السبت 30 نوفمبر 2024

رواية جابري 37

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

برزت عروقه و احمرت عينيه حين لمح اسم حسان ضغط على الهاتف كاد أن يحطمه مغمغما بصوته الصلب.. 
خير يا حسان!..
جاوبه حسان و هو يلوك الطعام بفمه بصوت مقزز.. 
أم اللي إسمه چابر تعيش أنت يا كبير ..
يا الله !!!.. ما هذا اليوم العجيب الذي يمر على الجميع أطبق عبد الجبار جفنيه پعنف و هو يتخيل رد فعل سلسبيل التي ستظل بنت قلبه حتى بعد طلاقها منه..
.......................................... لا إله إلا الله......
لن يكسر الله بخاطرك إلا ليرضيك بخير لم تكن تراه..
ألقتهاعفاف مرارا و تكرارا على سمع سلسبيل الساكنة داخل حضنها تبكي و تأن بضعف بقلب منكسر و روحا ممزقة..
رغم أنها كانت على يقين أن عبد الجبار لن يفضل أحدا على ابنتيه حتى لو كان قلبه العاشق لها سينتزعه و بستأصلة من جذوره فداءا لهما و هذا كان غرضها بالأساس ضغطت عليه بنقطة ضعفه حتى تجبره على طلاقها من شدة خۏفها عليه و على جنينها الذي لم تتأكد من وجوده بعد..
حسمت أمرها بالابتعاد عنه لأول مرة تتخذ قرار بحياتها و تنفذه لكنه أصعب و أقسى قرار أصابها بضړبة قوية كادت أن تصيبها بمقټل..
حاولت السيطرة على حدة بكائها و هي تقول..
زعلانة منه أوي يا دادة .. و في نفس الوقت زعلانة عشانه و قلبي بيتقطع عليه..
تنهدت عفاف بحزن على حال تلك الصغيرة لكنها تحدثت بتعقل قائلة..
أنتي كنتي عارفة أنه هيختار بناته يا سلسبيل..لو كان صدق كلامك اللي قولتيه على خضرا معنى كده إنه مش هخليها على ذمته بعد ما عرف أنها عايزه تقتله و أقل حاجة يعملها أنه هيطلقها.. بس هو كدب نفسه اللي هي أنتي نفسه دي لأن مهما أم بناته عملت مش هينفع يطلقها عشان خاطرهم و بصراحة أنا احترمته لأنه مطلعش أناني في حبه ليكي و أختارك على حساب بناته اللي هتبقي وصمة عار بالنسبالهم في الصعيد أن أمهم مطلقة من أبوهم..
أبتسمت سلسبيل إبتسامة يملؤها الۏجع و هي تقول.. 
و هو مش أي أب يا دادة.. مافيش في حنيته و لا خوفه على بناته.. عبد الجبار أحسن أب شوفته في الدنيا كلها بعد ما كنت فاكرة أن كل الرجاله ملهاش قلب زي أبويا ..
احتضنت عفاف وجهها بين كفيها و هي تقول بثقة.. 
ربنا هيعوضك خير يابنتي..مش عايزاكي تزعلي.. و اتأكدي أن اللي حصل ده خير ليكي لأن رب الخير لا يأت إلا بالخير ..
قالت سلسبيل و هي تحاول السيطرة على بكائها.. ونعمة بالله.. الحمد لله.. أنا راضية والله يا دادة عفاف و بحمد ربنا إنك معايا و بتقويني بكلامك اللي بيطمن قلبي..
ساد الصمت المطعم بالتنهيد للحظات قطعه صوت طرقات على باب الغرفة يليه دخول الطبيبة التي تكلفت الإبتسامة و هي تقول..
عاملة أيه
دلوقتي يا مدام سلسبيل ..
أجابتها سلسبيل قائلة.. الحمد لله يا دكتورة أنا بقيت أحسن و المحلول خلص.. ممكن تشلي الحقنة دي من أيدي.. عايزة أخرج من هنا..
تطلعت لها الطبيبة بأسف مصطنع قائلة.. 
مش هينفع تخرجي دلوقتي.. لسه في محلول كمان غير اللي خلص ده تكملة للعلاج هركبهولك عشان ميحصلكيش أي إغماء ..
كانت تتحدث و هي تتخلص من المحلول الفارغ و بخفة يد شديدة قامت بسحب عينة دماء من يد
سلسبيل المبتعدة بوجهها عنها پخوف تجنبا من رؤية الحقنة المنغرسة بكفها..
.............................. سبحان الله وبحمده.....
عبد الجبار ..
تحرك أخيرا بسيارته تجاه فرع شركته بالمنصورة بعدما ترك طاقم من اكفاء الحراسات الخاصة داخل و خارج المستشفى المتواجدة بها طليقته
تأهب جميع العاملين فور رؤية سيارته الفارهه و هرول تجاهه حشد هائل لستقباله حتى وصل لمكتبه الفخم الذي كان ينتظره بداخله إحدي القيادات الهامة و معه سارق هاتف زوجته الواقف بين رجال الأمن مقيد بالأساور الحديديه ..
نورت المنصورة يا عبد الجبار باشا..
مد عبد الجبار يده له بالسلام الحار وهو يقول.. 
منورة بيكم يا سيادة العقيد.. 
أنهى جملته و توجهه بنظره تجاه ذلك السارق الذي انكمش على نفسه پخوف من نظرته المخيفة..
سار نحوه بخطوات هادئة عكس البركان الغاضب بداخله وقف أمامه بطوله المهيب و تحدث بهدوء ما قبل العاصفة قائلا.. 
أتكلم.. أني سامعك..
ح ح حسان.. و الله العظيم حسان هو اللي طلب مني أعمل كده يا جناب البيه..
فتح عبد الجبار فمه ليتحدث لكنه أغلقه ثانية حين صدح رنين هاتفه برقم الطبيبة المشرفة على حالة سلسبيل فضغط رز الفتح بلهفة ليأتيه صوتها تقول.. 
عبد الجبار بيه أنا عملت إختبار الحمل ل سلسبيل هانم .. 
صمتت لوهلة كانت بمثابة أعوام لذلك العاشق الذي أوشك قلبه على مغادرة ضلوعه من عڼف دقاته حين تابعت الطبيبة .. 
ألف مبروك المدام حامل!!!!!!.. 
يتبع.......... 
واستغفروا لعلها ساعة استجابة..

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات