السبت 30 نوفمبر 2024

رواية جابري 37

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

و عينيها الزائغة التي جعلت الړعب يدب بأوصاله.. 
وبعدين معاكي يا أمه.. أنتي بتشوفي غلاوتك عندي بعاميلك دي!!!..
ارتمت سعاد برأسها على صدره و بكت بضعف و هي تقولعطشانة..أسقيني يا جابر..
جملتها هذه جعلت جابر في حيرة من أمره يكمل سيره بها أم يضعها على أقرب أريكة و يجلب لها الماء!..
الميه أهي يا ماما سعاد.. اشربي يا حبيبتي .. 
صدح صوت صفا التي دلفت للتو من باب الشقة المفتوح و ركضت تجاه كوب من المياه كان موضوع على الطاولة أخذته و اقتربت منها تساعدها على الشراب و هي على يد ابنها..
بللت سعاد شفتيها التي أزرقت لونهما و تحدثت بصوت بالكاد يسمع قائلة.. 
قعدني على كرسيي يا جابر.. أنا هبقي كويسة دلوقتي.. مش عايزه أروح مستشفيات.. عايزة اتكلم معاك يا ابني..
حرك جابر رأسه لها بالنفي و تابع سيره بها مرددا.. 
هنروح المستشفى نطمن عليكي بس و نرجع على طول بمشيئة الله يا أم جابر..
ربتت سعاد على صدره بكف يدها الباردة كالثلج وهي تقول بنبرة راجية.. جابر أقف و اسمعيني الأول لو ليا خاطر عندك يا ضنايا..
وقف جابر محله على مضض و نظر لها بعينيه التي لمعت بالدموع و قد تحولت نظرته الآن إلى نظرة طفل صغير لم يتم عامه الخامس مذعور من رؤية والدته ټصارع المۏت أمامه..
تأملت سعاد ملامح وجهه الجذابة بابتسامة دافئة و حب شديد هبطت عبراتها على وجنتيها ببطء و هي تقول بندم.. 
سامحني.. و قول ل سلسبيل هي كمان تسامحني يا جابر و عرفها إن اللي قولته كان كلام وقت ڠضب لكني والله ما كنت هتصل بأبوها ..
اڼفجرت صفا بنوبة بكاء حادة أشبه بالصړاخ ليصطك جابر على أسنانه بقوة كاد أن يهشمها و تابع سيره من جديد بوالدته و لكن هذه المرة كان يركض بها حتى وصل لسيارته فتحت بابها صفا التي لحقت بهما فوضع جابر والدته على المقعد الخلفي و هم بالابتعاد عنها لكن سعاد تمسكت بقميصه جذبته عليها حتى أصبحت أذنه مقابل فمها و همست بأنفاس تتلاشى.. 
خلي بالك من بنت خالتك و حاول تصلح بينها وبين جوزها لأنه بيحبها و هي كمان بتحبه و مش هتحب غيره فمتعلقش قلبك بأمل كذاب يا حبيبي.. و بوصيك على صفا.. صفا يا جابر.. صفا يتيمة أم و!!..
صمتت لبرهة و شهقت بقوة مكملة بحرفين فقط قالتهما بتقطع.. 
أب!!.. 
كانت أخر كلمة نطقت بها و سكت لسانها إلى الأبد بعدما فارقت روحها جسدها و هي داخل حضڼ وحيدها..
لااااااا.. ماما سعاد.. 
صړخت بها صفا و هي تدفع جابر بعيدا عنها و ترتمي فوق صدرها مرددة بصړاخ يقطع نياط القلوب.. 
متسبنيش بالله عليك.. متعمليش فيا كده.. أنا مليش غيرك.. متسبنيش أعيش في مرارة اليتم تاني أبوس أيدك..
المۏت المفاجيء فاجعة حطت على

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات