رواية جابري 39
على كل حاجة يا عبد الجبار.. و ربنا يسعدك في حياتك ..
قالتها قبل أن تفتح باب السيارة و تغادرها على الفور بخطوات متعثرة متجهه داخل المنزل
هرول هو خلفها مسرعا حامل بيده حقيبة صغيرةحتى توقف أمامها مباشرة أوقفها عن سيرها الشبيه بالركض و جعلها تتوقف عن نوبة بكاءها الحاد رسمت الجمود على ملامحها المټألمة ..
ده تليفون بدل اللي اتسرق منك في خط چديد عليه أرقامي كلها.. لو احتاچتي أيتها حاچة في أي وقت حدتيني طوالي هتلاقيني چارك..
سار خطوة أثنان و في الثلاثة صدح صوتها تصرخ بأسمه صړاخ مقهور يملؤه الحسړة و ۏجع الفراق الذي بدأ للتو ېمزق قلبها مرددة بنبرة راحية..
أستنى يا عبد الجبار.. متمشيش..
كور قبضة يده بقوة حتى استمع لصوت أصابعه وكأنها تكسر بينما صوت كسر قلبه و قلبها كان أقوى تسمر مكانه دون أن يستدير لها..
و من دون تفكير كانت قطعت المسافة بينه وبينها و أرتمت بثقل جسدها علي ظهره ملتفه بكلتا ذراعيها حول خصره و ضمته لها بكل ما أتت من قوه و صوت بكاءها يقطع نياط القلوب زلزلت كيانه كله دفعه واحده بفعلتها هذه رغم وقفته الثابتة ..
همست بها بتقطع من بين شهقاتها كانت دافنه وجهها بظهره تقبله بحراره أذابت عظامه أغرقت دموعها ثيابه وقبل أن يستوعب ما تفعله كانت ابتعدت عنه و ركضت مسرعة أختفت داخل المنزل قبل حتى أن يلتفت..
شعر ببرودة تجتاح أوصاله فور ابتعادها عنه و من ثم ألم حاد بصدره كاد أن يفتك به و كأنها خلعت قلبه من بين ضلوعه و أخذته معاها تركته خاويا جسد بلا قلب و روح..
فاق من شروده على صوت والدته بخيتة تقف عند باب المنزل الداخلي مستندة على عكازها و تنادي عليه بلهفة قائلة..
عبد الچبار يا ولدي!!..
أخذ نفس عميق قبل أن يغادر سيارته و سار نحوها بخطواته الرزينه و هيبته التي تدخل على القلب السرور ولكن قسمات و تعابير وجهه مختلفه عينيه انطفأ رونقها و لم يبق بها سوي نظرة حزن ممزوجة بصلبته..
طلقت سلسبيل.. طلقت البنتة الصغيرة مش أكده يا عبد الچبار ..
أيوه.. طلقت سلسبيل يا أمه.. هو ده الصح.. چوازي على خضرا من لأول كان غلطة.. غلطة واعرة كانت هتحرم بناتي من أمهم.. و بناتي عندي أهم شيء بالدنيا كلها ..
قالها عبد الجبار بهدوء عكس ضجيج قلبه..
تطلع نحوها بترقب ملامحها عادت من جديد للطيبة و الحنو التي لطالما كانت تتحلى بهما أختفت النظرة العدائية منها و عادت زوجته كسابق عهدها قبل زواجه عليها ملامحها مشرقة و الفرحة تشع من عينيها و هي تري زوجها فضلها هي و بناتها على غريمتها و عاد إليهم ثانية ..
و أفرض سلسبيل طلعت حبله منك!!..
قالتها بخيتة بتمني شديد و هي ترمق خضرا بنظرات ڼارية سؤالها هذا جعل الډماء