السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دينا كاملة

انت في الصفحة 13 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

حار حتى هدأت عاصفة البكاء ورفعت هديل رأسها مسحت دموعها ثم أمسكت بيده 
قالت بصوت مبحوح من البكاء أنسى كل ده دلوقتي وركز على نفسك خليك بخير علشان تعوضني عن السنين اللي فاتت دي 
ابتسم من بين دموعه أنا مش عارف هقدر أخرج من هنا ولا لا بس أنا متطمن عليك وأنه حسام هيقدر يعوضك عن أي حاجة وحشة حصلت ليك أنا كنت السبب فيها 
شدت على يده لتقول برفض قاطع لا حسام حاجة تانية خالص إنما بإذن الله ربنا هيشفيك علشان تعوض كل السنين اللي عيشتها من غيرك حاول على قد ما تقدر وسيب النتيجة على ربنا المهم تكون عايز تخف 
في تلك اللحظة سمعوا طرق على الباب ودخل بعدها حسام ليقول بابتسامة ألف سلامة عليك يا عمي عامل إيه دلوقتي
أخفض والدها نظراته وقال بنبرة خجلة الحمدلله يابني كل اللي يجيبه ربنا خير 
رفع عيونه له قائلا برجاء سامحني يابني 
أجاب حسام بابتسامة هادئة العفو يا عمي على إيه المهم تبقى كويس وتخرج لنا بالسلامة 
أبعد والدها عيناه بندم لقد كان كرم أخلاق حسام أثقل من أن يتحمله ضميره 
عاد يحدق إليه وقال بصوت متعب ياريتني كان ليا عين أوصيك على هديل بس أنا عارف أنك هتاخد بالك منها كويس 
أقترب حسام ووضع يديه على كتفي هديل وقال بحزم مش محتاج توصيني ياعمي هديل في عيوني من غير كلام وربنا يشفيك يارب على خير 
بعد قليل ولجت الممرضة لتأمرهم
بالخروج حتى يرتاح المړيض أصرت هديل على والدتها بأن تعود للمنزل حتى تعتني بإخوانها وستبقى هي وحسام في البداية رفضت والدها ولكن إصرار حسام وهديل جعلها تغادر مطمئنة 
كانت هديل ترتاح على كتف حسام ينتظروا أي إشارة أو خبر جديد حين أتى الطبيب فنهضوا على الفور 
قالت هديل بقلق أخبار بابا إيه يا دكتور
ابتسم الطبيب لا الحمدلله المؤشرات كويسة جدا بس 
ثم صمت فقالت هديل بتوتر بس إيه في إيه يا دكتور
ربت حسام على كتفها بنبرة هادئة أهدي يا حبيبتي باين كل حاجة خير استني بس 
نظر للطبيب وقال بتفهم اتفضل أتكلم يا دكتور إحنا متقبلين أي حاجة طالما هيكون بخير 
أومأ الطبيب برأسه وتابع الجلطة كانت شديدة شوية وده سبب له للأسف شلل 
شهقت هديل وهي تضع يدها على فمها فضمھا حسام إليه حتى يحتوي صډمتها بينما تابع الطبيب حديثه هي صحته بتتحسن بس للأسف الشلل ده هيبقى
دائم ولو الوضع كان مستقر ممكن يخرج أسرع مما متوقعين بس ده لو الخبر مأثرش عليه بشكل سلبي 
غادر الطبيب بينما بكت هديل الحمدلله على كل حال بس هو هيزعل يا حسام إزاي هنقوله بس 
مسح على ظهرها بحنان وقال باقتناع أنا متأكد أنه عمي مؤمن بالقضاء والقدر وده قدره من ربنا المهم أنه ربنا يحفظه لينا وأحنا هنفضل سنده وعكازه علطول 
رفعت هديل عينيها وقالت بحيرة أنت إزاي كدة يا حسام إزاي كويس كدة حتى بعد اللي عمله معاك
ابتسم حسام بخفة وقال بحب طالما أنت معايا فأنا قادر اسامح وأعمل أي حاجة يا حبيبتي المهم أنك معايا خلاص 
