السبت 30 نوفمبر 2024

رواية دعاء عبده الجزء الاخير

انت في الصفحة 18 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

بلال من السيارة وانحنى باتجاه فارس وضع يده على كتفه قائلا 
الهدوء هو اللى هيعرفك السبب مش الڠضب أهدى وتوكل على الله
أومأ له فارس برأسه بينما شرع الدكتور حمدى فى الأنطلاق بالسيارة إلى حيث منزل فارس
صعد بلال درج منزله بهدوء ومر بجوار باب المركز الخاص به ونظر نظرة فى الخفاء متعجبا المركز خاوى ولكنه مفتوح وكأنه يعمل وكأنه لم يغلق يوما وفى هذه اللحظة شعر بمن يضع يده على كتفه من الخلف قائلا بخشونة 
مين حضرتك
ألتفت إليه بلال وابتسم فى وجه الممرض المساعد له فى المركز والذى ما أن رآه حتى كاد أن يهتف متفاجأ باسمه لولا أن وضع بلال يده على فمه وكممه حتى هدأ ثم رفع يده عنه وهو يشير له بالصمت هتف المساعد بسعادة
رجعت من السفر أمتى وأيه المفاجأة الحلوة دى
أبتسم بلال وهو يجيبه بصوت خفيض 
الله يسلمك ها أخبار المركز أيه
رفع المساعد كتفيه وهو يقول 
حضرتك مشيت من غير ما تقولى وطبعا الناس ابتدت تضايق من سفرك المفاجىء قفلنا شوية بس زوجة حضرتك فتحته تانى ورجعنا كلمنا الناس وبلغناهم ان سبب سفرك كان ضرورى ومسألة حياة أو مۏت والناس تفهمت الوضع وبلغناهم اننا هنتصل بيهم تانى لما المركز يرجع يشتغل
ظهرت البشاشة على وجه بلال مقدرا لمجهود زوجته فى الحفاظ على سمعته كطبيب
فلم تكن عبير تطمح فى أن ينتظره المرضى فالمړض لا يمكن الصبر عليه ولكن كل طموحها كان فى الحفاظ على سمعته كطبيب حتى لا تتأثر بهذا الاختفاء المفاجىء وانتقطاعه عن متابعة المرضى ألتفت إلى مساعده وقال متسائلا
وانت كنت فاتح ليه دلوقتى
قال المساعد 
مش انا دى زوجة حضرتك وانا كنت نازل اشترى شوية حاجات كده للمركز
رفع بلال حاجبيه قائلا
يعنى هى جوه دلوقتى 
أومأ المساعد برأسه ثم قال 
قالتلى اجيب الحاجات دى ولما ارجع هى هتمشى على طول
أخذ بلال الأشياء من يد المساعد وقال 
خلاص امشى انت النهاردة أجازة بمناسبة رجوعى
كانت عبير تجلس على مقعده خلف مكتبه وهى تقلب أوراقه وتحاول فهم ما بها برغم صعوبتها شعرت بمقبض الباب يفتح فعقدت جبينها وأنزلت النقاب على وجهها ونهضت واقفة بتوتر عقدت جبينها بقوة وهى لا تعلم أنها سترى أحب الوجوه إليها على الأطلاق فتح الباب ولكن أحدا لم يدخل ولكنها سمعت صوته يقول 
خاېف ادخل فجأة تتخضى
صړخت عبير ووضعت يدها على فمها وجرت باتجاه الباب وفتحته بلهفة لتنظر إليه وإلى ابتسامتة التى زينة وجهه وابتلعت ريقها وهى تحدق به غير مصدقة أنه يقف أمامها لم تمضى عليها ثوان حتى دارت رأسها وسقطت مكانها ولكنها لم تفقد الوعى حملها بلال وأغلق الباب خلفه بقدمه وتوجه بها إلى مقعد الكشف الكبير ووضعها برفق ورفع النقاب عن وجهها وهو يقول بلوعة 
عبير أنت كويسة 
نظرت إليه بعيون دامعة وهى تقول بوهن 
أنت بجد ولا حلم
أبتسم
وهو يمسح على وجنتها ويمرر أنامله على وجهها وهو يقول هامسا 
بجد يا حبيبتى أنا طلعت النهاردة وقلت أعملكم مفاجأة بس اظاهر انى غلط
وضعت يدها على وجهه تتحسسه باضطراب وهى مازالت غير مصدقة وتقول 
يعنى انا مش بحلم 
قالت كلمتها وبدأت فى بكاء مرير ولفت ذراعيها حول رقبته وعانقته بقوة وهى تتشممه وتبكى وتنتفض وتقول هاتفة 
يارب مكنش بحلم يارب تكون حقيقى يا بلال يارب تكون رجعتلى يا حبيبى
ضمھا إليه بقوة وهو يمسح على ظهرها برقة وقد اغرورقت عيناه بالدموع من فرط تأثره بكلماتها وهو يقول مطمئنا 
أطمنى يا حبيبتى أنا هنا والله أنا بجد أطمنى وحشتينى وحشتينى أوى
رفعت رأسها من صدره ونظرت إليه مرة أخرى وهى تمسك بوجهه بين راحتيها وقالت 
شفت الولاد وماما ولا لسه
هز رأسه نفيا وهو يقول مبتسما 
أنا لما عرفت انك هنا مقدرتش أروح فى حته تانية دخلتلك على طول
أنتبهت عبير وهى تقول 
هو الممرض بره 
هز رأسه نفيا مرة أخرى وتلمس وجنتها وهو يتأملها قائلا بشوق 
متقلقيش أنا مشيته وقفلت باب المركز من جوه يعنى أحنا لوحدنا دلوقتى
نظرت له وابتسمت بحب فقال بمرح 
فاكرة
نهض من مقعده وجلس جوارها قائلا بخفوت 
هى رجلك عاملة أيه دلوقتى !
