رواية عشق مذاق الجزء الاول
المختلة !!!حاولت قول أي شىء فتلعثمت ح حضرتك قولت ايه
استند محمود بمرفقيه على ركبتيه مواصلا وكأنه يدير صفقة ما قبل أي حاجة لازم تعرفي حاجات كتير عن ابني وأولها عيوبه يوسف بتاع ستات ومش بس كدة ده بيشرب كمان
شهقت في عڼف وهى تسمع منه هذا الكلام نعم سمعت حواره مع جينا ولكن لم تتخيل ان تسمع وصف أبيه بنفسه لم تتخيل أنه يعرف حقيقة ولده ويتجاهل تنهدت في عمق فالحوار على كل حال ليس منطقيا من الأساس وليكن ابن البدري هذا ما يكن ماشأنها هي وقبل أن تعطي فرصة لتفكيرها في انكار هذا وادعاء عدم أهميته سارعت قائلة وهى تحاول ان ترسم ابتسامة على ثغرها وحضرتك متخيل ان بعد كلامك ده أنا ممكن أوافق عليه
تنحنح محمود قائلا في حرج اه بس ده لزوم أنه يتبسط وبس
أشاحت ايلينا بوجهها فى تقزز قائلة اه كدة فهمت
لحقها محمود قائلا متفهميش غلط يوسف علاقته بيهم عمرها ما وصلت للحرام ابدا
وهمت بالنهوض لولا أن وقف محمود بدوره أمامها يمنعها قائلا انتي بتشتغلى مع يوسف بقالك اد ايه ايلينا
ردت ايلينا في بساطة دون أن تعى ماسبب السؤال من ست شهور تقريبا
تذكرت ايلينا وقتها حواره مع جينا نعم لقد ذكر لفظ علاقة عابرة في طيات حواره وطلب منها الاتنتظر منه اى مشاعر موضحا أنهما اتفقا على ذلك من البداية الان فهمت ما يعنيه ولكن هذا لا يمنع كونه منحطا ولن تغير رأيها في أخلاقه مطلقا وجدت نفسها تقول في تهكم لا فعلا ونعم الاخلاق
هز سمير كتفيه قائلا انتي ناضجة وكبيرة كفاية يا ايلينا عشان تقررب أنا واجبي أنصحك وبس
أشار محمود الى ايلينا قائلا اقعدي بس يا بنتى خلينا نكمل كلامنا
جلست فى استسلام فواصل محمود وهو يجلس بدوره انا قولتلك لحد دلوقتى على عيوب يوسف بس متكلمتش على مزاياه يوسف راجل بمعنى الكلمة طول ماانتي معاه هتكوني فى أمان هوا بس محتاج واحدة زيك تشده معاها للطريق الصح أنا من أول ما شوفتك وأنا واثق انك تقدري تقومي بالدور ده وأضاف في تردد واللى خلانى أصر اكتر اني حسيت ان ابني شايلك احساس جواه
التفتت له ايلينا وقالت وهى تشير بيدها الى صدرها في ذهول ناحيتي أنا أكيد بتهزر
رد محمود فى جدية يوسف عمره ما هيعترف بسهولة حتى قدام نفسه انه حب مش هيقدر يترجم احساس مجربوش قبل كدة من أصله بالعكس ده هيرفضك بكل طريقة وهيحاول يبعدك كمان
ضحكت ايلينا وهى ټضرب كفيها ببعضهما قائلة ده على أساس انى هوافق عليه اصلا عشان هوا يرفض انتو عايزه يرفضني واروح اقله انا اللى ھموت واتجوزك انت بتتكلم ازاي يا عمي
قال محمود في حزم احنا هنحطه قدام الامر الواقع
ابتسمت ايلينا من اصراره على موافقتها وهو يعطيها بنفسه كل أسباب الرفض حضرتك بتتكلم كأني وافقت
