الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية قصة حقيقية القصول من 26-30

انت في الصفحة 14 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

عن بعضنا البعض هذه الفترة.. نحن بحاجة الى الإبتعاد حتى نراجع أنفسنا وكذلك نمنح ذاتنا المجال للتفكير وإتخذال القرار الصحيح.. انتبهي الى نفسك.. مع السلامة!
ودون ان يسمع ردها أغلق الخط! لا لا.. لا يعقل ان يكون هذا محمد.. لا بد ان خالتها تحدثت معه واخبرته ان يتوقف عن ملاحقتها حتى تركض هي خلفه.. هي اكثر من يعرف هذه العائلة..
ولكن.. بقيت تنظر الى الهاتف بإبتئاس وحزن.. اليس هذه ما تريده اليس هذا ما كانت تسعى اليه طوال هذان الأسبوعين وها هو ينفذ لها كل الذي ارادته فلماذا تشعر بالضيق لماذا هذا 
جفاها النوم ولم يذبل لها جفن.. حتى الصباح بقيت تفكر بكلامه.. كلمة كلمة.. هو محق.. يجب ان يبتعدا عن بعضهما البعض.. من الأساس صعب ان يستمرا معا.. هو عصبي ومتهور دائما معها وهي طويلة اللسان واندفاعية ..
هما لا ينفعان لبعضهما البعض.. هي عنيدة وهو أعند.. فلماذا البقاء والاستمرار هذا افضل حل ولكن لماذا قلبها يؤلمها الى هذه الدرجة لماذا تشعر انها تكذب على نفسها لا اكثر لماذا لا تقدر على الإعتراف انها موجوعة بسببه ولا تريد العودة اليه ولكن في الوقت نفسه تريده ان يبقى قريبا منها ويستمر بمحاولاته لتعود اليه.. لماذا النساء هكذا غريبات! يركضن خلف الشيء! يا لحيرة وصعوبة فهمهن..
تمر الأيام بعد عودتها من أوستند.. محمد صدقا توقف عن ملاحقتها وعن الاتصال بها.. إبتعد عنها للحد الذي جعل صاحب الشقة يتصل بها بنفسه ليخبرها عن موعد توقيع عقد ايجار الشقة حتى تأتي ولم يفعل محمد! إبتعد بكل ما للكلمة من معنى وهذا الأمر مهما انكرت يزعجها..
هذا كله بسبب خالتها.. واثقة انها هي السبب فبعد ان رأتها كيف تتحدث مع ابنها دون شك قالت له ان يتصرف بهذه الطريقة المختلفة معها حتى تعود هي بنفسها اليه!
تقف برفقة طلاب صفها الذين يتناقشون حول اسئلة الإمتحان.. تسرح في البعيد وما البعيد الا  منديلا ابيضا تحت انفها ليمسح الډم عنه بينما يقول بقلق
ارفعي رأسك.. أنفك ېنزف.
وكأنه افعى وقرصتها.. فتلقائيا تغلغل السم في عروقها لتبتعد عنه بحدة وتصيح پغضب دون اي تفكير
انت كيف تتجرأ وتلمسني من سمح لك ان تمد يدك على وجهي
بهت وجه كريس امام هجومها الذي بغته.. كان قصده شريفا ونتيجة لخوفه عليها إقترب منها ولمسها.. 
رفع يديه بإستسلام وقال بنبرة شجية وكأن صړاخها هكذا امام كل الأنظار كسر شيئا ما بداخله او بكرامته!
أسف.. لم اقصد شيئا مما فهمتيه.. فقط رأيت انفك ېنزف وانت لا تشعرين ولذلك لمستك لا غير.. لا يوجد شيء سيء في عقلي كما تعتقدين.
إعتذر كريس مرة أخرى والأنظار لا زالت مثبتة عليهما فالذي حدث كان في ممر المدرسة.. ثم تركها وغادر لتبعد الاء المنديل عن انفها دون ان تعي بعد ما الذي يحدث او ما حدث لتجد المنديل ممتلئ بالډماء.. 
هتفت يارا بها بسرعة بعد ان اخفضت رأسها
آلاء انتبهي ولا تخفضي رأسك واجلسي.
جلست آلاء لتنظر الى ظهر كريس الذي يسير مبتعدا ليوخزها ضميرها.. هو لم يكن يقصد لمسها ولكنها كانت مشوشة فكريا فتلقائيا بدر منها رد الفعل العڼيف هذا.. 