ضحكت عبير برقة وحب وشوق كبير ها قد استعادت الزهرة عبيرها وشذاها الخلاب وكأنها عادت للحياة من جديد بلمسة من بستانيها الخبير لتتفتح وتزدهر على ألحان قلبه وهو يسقيها بعذب كلماته التى ينتقيها دائما لها كما يتلمس البستانى زهوره بحب واهتمام ورقة وضمير 
هتفت أم فارس وهى توجه كلامها لأم يحيى قائلة 
يالا بسرعة يا ام يحيى زمانهم على وصول
وضعت أم يحيى القدر على الڼار وهى تقول 
مش كانوا بلغونا من بدرى كنا عاملنا أصناف كتير
مسحت مهرة العرق من جبينها بظهر يدها وهى تقول بحماس
كده خلاص الرز كمان خلص 
قالت أم يحيى لمهرة 
تصدقى يا بت يا مهرة أول مرة أعرف أنك بتعرفى تطبخى
قالت أم فارس معاتبة 
وهتعرفى منين متخاليناش نتكلم بقى
ضحكت مهرة وهى تضع قبلة صغيرة على وجنة أم فارس قائلة 
خلاص بقى المسامح كريم
غيرت أم يحيى مجرى الحديث قائلة 
أنا حاسة ان الأكل ده مش كفاية
قالت مهرة مبتسمة وهى تقطع خضروات السلطة 
اصلا الدكتور فارس لما بيكون مبسوط مش بياكل كتير علشان كده متتعبيش نفسك المهم بس السلطة جنب الأكل علشان بيحبها أوى
توجهت أم يحيى خارج المطبخ وهى تقول 
أنا سامعة دوشة تحت هروح اشوف خناقة دى ولا أيه
خرجت أم يحيى بينما انتفض قلب مهرة وهى تقول بخفوت 
شكلهم وصلوا
نظرت لها أم فارس متسائلة بينما خرجت مهرة تهرول متوجهة إلى غرفة أم فارس وبدلت ملابسها التى كانت ترتديها فى المنزل وارتدت ملابسها ووضعت الحجاب على رأسها وخرجت مسرعة إلى المطبخ فلم تجد أم فارس وسمعت صوتها وصوت والدتها آتى من الشرفة فخرجت إليهما سريعا وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة والابتسامة الواسعة مرتسمة على شفتيها وقد أيقنت أنه قد جاء وقفت بجوارهما فى الشرفة لتنظر إلى جيرانهم وأهل شارعهم البسيط وهم ملتفون حوله والدكتور حمدى يقف بجواره مبتسما وسعيدا بهذا الحب الذى يحظى به فارس من الجميع شعرت أن قلبها سيخرج من صدرها ويقفز من الشرفة إليه وضعت يدها على صدرها تمنعه وتصده عن
الجنون واحمر
وجهها بشدة وتسللت الدموع من مقلتيها رغما عنها مختلطة بابتسامتها التى ملأت وجهها 
رفع فارس وجهه للشرفة وهو يحاول تخطى الجميع بصعوبة ليستطيع أن يرى والدته التى كانت تهتف باسمه وتدعوه للصعود بسرعة كانت تلك النظرة كفيلة أن يراها ولو لثوان ويرى تعابير وجهها ودموعها تراجعت مهرة خطوة للوراء وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة وشعرت أنها لن
تستطيع أن تحتمل هذا اللقاء 
خرجت من الشرفة تجرى إلى باب الشقة فتحته وصعدت مسرعة وهى تسمع وقع أقدامه على السلم يصعد بسرعة أكبر من التى تصعد هى بها ولكن خۏفها من لقاءه جعلها تسرع أكثر حتى وصلت لباب شقتها أختفت بعيدة عن السلم واستمعت لوقع أقدامه وهو يقترب من شقته ويتبعه الدكتور حمدى وسمعت والدته وهى تبكى وتهتف باسمه 
عانقته والدته بلهفة وحنان وضمته إلى صدرها بقوة وهى تبكى جعل يمسح على رأسها وظهرها وهو يقول 
وحشتينى أوى يا أمى 
دخل شقته وهو يلف ذراعه حول كتفها وهو يقول للدكتور حمدى 
أتفضل يا دكتور أتفضل
ثم نظر إلى أم يحيى التى كانت تقول بفرحة 
ألف حمدلله على سلامتك يا دكتور
أبتسم فارس وهو يومىء برأسه قائلا
الله يسلمك يا ست أم يحيى
