فى المنزل 
كانت دنيا تجلس أمام التلفاز تتنقل بين قنواته فى ملل وقد تركتها أم فارس ودخلت غرفتها لتنام فهى لم تعتاد السهر الطويل أغلقت دنيا جهاز التلفاز واتجهت لغرفتها وتناولت هاتفها من فوق الطاوله ودخلت غرفتها وآوت إلى فراشها أستلقت على الفراش وهى تفكر فى حالها وكيف سينتهى زواجها وهل سيطلقها فعلا أم ستتغير الأمور أنتبهت على صوت رنين هاتفها تناولته ونظرت فيه فزفرت بملل وردت بتثاقل قائلة 
أيوا
رد المتصل بلهفة قائلا
ايوا يا أستاذة أنا وائل
قالت بضيق 
منا عارفة يا وائل خير فى حاجة ولا أيه
قال بشغف 
قضية يا أستاذة أنما أيه هتنقلنا نقلة كبيرة أوى
قالت بازدراء
أفندم 
أستدرك متوترا
قصدى يعنى هتنقل الدكتور فارس والمكتب نقلة جامدة أوى
بدأ الاهتمام يتسرب إلى صوتها وهى تقول 
نظامها أيه القضية دى
قال على الفور
أبن راجل مليادير متهم فى قضية قتل والراجل جاى مخصوص للدكتور فارس وعاوزه يشتغلها بنفسه ومستعد يدفع بدل المليون تلاتة
سال لعابها عندما سمعت الرقم وقالت بخفوت 
وأنت عرفت منين
قال وائل متهكما
يا أستاذة انا مفيش حاجة تخفى عليا فى المكتب أومال حضرتك أخترتينى أنا ليه علشان ابقى أيدك اليمين فى غيابك
طيب متشكره
 

80  81  82 

انت في الصفحة 81 من 141 صفحات