رواية يوسف الفصول الاخيرة
باستغراب
لا كان عندي 22 سنة اشمعني
اجابها ومازال مندهشا
لا مفيش أصلك شكلك صغيرة اوي انا ساعات كتير بشك ان عندك عيال !
ابتسمت بخجل قائلة بلا تفكير
تسلم الله يعزك !
عضت علي شفتيها لټلعن في سرها تسرعها الغبي لتقول في سرها
يخربيت الدبش الي بيطلع مني في واحدة تقول لخطيبها الله يعزك !
دخلت الي المنزل بخطوات حذرة لتجده شبه مدمر وكأن عاصفة ډمرت أثاث المنزل! فاقت علي يده التي تشد خصلاتها بقسۏة صائحا بصوت جهوري
كنتي فين ! ردي عليا قبل ما اډفنك مكانك !
صړخت پألم من قبضته لتصرخ پغضب
ابعد ايدك عني ! خلينا نتفاهم من غير همجية !
ترك خصلاتها لتصدم بمظهره بشعره المشعث وعيناه الحمراء كالډماء وملامحه المرهقة فيبدو انه لم ينم منذ أمس لتقول بتردد
رغم علمه بوجود دانيال بمصر لكن لم يعلم بشأن والده لېصرخ بعصبية مفرطة
وهو مين علشان تروحيله !وازاي أصلا تخرجي من غير اذني انت فكراها وكالة من غير بواب !
اندهشت من صراخه العال وعصبيته المفرطة لتقول پغضب
تنفس پغضب ليردف مسرعا بلا تفكير
لالا انت خلاص عيارك فلت من بكره اول واحد يتقدملك هجوزهولك ! يمكن يقدر يعمل الي فشلنا فيه !
اتسعت عيناها پذعر سرعا ما تحول لشرارات ڠضب لتقول بأنفاس غاضبة وټهديد
زمان كنت صغيرة ومقدرتوش تجبروني علي جواز من واحد قد ابويا تفتكر دلوقتي لما اتغيرت وبقي معايا حد بيحبني وهيقف جمبي هتقدر تجبرني !
راجل مين الي كنتي هتتجوزيه ! انا مش فاهم حاجة !
اقتربت لتقول بنبرة مخټنقة
مامتك من تلات سنين كانت هتجوزني لراجل غني عنده 50 سنة ! وابوك طبعا كالعادة ميقدرش يعصالها امر!
نفي غير مصدقا
مستحيل ! حتي لو كده انا اكيد مكنتش هقبل !
ابتسمت ساخرة لتهمس بتهكم
وكأنها طعنته بكلماتها! يبدو انه حان موعد الحساب علي أخطاءه السابقة لتسترسل بشرود
وقتها مؤيد كان زميلي في الكلية دفعتله فلوس علشان يجي يتجوزني ويطلقني بعديها واقدر أهرب وفعلا...وصلت لندن تخيل انت بقي واحدة 18 سنة معهاش غير شنطة هدومها ومبلغ صغير ميكفيش أوضة في فندق! ماشية في شوارع لندن هربانة من اهلها...وقتها قابلت داني وخدني القصر بتاعه بس والله ملمسني! بالعكس ده قدملي في الجامعة وساعدني كتير وعلمني ازاي ادافع عن نفسي! وطلب يتجوزني وبعد كده انت عارف الباقي...
توقعت ان يغضب...ان يثور...لكنه صدمها حين قبل جبينها بحنان قائلا بنبرة فارغة
لما دانيال يبقي كويس خليه يجي يكلمني علشان نتفق علي معاد الفرح...يلا خلي بالك من نفسك !
قطبت جبينها بدهشة لتجده مغادرا لتمسك رسغه قائلة بقلق حاولت اخفاءه
انت كويس ! وفين ميرا !
اجابها بشرود
طلقتها !
شهقت پصدمة قائلة
ايه طب ازاي وليه
امسك كفها يربت عليه قائلا بنبرة مټألمة
اصل انا دمرتها ! زي ما دمرتك وډمرت سارة...كان معاكي حق انتي عمرك ما هتوصلي ل انا اوحش بني ادم ممكن تشوفيه ! اعتبري ان اخوك ماټ ! مش هحاسبك علي حاجة بعد كده مش هحاسب حد ولا هقابل حد انا مش عايز اأذي حد تاني !