ابتسمت هديل من بين دموعها وعادت تضع رأسها على كتفه فقبل حسام رأسها بحب وهم يفكروا كيف سيستقبل والدها الخبر 
إلا أن ردة فعل والد هديل جاءت مخالفة لكل التوقعات فقد استقبل الخبر بهدوء حامدا الله على ما أصابه لقد اعتبر أن هذا جزاء من الله حول ما فعله مع ابنته تلك السنوات وهو قد تقبل ذلك بصدر رحب 
خرج من المستشفى بعد مرور أسبوعين وقد تكفل حسام بكل المصاريف التي لزمته كما العلاج الذي سيحتاجه بعد ذلك عاد والد هديل لمنزله وقد تصافت تلك النفوس من كل ما حملته لسنوات طويلة لقد أحست هديل أن علاقتها بوالدها ربما لا تعود كما كانت أبدا ولكنها راضية للغاية حاليا بوضعها الحالي بحياتها الهادئة التي تنعم بها مع حسام وبين أهلها 
كانت تريد تعويض حسام عن الفترة التي قضوها في المستشفى فهو لم ينعم بالزواج بل قضى ذلك الوقت في المستشفى معها ومع عائلتها ففكرت في طريقة لتعويضه وإرضائه 
إلا أن ذلك حدث من حسام نفسه حين عاد للبيت في مرة وناداها فخرجت من المطبخ لتستقبله بحماس وهي ماتزال ترتدي تلك المنامات المحتشمة جدا في وجوده 
كان يحمل هدية في يده فنظرت لها هديل بحماس وشاكسته قائلة دي ليا ولا إيه
ضحك وهو يجلسها وجلس بجانبها أكيد يا حبيبتي أكيد مش للجيران 
ضړبته على كتفه بمزاح وقد ساهم في تلك الجرأة لتمزح معه دون خوف هو محاولات حسام حتى يشعرها بالراحة وأنه بالطبع لن يعاقبها على عفويتها كزوجها السابق 
أخرج حسام من الحقيبة منامة حريرية ټخطف الأنفاس من جمالها كانت ذات لون مشرق وتصميم مميز ولكن حدقت إليها هديل بتوتر ح
ابتسمت له بارتباك شكلها حلو أوي يا حبيبي بس بس أنا مش عارفة هقدر ألبسها ولا لا 
تضاءلت ابتسامة حسام وقال بعبوس ليه لو مش عجباك نرجعها وتختاري واحدة تانية على ذوقك 
زفرت هديل بإحباط مش ده السبب ما أنت عارف يا حسام 
لم يظهر حسام التفهم الذي كانت تتوقعه هذه المرة وقال بصرامة لا مش عارف أنت مراتي وأنا قولتلك ألف مرة أنا بحبك زي ما أنت يبقى ليه لا خالص
تلجلجت هديل من صرامته غير المعهودة ولم تدر بما تجيب انتبه حسام لحدته فتنهد ثم اقترب منها قائلا بنبرة أكثر هدوء وهو يمسك بيدها يا حبيبتي أنا مش عايزك تخبي نفسك مني نفسي تمحي كل الأوهام اللي في دماغك دي وتعيشي حياتك طبيعي معايا على راحتك من غير كسوف ولا خوف 
أحنت كتفيها بوهن فقبل حسام يدها ثم أبتعد وأعاد المنامة للحقيبة بابتسامة ضعيفة خلاص لو مش عايزة مش هضغط عليك أنا وعدتك قبل كدة مش هغصبك أبدا على حاجة 
ثم
وضعها على الأرض ونهض حتى يغير ملابسه بينما بقيت هديل مكانها تحدق للهدية لقد ظهرت خيبة الأمل واضحة في عينيه رغم أنه لم يرد الضغط عليها فهي تعترف أنها لا تحاول من أجله مثلما يحاول من أجلها وهي ترغب بالفعل في تحقيق رغبته رغم ترددها تناولت المنامة وأخرجتها من الحقيبة وهي تتفحصها ثم زفرت بضيق وهو كان لازم يجيبها مفتوحة كدة يعني مش مرة واحدة كدة!
