رواية جابري 42
عفاف بحزن و هي تقول..
بس سلسبيل مستحيل توافق أنها تدخل مصحة نفسية خصوصا بعد ارتباطها الشديد بشغلها ..
يا مدام عفاف المصحة عندنا ليها فروع في كذا مكان جوه و برة مصر و مدام سلسبيل لو وافقت أنا هحجزلها في فرع المالديف أو في تايلند .. تعتبر نفسها في فترة استجمام و هيكون عندها وقت كافي تستغل موهبتها في رسم المناظر الطبيعية الخلابة اللي هتكون حواليها و اللي هتساعدها كتير و تصفي ذهنها قبل ما تدخل في شهور الحمل الأخيرة ..
عبد الجبار ..
ترك كل شيء حتى ثيابه تركها و أكتفي بأرتداء جلبابه هذا الجلباب الذي كانت تختبئ بداخله سلسبيل من ينبض قلبه بأسمها غادر الغرفة دون النظر ل خضرا التي لم تكف عينيها عن البكاء تسيل عبراتها على وجنتيها بغزارة و ما أصعب دموع الحسړة تعرضت لأبشع موقف لا يمكن أن تتحمله أي أنثى..
قالها و هو يناولها عكازها يحثها على النهوض..
تطلعت له بخيتة بأعين متسعة على أخرها لتنصدم بنظرة الضياع و الانكسار الطاهرين على وجهه الحزين..
نمشي من أهنه نروح فين!.. أيه اللي حصل.. مالك يا ولدي!..
أطلق عبد الجبار زفرة نزقة من صدره و هو يقول هقولك بعدين يا أمه.. بس أحب على يدك خلينا نمشي دلوجيت .. مطيقش أفضل أهنه..
هتهملنا لحالنا و تمشي يا أبوي!!..
جملتهما كانت كالسکين الحاد انغرس بمنتصف صدره ركضا اثنانتهما نحوه و أرتموا داخل حضنه يبكيان بنجيب..
أمي مهتزعلكش تاني واصل بس متهملناش يا بوي..
ما تفهمني أيه اللي حصل يا عبد الچبار!..
صاحت بها بخيتة و هي ټضرب بعكازها على الأرض پغضب..
عبد الچبار طلقني..
زادت حدة بكاء الصغيرتان و تمسكوا بثياب والدهما بكل قوتهما شعر عبد الجبار بالندم الشديد حين رأي مدى الخۏف الظاهر بأعينهما..
أردفت بها خضرا بجمود مفاجيء ظهر على ملامحها المټألمة بعدما توقفت عن البكاء بشق الأنفس..
كلامها صح ياولدي.. ردها على ذمتك لخاطر لحمنا يتربوا في حماك.. قالتها بخيتة رغم نظرات الغيظ و الكرهه التي ترمق بها خضرا ..
رفع عبد الجبار يده و مسد على جبهته صعودا لخصلات شعره الفاحم كاد أن يقتلعه من جذوره بسبب غضبه