رواية دعاء كاملة
أوى يا وائل
أردف وائل قائلا بلهفة
أستنى يا أستاذة مش ده كل اللى عندى
أرهفت سمعها له وهو يتابع قائلا
القضية دى أتنشرت فى الجرايد من يومين بس وانا قريت تفاصيلها كلها ولما شمشمت حواليها عرفت أن فى محضر تحريات وشهود بيدينوا الواد المتهم فى القضية علشان كده انا قلقان أن الدكتور فارس يرفضها
سكت ثانية من الوقت واستدرك قائلا
تسرب القلق إليها فهى تعرف طريقة تفكير فارس جيدا وتعلم أنه لو وجد المتهم غير مفترى عليه وبأنه قاټل فعلا سيرفض الدفاع عنه مهما كانت الأتعاب مغرية فقالت فى توتر
لاحت أبتسامة نصر على شفتيه وهو يقول
بسيطة يا أستاذة حضرتك ممكن تاخدى وتدى معاه فى القضية لو لقتيه قبلها خلاص بركه يا جامع لو
لقتيه رافض يبقى مفيش غير حل واحد
ايه هو !!
حضرتك تشتغلى القضية بنفسك
ضحكت وهى تقول
أنت بتهزر مش كده أشتغلها ازاى يعنى وأبو المتهم هيرضى يخلينى أخدها أزاى يا فالح
يا أستاذة القضية مش محتاجة شغل كتير زى ما انت فاهمة لو أعتمدنا على شغل المحاماة يبقى الواد هياخد أعدام القضية دى عاوزه شغل من نوع تانى
قالت بترقب
مش فاهمة
شوفى يا أستاذة القضية كلها مربط الفرس فيها التحريات والشهود ولو تقرير التحريات اتسحب من الملف بصنعة لطافة والشهود غيروا أقوالهم يبقى مفيش دليل والواد هيطلع براءة
وانت فاكر بقى انى اعرف أوصل للورقة دى و حتى لو عملت كده فارس مش هيسكت ده غير أنه لو رفض القضية الراجل أصلا مش هيرضى حد مش معروف زى يشتغلها مهما قلناله
نظر وائل للجالس بجواره مبتسما بانتصار وقال لها
المشكلتين دول محدش هيقدر عليهم غير واحد بس الأستاذ باسم
أعتدلت على الفراش وكأن حية قد لدغتها وهتفت متسائلة
قال وائل مؤكدا
هو الوحيد اللى كان فى مكتبنا ليه معارف كتير فى النيابة ويقدر يخلصلنا موضوع الورقة والشهود وهو برضة اللى هيقدر يلاقى حل لمشكلة الدكتور فارس
صمتت دنيا لتفكر بالأمر كادت أن ترفض وتنهى المكالمة على الفور رافضة للعرض والأقتراح ولكن المبلغ المعروض أدار رأسها ليس بهين على الأطلاق إنه كافى أن يذيب الصخور بينها وبين باسم وينسيها ما فعله بها وما تلاقيه الآن بسببه وأن يلتقيا من أجله مرة أخرى قالت فى تردد
أنهى وائل المكالمة معها ووضع الهاتف فى جيبه وهو ينظر لباسم الذى كان يقف بجواره ويلقنه بعض الكلمات ربت باسم على كتف وائل وهو ينظر أمامه بتفكير قائلا
برافوا عليك
قال وائل لاهثا
متأكد يا أستاذ باسم أنها هترضى
أبتسم باسم وهو يجلس خلف مكتبه ويشبك كفيه فى بعضهما وقال بثقة
زى ما انا متأكد أنك واقف قدامى دلوقتى
ثم همهم بخفوت
وقال
دى تبيع ابوها علشان الفلوس
أنهت دنيا المكالمة وهى شاردة تماما وقد ومض فى عقلها صور متتابعة وكأنه شريط سينمائى لليوم الذى هربت من بيتها وذهبت إليه فى مكتبه وما حدث بينهما شعرت بغصة فى قلبها وهى تتذكر وحشيته معها كيف تعاود العلاقات معه من جديد بعد ما كان كيف تحدثه وبأى وجه تنظر إليه وينظر إليها ثانية دار رأسها أكثر وقد أختلط كل شى أمامها بشكل متناقض لم يخرجها منها إلا أن سمعت صوت باب الشقة وهو يغلق بهدوء فعلمت أنه حضر أغلق فارس الباب بهدوء وهو ينظر للمنزل الهادىء حوله فى سكون فهذا ما كان يحتاجه فى تلك اللحظة السكون جلس على أقرب مقعد ووضع الملف بجواره وارتمى بظهره إلى ظهر المقعد وفرك جبينه فى قوة فمازال يعانى من الصداع الشديد فى تلك اللحظة خرجت دنيا من غرفتها ونظرت إلى وجهه المتعب فاقتربت منه ومسحت على شعره وهى تقول بخفوت
مالك مصدع
أدار رأسه إليها وأومأ بنعم بدون كلام توجهت إلى غرفتها وأحضرت له قرص مسكن للألم مع كوب المياه وقالت
هروح أعملك كوباية شاى تظبطلك دماغك
وضع كوب المياه بجواره وأغمض عينيه بإسترخاء يتلمس قليلا من الراحة والسکينة محاولا ان يبتعد بذهنه عن الافكار التى أدت به إلى هذه الحاله وضعت أمامه كوب الشاى وظلت تنظر إليه وهو يرتشف منه ببطء وفى صمت حتى
أنتهى منه وحرصت على أن لا يدور بينهما حديث من اى نوع وضع الكوب ونهض واقفا متوجها لغرفته دخلت خلفه ونظر إليها مندهشا وهى تأخذ سترته من يده وتعلقها فى الخزانة فهى لم تفعل ذلك منذ زواجهما وها هى تفعله دون أن يطلب منها مساعدته ألتفتت له وقالت مبتسمة
تحب أحضرلك العشا
زادت دهشته ولكنه قال
لا مليش نفس يدوب هاخد دش واقعد اشتغل شوية
أنتظرت حتى أخذ ملابسه ودخل الحمام ثم انطلقت إلى المقعد الذى وضع عليه الملف أخذته بين