السبت 30 نوفمبر 2024

رواية جابري 37

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السابع وثلاثون.
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
في بعض الأحيان يأتي علينا وقت نكن فيه كالمغيبين نسير وراء ما نريد دون النظر في عواقبه حتى تأتي ضړبة قوية على حين غرة تعيد لنا وعينا ضړبة تكاد تكون قاټلة ولكنها وبكل آسف تركنتا أحياء لنقر و نعترف بأنها أعطتنا درسا قاسېا نخرج منه بقوة لم نكن نظن إننا نمتلكها ذات يوم..

جابر..
يقود سيارته بسرعة الرياح و قد انقبض قلبه قبضة مخيفة عينيه كانت على الطريق بتركيز شديد و على المرآة أيضا في آن واحد ينظر للهدايا القيمة الخاصة بالرسم و الكثير من الورود الرائعة التي أحضرها ل سلسبيل و لم يجد فرصة مناسبة لأعطائهم لها..
وبرغم تركيزه هذا إلا أنه لم ينتبه ل حسان الذي يتابعه منذ خروجه من المستشفى بأمر من عبد الجبار..
دقائق معدودة وكان يصف سيارته أمام منزله تزامنا مع وصول صفا التي قفزت راكضة من سيارة أجرة متوجهه نحو المنزل التي كانت تأتي إليه دوما برفقة زوجة والدها سعاد لزيارة فؤاد التي تعتبره في مقام جدها..
كانت تركض نحو الدرج بهرولة ليلحق بها جابر بخطواته الواسعة و قد زاد خوفه حين لمح ذعرها الظاهر على ملامحها ذات الجمال الهادئ..
تصعد الدرج كل درجتين معا لتفلت إحدي قدميها و كادت أن تسقط على وجهها إلا أن يده التي قبضت على ذراعها منعتها استدارت وتطلعت له بلهفة فقد كانت على يقين أنه هو حين حاوطتها رائحة عطره المميز.. 
جابر.. خد علاج ماما سعاد و أطلع أنت أديها حقنة الأنسولين بسرعة.. 
قالتها بأنفاس مقطوعة و هي تمد يدها له بالحقيبة الخاصة بأدوية سعاد..
أخذهم منها جابر و ركض بهم من أمامها مسرعا دون أن يرد عليها بحرف واحد وصل لشقته في لمح البصر بسبب سرعته الشديدة بينما هي كانت تجاهد بأنفاس متهدجة لتصعد الباقي من الدرج..
فتح الباب بأصابع مرتعشة و أندفع للداخل يبحث عن والدته و جده و هو يصيح بصوت يملؤه الخۏف.. 
يا أمه.. يا جدي!!..
توقف عن الحديث و حجظت عينيه پصدمة حين وجد فؤاد يجلس بجوار والدته الممدة أرضا في حاله يرثي لها فاق من صډمته على صوت جده الباكي يقول بتوسل.. 
ألحق أمك يا جابر..
جثي على ركبتيه بجوارها و قام بغرز تلك الحقنة الرفيعة للغاية بفخذها مرددا بابتسامة يخفي بها ارتعاد قلبه عليها.. 
أيه يا أم جابر.. عايزة توقفي قلبي ولا أيه.. 
قالها و هو يساعد جده على النهوض و من ثم مال عليها و حملها على ذراعيه بمنتهي الخفة لضائلة و ضعف جسدها الهزيل للغاية..
كانت سعاد بين الوعي و اللاوعي تجاهد لتفتح عينيها تهمس له بجملة صغيرة بصعوبة بالغة قائلة.. 
سامحني..سامحني يا ابني..
كان يسير بها لخارج المنزل قاصدا المستشفى بعدما رأي شحوب وجهها

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات