السبت 30 نوفمبر 2024

رواية دعاء كاملة

انت في الصفحة 83 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز


أيديها وفتحته وتجولت فيه بنظرها بسرعة فتأكدت انه الملف المطلوب وتأكدت من المعلومات التى سربها إليها وائل ومن الواضح أن فارس لم يدرس القضية كاملة حتى الان تركت الملف ووضعته كما هو وأنتظرته حتى خرج من الحمام وتوجه إلى الاريكة وأستلقى عليها
وقفت بجواره وقالت بخفوت ورقة
أنت شكلك مرهق أوى يا فارس تعالى نام على السرير علشان جسمك يرتاح 

وأستدركت فى حزن 
ولو كان عليا يا سيدى انا مش هنام دلوقتى
هز رأسه نفيا وقال بصوت نائما 
لا متشكر روحى نامى انت أنا هغفل ساعة واحدة بس وهقوم أكمل شغلى
دخلت غرفتها ولكنها لم تستطع أن تنام كانت تريد ان تخلق معه اى حوار بخصوص القضية ولكنه غير مستعد للحديث على الاطلاق واى حديث الان سوف يؤدى إلى عواقب وخيمة تقلبت فى فراشها كثرا وهى تحاول أن تجد مخرجا ما لابد أن تتودد إليه بالحكمة حتى يأمنها ويتحدث معها بما يجول فى خاطره وبدون قيود لم
تستطع النوم ابدا ظلت هكذا حتى شعرت بحركته فى الخارج فعلمت أنه استيقظ أنتظرته حتى توضأ ووقف يصلى ركعتين خفيفتين قبل أن يبدأ فى العمل بعد أن أنتهى أخذ الملف ووضعه على الطاوله وجلس امامه وكأنه أمام لغم يوشك ان ينفجر عند أول لمسة له خرجت دنيا من غرفتها وتوجهت للمطبخ مباشرة وأعدت له فنجان القهوة التى يحبها ووضعتها أمامه بابتسامة رقيقة وهى تقول 
أتفضل
نظر إليها وهو يشعر أن هذا اليوم هو يوم المفاجات فلا داعى للتعجب من شىء بعد ذلك جلست أمامه واستندت على راحتيها وظلت تتابعه وهو يقرأ ويتأمل فيقف على معلومه طويلا ثم يتجاوزها إلى غيرها يتاملها برفق وكأنه يخشى فقدانها رفع رأسه إليها فوجدها تتامله مبتسمة فقال 
منمتيش ولا أيه
قالت بعذوبة 
لاء نمت بس صحيت على صوتك وأنت بتقرأ القرآن وأنت بتصلى حقيقى صوتك حلو أوى فى القرآن يا فارس
كان قد عاهد نفسه على عدم الدهشة ولكنه لم يستطع رفع حاجبية ومط شفتيه بقوة ثم أعاد رأسه إلى الملف وأكمل ما كان بدا كانت هى تبحث عن كلمات مناسبة لا تستفزه بها وهى تسأله عن القضية حتى لا تشعره أنها تعلم شىء عنها تنحنحت فى خفوت ثم قالت 
شكلها قضية مهمه اللى مسهراك كده
أومأ برأسه ببطء دون أن ينظر إليها وقال 
فعلا قضية مهمة
قالت بنرة أنثوية ضعيفة
طب ما تشرحهالى يا فارس أنت خبره كبيرة اوى ونفسى اتعلم منك
نظر إليها ولسان حاله يقول 
أى نوع من الاعاجيب يحدث فى هذا اليوم ما هذا الهدوء والسکينة والتعاون والتواضع هذه ليست دنيا ابدا 
قال باقتضاب 
دى قضية متهم فيها شاب صغير پقتل واحدة بالعربية بتاعته والشهود بيقولوا انه كان قاصد وانها كانت واقفه على الرصيف اصلا وكمان التحريات بتقول انه كان يعرفها يعنى الحاډثه مش صدفه
تيقنت دنيا من كلام وائل أكثر عندما وجدت فارس يتكلم عن القضية وكأنه قد عزم رفضها قالت بحنكة
طب والمتهم أعترف ولا قال ايه
هز رأسه نفيا وهو يقول 
بالعكس ده صمم انه برىء وان الشهود متلفقين والتحريات متلفقة ابوه كمان لما قابلنى قال انه ليه اعداء فى السوق وجايز يكونوا ملبسين ابنه القضية
نظرت فى عينينه تكاد أن تخترقهما وتتسلل إلى عقله لتعرف فيما يفكر وماذا سيقرر وقالت وبلا مبالاة
مش جايز فعلا كده
مط شفتيه وهو يقول 
كله هيتحدد لما اروح اقابل المتهم
ثم لمعت عينيه وهو ينظر امامه قائلا 
انا هقدر اعرف منه هو عمل كده فعلا ولا لاء
قالت بشك 
وهو يعنى هيعترفلك
أعاد رأسه إلى الاوراق مرة اخرى وهو ينهى الحديث قائلا 
سيبيها على الله
كانت عزة تحضر الطعام بسرعة وتضعه فى الاطباق وتنقلها على الطاولة ضاحكة وهى ترى عمرو يلكم الوسادة بقوة مرات متتالية فتسقط الوسادة على الارض فيأخذها ويلكمها مرات أخرى ثم ېخنقها بيديه پعنف وقد تصبب عرقا فقالت وهى تجلس حول الطاولة بجواره 
نفسى أعرف بتعمل ايه
ألتفت إليها وهو يمسح العرق عن جبينه وقال وهو يلهث 
بتمرن عندى ماتش ملاكمة
ضحكت مرة أخرى وقالت 
أول مرة اعرف انهم بيخنقوا بعض فى الملاكمة
هز رأسه نفيا وهو يتناول الملعقة قائلا 
لا ده مش علشان الملاكمة ده علشان لو واحد ضايقنى أخنقه وأخلص منه
وضعت كوب المياه أمامه وهى تقول 
وهتلاعب مين بقى تايسون
نظر لها بطرف عينيه مازحا وهو يقول 
بتقولى فيها أنا فعلا هلاعب بلال تايسون
نظرت إليه بدهشة وقالت 
أيه ده بجد والله هى دى مسابقة ولا ايه
وضع الطعام فى فمه وقال 
لا يا بنتى مسابقة أيه أصلا بلال هو اللى بيمرنى انا وفارس فى مركز الشباب اللى جانبنا
استندت بذقنها على راحة يدها وهى تقول 
أنا نفسى الاقى حاجة واحدة الدكتور بلال مبيعرفش يعملها حتى الملاكمة هو اللى بيمرنكوا
ضربها على كتفها بخفة وهو يقول بحنق 
ايه يا ماما مالك معجبة بيه كده ليه طب بكره هتشوفى هكسرهم هما الاتنين على حلبة المصارعة
نظرت له بدهشة وقالت 
هى مصارعة ولا ملاكمة
وضع قطعة من اللحم
 

82  83  84 

انت في الصفحة 83 من 141 صفحات