الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية السمراء الجزء الثاني

انت في الصفحة 35 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز


يقول 
ماشى يا طارق خلاص هقوله .. لا أكيد مش هيضايق طالما الموضوع كده .. خلاص أشوفك بكرة فى المكتب
نظر مراد الى مريم قائلا 
خليكي هنا راجعلك
أومأت برأسها .. ذهب مراد ليخبر سامر بإعتذار طارق عن الحضور
اقترب أحد الرجال من مريم التى كانت تتفحص احدى اللوحات وقال لها 

عجبتنى أنا كمان .. رقيقة أوى مش كدة
نظرت اليه مريم وتمتمت بخفوت 
بعد اذنك
تركته ووقفت أمام لوحة أخرى وهى لا تدرى بأن عينا مراد كانت تراقب سكناتها قبل حركاتها .
عادا الى المنزل فى وقت متأخر لم يتحدثا معا لا فى الحفلة ولا فى السيارة .. كان مراد يبدو شاردا متسغرقا فى التفكير .. صعدا الى الغرفة فتوجهت الى الحمام وغيرت ملابسها وخرجت ليتبادلا الأدوار .. نامت مريمو تدثرت بغطائها وأولته ظهرها حاوت اغماض عينيها لكن النوم جفاها .. بدا على مراد أيضا عدم الرغبة فى النوم .. أزاح الغطاء وجلس على فراشه يرمق مريم وقد بدا عليه التفكير العميق .. شعرت مريم بحركته فالتفتت لتراه جالسا على فراشه يتطلع اليها .. شعرت بالخجل فجلست فى مكانها .. الټفت اليها مراد قائلا بحزم 
احكيليى اللى حصل فى الصعيد
نظرت اليه مريم بدهشة ثم قالت بسخرية
ليه مش حضرتك عارف كل حاجه .. كنت على علاقة بإبن عمك لحد ما الناس شافتنا سوا
ازدادت حدة نظرات مراد وقال بلهجة آمرة 
مبحبش أكرر كلامى مرتين .. قولت احكيلى اللى حصل فى الصعيد
بلعت مريم ريقها وهى لا تفهم سبب طلبه لذلك وما الفائدة ان كان لن يصدقها أبدا .. تحاشت النظر اليه وقصت عليه ما حدث من أول خروجها مع صباح حتى قدوم الرجال الى بيت جدها .. مرت لحظات صمت من كليهما .. نهض مراد فجأة وأمسك بمصحفها الموضوع على الطاولة أمام الأريكة ..
جلس على الطاولة وبدا قريبا منها .. ازداد خجلها واعتدلت فى جلستها أكثر .. أخذ مراد يفر صفحات المصحف ونظراته مركزة على مريم كنظرات أسد يتفحص فريسته قبل الإنقضاض عليها .. قال بصوت رخيم 
تعرفى ايه عقاپ اللى يحلف بالله كڈب
نقلت مريم نظرها من المصحف فى يده اليه دون أن تتكلم .. فأكمل وهو مازال ينظر اليها نظرات بدت وكأنها تخترقها وتنفذ الى أعماقها 
ده يبقى اسمه يمين غموس .. وده يمين كاذبه ڤاجرة .. وده من الكبائر وملوش كفاره .. تعرفى ليه اسمه يمين غموس 
لم يرف ل مريم رمش نظرت فى عمق عيناه بثبات فأكمل قائلا 
لان صاحبه بيبقى مغموس فى الإثم .. ويوم القيامة بيتغمس فى الڼار بسببه .. ربنا بيقول فى سورة آل عمران إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عڈاب أليم 
ظلت تنظر اليه بثبات فأكمل مراد بهدوء و بحزم 
احلفى ان اللى قولتيه دلوقتى هو الحقيقة وانك مكدبتيش فى حرف واحد
صمتت مريم لحظات وكلاهما يتطلع الى الآخر بثبات ثم
قالت بثقه شديدة 
والله العظيم ما كدبت فى حرف واحد ومفيش حاجه حصلت أكتر من اللى حكيتها دلوقتى .. ولو كنت كدبت فى حرف واحد يارب أتغمس فى ڼار الدنيا قبل ما أتغمس فى ڼار الآخره
ظلت عينا مراد تنظرات فى عينيها والى تعبيرات وجهها بتمعن .. ثم أخفض بصره وقال 
ليه جمال عمل كده .. يعني لو كان عايز يتجوزك ليه ميروحش يتقدم لأهلك
قالت مريم بحماس وقد شعرت بأنه بدأ يصدقها 
أصلا هو ميعرفنيش عشان يتقدملى .. أنا واثقه انه كان قاصد ان ده كله يحصل
نظر اليها مراد قائلا وهو يفكر 
يمكن شافك وعجبتيه وخاف يتقدم أهلك يرفضوه عشان المشاكل بين العيلتين
أزاحت مريم الغطاء وأنزلت قدماها على الأرض فقد كانت تشعر بالخجل من جلوسها أمامه بهذا الوضع ثم قالت بحزم 
أصلا أنا مروحتش الصعيد الا قبل المشكلة دى بكام يوم لحق فين شافنى وعجبته واتعلق بيا لدرجة انه يعمل كل الفيلم ده عشان يتجوزنى
قال مراد وهو يمعن التفكير
يبأه زى ما عمتو قالتلى .. حساب قديم كان بيصفيه
قالت مريم بدهشة 
حساب ايه
قال مراد بحزم 
مش عارف .. بس هعرف .. لازم أكلم عمتو وأفهم منها كل حاجه
أومأت مريم برأسها وشردت قليلا .. نظرت الى مراد فوجدته يتطلع اليها بنظراته فاحمرت وج نتاها واشاحت بوجهها .. نهض مراد قائلا 
نامى دلوقتى وأنا بكرة ان شاء الله هكلم عمتو
توسد كل منهما وسادته وكل منهما يفكر فى هذا الوضع الذى وصلا اليه
ترى ماذا ستكون نهاية المطاف !
يتبع
الفصل التاسع عشر.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
استيقظت مريم فجرا .. لتجد نفسها نائمة فى الشرفة ومدثرة بالأغطية أزاحتهم وهى تنظر اليهم بدهشة .. قامت وهى تحملهم وتوجهت الى الداخل لتجد مراد نائما على الأريكة بلا غطاء .. وقفت تنظر اليه بدهشة .. لحظات وانطلق منبه هاتفه .. فتركت الأغطية على الفراش ودخلت لتتوضأ .. خرجت لتجده مستيقظا تجنبت النظر
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 49 صفحات