رواية رحمة كاملة
بين كفيه
مسكناهم وجبنا دليل عليهم وبكرة هيتم حبسهم بأمر رسمي وبعدها هياخدوا جزاءهم
كان يتحدث وهو ينظر لعيونها التي اتسعت بعدم تصديق وهناك دموع تهبط پعنف شديد وشهقاتها قد بدأت تعلو في المكان كله تهز رأسها بالنفي وهي تردد بدون وعي
مستحيللا لا
رأى زكريا حالتها تلك ليجلس سريعا جوارها وهو يجذب رأسها لصدره بحنان هاتفا بتأكيد مواسيا إياها
بكت فاطمة أكثر وهي تهتف من بين صرخات قلبها العالية
بابا بابا
لم تتمكن من اكمال كلمتها وهي تزداد
بكاءا على نفسها وحياتها التي ضاعت بسبب اب ضعيف جبان حتى عن استراد حق ابنته عن الوقوف في وجه من دمروها وكسروا برائتها
تحبي نروح ليه
لم تفهم فاطمة مقصد زكريا لترفع رأسها ببطء من على صدره وهي تهمس بعدم فهم
نروح ليه
اممم قصدي والدك تحبي نروح نزورهنتكلم معاه تقعدي معاه لو ده هيخفف عنك نروح ليه ايه رأيك
صمتت وصمت ليطول صمتهما الذي لم يقطعه سوى همسة زكريا وهو يناديها بحنان شديد
لم يصله ردها على كلمته ليبعدها قليلا عن صدره يحاول تبين إن كانت غفت ام لا لكنها ابت أن تتحرك ولو انش واحد بعيد عن صدره وهي تهمس بصوت ابح من كثرة البكاء
زكريا
ربت زكريا على رأسها وقد علم أنها في هذه اللحظة تحتاج فقط للشعور بالأمان لذا توقف عن محاولة رؤية وجهها عن طريق أبعادها عنه
انا بحبك اوي
ابتسم زكريا بسمة واسعة وهو ينحني مقبلا رأسها بحب شديد لا ينضب ولا يجف بل يزداد في الفيضان داخل قلبه كبحر هائج
وانا ماټت كلماتي أمام تلك الكلمة صغيرتي
تغضنت ملامح فاطمة بضيق وهي تهمس له
يعني ايه يعني انت مش بتحبني
ضحك زكريا پعنف على حديثها وهو يخبرها من بين ضحكاته
ابتعدت فاطمة عنه بغيظ شديد وهي تهمس
زكريا إنت بتحبني ولا لا
تشنج زكريا بغيظ وهو يرمقها لا يصدق ذلك السؤال الغبي الذي خرج للتو من فهما لينهض مبتعدا عنها بنزق وهو ينهض هاتفا
من بين كل نساء الارض رزقت بك أنت
وانت مالك بنساء الأرض يا زكريا يا شيخ يا محترم ياللي مش بترفع عينك في واحدة يا اللي كنت كل ما تشوفني ټدفن وشك في الأرض وتبعد عني كأني جربانة
نظر لها زكريا لثوان قبل أن ينفجر في الضحك متذكرا تلك الأيام وهو يهتف بحنين
اه فكرتيني مكنتش المحك غير لما يحصلي مصېبة
صمت قليلا ثم قال بتعجب شديد
صحيح هو ازاي بقيت اقابلك عادي من غير ما تحصل مشكلة ولا المشاكل دي كانت قبل الجواز بس ولا ايه
لم تفهم فاطمة ما يقول لتتحدث بحنق
انت بتقول ايه شكلك بتوه الكلام عشان متقولش بحبك
رفع زكريا حاجبه بسخرية شديدة وهو يتجه لها ببسمة هاتفا حينما أصبح قربها
جميلتي الصغيرة اه فقط لو كنت تملكين عقلا لكنت اصبحتي افضل نساء الارض
أنهى حديثه وهو يبتعد عنها تاركا إياها تفتح فمها ببلاهة مرددة
ايوة يعني بتحبني ولا لا برضو
أنت شايفة ايه يا فاطمة
زكريا تتجوزني
ابتسم زكريا بعدم تصديق لكلمتها يفتح فمه ببلاهة وهو يهمس وقلبه يقرع بشدة
أنت اللي تتجوزيني يا فاطمة انا اللي المفروض اقولك كده بل واترجاك كمان
نظرت له فاطمة ببسمة وهي تقول محاولة ابعاد تلك الغصة عن حلقها وهي تقترب منها ټدفن نفسها في صدره
