رواية قصة حقيقية القصول من 26-30
يجب ان يستحضر عقل المحامي الماكر الذي يجيد ڼصب الأمور.. وأحس محمد انه رغم عصبيته تمكن بعض الشيء من إقناع عمه ولكن القرار الأخير في يد تلك التي يود ان يبرحها ضړبا على ما سمعه وما رأه..
عادت آلاء الى الصالة بناءا على نداء والدها.. توقفت بجانب الباب وكأنه سيغيثها من عڈاب وعقاپ هذا الشيطان.. تخشى ان تدلف فيجذبها من شعرها ويعيدها الى الشقة وحينها لن يقدر احد على انقاذها منه.. لا والدها ولا اخوتها.. مستحيل!
آلاء محمد يريدك ان تعودي معه الى المنزل.. هل تعودين
بسرعة طفولية وخوف قرأه والدها بعينيها كما التقطه محمد كالقناص الماهر الا ان في هذه اللحظة خاصة لم يؤثر به كانت تهز آلاء رأسها برفض
لا يا أبي!
اشاح رحيم نظراته قليلا عن ابنته ليتطلع الى محمد الذي يكاد ان يجعل ابنته تخر صريعة من ڠضب نظراته الحادة.. للمرة الثانية ترفض ان تعود اليه علنا.. وهذا ما لم يتحمله محمد البتة..
دعها هذه الأيام لتهدأ وانت ايضا اهدأ ومن ثم سيكون لنا كلام آخر.
عمي أعذرني ولكن لا استطيع.. لا اشعر بالأمان حينما أترك ابنتك بعيدا عن نظري.. قد اراها غدا في ملهى ليلي او حفلة قڈرة...!
هتف محمد بحزم ليقول رحيم مراوغا
دعها يا محمد.. وأعدك انها لن تخرج من باب البيت الا بعلمك وموافقتك.. وانا سأتصل بك بنفسي لأبلغك اذا كنت قلقا ان لا تتصل بك وتبلغك.. انا سأنتبه الى كل شيء تفعله ولن ادعها تقوم بفعل شيء قط لا يرضيك.. ولذلك كفى غادر الى منزلكم وليهديك الله.
زفرت آلاء براحة بعد ان سمعت صوت باب المنزل الرئيسي للمنزل يغلق دلالة على مغادرته..
لم تكد ان تنهي كلمة حمدا لله على عدم اصطحابه لها حتى وصلتها رسالة منه على هاتفها..
تعتقدين انك هربت أليس كذلك لا عزيزتي.. انت ما زلت لا تعرفين محمد كما يجب اذا ظننت ذلك.. اذا لم تقعي في قبضة يدي اليوم فستقعين غدا واذا ليس ليس غدا فبعد اسبوع شهر.. ولكن صدقيني انك قريبا جدا ستكونين في قبضتي وتربيتك هذه سأعيدها لك من جديد وهذا الدلال الذي تتباهين به سأخرجه من عينيك
وصلتها رسالة ثانية وقد كانت من كريس..
هل انت بخير
خرجت من الغرفة ليقابلها وجه والدتها التي هتفت بضيق
لماذا ما الذي حدث
تساءلت آلاء دون ان تجد قدرة صريحة على استيعاب اي شيء فقالت جميلة بسخط
آلاء كفى غباءا.. اعتقد ان عليك انهاء هذا الموضوع.. تصرفاتك هذه لا تصح ولا تجدي نفعا يا آلاء.. انت بهذا العناد وبأسلوبك هذا جعلتيه يفقد عقله!
عادي يا أمي هذا المطلوب.. انا اريده ان يفقد عقله.. وليحلم فقط ان اعود اليه.. ربما بعد أربعة أو خمسة أشهر قد أفكر اذا اعود اليه ام لا.
الذي تفعلينه خطأ يا أمي.. هذا زوجك وليس صديقك وانت تلعبين معه.. نحن تفهمنا انك في البداية كنت مقهورة من خيانته لك ولكنك عرفت الحقيقة الآن وتوضحت الصورة لعينيك.. ولذلك عليك مراجعة افكارك وافعالك.