سمعت عتاب يارا لها فكريس فعلا لم يقصد إزعاجها لتقول آلاء بضيق
كفى يارا.. لا تزيدي من شعوري بالذنب!
كانت هذه هي المرة الأولى التي ېنزف انفها.. ربما بسبب البرد لا تعلم! تفهمت يارا حالها فغادرت آلاء المدرسة وتذكرت ان لديها موعد مع صاحب الشقة.. 
محمد لم يتصل بها ابدا.. حتى انه لم يسألها اذا كانت تريده ان يأتي ليصطحبها معه للذهاب الى هذا الموعد..
وفي الواقع هذا الشيء كان يغضبها.. يستفزها.. ويقودها الى فقدان سيطرتها على اعصابها.. وكان القربان الأول لشعورها بالضيق هذا هو كريس بما فعلته معه في المدرسة..
وصلت الى المكان الذي بعثه لها صاحب الشقة في رسالة نصية لتجد محمد قبالتها.. وكان هو اول من تماسك نفسه بعد كل هذا الفراق الذي دام لأيام طويلة فهز رأسه بتحية باردة دون اي كلمة وإبتعد قليلا عن الباب الذي فتحه بكل شهامة حتى تتقدم هي اولا.. 
اخذ قلبها يخفق پعنف شديد.. وكأنه يعدو في سباق مصيري.. لا هذا الغباء لا يجدي نفعا.. يجب ان تكون اكثر برودة منه..
ولجت الى الداخل دون حرف واحد واستغل محمد سيرها امامه ليحاول ان يروي البعض من شوقه الجائع حتى اليأس لها.. آه كم اشتاق لها ولكن هي تريد البعد وهو سيحققه لها حتى تجرب مذاقه المرير الذي يفعل الويل به.. 
القى الرجل التحية عليهما ثم جلس امامهما ومد لهما العقد حتى يوقعانه.. 
هذه هي الأوراق.. لقد جهزتها مسبقا لكما لأنني اعلم ان لديكما الكثيير من الأعمال.
تطلعت الى محمد دون تعبير ليومئ محمد ببساطة
صحيح.. انا على عجلة من امري!
كتمت ابتسامتها الساخرة.. حقا! يجب ان تتعلم منه حذافير كيفية الهجر.. 
سكتت دون ان تنبس بشيء ثم وقعت العقد سريعا وقالت بإقتضاب
وفقا لما اظنه ان عملي قد انتهى هنا.. ولذلك عن أذنكما.
بشكل سريع سلم محمد العقد هو الآخر بعد ان وقعه وخرج خلفها متسائلا
هل ستستقلين الحافلة حتى تعودين
ولصډمتها هتف بموافقته ثم توجه الى سيارته وغادر.. أهذا حقا! سيدعها تذهب بالحافلة ولن يقلها هو الى المنزل! تبا له ليرى من سيفكر به بعد الآن.. اذ كان لا يريدها فهي ايضا ليست  شاهد تذبذب علاقتها مع زوجها والوضع السيء القائم بينهما بالإضافة الى شرودها طيلة الوقت وحزنها الذي لا بات جزءا من جمال وجهها.. كانت حقا كسفيرة الأشجان.. من حزن الى آخر.. ومن تعاسة الى أخرى.. 
الأقاويل بدأت هنا وهناك.. والضغوطات ازدادت من جميع الأطراف.. العائلة كلها بدأت تشمت وتتناقل الأقاويل عنها مع اضافات.. تارة يقولون مطلقة ولا زالت في بداية زواجها.. وتارة يقولون انها الآن في منزل اهلها بسبب حزنها من زوجها.. اقاويل واقاويل لا تنتهي والمصدر عمتها صفاء التي أوصلت هذا الخبر الى عائلتها في العراق..
ردت آلاء على اتصاله ليقول بهدوء
كيف حالك
الحمد لله! غريب كيف سمحت لك والدتك ان تتصل بي ام انك اتصلت دون علمها
هتفت آلاء بتهكم غاضب ليقول محمد بجدية
آلاء دعك من هذا العبث.. اتصلت بك لآجل غرض واحد!
وما هو
قال محمد بإصرار
اريد ان اراك غدا بعد ان تنهي امتحانك.. سأكون في انتظارك بجانب المدرسة حتى نتحدث ونصل الى حل نهائي.. هناك موضوع هام اريد الحديث معك بشأنه.
