رواية سهام الفصول من 1-11
الهاتف... ترك كل شئ وأتى راكضا.. ومازال بكاء شقيقته وصوتها يتردد بأذنيه
سوسن ياحمزة.. سوسن في المستشفى وقعت من طولها.. ألحقنا بسرعه
نادية حصل ايه ل سوسن .. انطقي
ووقعت عيناه على ندي المنزوية جانبا تبكي وقد صوبت عيناها نحو القادم ليسمع صوت شقيقه القلق
مالها سوسن ياحمزة
واتبعه شريف الذي وقف يلتقط أنفاسه بصعوبه
الكل وقف يسأل وينتظر الاجابه ولكن لا رد يحدث من ناديه التي مازالت مصدومه مما حدث وتشعر بأنقباض قلبها وان القادم ليس بالهين
وكان خروج الطبيب هو النجده بالنسبه لهم حمزة من الطبيب
مراتي فيها ايه
دارت أعين الطبيب بينهم وهو لا يعلم بما يجيبهم
ممكن اعرف كانت بتابع مع دكتور مين
وقبل ان ينطق حمزة بأسم الطبيب الذي هاتفه فور ان علم بحالتها ليتبعهم للمشفى التي نقلت إليها
تعجب الآخر من إشراف استاذه على تلك الحاله.. فكيف لاستاذه ان لا يعرف مدى تدهور حاله سوسن وأنها كانت لابد أن تخضع لعمليه جراحيه
حد يفهمنا امي فيها ايه
كان هذا سؤال شريف الذي لم يعد يحتمل وقوفه هكذا وهو لا يعلم شئ عن حالة والدته
مدام سوسن قلبها تعبان اوي كان لازم تعمل العمليه من فترة قبل ما حاله القلب توصل للمرحلة ديه..
مدام سوسن كانت رافضه الخضوع لأي عمليه جراحيه
قالها الطبيب المختص بأعين مثبته على الواقفين.. فتلك كانت رغبه سوسن التي لم يقتصر مرضها على القلب فقط إنما كان السړطان هو صراعها الآخر والذي لا يعرفه الا هو
تفاجأت عمتها من قدومها اليوم.. لتنظر إليها وهي تدلف بحقيبة ملابسها الصغيره التي تحتوي على القليل من الملابس فقد كانت ستقضي بضعة ايام لدي والدتها
لم تفر في الصباح كما تمنت فأستيقاظ اشقائها قبل رحيلها واصرارهم على مكوثها معهم جعلها تنصاع للبقاء بضعه ساعات وقد اعطتها والدتها حرية الانصراف دون الإلحاح عليها والسبب كان معروف
اكل ومال اندس في حقيبتها وهي لا تشعر الا انها تريد أن تصرخ باكيه تخبرها انها سمعت كل شئ وانها تختنق ولكن ما بيدها حيله الا ان تتمتع بلحظات دافئه مع اشقائها ثم ترحل كالغريبه
انتي جيتي يا ياقوت مش قولتي هتقعدي عند امك
كام يوم
فهربت بعينيها بعيدا من مطالعه وجه عمتها تخبرها كاذبه
عمي سعيد جاتله اخته وأولادها فمكنش ينفع افضل... البيت مش ناقص زحمه
فحركت خديجه رأسها بتفهم وقد صدقت كذبتها ثم سألتها
غدوكي ولا لاء.. اوعي يكونوا مشوكي جعانه
فأنفرجت شفتيها بضحكه ساخره لم تفهمها عمتها
اكلت كل الاكل اللي بحبه
ولكن في الحقيقه رغم صنيع والدتها لكل الطعام الذي تحبه الا انها ابتلعت بعض اللقيمات بصعوبه دون شعور بأي مذاق
فالمذاق الذي كان في حلقها هو مذاق العلقم
طب كويس... المهم تكوني اتبسطي مع اخواتك.. ومدام جيتي روحي للخياطه هاتي منها العبايه بتاعتي
ولم يكن منها الا ان تخرج كلمتها المعتاده لعمتها
حاضر
.......................
فتحت عيناها بتعب وهو تشعرا
حمزة
فجاهد على رسم ابتسامته
كده تقلقينا عليكي ياسوسن
فرطبت شفتيها بلسانها وعيناها اخذت تحدق به بأبتسامه متسعه
انا حبيتك اوي ياحمزة.. حبيتك وظلمتك معايا
هتفت بعبارتها الأخيرة وقد تبدلت ابتسامتها للندم رغم ان لا ندم كان يوجد.. فهو لا يرى نقص بحياته معها
أنتي ظلمتيني ياسوسن.. انتي من ضمن الستات اللي قلبي قفل عليهم بعيد عن عتمته بعد ما كره وجود أي ست... عمري ما حسيت معاكي