السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دعاء عبده الجزء الاول

انت في الصفحة 10 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

 

سبحان الله البت طالعه لامها نسخه طبق الاصل صحيح على رأى المثل أكفى القدره على فمها تطلع البت لامها

ضحك فارس قائلا 

 مرحبا بيكى يا ست أم فارس فى عالم الحموات

ضړبته على كتفه وقالت 

 انا حما يا فارس تبقى انت لسه متعرفنيش 

ضحك 

 عارفك والله يا ست الكل بس معلش أستحملى أمها شويه ولما دنيا تبقى فى بيتى هتاخد على طبعنا ومع العشره هتحبيها بأذن الله

شعرت والدته بالضيق التى تشعر به دائما كلما ذكرها بأن دنيا ستعيش معها فى مكان واحد فى يوم من الايام

مر يومان وهاتفه والدها كما وعده وأخبره بأنه ينتظره لمقابلة أخرى للأتفاق على ميعاد الخطبه وبقية التفاصيل

لم تكن المقابله باقل توتر من المقابلة السابقه بل على العكس زادت عن المرة الاولى لما فيها من تفاصيل ماديه ولقد كان فارس يتوقع ذلك لذلك لم يأخذ معه والدته حتى لا تسمع كلمة تحرجها أو تشعر معها بقلة الحيلة ولقد كان محقا فلقد أستشاطت والدتها ڠضبا عندما علمت المبلغ الذى حدده فارس للذهب المطلوب للشبكه وكادت أن ترفض الارتباط من قبل ان يبدأ لولا محاولات والد دنيا التى هدأتها قليلا ولكنها لم تنتهى عن عباراتها المؤلمھ حتى نهض فارس واقفا بحزم وهو يقول ده اللى عندى ودنيا عارفه كده كويس

تدخلت دنيا لحسم الامر بشكل نهائى وقالت بلهجه قاطعه 

 وأنا موافقه يا ماما وزى ما قلت قبل كده الشبكه بمعناها مش بتمنها

وتم تحديد موعد نهائى للخطبة بشكل رسمى بعد أسبوع وأنتهت معركة الذهب وهو يحمد ربه على عدم حضور والدته مثل هذا المزاد الرباعى وما قيل فيه من ألفاظ جارحه

عاد ليخبر والدته بالموعد النهائى الذى تم الاتفاق عليه لم تكن تعلم هل تشعر بالسعاده لخطبة ولدها أم تشعر بالاسى لاجله فقلبها ينبأها بفشل هذه الزيجه من قبل أن تبدأ قامت توضأت وصلت سجدت لربها وهى تدعو بحراره قائله 

 يارب لو فيها خير يسرله أمره ولو غير كده ابعدها عنه ومتكسرش قلبه ياااااارب

الفصل الخامس

كانت عزة تعد الطعام فى المطبخ بصحبة عبير أختها وهما يتضاحكان ويمزحان حين دخلت والدتهما وقالت 

 أعملوا شاى يا بنات لخالتكوا أم فارس

قالت عزة بهمه 

 هعملوا أنا يا ماما حاضر ثوانى بس

ضحكت عبير وهى تقول 

 اه طبعا هتعمليه جرى النشاط حل عليكى دلوقتى

نظرت لها عزة پحده وارتباك وهى تضع براد المياه على الشعله أقتربت والدتها منهما وهى تقول بتردد 

 فارس هيخطب يوم الخميس اللى جاىأرتعشت يدها وسقطت المياه على الشعله فأطفأتها

على الفور أقتربت منها أختها بلهفه وهى تنظر ليدها وتقول الحمد لله الميه كانت بارده لسه

زاغت نظرات عزة وهى تشعر ان المياه كانت ساخنه لا انها فعلا كانت شديده السخونه ولكنها لم تسقط على يدها وأنما سقطت على قلبها نعم ستحرقها بحرارتها المرتفعه ولكنها فى النهايه ستطفىء النبته التى كانت تنبت بداخله من مشاعر يتيمه من طرف واحد

قاومت دمعة كانت ستقفز من عينيها وقالت بأنفاس متقطعه 

 معلش يا ماما هعمل غيرها حالا أخذت عبير براد المياه من يدها وقالت بشفقه

 أستنى يا عزة انا هعمل الشاى

جاهدت عزة لترسم ابتسامه مصطنعه وهى تقول

 أنا نسيت اصلى العصر هروح اصلى واى بسرعه

توجت الى الحمام دخلت بسرعه وأغلقت الباب خلفها توضأت فأختلطت الدموع بماء الوضوء خرجت وتوجهت لغرفتها وبدأت فى الصلاةوقفت وركعت وسجدت بغير هدى لم تنتظرها العبرات للسماح لها بالقفز على وجنتيها بل أنسابت بأنهمار وبهدوء لا يشعر بها أحد ولا يستطيع ان توقفها اى كلمات عزاء او مواساة