حسنا ولماذا لا ولكن يجب ان استأذن ابي اولا وبعد ذلك ارد لك جواب.
حسنا سأكون في انتظارك.. اذهبي الآن واخبريه.
اغلقت الخط ثم ذهبت الى والدها لتجده في الصالة يشاهد الأخبار فوقفت قبالته بثقة وقالت بهدوء
أبي.. محمد اتصل بي.
بسرعة نظر رحيم اليها بتركيز وتساءل بخشونة
ماذا يريد
ردت آلاء ببراءة
لا اعلم فقط قال انه يريد ان يراني بعد الإمتحان.
ممنوع!
قالها رحيم بصرامة لا تقبل النقاش فإبتسمت آلاء داخليا بإنتصار.. والدها يريد تأديب محمد ولذلك يمنع اي تواصل بينهما هو الآخر حاليا.. 
اومأت آلاء ليردف
اتصلي به الآن امامي واخبريه انني لم اوافق.. واذا كان الموضوع مهما جدا بإمكانه ان يأتي يوم الإثنين الى منزلنا حتى يتكلم معك.
ونفذت وهي تكاد تطير فوق السحاب.. يستحق ويستحق.. لم تمل ابدا من قول كلمة يستحق.. فهو لا زال يستحق الكثير والكثير.. ما اجمل هذه السعادة التي تشعر بها وهذا الإنتصار عندما يخيب امله ويتم رفض كل طلباته..
الفصل الثلاثون
ابتسمت آلاء بسبب كلام والدها ليلة البارحة.. هو محق هي ومحمد يحتاجان الى تأديب.. وممنوع ان يتحدثا او يلتقيا الا بإذنه وفقط امامه..
كانت تتوقع ان يخالف كلام والدها ويأتي الى مدرستها ليراها ولكنه صدمها حينما نفذ بالحرف الواحد كلام والدها.. ولكن الليلة الأمر سيكون مختلفا فهي لديها حفلة وداع لمعلمها الذي سيتقاعد.. والحفلة ستكون في المطعم وهي ستستغل هذه الحفلة لټنتقم من الجميع وليس فقط من محمد..
 على وجهها مع احمر شفاه قاتم اللون.. ورفعت شعرها لتحرر بعض الخصلات الأمامية فقط.. 
تطلعت الى نفسها برضى ثم التقطت السلسلة التي قطعها محمد لها وارتدتها فشقيقها محمود اخذها منها ليصلحها وقد اعادها اليها حينما سافرا الى أوستند.. وبعد ذلك وضعت وشاحا حول كتفيها لتغطي عري ظهرها وصدرها بسبب إصرار صديقتها ليسا تجنبا للمشاكل..
ولجت الى المطعم بكعبها العالي فهرول نحوها كريس الذي كان ينتظر مجيئها منذ ان بدأت الحفلة ولم يبعد عينه ولو قليلا عن الباب.. 
وقف كريس امامها وهو يطلق صفيرا وعيناه الزرقاوان تقران بإعجابه الشديد بهذا الجمال الذي يراه.. 
على ما يبدو ان المدرسة يجب ان تنتقل الى هنا كي ارى دائما هذا الجمال وهذه الملابس!
إبتسمت آلاء بتكلف وغمغمت
شكرا ولكن انا دائما جميلة للعلم فقط.
اعلم ولكنك اليوم مختلفة.
شكرته آلاء مرة أخرى ثم ابتعدت عنه لتلقي التحية على بقية زملائها.. 
هتف يزيد بمرح وإعجاب.. وقد كان هذا الشاب العربي قريب منها بعض الشيء بسبب مرحه الدائم وطيبة قلبه
اخبريني فقط.. الا تخافين على نفسك
ضحكت آلاء بصدق
لماذا
تأتين الى الحفلة بكل هذا الجمال وايضا دون خاتم الزواج ... ماذا لو أتوا الآن وتقدموا لخطبتك مني.. ماذا سأقول لهم ماذا سأفعل
قال يزن متفكها فردت آلاء ضاحكة
اخبرهم انني متزوجة.. الموضوع سهل جدا.
اصبحت أشك انك متزوجة.. لو انك لست متزوجة كنت سأفكر بك
هتف يزيد
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 17 صفحات