رد محمود فى رجاء ايلينا انا ابني فعلا محتاج مساعدتك وانا واثق ان محدش هيقدر يقوم بالدور ده غيرك وبعدين مفيش حاجة هتتم ڠصب عنك مفيش جواز من اصله هيحصل غير لما يوسف يتغير بجد وانتى اللى هتقرري ده انا مش هخدعك واقولك ان معركتك معاه سهلة بالعكس دى هتبقى عڼيفة وزى ما قولتلك هيحاربك بكل طريقة وهيحاول يبعدك
شعرت بحيرتها تتضاعف وهي تدفع ارادتها خطوة للموافقة وجزء من كيانها الغبي يدفعها معه فردت وهى تضع جبينها بين سبابتها وابهامها تخبره باحدى مبرراتها التي لازالت في طور المقاومة وترفض الاستسلام عمي للاسف انا مقتنعة تماما ان مفيش بنى ادم بيتغير وان الطبع غلاب زى ما بتقولو هنا فى مصر
قال محمود بسرعة ويوسف طبعه مش كدة قولتلك مجرد ظروف اتعرضلها
هزت ايلينا رأسها لا يعرف كم تكره تلك الكلمة تاني ظروف حضرتك مش متخيل انا بكره الكلمة دى قد ايه الشماعة اللى بنعلق عليها كل غلطنا والحقيقة ان الغلط عمر ما بشوفله مبرر
قال وهو يتشبث ببعض الامل معطيا اياها مثال يفهمه مثلها جيدا أي انسان ممكن يتغير رابعة العدوية مثلا شوفي كانت ايه وبقت ايه ربنا قادر على كل شىء بس بيبعتلنا اسباب وانتى هتكونى السبب اللى هيغير يوسف للأحسن
نظرت له هذه المرة دون ان تنطق تفتت كل مبرراتها فجأة وتهاوت أمام جزءا من ارادتها الخبيثة في الموافقة فواصل محمود طبعا انا عارف انك محتاجة وقت تفكرى فيه ابتسمت في تعب وهزت رأسها ليشعر محمود بالأمل يتزايد انا هستنى تليفون منك متتأخريش عليا
وذهب تاركا اياها مع أبيها الذى ابتسمت وهى تربت على يده قائلة ها يا بابا رأيك ايه
نظر لها سمير فى تعب وقال رأيي ان مهما تحاولى تخبى مش هتقدرى تخبى عليا انا ابدا انتى زيك زى يوسف بالظبط انتي كمان مشاعرك اتحركت ناحيته بس اخلاقك وتربيتك ودينك رافضين وجودها ناحية يوسف بالذات ومشاعرك دى هيا الى مخلياكى عاوزة تساعديه وخاېفة عليه من الطريق اللى ماشى فيه
ارتبكت ايلينا ووالدها يواجهها على هذا النحو بما لم تعترف به حتى لنفسها فقالت بابا انا اشار لها والدها لتصمت مواصلا وهو ينهض لينهى الحوار لو قررتى تساعديه خدى بالك من حاجة مهمة وحطيها حلقة فى ودنك لو حد واقع فى حفرة وانتى مادة ايدك عشان تخرجبه فرصته انه يوقعك تحت اكبر من فرصة انقاذه بس انا عارفك كويس وعارف انى عمرك ما بتستسهلى تجربتك مع ريان مختلفة عن دى خدى بالك ريان كانت مجرد خطوبة تقليدية ومكنش فيها أي مشاعر من ناحيتك لكن يوسف وصمت بعدها ليغادر المكان قائلا زى ماقولتلك قبل كدة ده قرارك وانا دورى انصحك وبس وقبل جبينها وهو يدعو لها بصلاح الحال انتشلتها نغمات العود الخاص بعلي من أفكارها الصغير يحب الموسيقى وأتقن العزف عليه في وقت قياسي والمدهش أنه يختار نغمات شرقية عتيقة وكلمات صعبة الفهم على فتى في عمره ابتسمت وهي تنهض من فراشها لتقترب أكثر من صوته الشجي بمرح استندت الى الباب وهي تسمعه يشدو رائعة احمد شوقي