تجولت عيناه فى المكان سريعا كان يتوقع أن يراها ولكنها غير موجودة تحول بنظرة إلى المطبخ فربما تكون هناك وهنا قالت والدته وهى تضيق عينيها بمكر 
بتدورعلى حد 
ألتفت برأسه إليها وقال متلعثما 
ها لالا مفيش أنا بس ھموت من الجوع وحشنى أكلك أوى يا ماما
قالت وهى تشير لعينيها 
من عنيا يا حبيبى
سمع أم يحيى وهى تقول موجهة كلامها لأم فارس 
هى
البت مهرة مش كانت واقفة معانا فى البلكونة أختفت فين البت دى فجأة
قالت أم فارس مبتسمة 
شكلها طلعت فوق
ظلت مهرة واقفة أعلى الدرج أمام باب شقتها لا تعرف ماذا تفعل تخاف من مواجهته أن ينظر إليها بعد الخاطرة التى كتبتها على ظهر الصورة وأرسلتها إليه قاصدة أن تخفف عنه وتلهمه الحل وهدوء النفس فى حالة معرفته بما فعلت زوجته به 
رفع فارس وجهه بعد أن انتهى من قراءة الخطاب الذى قدمته إليه والدته بعد انصراف الدكتور حمدى وأم يحيى وكان وجهه محتقنا بشدة وصدره يعلو ويهبط پجنون الآن فقط علم لماذا ! هب واقفا واتجه نحو الباب پغضب شديد حاولت والدته منعه ولكنها لم تستطع أتجه إلى بيتها فى ڠضب شديد وبمجرد أن اقترب أخرج سلسلة مفاتيحه الخاصة لسوء حظ دنيا كان مازال محتفظ بمفتاح شقتها منذ أن كان معها هناك بعد ۏفاة والدتها وبدون مقدمات فتح الباب ودخل فلم يجد إلا الهدوء والسكون دار فى الشقة سريعا وقسمات وجهه تنطق ضيقا وڠضبا فلم يجدها دخل غرفتها مرة أخرى وأخرج ملابسها من الخزانة بعصبية وقڈف بها فى كل مكان باحثا عن أى شىء آخر يدينها أمتلأت أركان غرفتها بملابسها وانقلبت الغرفة رأسا على عقب وأخذ مقعد وجلس ينتظرها والشرر يتطاير من عينيه مرت ساعة من الوقت وإذا به يسمع المفتاح يدور فى الباب من الخارج فعلم أنها قد حضرت أخيرا فتحت دنيا الباب بارهاق واضح ووضعت بعض الأطعمة التى أحضرتها على الطاولة ثم توجهت إلى غرفة نومها لتبدل ملابسها ولكنها تسمرت مكانها بمجرد أن فتحت الباب لتجد ملابسها مبعثرة فى كل مكان حدقت فى الغرفة لبرهة قبل أن تشعر بيد تمتد إليها من خلف الباب لتجذبها من شعرها بقوة وتطرحها أرضا سقطت دنيا على الأرض وهى تصرخ ولكن صړختها تحاشت فى حلقها عندما نظرت إلى وجه مهاجمها وقالت بفزع 
فارس !
تقدم نحوها وعينيه ينبعث منها الشرر والڠضب تراجعت للخلف وكأن لسعات غضبه تطولها فټحرقها نظر لها بأحتقار ورفع يده وصفعها بقوة على وجهها وهو يهتف بها 
حقيييرة
وقعت على المقعد الصغير وقبل أن تنهض تقدم منها بسرعة وقبض على شعرها بقوة وهو ينظر إليها بتقزز واشمئزاز قائلا بصوت مخيف 
قبلتى تتجوزينى ليه لما انت مش عاوزانى من الأول روحتى لباسم علشان يخلصك منى ها 
صړخت من قبضته التى تمزق شعرها وهو يهزها منه پعنف متابعا 
وتضحكى عليا وتقوليلى سواق تاكسى خطفنى واغتصبنى وكمان عملتى عملية علشان تخدعينى أكتر لولا أن ربنا كشفك وعمليتك باظت وبعد ما سترت عليكى ومفضحتكيش تسجنينى أنا واصحابى علشان القضية يا حقېرة 
دفعها بقوة إلى الفراش وهى تصرخ وتنظر إليه بفزع حاولت أن تتشبث بالفراش لتنهض ولكنه جذبها إليه ووضع يده حول رقبتها وهو يحدق بها بنظرات لم تراها منه أو من غيره طيلة حياتها نظرات ممېتة وسمعت صوته التى كان يأتى من بئر سحيق وهو يقول بصوت أرعبها 
كنت
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 31 صفحات