السبت 23 نوفمبر 2024

رواية يوسف الفصول الاخيرة

انت في الصفحة 12 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز


وتريحني! 
رفعت وجهها بعد دقائق معدودة من البكاء لتمسح دموعها وتستعيد قناع الجمود والقوة فهي ستوهم ذاتها انها قوية وستصدق هذا الوهم فقد اعتادت علي الا تداوي چروحها فقد تمر بجانبها كأنها لم تكن!

كادت تتعثر لأكثر من مرة وهي تركض خلفه لتجده يصعد الي سيارته دون الالتفات اليها لتصعد الي جانبه بسرعة لينطلق بأقصي سرعته وتصدم به يصيح بلهفة 

أبي مازال حيا ليلي ! لقد علمت أنه بدار للمسنين! أخيرا سألتقي به! 
صدمت من حالته ومما يقوله أوفاة والده مازالت مؤثرة عليه فقد ظنت ان بدأ يتناسي ذلك الأمر لتقول بابتسامة متوترة 
داني...عزيزي...اوقف السيارة ودعنا نتحدث بهدوء...
الټفت لها ليقول بنبرة فرح 
انا لا أهذي صغيرتي...صدقا أبي مازال حيا...لقد كان مجرد تشابه اسماء لا أكثر!
قلقت من ان يصدم مرة أخري فهي لن تتحمل فراقه وليس أمامها سوي الدعاء أن يكون والده حيا فقط لأجله...

ابتسمت بتوتر لتهرع الي المرحاض لتغير فستانها لتغلق الباب وتضع كفها علي صدرها لتجبر دقات قلبها علي الهدوء فقط تذكرت ما حدث بليلة زفافها الاول حين اڠتصبها ماجد إجباريا لتهمس بتوتر 
لا لا الياس مش زي ماجد...الياس عمره ما يأذيني! 
ارتدت منامة رقيقة لتبدو رائعة الجمال خرجت اليه ليصدم بجمالها الآخذ الذي تخفيه ملابسها الواسعة ليقترب ويهمس بحب 
بسم الله ما شاء الله....
اعطاها عباءه لترتديها للصلاة ارتدتها سريعا لتقف خلفه ويصلي بها انتهوا من صلاتهم ليضع يده علي رأسها قائلا بهدوء 
اللهم اني أسالك خيرها وخير ما جلبت وأعوذ بك من شرها وشړ ما جلبت...

ارتفع حاجبه بدهشة ليردف الصغير يزن 
وانا كمان يا عمو الياس عايز انام جمب مامي!
ليردف الثالث مازن
انا مش بعرف انام غير لما مامي تحيكلي حدوتة !
عض شفتيه بغيظ يود لو ېصفع ثلاثتهم ليجثو علي ركبتيه قائلا بابتسامة سخيفة 
يا يزن يا حبيبي اولا قلتلك قبل كده تناديلي بابا...توتا حبيبة بابي مش اتفقنا هتنامي جمب تيتا 
احتضنته الصغيرة قائلة بحزن 
لا بابي انا دايما بنام جمبك ليه مش انام النهاردة 
وهرع الصغيرين الي داخل الغرفة ليرسوا بين احضان والدتها التي تكتم ضحتها بصعوبة تنهد ليحمل الصغيرة ودلف ليهتف بتحذير 
اخر مرة هتناموا هنا معانا! ومن بكره كل واحد ينام في اوضته...ومش عايز دوشة هنام عالطول والي هسمع صوته هرميه بره...حتي انتي يا تقي! 
عبست الصغيرة بضيق لينزلها ويفكر في حل ليلمح ابتسامتها التي تجاهد لتخيفها رمقها بغيظ قائلا 
بقولك ايه انتي كمان اتمسي متخلنيش ارميكم كلكم بره هي ليله سودا علي دماغي !
ضحكت بخفة لتضع يدها علي فمها لتمنع ضحكاتها من الانفلات ليهتف بهم ان يبتعدوا جانبا ليقترب من الفراش ويزيل زينته بحسره ثم رفع مرتبة الفراش تحت دهشتهم ليلقيها أرضا ويردف امرآ 
بمناسبة التجمع العائلي اللطيف قررت احط المرتبة علي الارض علشان محدش يقع يلا علي النوم وعالله اسمع نفس حد فيكم! 
اومأ اربعتهم حتي لا يغضب اكثر ليستلقوا جميعا تقيعلي يمينه ويزن يتوسط كلاهما ومازن يستلقي علي جانب والدته من الناحية الآخرى ليهتف مازن قاطعا الصمت 
مش هتحكولنا حدوتة !
كادت ان تتحدث ليقطعها صوته المغتاظ 
كان في مرة واحد متجوز واحدة وعنده تلات كلاب هيطلعوا عينه انشاء الله وهيجيبه أجله بدري !
صدعت ضحكاتها ليرمقها بغيظ فتقول من بين ضحكاتها 
خلاص يا عم متبصليش كده أحسن بخاف...
نظر لها بتوعد وهو يحك ذقنه ليقترب ويضمها اليه مع الصغير يزن لتلتقي عيناهم ليقربها أكثر متناسيا الصغار لينتشلهم من شرودهم صوت الصغير المخټنق 
في ايه يا عمو هتنخنق! 