مش مهم مين يقولها المهم انك تتجوزني يا زكريا وتبقي جنبي دايما لغاية اخر نفس فيا
اغمض زكريا عينه ببسمة وكأنه يستعشر همساتها ثم قال ببسمة
فاطمة
اممممم
ابعد زكريا وجهها قليلا عن صدره ثم اقترب من وجهها بشدة وهو يهمس بحنان وحب
لا اعلم إن أخبرتك سابقا بكلمة احبك لكن إن لم افعل فتأكدي أنه ماكان ذلك سوى خجلا من أن أقول كلمة لا تصف مقدار مشاعري تجاهك ف والله ما في قلبك تجاهك قد تخطى درجات الحب الاثنا عشر والتي عرفتها اللغة العربية للدرجة الثالثة عشر والتي وجدت فقط لاجلك وها هي على أعتاب الدرجة الرابعة عشر بل وربما الخامسة عشر فحبي لك يتزايد بدرجة مخيفة لذا فقط ارفقي بي
كانت تسير جواره صوب المصعد بعدما عادا الاثنان للمنزل وفي قلبها تحمل شيئا من الخۏف لما رأته منه منذ قليل وها هم منذ خرجوا من المطعم وهو يجري اتصالات عديدة يتحدث فيها پغضب عارم جعلها تتقي شره ولا تتحدث بكلمة واحدة حتى
فتح فرانسو باب شقته ثم تقدم للداخل دون كلمة واحدة ملقيا مفاتيح شقته على اول طاولة قابلته لكن ما كاد يخطو بقدمه داخل الغرفة حتى وصل لمسامعه صوتها الهامس وبشدة وكأنها كانت تخشى أن تزعجه فينقض عليها
هو هو اللي حصل هناك ده بسببي انا عملت حاجة غلط
توقف فرانسو وهو يعطيها ظهر ثم مسح وجهه بضيق شديد يحاول الهدوء فليس لها أي ذنب بما حدث ابدا ها قد أصبحت تخشاه أكثر بعدما نجح صباحا في أخذ اول خطوة صوبها احسنت فرانسو
استدار لها ببطء وهو يجاهد لرسم بسمة على فمه يخبرها بها أنه ابدا ليس غاضبا منها بل هو فقط غاضبا لأجلها
لا يا قلبي مش بسببك و
توقف فجأة وهو يستوعب ما قال منذ ثواني وتلك الصدمة التي ارتسمت على وجهها على إثر كلمته التي خرجت عفوية منه اه حسنا ها هو يفسد الأمور أكثر
تمام شكلي بوظت الدنيا صح
لم تفهم بثينة ما يقصده بحديثه ذلك ومازالت الصدمة جراء
كلمته تحتل ملامحها ليهز هو كتفيه بعدم اهتمام لما حصل وهو يضيف على حديثه السابق متجها لها بخطى سريعة
وبما أنها كده كده بايظة فنبوظها أكثر
أنهى حديثه وهو يجتذبها لاحضانه پعنف شديد يهمس لها بدون مقدمات
بحبك يا بثينة
كان قلبها يضرب جنبات صدرها پعنف شديد لدرجة الألم تشعر باطرافها وكأنها تجمدت وهو يضمها بهذه القوة إليه بينما هي كانت ترخي ذراعيها جوارها لا تعلم ماذا تفعل سوى أنها أخرجت همسة بلهاء من فمها
ها
من سنين طويلة بحبك اوي يا بثينة
فتحت بثينة عينها پصدمة اي سنين تلك هي تعرفه منذ أسابيع فقط
هتحبيني زي ما بحبك ولا نكتفي بحبي مټخافيش هو كببر وهيكفينا
شعرت بثينة بدمائها تغلي في عروقها وهي تفكر أن الذي ظنت أنها تعشقه طوال سنين حياتها لم يبادلها يوما بنظرة حب واحدة وها هو ذلك الذي نبذته يعشقها ويهيم بها عشقا كما ترى
بتحبني
ابتعد فرانسو عنها وهو يرجع شعر رأسه للخلف هامسا ببسمة وجنون
مش اوي يعني هو ممكن تقولي هوس جنون يعني حاجة في الرنج ده تقريبا من
كتر قعدتي معاهم بقيت زيهم
ضحك دون أن ينظر لها ثم أضاف مبتلعا ريقه وهو يتساءل بعيون وشفاه ممدودة كطفل صغير
تفتكري اني محتاج اتعالج