أمسكتها بتفكير قبل أن تأخذها وتدلف بها للحمام بدل حسام ملابسه وخرج لينادي هديل التي ظنها في المطبخ فلم يجدها 
ناداها مجددا بتعجب حين سمع باب الحمام الذي بجانب المطبخ يفتح وهديل تخرج منه مرتدية المنامة التي أحضرها 
وقفت هديل أمامه بخجل تحرك يديها مرتبكة كانت خائڤة من شكلها أمامه ولكن كل تلك المخاۏف محيت حين رأت نظرات الانهبار والإعجاب في عيون حسام 
أقترب منها حسام وهو يطالعها بإعجاب إيه الحلاوة دي كلها يا حبيبتي
شعرت هديل بشيء من ثقتها المفقودة تعود إليها بسبب نظراته إليها التي كانت حقيقية في إعجابه بها 
قالت بخجل يعني بجد حلو عليا
تفحصها من أسفل لأعلى مما زاد في خجلها وقال بشغف هي لو مش حلوة عليك هتبقى حلوة على مين يعني
قالت بدهشة طب والأكل
ضحك حسام بمشاكسة يستنى! 
مر عامان على زواجهما مرا بسلام وبحب تخللهما بعض المشاكل البسيطة التي أغلبها بسبب غيرة هديل عليه ومنذ تلك المرة تشجعت هديل أكثر أن تجلس على راحتها أمام حسام خصوصا أنه بالفعل لا يجد أي ضرر في ندوبها أو چروحها بل ولا يبدو أنه يراهم أصلا مما شجعها مرة تلو الأخرى على أن تكون على طبيعتها حتى صارت ترتدي مختلف الملابس أمامه دون حرج أو خوف خاصة بعد أن خفت ندوبها كثيرا عن السابق بسبب المعالجة 
كانت جالسة بغيظ وحسام بجانبها لا يجرؤ على الضحك مين قالت بحنق عجبتك قولي لو عجباك أروح اخطبهالك أحسن 
غرق حسام في الضحك بجانبها بينما تناظره بحنق بينما تابعت بسخط إيه بتضحك أوي كدة طبعا شكل الوضع عجبك طبعا ماهي قاعدة تتمايع عليك وحضرتك ساكت لها الظاهر مبقتش مالية عينك 
أنهت كلماتها پقهر واضح فاقترب منها حسام ثم وضع يد عل كتفا يسحبها إليه واليد الأخرى تحت ذقنها حتى يجعلها تنظر إليه رغم تمنعها 
حدق في عيونها بثبات وتحدث بعتاب محب طب ينفع الكلام ده يخرج منك إيه مش مالية عيني دي أمال لو مكنتش عيني مستنية سنين علشان تلمح بس نظرة حلوة منك
أرضى حديثه أنوثتها ولكنها مازالت تتظاهر بالضيق فتابع بجدية دي عميلة عندي مش أكتر وأنت عارفة كويس أني لا يمكن عيني تشوف واحد غيرك 
ثم ابتسم بمرح بس ده ميمنعش أني مستمتع جدا بغيرتك عليا 
رفعت حاجبها بعدم رضى والله 
قالت هديل بتوتر يعني متأكدة يا ماما أنه نتيجة الثانوية العامة النهاردة أنا سمعت بيقولوا لسة بعد أسبوع 
رفعت والدتها كتفيها بحيرة والله ما أعرف يا بنتي زمايله اتصلوا عليه وقالوا له بتظهر وهو جري علطول 
هزت رأسها ثم سألت والدتها أمال بابا فين ومالك ومليكة لسة مجوش من الدروس
ضحكت والدتها مالك ومليكة عند أصحابهم 
ثم تابعت بغيظ أما أبوك قعد مع صحابه شوية وبعدين قالي دخليني عايز أنام ودخل ينام مع أنه عارف أنه نتيجة إياد بتظهر أقول إيه بس على قلبه مراوح!