أيقنت آلاء ان خالتها سميرة تحدثت مع امها ولعبت في عقلها.. وبالتأكيد ستتحدث ايضا مع إخوتها..
قبل ان تنام بنصف ساعة كان محمد يتصل بها ومع ذلك لم ترد.. ليست بقادرة على سماع المزيد او من غيره ودون شك ستراه غدا في المدرسة.. على اي حال هي ستذهب غدا فقط لتعمل امتحانها ثم ستعود الى المنزل صباحا..
في صباح اليوم التالي..
حاولت ان تنحي تفكيرها بمشاكلها مع محمد جانبا وتركز في دراستها.. فالآن يجب ان تراجع لإمتحانها قبل ان تتوجه الى المدرسة.. مستقبلها وطموحها اهم من الجميع.. وهي تريد الحصول على معدل عالي جدا لتدخل الكلية التي تريدها وتحبها.. ومحمد ليس أهم من مستقبلها بالتأكيد..
نزلت من الباص لتتفاجأ بسيارة محمد في موقف السيارات.. لم تتوقع انه سيأتي منذ الصباح الباكر لينتظرها في مدرستها.. اجل اعتقدت انه سيأتي الى المدرسة لكن لا ان يكون في انتظارها حتى قبل دخولها المدرسة!
رأى تصلب جسدها وهي تتطلع الى سيارته دون ان تتقدم فأشار اليها بيده حتى تأتي اليه..
سارت ببطء وهي ترجو الله ان لا تحدث کاړثة ما او يأخذها الى مكان ما الآن..
وقفت بجانب سيارته بقلق حقيقي على نفسها فأنزل محمد زجاج نافذة باب السيارة وقال بهدوء
أصعدي.
وهي اكثر من تعرف هدوءه وتبعاته.. بتوتر حاولت اخفاءه بنبرة صوتها الجليدية قالت
لا استطيع الصعود او الذهاب لأي مكان.. لدي امتحان بعد نصف ساعة.
لا تخافي.. انا ايضا لدي عمل فلن نذهب الى اي مكان ولن نتأخر.. فقط سنجلس قليلا في السيارة نتحدث وبعد ذلك اذهبي.
قال محمد بذات النبرة الهادئة فلم تدري أتثق به وتصدقه ام تتركه وتذهب وتتسبب لذاتها بڤضيحة امام المدرسة كلها.. ولكن مظهره الهادئ شجعها بعض شيء لتتوكل على الله وتصعد الى السيارة بقلب متوجس.. قلق..
استطرد محمد وهو ينظر امامه.. الى حركة الطلاب فقط
متى ستعودين الى الشقة انت منذ اكثر من اسبوع خارج البيت فمتى ستعودين انا اعتقد ان الأوان قد آن لتعودي.. اذا كنت غاضبة ولا زلت تشعرين بالضيق مني فأنا ليس لدي مشكلة تأخذي اي موقف كان فقط في بيتك.. دون ان تتركيه وتغادرين.. ام ان لديك شيء آخر في رأسك
شيء مثل ماذا
تساءلت وقد نظر اليها اخيرا فهتف محمد بقسۏة
يعني ان تتطلقي لتعودي الى ارتداء ملابسك الشبه عاړية وتخرجين كما ترغبين وتتحدثين مع هذا وذاك.. مثلما كنت تماما البارحة في المسبح.. أي تعودين الى الفساد الذي كنت به.
تطلعت اليه بحدقتين مشروختين.. اوجعها قلبها.. هل يراها الى هذا الحد قڈرة دون قيمة او مستوى وهي لا تستطيع السكوت بعد الآن.. فسترد له اهانته وتريه قدر نفسه..
هل انهيت الكلام الذي لديك اذا حان دوري الآن للرد على كلامك وتسمع انت.
انا لن اعود اليك.. لا الآن ولا لاحقا.. فحاول ان تفهم هذا الشيء بشكل جيد.. ولا يوجد شيء في عقلي اخطط له كما تحاول القول.. لا.. اتعلم يوجد ولكن لن تعرفه الآن بل فيما بعد ان شاء الله ستسمع عنه.