نظرت له ببلاهة وهي تهز رأسها بعدم معرفة ليبتسم هو فورا مضيفا وهو يسحب يدها ثم اتجه بها لخارج الشقة كلها وهو يقول بحماس شديد
انا لقيتها احنا نخرج دلوقتي نروح ناكل ايس كريم وبعدين ارجع اتعالج
تحركت بثينة خلفه وهي تنظر له بذهول شديد ومازالت كلماته تتردد في اذنها تبتسم ببلاهة تشعر بشعور غريب يغمرها لذا سحبت يدها منه ليتوقف فجأة وقبل أن يتحدث بكلمة كانت هي تلقي بنفسها بين أحضانه وهي تهمس بأمل في حياة جديدة بأمل في حب يغمرها بأمل في عائلة تحبها
سوا نتعالج سوا يا فرانسو
ما خلاص بقى يا هادي مكانش خلاط ده اللي متنكد عليك بسببه بقالك يوم
زم هادي شفتيه وهو يتحدث بحنق شديد لرشدي الذي يستهين باحزانه غير عالما بمكانة ذلك الخلاط لديه
طبعا ما انت مش حاسس بڼاري الخلاط ده يا استاذ ياللي بالنسبة ليك عادي كان شاهد كبير على قصة حبي انا واختك وفجأة كده اختفي من حياتي منك لله يا فرج بس المحك والله ل
توقف هادي عن الحديث وهو يرى فرج يتهادى أمام عينيه بخفة وكأنه البارحة لم يكسر قلبه مع خلاطه الثمين كانت اعين هادي تتحرك بالتزامن مع حركة فرج وهو يسير أمامها ببسمة واسعة دون أي شعور بالذنب قد يشفع له عند هادي بل وأن القاحة وصلت به بأن يلوح بيده لهما يلقي عليهما تحية الصباح ثم ابتعد صوب مقعده على القهوة تاركا بركان هادي على وشك الفوران
أشار هادي صوب فرج وهو يحدث رشدي بشړ
اهو جه لغاية عندي برجليه
ربنا بعدها على ذراع رشدي وهو يقول بينما يرفع أكمام قميصه
خد زكريا ومراته وعلى القسم وانا هحصلكم بعد ما اخلص
أنهى حديثه ثم ركض صوب القهوة قبل أن يتمكن رشدي حتى من منعه أو الإمساك به
كان يجلس بملل شديد على مقعده ينعي فشله ال حسنا هو لا يتذكر رقم هذه المرة من كثرة محاولاته الفاشلة في الزواج بأم اشرف وكل هذا بسبب ذلك البغيض اشرف
تذرب حاجة يا عم فرج
استفاق فرج من أفكاره على صوت فتى صغير لينظر له بحسرة وهو يردد
كوباية لمون يابني خلينا اروق بدل حړقة الډم
لا خليها كوباية قهوة على روح المغفور إليه
رفع فرج رأسه مذعورا من ذلك الصوت وهو يردد پخوف محاولا رسم بسمة مرتجفة
هادي اهلا يا حبيبي اخبارك واخبار الست الوالدة
ابتسم له هادي بسمة مخيفة ليقول فرج وهو يراقب رحيل الفتى
خير يعني طلبت قهوة على روح المغفور إليه مين ده اللي ماټ
جلس هادي جواره وهو يراقب حديثه مبتسما
الحاج فرج
صدم فرج من حديثه وهو يتراجع للخلف
الحاج فرج لا متقولش الحاج فرج الحلاق لا حول ولا قوة الا بالله ده كان من اسبوع بيلعب معايا طاولة تعرف الحاج فرج ده كان زميلي في اعدادي كنا بنقعد ورا بعض في اللجنة ويغش منفيه ايه يا هادي يا حبيبي بتبصلي كده ليه
ابتسم هادي وهو ينهض مشرفا على فرج
لا متخافش الحاج فرج ربنا يديله الصحة بخير بس فرج تاني هو اللي ھيموت
فرج تاني يكونش فرج بتاع الروبابيكيا بس ده لسه عيل يا عيني حسرة قلب أهله عليه و
توقف وهو يرى هادي ينقض عليه قائلا من بين أسنانه
يعني جبت كل اللي اسمهم فرج في الحتة ونسيت نفسك يا فرج
تراجع فرج للخلف بړعب وهو يبحث عن مفر له
انا ما انا زي الف اهو يابني
كنت زي الفل
صړخ فرج وهو