نعم كانت تعلم أنها ستسمع هذا الخبر يوما ما ان آجلا او عاجلا ولكنها كانت تمنى نفسها بأنه لن يحدث بل كان الامل لديها يزداد كلما تذكرت شخصية دنيا المختلفه تماما عن فارس لماذا تمنيت ونسجت خيوط الامل حول أمنيه بعيده لا يراها سواى ألقى قلبى فى بحر الاحلام فاستيقظ لاجد نفسى وقد ڠرقت قدماى فى لجة مظلمه لا أكاد أن أرى يداى من شدة ظلمتها أصرخ فلا يسمعنى أحد

أستغيث ولا مغيث لى الا الله وحدهامن الممكن ان يكون عقاپا من الله !نعم ولم لا لقد ملك علي قلبى أكثر مما يجب كنت أنتظره وأنسى صلاتى وأخرها لاجلهأحرص على رضاه ولا احرص على رضى خالقىأبيت الليل فى سهود أحترق بحبه ولا أقوى على القيام لربى ركعتين فى جوف الليلأعتمدت على الاسباب ونسيت مسبب الاسبابنعم والله كان حقا على الله يعذب قلبى بمن شغله عنه نعم انا فى الظاهر فتاة صالحه اقوم بفرائضى ولكن وقود قلبى ليس حب الله وطاعته وأنما هو الهوى وحظ نفسى والدنيا فكنت أشقى بشقاؤه وأفرح لسعادته لذلك شقيت به وسأظل أشقى ان لم أفيق الى نفسى سريعا وأنظر لماذا خلقتقفزت المزيد من العبرات على وجنتيها ولكن هذه المره كانت دموع من نوع آخر لها مذاق آخرمذاق محبب

وقف فارس أمام المرآه يتأنق ويتألق فى حلته السوداء وهو لا يصدق نفسه أخيرا سيرى دنيا بعد ساعه أو يزيد ويزين أصبعها بخاتم الخطبه لتكون له وحده ارتسمت ابتسامه لا اردايه على شفتيه فى سعاده وهو يربط ربطة عنقه بدقه وأناقه ثم ينظر نظرة أخيرة فى رضا تام عن مظهره ألتفت ليجد والدته تقف على باب غرفته مبتسمه فى حنان وهى تقول 

 ماشاء الله زى القمر ياما كان نفسى أشوف اليوم ده من زمان وبدموع الامهات الحاضره دائما أختلطت أبتسامتها بدموع سعادتها به

توجه فارس اليها مسرعها ووقال بلهفه

 ايه ده يا أمى هو انتى تزعلى تعيطى تفرحى تعيطى فى حب قائلا

 ربنا يخليكى ليا يا ست الكل

أبعدها عنه برفق وهو يقول ببهجه

 الواد عمرو جه ولا لسه

أنتبهت فجأه وكأنها قد نسيته فى خضم مشاعرها المختلطه والمتلاطمه وقالت 

 صحيح والله ده انا نسيتهده بره مستنيك

خرج فارس ليجد عمرو جالسا امام التلفاز يقلب قنواته واضعا ساقا فوق الاخرى فهتف به وهو يضربه على كتفه 

 ايه يابنى انت قاعد على القهوة يلا أتأخرناقاطعته والدته وهى تقول 

 هنروح احنا التلاته بس يا فارس

الټفت لها قائلا 

 يا ماما دى خطوبه على الضيق كده يدوب اهلى واهلها بس مفيش حديلا بينا يا جماعه هنتأخر كده

ضحك عمرو وهو ينزر لوالدة فارس

 مستعجل اوى على ايه بكره ټندم يا جميل

ضربه فارس على كتفه وقال 

 طب بكره نتفرج عليك يوم خطوبتك يا أمور

ثم تابع بمكر 

 اه صحيح ساعتها مش هتبقى مستعجل ده البيت لزق فى البيت

ضحكت أم فارس بينما لكزة عمرو فى يده وهو يقول

 خفيف اوى ياخويا

وما أن فتح الباب وكأنه قد فتح شلال ضړب وجوههم فجأه أندفعت مهره تجاههم تدفعهم تاره وتختبأ خلف فارس تارة أخرى وتتعلق بقدمه حتى كاد ان يسقط وهى تصيح ماليش دعوه هاجى معاكوا الفرح ووالدتها تجرى خلفها

 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 21 صفحات