ضحكت هديل على والدتها فبالفعل والدها غير قلق على نتيجة إياد لأن لا أحد منهم يضغط عليه حتى يحقق معدل عالي يكفيهم أن يؤدي
ما عليه فقط 
قالت لوالدتها وهي على وشك أن تنهض طيب أنا هقوم أشتري شوية حاجات ولو إياد جه أو اتصل بلغيني 
حين نهضت شعرت برأسها يدور حتى أنها اضطرت للإمساك بالطاولة حتى لا تقع 
اسندتها والدتها
بقلق مالك يا هديل حصل إيه
صمتت هديل لأن موجة غثيان ارتفعت فجأة في حلقها فقالت بصوت مخڼوق مش عارفة يا ماما دوخت فجأة كدة 
وضعت يدها على معدتها شكلي خدت برد في معدتي لأني حاسة أني عايزة أرجع وعندي قرفة كدة بقالي كام يوم من الأكل 
نظرت لها والدتها بتفكير وقالت فجأة طب تعالي نكشف فيه دكتورة شاطرة في أول الشارع 
قالت هديل بتعب لا الموضوع مش مهم 
إلا أنها لم تكمل لأن الدوار عاد أقوى من السابق فأصرت والدتها لا لازم نروح أنت مش شايفة نفسك 
وتحت تصميم والدتها رضخت هديل لرغبتها وذهبت معها للطبيبة 
عادوا بعدها للمنزل ووالدتها تسندها بينما هديل تحدق أمامها بعدم تصديق حتى دلفوا لغرفتها القديمة وساعدتها والدتها لتجلس على السرير ثم جلست بجانبها 
التفتت لوالدتها وأمسكت بيديها
قائلة بعدم تصديق ماما هو اللي بيحصل ده حقيقي بجد اللي سمعناه ده ماما أنا حامل بجد!
انهمرت دموع والدتها بسعادة وأكدت لها اه يا حبيبتي أنت حامل ألف حمد وشكر ليك يارب 
اضطربت أنفاس
هديل وهي تتذكر ما حدث حين ذهبت للطبيبة التي اكتشفت أنها طبيبة نسائية ورغم امتعاضها إلا أنها طاوعت والدتها وانتظرت بملل أثناء فحص الطبيبة حتى تنتهي وتخبرها أنها ليست حامل وأن ما بها مجرد تعب عادي 
إلا أنها صدمت كليا حين جلست أمام الطبيبة التي قالت مبتسمة بعد بضعة أسئلة مبارك يا مدام هديل حضرتك حامل 
ظلت هديل تحدق إليها بعدم تصديق ورمشت عدة مرات حتى تستوعب ما يقال لها 
حدقت إليها الطبيبة باستغراب مدام هديل أنت كويسة
قالت والدتها بفرحة هي بس مش مصدقة من الفرحة يا دكتورة أصلها متجوزة بقالها كتير يا حبيبتي وكانت فقدت الأمل 
وضعت هديل يدها على يد والدتها وقالت بهدوء غريب استني بس يا ماما 
عادت تنظر للطبيبة وهي تقول پألم ممزوج بعدم الاستيعاب بس ده مستحيل يا دكتورة أنا عندي مشاكل كتيرة تمنعني من الخلفة وأنا قايلة لحضرتك من الأول
ابتسمت الطبيبة وقالت بصراحة مش هكدب عليكي بعد الفحص واللي عرفته منك فعلا صعب جدا تحملي بس إرادة الله فوق كل شيء وأنت فعلا حامل بس لازم أكون صريحة معاك حملك ده حساس جدا ومحتاج اهتمام ورعاية ومتابعة زيادة فوق العادي وكمان ممكن ده الحمل الوحيد اللي تقدري تحمليه بس محدش يقدر يحزم طبعا لأنه كل ده في علم الغيب زي ما كان مستحيل تحملي ودلوقتي أنت حامل وبالحسابات في أربع شهور
كمان 
شهقت هديل بقوة وارتجفت وهي تستوعب أخيرا حقيقة ما يحدث بدأت تبكي باضطراب وشعورها يتأرجح بين السعادة وعدم التصديق 
رفقت الطبيبة بحالتها وقالت بلطف مدام هديل الإنفعال الزيادة مش حلو علشانك ده غير أنه لازم ترتاحي طول الوقت ومتعمليش أي مجهود جسدي ونفسي 
قالت والدتها بلهفة مش هتتحرك من مكانها يا دكتورة وأنا مش هخليها تشيل معلقة حتى 
أومأت الطبيبة ثم كتبت لها بعض الفيتامينات والمثبتات للحمل وأوصتها بالراحة النفسية والجسدبة والمتابعة بشكل مستمر كل أسبوع بسبب حساسية حملها 
عادت للحظة الحاضرة وهي تبكي في حضڼ والدتها وضعت يدها على معدتها وهتفت أنا حامل يا ماما أنا حامل!
