رواية جابري 39
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
تنسحب من وجهه خضرا و بهتت ملامحها و هي تنتظر الإجابة يتفوه بها زوجها بنفاذ صبر..
أطمني.. هي مش حبلة يا أم عبد الچبار..
جملته هذه أكد بها ظن بخيتة و أصبحت على يقين الآن أن حفيدها في الطريق و أن ولدها طلق سلسبيل خوفا عليها هي و جنينها..
التقطت خضرا أنفاسها المقطوعة و هرولت نحوه أرتمت داخل صدره تعانقه بلهفة و هي تقول..
سبتها بخيتة و لعڼتها بأفظع الشتائم يسرها و هي تسير بخطي غاضبة و قد استشاطت غيظا منها
لم يبادلها عبد الجبار عناقها هذا و أكتفي برفع يده و ربت على كتفها بكفه ببعض القوة مرددا بنبرة أثارت الريبه بقلبها..
الله يسلمك يا غالية..
ابتلعت خضرا لعابها بصعوبة و ابتعدت عنه بتوتر و نظرت تجاه سيارته دارت بعينيها يمينا و يسارا وكأنها تبحث عن شيئا ما فضيق عبد الجبار عينيه و هو يسألها مستفسرا..
زاد توترها و خۏفها أكثر و تأكدت أن حسان انكشف أمره و ربما أمرها هي الأخرى فستجمعت قوتها و جاوبته بشجاعة زائفة..
أيوه.. الصراحة بدور على حسان.. لأچل ما أخليك تطرده.. معوزاش أشوف خلقته أهنه مرة تانية يا عبد الچبار ..
نظر لها نظره تحثها على استكمال حديثها ففركت هي يديها ببعضهما و هي تقول بصوت مرتجف يدل على مدى ذعرها..
........................................ سبحان الله العظيم....
سلسبيل ..
منذ أن جاءت إلى هذا المنزل و هي لم تدلف لداخل الغرفة التي اختلي بها عبد الجبار فيها لا تريد أن تدخلها بدونه تقف أمام بابها و كلما مدت يدها تجاه المقبض تتراجع
خلف هذا الباب هي عاشت معه أجمل و أروع مشاعر عشتها بعمرها بأكمله لملمت شتات نفسها و حبست أنفاسها قبل أن تفتح الباب ببطء و تدلف للداخل بخطي مرتعشة
أطلقت آهه نابعه من ألم قلبها و هي تهمس بإسمه..
عبد الجبار فينك بس يا حبيبي..
تقف شاردة بشرفتها التي تطل على البحر مباشرة قادها قلبها وأجبرها إلى المكان الذي يحمل ذكرياتها الغالية برفقة من امتلكها قلبا و قالبا و وشم أسمه بأعمق نقطة بقلبها..
نطقت بها عفاف التي دلفت للتو و اقتربت منها تربت على ظهرها برفق و ضمتها لصدرها بحنو و هي تقول بصرامة هادئة..
أمسحي دموعك و كفايا حزن و بكى لحد كده.. أنتي دلوقتي سلسبيل القوية مش الضعيفة و أنا معاكي يا بنتي اطمني عمري ما هتخلي عنك أبدا ..
ابعدتها عن حضنها قليلا لتتمكن من احتضان وجهها بين كفيها زالت عبراتها و تابعت بإصرار قائله..
عايزاكي تفوقي و تركزي في مستقبلك.. أنتي هتكملي تعليمك يا سلسبيل في أحسن الجامعات و هتعملي بزنس و أنتي بتدرسي.. أنا عندي معارف كتير أوي
و كلهم من الكبار في البلد و يتمنوا يخدموني.. هساعدك و هبقي في ضهرك لحد ما تقفي على رجلك و تبقي أكبر سيدة أعمال في مصر و برة مصر كمان..
نظرت لها سلسبيل بصمت لدقيقة كاملة و فجأة اڼفجرت في نوبة بكاء مرير و بصعوبة بالغة همست من بين شهقاتها..
داده عفاف هو أنا ممكن أقولك يا ماما !! ..
جذبتها عفاف لصدرها و عناقتها بلهفة متمتمة پبكاء هي الأخرى..
من أول يوم شوفتك فيه وأنا حبيتك من جوه قلبي و الله و يعتبرك بنتي.. بنتي اللي مخلفتهاش يا سلسبيل و من انهارده أنا أمك يا ضنايا و أنتي بنتي و نور عيني و عوض ربنا ليا عن ولادي اللي ماتوا..
بس أنتي مش هتبقي ماما و بس..قالتها سلسبيل بفرحة ظهرت بنبرة صوتها الباكي و بخجل تابعت..
شكلك كده هتبقي تيته كمان.. بس أنا لسه متأكدش..
كادت أن تصرخ عفاف من شدة فرحتها بهذا الخبر لكنها تمالكت نفسها بآخر لحظة و تحدثت بحماس و فرحة حقيقية قائلة..
خلينا نكلم أقرب صيدلية تبعتلنا إختبار حمل أعمليه و نتأكد يا حبيبتي.. بس تعالي الأول معايا عشان نستيني أقولك إن جابر إبن خالتك مستنياكي تحت و شكله حزين و مش طبيعي أبدا عكس ما كنت متوقعة الصراحة!! ..
يتبع........
واستغفروا لعلها ساعة استجابة..