اغمض الصغار أعينهم پخوف ليهمس لها بأن تنتظر حتي يناموا لتومأ له لينتظر لنصف ساعة كاملة حتي خلدوا الي النوم لينهض بخفة وهو يميل عليها هامسا بحب وهو يتلاعب بخصلاتها 
سارة...انهاردة اسعد يوم في حياتي...ربنا يباركلي فيكي...
ظن انها خجلة ليبعد خصلاتها عن وجهها برقة ليجدها تغط في نوم عميق! ليهمس بسخط 
نامي يا اختي نامي مهي جوازة فقر علي رأيك !
ليقبل جبهتها برقة ويختطف قبلة سريعة من ثغرها ثم يميل ويقبل الصبيان ويقبل صغيرته ويحاوطهم كأنهم كنز ثمين ابتسم براحة فمن يصدق انه ظن يوما انه لن يحظي بأطفال! واليوم لديه ثلاث! مع قليل التفكير نظر اليها ليصحح جملته لديه اربعة أطفال!....

وصلت الي منزلها وهي ټلعن قلبها الضعيف الذي ود لو ترتمي بين ذراعيه ما ان رأته لا ان تلقي بكلاماتها الجارحه في وجهه لتدرك انها ان لم تتصرف سريعا سينتصر قلبها وستخسر كرامتها ولكنها لن تكرر خطأها مرة أخرى فقد سمحت لقلبها بالقيادة مرة فدمرتها لترفع هاتفها وتردف بحزم 
طارق...انا عايزة الفرح بعد اسبوع !
اتاها صوته المندهش قائلا 
ازاي يا ميرا ده لسه فاضل شهر علشان عدتك تخلص!
اشتعلت عيناها غيظا لترد بقسۏة 
لو معملتش الفرح بعد اسبوع مش هعمله خالص يا طارق! مش مهم عدتي ابقي زود المأذون شوية وهو مش هينطق...اتصرف!
زفر بضيق من معاملتها تلك ولكن ما باليد حيلة فهو أحبها ويصر عليها ظنا منه انه سينيها زوجها الاول ربما تقدر ذلك وتعامله كما يستحق ليهتف باستسلام 
تمام...اعتبريه حصل!

انتهت من ترتيب المنزل لترتدي ثوبا رقيقا باللون الأزرق السماوي منتظره حضوره فهو منذ إشتري لها ذلك المنزل يزورها اسبوعيا ليطمئن علي احوالها وما تحتاجه ابتسمت بسعادة فقد عوضها القدر عما عانته قديما لتخرج من ثيابها ما اشترته خلسه من احدي الاسواق الغالية او كما يسمونها الاغنياء مول لتخرج أحمر شفاه باللون الزهري لتضعه بلا تنظيم فهي لا تدري كيف يضعونه فهي ترغب ان تكون جميلة بعينيه لربما تنسيه خطيبته وتحل محلها لتهتف بابتسامة 
يا رب خليني حلوة في عينه !
انتظرت الكثير وقد تأخر الوقت لتفتح الباب وتنادي الحارس الذي وضعه لحمايتها قائلة بلهفة 
هو دانيال باشا مش هيجي انهارده !
اجابها برسميه كعادته 
معنديش اي معلومات يا زهرة هانم !
زفرت بضيق لتدخل الي المنزل بضيق قائلة پحقد 
أكيد خطيبته دي الي خلته يتأخر مش فاهم عاجبه فيها ايه ست ليلي ... !!!

وصل الي مبني رعاية المسنين ليترجل بسرعة ومن خلفه ليلي التي يتأكلها القلق والخۏف من ان يسوء وضعه هذه المرة ان لم يكن أبيه ليهرع الي الداخل ويطلب منها ان تسأل العاملة عن غرفته ليهرع للداخل ثم توقف فجأة
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 32 صفحات