ردت والدتها بفرح الحمدلله يارب الحمد لله ربنا كريم والله المهم تهدي يا حبيبتي الدكتورة قالت بلاش انفعال 
ابتعدت عنها فجأة وقالت وهي
تنظر حولها بشيء من الضياع حسام! لازم أقول لحسام فين تليفوني
مسحت والدتها على شعرها وقالت بحنان ارتاحي أنت وأنا هتصل عليه 
تمددت هديل على الفور بطاعة أنا مرتاحة ونايمة أهو مش هتحرك من مكاني خالص 
ثم نظرت لبطنها پخوف فابتسمت والدتها بعطف عليها وخرجت لتتصل بحسام وأخبرته أن هديل متعبة وقد ذهبت للطبيبة فقال إنه سيحضر على الفور ولم تخبره بحمل هديل ورأت أن من الأفضل أن تخبره هديل بنفسها 
أتى حسام على وجه السرعة تاركا عمله وسأل پخوف حين فتحت له والدة هديل الباب مالها هديل يا ماما حصل لها إيه
ابتسمت آمال على لهفته وخوفه على هديل وقالت بمراوغة هي مريحة جوا أدخل اسألها هتقولك 
عقد حسام حاجبيه بعدم فهم ودلف لهديل التي وجدها شاردة وهي تضع يدها على بطنها 
جلس بجانبها على الفور وأخذ يديها بين يديه بلهفة قلقة مالك يا حبيبتي في إيه الدكتورة قالتلك إيه
نظرت له هديل وقد تدفقت السعادة داخلها حتى طغت على مشاعرها 
نظر حسام للدموع التي بدأت تنهمر على وجهها باضطراب وتشوش بينما قربته هديل منها وحدقت في عيونه وقالت ببهجة شديدة أنا حامل 
بقى حسام للحظة يحدق إليها بدون ردة فعل حتى اتسعت عيونه بذهول وبدأ يتنفس بصوت مسموع أنت إيه
ابتسمت هديل ابتسامة عريضة وهي تؤكد بصوت أعلى أنا حامل يا حسام حامل!