مضناك جفاه مرقده
وبكاه ورحم عوده
حيران القلب معذبه
مقروح الجفن مسهده
يستهوي الورق تأوهه
ويذيب الصخر تنهده
ويناجي النجم ويتعبه
ويقيم الليل ويقعده
الحسن حلفت بيوسفه
والسورة أنك مفرده
وتمنت كل مقطعة
يدها لو تبعث تشهده رددت كلماتها دون وعي وعقلها شارد تماما
الحسن حلفت بيوسفه
والصورة أنك مفرده لفت خصلة من شعرها حول اصبعها بابتسامة حالمة ترسم ملامحه للحظة عينيه البنيتين وتلك الخطوط الصغيرة التي ترتسم حولهما حين يبتسم شعره الناعم حالك السواد وأنفه المستقيم في شموخ غريب لحيته القصيرة المهذبة باستمرار والتي لاحظت اخفائها لغمازة صغيرة في ذقنه او ما يسمى طابع الحسن أما شفتيه فهما هزت رأسها في عڼف وهي تردد استغفر الله استغفر الله
وعضت على شفتها السفلى وهي تغلق الباب لتقف خلفه مستندة اليه وهي تقول في نفسها مش حلو أوي يعني عادي خالص وأقل من العادي كمان
رن الهاتف لينقذها من مواجهة نفسها بادعائها الكاذب فابتسمت وهى تعود الى واقعها بصوت صوفيا ونبرته الطفولية المميزة قائلة صوفيا لسة صاحية
ردت صوفيا فى ارهاق مكنش ينفع انام من غير ما اطمن عليكى انتى واثقة من قرارك ايلينا
جذبت ايلينا الغطاء عليها وقالت كأنها لم تسمعها انا اسفة صوفيا اسفة بجد اني كنت بالقسۏة دى عليكى
تنهدت صوفيا قائلة اللى حصل حصل ايلينا انا خلاص نسيت
قالت ايلينا في تقدير مشوب بكثير من الاعتذار متعرفيش مكالمتك معايا فرقت كتير ازاى
ابتسمت صوفيا قائلة خدتى قرارك بسرعة ايلينا كنتى محتاجة وقت اكتر من كدة
ردت ايلينا فى شرود لوفكرت مش هغامر هيا فى الأول والآخر مغامرة
لحظات من الصمت قطعتها صوفيا قائلة في حماس مفاجىء كعادتها على فكرة انتى ليكى عندى خبر حلو انا جايالك مصر قريب
وفي الصباح كانت ايلينا على موعد مع معركة اخرى تعرف انها ستواجهها حتما مع يوسف جلست على مكتبها الجديد كمديرة لمكتبه وهى تنقر بقلمها فى توتر وتحاول ان تكون اهدأ رفضت المنصب مسبقا ولكنها الآن تحتاجه بشدة أنبأتها رائحة عطره المميزة عن قدومه لحظة مرت وجدته بعدها يدلف الى المكان وخلفه الساعى كالعادة يحمل حقيبته توقف عند مكتبها وخلع نظارته الشمسية ليرمقها بنظرة ڼارية جاهدت لتخفي انفعالها بها الټفت بعدها الى الساعي ليأخذ منه حقيبته ويصرفه بايماءة من رأسه قبل ان يميل اليها قائلا فى غلظة حصليني تنهدت في قوة لتستعد لمواجهة تعرف صعوبتها وتحمست في الوقت ذاته لرؤية بارد المشاعر هذا وهو ينصهر أمامها غيظا كلوح الجليد تبعته الى مكتبه وهي
ترسم على ثغرها ابتسامة تعرف جيدا أنها سيتفز تماما بها لن تننكر انها تراه جذابا أكثر وهو على عصبيته