ودون ان تفكر بحجم كلماتها وبالعواقب التي ستليها كانت تردف
وذهابي الى المسبح ليس عيبا ولكن انت هو المتخلف.. وكل شيء عندك يسير وفقا لمزاجك فالذي يعجبك تفعله والذي لا يعجبك لا تفعله.. والآن انا في منزل أهلي وانت ليس لديك سلطة ولا حكم علي.. حتى ولو رأيتني مع رجل آخر لا يحق لك التدخل.. ولكن لا تقلق فأنا لن افعل
الفصل التاسع وعشرون
ابتسم.. ابتسم تلك الإبتسامة التي هي اكثر من يعرفها.. ابتسم بۏحشية قبل ان يهوي بظهر راحته على وجهها پعنف جعل رأسها يرتطم بمقدمة السيارة.. ثم صاح بها
ابقي عند اهلك بالقدر التي تريدينه.. وسترين اي كلب سيقترب منك او حتى يسأل عنك.. هيا انزلي.
ترجلت من السيارة بقلب مرتجف.. دون ان تلقي على مسامعه كلمة واحدة.. كل ما كانت تبتغيه هو الهروب منه..
بخطوات سريعة بدت ثقيلة جدا اتجهت الى حمام المدرسة لتصب كل بكائها في الحمام..
اناملها ارتعشت وهي تتحسس مكان ضړبته على أنفها.. مقهورة.. مقهورة وليس لقهرها حد.. الى اين وصلت بسببه.. لديها إمتحان الآن ولا تعلم كيف ستفعله بعد لقائها بمحمد.. يا ليته لم يأتي.. عسى ان تنكسر يده لترتاح من بطشه..
اخفت مكان ضړبته بشعرها قدر الإمكان ثم دلفت الى الصف لتجد الأماكن كلها ممتلئة ولا يوجد مكان شاغر الا بجانب كريس الذي كان سبق وحجز لها مكان بجواره..
حجزت هذا المكان لك.
شكرا.
هل انت بخير
سألها كريس بقلق فهي لم ترد عليه منذ البارحة.. والافكار اخذت تعصف به يمينا ويسارا بعد الشجار الذي شاهده بعينيه.. قضى الليل يفكر بها.. ما طمئنه صدقا انها لم تعود الى محمد وقد عرف من خلال بقاءه في الشقة حتى يعرف اذا كانت ستعود ام لا..
اومأت آلاء له دون صوت وحاولت ان تضع كل تركيزها في الورقة التي امامها.. ولكن كرهها لحياتها ولمحمد تحول لوشاح غير مرئي امامها ليحجبها عن الكلمات التي تبعثرت امامها ولم تعد تفهم ايا منها..
حاولت ان تركز.. حاولت ان ترفع قلمها وتحل الاسئلة التي امامها ولكن ما حدث بينها وبين محمد قبل قليل بالاضافة الى ضربه لها قيدا استيعابها وحركتها..
إنتهى نصف الوقت ولا زالت تحدق بالورقة التي لم تكتب عليها حتى اسمها.. تحدق بعينين فارغتين شاردتين.. وانتبه كريس لورقتها ولحالها فإستبدل ورقتها بورقته التي كتب عليها اسمها وهمس لها
حاولي ان تدبري امرك بحلي.. لا اريدك ان ترسبي.
ثم ابتسم لها بصدق.. ليس كما كان يفعل سابقا حالما كان يبتسم لها تلك الابتسامة الۏسخة المصحوبة بدناءة تفكيره ووقاحته.. لا ابتسامة صافية تماما لا يشوبها ۏسخة واحدة..
غمغمت آلاء بإمتنان
شكرا.
لم يرد على شكرها بل التقط ورقتها ليقوم بحل الاسئلة منذ البداية فسلمت الورقة ثم غادرت المدرسة وعادت الى بيت اهلها..
تفاجأت والدتها حينما رأت أنفها المكدوم فسألتها بقلق
ما هذا ما خطب أنفك
البركة بإبن اختك الذي أتى الى المدرسة ليضربني وغادر.
هتفت آلاء بسخرية وحقد لتسفسر جميلة
لماذا
لا اعلم.. متحامل علي منذ البارحة.. هذا هو الذين تريدون ان