تهلل وجهه و ظهرت السعادة الشديدة في عينيه 
قال حسام بنبرة مخڼوقة من الغبطة أنا مش مصدق نفسي الحمدلله يارب 
ضحكت هديل واختلط الضحك مع البكاء وهي ترد من بين دموعها ولا أنا مصدقة الحمدلله يارب الحمدلله 
أبتعد عنها قليلا ونظر في وجهها وقد لاحظت الدموع التي تجري على خديه فوضعت يدها على وجهه وهي تهتف مرة أخرى أنا حامل يا حسام الحمدلله يارب 
ضحك كلاهما بسعادة غامرة بينما اختلطت دموعهما فأدار وجهه ليقبل يدها بحرارة وراقب المشهد من بعيد والدتها وأخاها الذي حضر أخيرا وفي يده الورقي التي بها معدله أسند إياد الذى غدى شاب وقد ازداد طوله وتحسنت صحته حتى أصبح يمارس حياته بشكل طبيعي رأسه على كتفه والدته التي وضعت يدها على فمها حتى تكتم صوت بكائها لم يخجل من دموع السعادة التي انهمرت لأجل أخته على وجهه أخته التي عانت لزمن طويل من أجله فقط راقبها بعيون محبة وقلبه ملئ بالارتياح والسعادة من أجلها نظر للورقة التي بيده وضحك بصوت منخفض إن على معدله العالي الذي حققه أن ينتظر الآن للخبر الأهم والأسعد في حياتهم جميعا 
بعد مرور ثلاثة أشهر أخرى على الحمل وحرص الجميع من حول هديل على سلامتها وسلامة الجنين الذي حفظته بحب داخلها اضطرت لأن تخضع لعملية قيصرية مستعجلة بسبب رحمها الذي لم تنتهي مشاكله كانت شاكرة لنعمة الله ونبضات الحنين التي تسمعها في كل مرة تنبض داخلها كانت تملأها بنوع جديد من الفرح والرضى 
لم ترد معرفة نوع الجنين فهي شاكرة لأي شيء يأتيها من الله وأحبت أن تترك ذلك للمفاجأة حين فتحت عيونها وجدت حسام أمامها فقالت بتوق حسام البيبي عامل إيه هو كويس
قبل يدها ثم قال بحب حمدا لله على سلامتك يا حبيبتي كل حاجة بخير الحمدلله بس عندي ليك مفاجأة صغننة كدة 
عقدت حاجبيها بحيرة إلا أن حيرتها لم تدم طويلا لأن الباب فتح ودخلت والدتها حاملة الطفل بين ذراعيها يتبعها والدها على كرسيه المتحرك تطلعت له هديل
بشوق وحب وجلست بمساعدة حسام 
مدت يديها لتأخذ الطفل منها إلا أنها تجمدت حين دلف إياد بعدها وهو يقول بمرح لا بس ده شغل فاخر والله اتنين مرة واحدة!
اتسعت عيون هديل پصدمة وهي تنقل نظراتها بين الطفل الذي تحمله والدتها والذي يحمله إياد ثم التفتت لحسام وقلبها ينبض بقوة أنا مش فاهمة حاجة!
ضحك حسام بخفة ثم نظر للأطفال بحب بقى عندنا بنتين زي القمر يا حبيبتى 
نظرت هديل للطفلتين ورددت پصدمة بنتين
رفعت يد مرتجفة بإشارة إصبعين اتنين
في تلك اللحظة ولجت الطبيبة التي قالت بإشراق حمدا لله على سلامتك يا مدام هديل الصراحة كانت مفاجأة غير متوقعة بالنسبة لنا لما طلعنا البنوتة الأولى ولقينا لسة فيه واحدة جوا طلعت كانت مدارية في أختها وأنا مكنتش بشوفها على السونار 
ضحك الجميع ماعدا هديل التي نظرت للفتاتان بشوق ثم فتحت ذراعيها قائلة هاتوهم عايزة احضنهم 
تناولت الفتاة الأولى على ذراع ثم الثانية على الذراع الأخرى بمساعدة حسام 
حدقت إليهم بحب فطري يملأ قلبها وقبلت كل واحدة منهم ثم أغمضت عيونها حتى تسيطر على الدموع التي بهما إلا أن هناك بالفعل دموع تسللت من بين جفنيها ليتساقطوا على خديها 
شعرت بيد على خدها فتحت عيونها لتجد حسام يمسح دموعها ويقول بحنان ليه الدموع دي دلوقتي يا ديلا
ابتسمت له مبسوطة مبسوطة أوي يا حسام الحمدلله ربنا كريم أوي وعوض ربنا حلو أوي 
تمت بحمد الله 
أحرقني الحب 
بقلم ديانا ماريا 
أتمنى تكون النهاية عجبتكم يا حلوين إيه المشهد المفضل ليكم بإذن الله انتظروني قريبا في الجديد

12  13 

انت في الصفحة 13 من 13 صفحات