السبت 30 نوفمبر 2024

رواية جابري 39

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

تطلعت له باهتمام تنتظر سماع ما سيقوله لها بلهفة لعله يخبرها و لو بشيء واحد يثلج قلبها و كم تتمنى لو يعرض عليها أن يردها لعصمته حتى لو بالسر تستجديه بعينيها ليطلبها منها و هي على أتم الإستعداد بالموافقة توافق على اي شيء يبقيها تحت جناحه لن ترفض قربها منه مهما كلف منها الأمر..
اڼهارت كل أمالها حين استمعت لصوته الأجش يقول بهدوء رغم لهجته الحادة..
مؤخرك و شبكتك و كل حقوقك موچودة في الخزنة اللي اهنه في بيتك و لو في أي حاچة تانيه أو أنتي رايدة أي شيء أني كفيل بيه..
صمت لبرهة و تابع بفرحة غامرة أخفاها بمهارة..
و الحاچة التانية دي أقصد بيها لو طلعتي حبلة مني.. معنى أكده إني هبجي متكفل بكل حاچة تخصك أنتي و اللي في بطنك..
لم يريد أخبارها بخبر حملها حتى لا تظن بأنه ألقى عليها يمين طلاق و هي تحمل طفله أو طفلته و يزيد حزنها و ۏجعها منه أكثر فضل الصمت كعادته و أيضا يتشوق حتى يسمعها منها هي سيكون لها فرحة خاصة حين تتفوه بها بشفتيها و تطرب بها أذنيه..
أنت جايبني لحد بيتك هنا عشان تقولي الكلام ده! .. 
غمغمت بها سلسبيل بغصة مريرة يملؤها الآسي و تابعت پغضب دون أن تعطيه فرصة للرد عليها.. 
متشكرة يا عبد الجبار بيه.. أنا هعيش مع دادة عفاف في بيتها و مش عايزة منك أي حاجة.. لا شبكة ولا مؤخر و لا أي فلوس و لا.. و لا حتي مكان يفكرني بيك و بذكريتنا سوا.. 
همست بالاخيرة و هي تنتقل بنظرها تجاه المنزل و قد امتلئت عينيها بالدموع..
تحكم في غضبه الناتج عن حديثها المثير للأعصاب و تحدث بنبرة أكثر لينا قائلا.. 
كيف يا بت الناس يبجي عندك بدل البيت أتنين في إسكندرية و مصر و تهمليهم و تروحي تعيشي مع واحده تعتبر غريبة عنك!!!..
زمت سلسبيل شفتيها بطفولة خطفت أنفاس ذلك العاشق الذي يلجم نفسه عنها بصعوبة و عقدت ذراعيها أمام صدرها و هي تقول..
أنت عارف إن دادة عفاف بقت قريبة مني أوي و أنا مبعتبرهاش غريبة بالعكس بحس أنها أقرب ليا من أهلي كمان للأسف.. و البيت اللي بتتكلم عنه في مصر ده ميبقاش بيتي و لا عمره هيبقي بيتي لأنه بيت أبلة خضرا!..
وأني مقصدش بيت خضرا.. قالها و هو ينظر لها نظرته التي تأثرها و تابع بابتسامة دافئة..
أقصد بيتك أنتي.. اشتريته بأسمك يا سلسبيل ..
هبطت دمعة حاړقة على وجنتيها مسحتها سريعا و هي تهمس بخفوت..
وليه كل ده يا عبد الجبار.. أنت خلاص طلقتني و أخترت أم بناتك.. ليه لسه بتعمل معايا كل ده!..
كاد أن يفقد السيطرة على مشاعره المشحونة التي تعصف بداخله و تغير بصدره و يخطفها بين ذراعيه بعناق متلهف يخبرها به مدى عشقه و شوقه لها و أنها هي وحدها ستظل دوما بأعمق نقطه بقلبه لكن خوفه عليها و على ابنتيه كان أكبر من كل شيء بعاده عنها هذا لمصلحتها لشعوره بأنها ممكن أن تصاب بأذى إذا ظلت على ذمته..
تنهد تنهيدة حزينة و هو يجيبها دون النظر لعينيها قائلا..
ده حقك عليا.. و حد الله بيني و بين حقوق الولايه عشان أكده لازم تاخديه كامل..
ساد الصمت بينهما طويلا كانت سلسبيل تطلع له بنظره لا ريب أصابته في صميم قلبه المتيم بها عشقا رغم أنه مصطنع اللامبالاة و متعمد النظر بعيدا عن عينيها..
شكرا.. شكرا

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات