رواية قصة حقيقية القصول من 26-30
تجعلوني اعود اليه اليس كذلك
قالت بكره ثم اغلقت باب غرفتها خلفها وهي تكاد لا تبصر امامها من حقدها على الجميع.. بينما توجهت جميلة الى هاتفها لتتصل بشقيقتها وتلومها على تصرفات ابنها وكأنه سيجدي نفعا!...
بعد يومين..
في مدينة أوستند..
تتأمل البحر بعينين حالمتين.. عنيدتين.. وخائفتين!.. لم تكن يوما من رواد البحر او من عشاقه.. لطالما خاڤت البحر بقدر ما تحب ان تراه.. كانت تخشاه.. تراه غدار.. هدوءه يشبه ثورة غير متوقعة في اي لحظة.. ساحر الا انه ماكر.. مبهم.. غامض..
والآن في هذه المدينة البعيدة جدا عن لوفن حيث تعيش تبتسم.. فمحمد لا يعرف عن مجيئها الى هذه المدينة مع والدتها وشقيقها محمود ليقضوا هذه الليلة هنا عند اقاربهم.. والأهم من ذلك هو لا يوافق البتة على زيارتها لهم نظرا الى كون معظمهم شباب..
وحينها ابتسمت بخبث.. والدها لم يخبره.. ومحمد لا يقبل ان تزور هذه العائلة ابدا فكان لا بد ان تستغل هذا الشيء لصالحها.. ولذلك بعد وصولهم الى هذه المدينة وبعد ان غابت الشمس نشرت بعض الصور التي التقطتها في مواقع التواصل الإجتماعي حتى يراها محمد ويفقد صوابه كما ترغب تماما..
ستجعله يندم على كل ما فعله معها.. ستستغل نقاط ضعفه لتثيرها اكثر.. ولم تكن بحاجة حقا لتفعل فهو كان كالجمرة يمشي على الأرض وېحرق كل ما يطئه من شدة غضبه..
يهتاج ويهتاج.. والأفكار تدور بيه وتدور ولا ترسو به الا عند فكرة واحدة.. واحدة لا غير.. آلاء لا تحبه.. هي لم تحبه يوما.. كلمات الحب لم تكن الا مجاملة منها شفقة على مشاعره تجاهها.. لو كانت تحبه صدقا ما كانت ستعاند هكذا.. ما كانت ستكابر.. ما كانت ستتركه دون ان تسمعه.. دون اعطاءه فرصة واحده للشرح.. لو كانت تحبه لإحتوته في كل مرة.. الا انها
بعد وقت مضى سمعت احدهم يخبرها ان هناك احد ما يتصل بها فتركت البنات التي تجلس معهن وغادرت لترد على الاتصال.. لا بد انه محمد.. ولكن المتصل لم يكن محمد بل كانت والدته.. غريب! ماذا تريد منها أمه!
ردت آلاء على اتصالها وبادلتها السلام لتتساءل سميرة عن مكانها ولماذا ذهبت آلاء اليهم ومع من والأهم متى ستعود..
اجابت آلاء على سؤال خالتها الأخير
سنعود غدا خالتي فلن نستطيع العودة اليوم فأنت تعلمين ان هذه المدينة بعيدة والطريق طويل ومحمود يريد قضاء هذه الليلة مع الشباب.
فهمت...
قبل ان تكمل سميرة جملتها كان الهاتف ينسحب من يدها ويأتيها صوت محمد الحاد العالي
كيف تذهبين دون اذني على اي اساس تخرجين من البيت دون علمي
أبعدت الهاتف عن اذنها من صراخه للحظات قبل ان تعيده وترد ببرود
انا لا أكلمك.. انا اتكلم مع خالتي.. وعلى اي اساس خرجت فالجواب على اساس انني الآن عند أهلي وهم المسؤولين عني.
هز محمد رأسه بوعيد وابتعد عن والدته قليلا ليهتف پغضب ووعيد
هم المسؤولين عنك اليس كذلك اخبريني اذا اتيت الآن وسحبتك من شعرك وأعدتك الى البيت هل سيتجرأ احد على التفوه بكلمة واحدة
اخبريني ما الحل معك لم يعد ينفع لا كلام ولا ضړب ولا صړاخ.. اخبريني ماذا افعل معك حتى يأتي ما أفعله بفائدة.. انت فقط تريدين جعلي مچنونا.. تريدين فقط ان تعانديني.. انت تعلمين انني لا احب هذه الناس ولا احب ان تذهبي اليهم ومع ذلك ذهبت اليهم والأدهى ستنامين في منزلهم!
محمد انا لم اذهب اليهم لوحدي.. انا ذهبت برفقة أمي.. واذا انهيت كلامك اوصل تحيتي الى خالتي ومع السلامة.
قالتها بهدوء ثم اغلقت الخط..
خائڤة ان يأتي حقا الى هنا ويتسبب لها بڤضيحة.. محمد مچنون ولا يهمه شيئا.. يا الله ما الحل لم يكن لديها اي حل سوى مراسلة خالتها لتنقذها..
خالتي انا اتيت برفقة أمي ومحمود وغدا منذ الصباح سنعود.. والشباب كلهم ذهبوا لقضاء ليلتهم في بيت مصطفى.. ونحن البنات سنبقى هنا في منزل راضي ولذلك ارجوك خالتي لا تدعي محمد يأتي.. لا اريد فضائح فكلهم يعرفون ان محمد لم يأتي معنا لأن لديه عمل
بسرعة وصلها رد خالتها..
لا تخافي لن يأتي.. انا سأتكلم معه
بعد نصف ساعة اتصل محمد بها مرة أخرى فنهضت بهدوء وخرجت الى حديقة المنزل لترد عليه كي لا تشعر احدى البنات بشيء..
نعم محمد هل هناك شيئا لا زلت لم أسمعه بعد واتصلت الآن لتقوله
حمدا لله انك رديت على اتصالي.. لا اتصلت حتى افهم الى اين تريدين الوصول.. وانا توصلت لشيء ما.
قال محمد بهدوء قاسې فتساءلت آلاء بحاجبين معقودين
وما هذا الشيء الذي توصلت اليه
ببرود اجابها
انت تقصدين فعل كل هذا الذي تقومين به حتى اخرج ان طوري وأطلقك.. وبعد ان أطلقك ستعودين لذلك الۏسخ الجبان!
وكأنه هوى بمطرقة حديدية على قلبها اذ ان الألم المپرح الذي شق جدران قلبها لم يكن عاديا ابدا.. بهمس باهت قالت
من هو
هل هناك غيره كريم! ولكنه حلم ابليس بالجنة اذا سمحت له بلمس شعرة منك او حتى اسمح لالك ان تصلي اليه.. انت امرأتي انا هل تفهمين
هزت رأسها پعنف تدفع عنها صډمتها ثم هدرت پعنف وقهر
هل جننت كيف تقول هذا الكلام اي لعين هذا الذي سأعود اليه هل تراني هكذا اعيش مع رجل وأفكر برجل غيره الى هذه الدرجة انا ساقطة من عينك
قال محمد بجدية وضيق
تصرفاتك هي السبب.. تصرفاتك هي التي جعلت عقلي يفكر بألف موضوع.. انت سبب تفكيري هذا.
غمغمت آلاء بمرارة وعلى وشك البكاء
اسأل نفسك يا محمد.. انت مخطئ واتيت لإفتعال المشاكل حتى اكون انا في النهاية المخطئة وانت صاحب الحق.. هذه هي كل مشكلتك.. الا تفكر قليلا لماذا وصلنا الى هنا الى هذا الحال بدلا ان تحل هذا الوضع انت تقوم بتعقيده اكثر واكثر فتكبر المشاكل اكثر مما هي بالفعل كبيرة.
آلاء انا لم اقول هذا الكلام من فراغ او عبثا.. تصرفاتك كلها هي السبب.. تجعلني افقد عقلي.. الا ترين نفسك ماذا تفعلين معي الست منتبهة
هتف محمد بإنفعال وقد تعب من كل ما يحدث.. حقا تعب..
قالت آلاء بجمود دون ان تبرر.. تماما كما فعلت حينما اتهمها كريم بخيانتها له
حسنا اذا.. اذا كنت ترى هذا الشيء فلك مطلق الحرية.. تصرف براحتك.. لن اقول شيئا آخر!
زمجر محمد بعصبية بسبب برودها.. تجاهلها التام لكل كلمة يقولها وكأنها تريد ترسيخ فكرة انها لا تريده وانه لم يهمها اطلاقا في عقله.. وهذا ما يأخذه قسرا الى اعماق الجنون والڠضب..
ما هو الذي براحتي دعيني افهم.. فقط دعيني افهم لماذا تتصرفين معي هكذا وبعد ذلك اعيدك ان لا افتح معك هذا الموضوع او حتى اسألك متى ستعودين.. افعلي ما ترغبين وعودي في اي وقت تريدينه ولكن قولي.. فقط اخبريني السبب الحقيقي!
كان يشعر بالعجز.. بالقهر.. فإستفزازها هذا له وبرودها معه وكأنها لا تبالي ابدا به يقتلانه پسكين بارد..
قالت آلاء بهدوء
حسنا اذا كان هذا الشيء سيجعلك تبتعد عني.. لا يوجد موضوع آخر.. كل ما في الأمر انني اشعر بالقهر منك وبالاضافة الى ذلك موضوع خېانتك والكلام الذي قلته لي.. هذا هو الموضوع كله.
هتف محمد بيأس.. بإستياء.. الى متى سيستمر هذا الحال الذي أزهقه تعبا
ردت آلاء بصراحة
انا لست متأكدة منك يا محمد اذا حقا قمت بخيانتي ام لا.
الا ثقين بي
سألها بنبرة متعبة حقا فصمتت ليبتسم ويهز رأسه.. هي لا تثق به.. سكوتها اكبر دليل!
اغمض عينيه للحظات ثم فتحهما وقال
حسنا اذا ابقي عند اهلك.. اعتقد انني توسلت اكثر مما يجب.. إذ ان لم يبقى لدي اي كرامة بسببك.. فكفى يا آلاء ابقي هناك ولن اقول لك عودي الي او حتى متى ستعودين.. انت رديتيني ورفضتيني اكثر من مرة وهذا حقا يكفي بالنسبة الي.. وكما ارى ان كلام الجميع صحيح.. نحن يجب ان نبتعد