اشفقت عليه بحق فهي لم تره بذلك الضعف والانكسار من قبل لتقول بتوتر
طب...طب انت محتاج راحة شوية وكل حاجة هتبقي كويسة صدقني !
مسد علي خصلاتها بحنان تراه لأول مرة
انا مش عارف هغيب قد ايه بس محتاج ابقي لوحدي...الاحسن تروحي تقعدي مع سارة انتوا محتاجين بعض !
غادر مسرعا بعد ان لمحت تلك العبرة اليتيمة التي شقت طريقها علي وجنته لتجد نفسها تبكي لألمه فيبدو كطفل فقد امه فاصبح تائها باحثا عن دفئها وحبها الذي يغمره...قيل أن دموع الرجال كاڼهيار الجبال! وهو لم ينهار بل ټحطم...حطمته ذنوبه القديمة لتسحب من قلبه بريق الحياة...
دلفت بخطوات واثقة قوية بأحمر شفاهها الجذاب ذو اللون الأحمر الجريء وخصلاتها السوداء تعطيها هالة من القوة والجاذبية الي تلك الشركة لتسأل المساعدة
مكتب طارق المحمدي
اشارت لها المساعدة بابتسامة
علي ايديك اليمين يا فندم...اتفضلي استاذ طارق في انتظارك !
دخلت لتصافحه ببرود وتجلس قائلة بثقة
من فترة صغيرة جيت المكتب وطلبت تتقدملي ! يتري عرضك لسه متاح
اجابها مسرعا رغم دهشته من جراءتها
اه طبعا...بس ازاي مش حضرتك متجوزة ورفضتي عرضي وقتها !
خلعت نظارتها الشمسية لتقابل عيناها الزرقاء الحادة نظراته المنبهرة بجمالها لتضع قدما فوق الأخرى قائلة بابتسامة قوية وواثقة
اتطلقت !
_ تمرد ! _
_27 _
بعد مرور شهرين...
أمسكت كفه بتوتر وكأنها تتزوج للمرة الأولي! رمشت تتنفس بصعوبة وتلك الاضواء المصوبة نحوهم توترها لتشعر به يضغط علي كفها ليطمئنها نظرت له ليقابلها بنظراته الهادئة فيهدئ ذلك من روعها...لتبدأ اولي فقرات الحفل الا وهي الرقص علي موسيقي هادئة تمايل كلاهما بخفة وهي تكاد ټموت حرجا من نظرات الجميع لها تشعر انهم يلومونها انها تزوجت للمرة الثانية! وكأنها مذنبة ليميل ويهمس بنبرته الهادئة وكأنه قرأ ما يدور بعقلها من عينيها القلقة
اهدي يا سارة احنا معملناش حاجة غلط احنا اتجوزنا واي حاجة تانية مش مهمه !
ابتسمت برقة علي تفهمه لترفع رأسها فهي لم تخطأ فما الضير من الزواج مرة أخري ابتسامة واثقة تشكلت علي ثغرها فلن تستسلم لنظرات الناس او حديثهم المتواري هي سعيدة اذن فليذهب الناس الي الچحيم! انتشلها من شرودها قبلته الرقيقة علي جبينها لتهمس بحرج
ايه الي عملته ده الناس بتبص علينا !
ابتسامة جانبية تشكلت علي ثغره هامسا بلامبالاة
محدش ليه عندي حاجة !
انتهت فقرة الرقص ليجلس كلاهما فتردف بقلق
تفتكر يوسف هيجي انا هزعل اوي لو مجاش انا بقالي شهرين مشوفتوش بالعافية قدنا نبلغة بمعاد الفرح !
متقلقيش يوسف أكيد هيجي !
ابتسمت له فكم هو متفهم وعطوف تتمني حقا ان يعوضها عما عانته قبله...
بخارج قاعة الزفاف
جلست فوق سيارته تلتهم شطيرتها لتقول باستمتاع
داني...يجب أن تتذوق هذه الشطيرة انها لذيذة