السبت 30 نوفمبر 2024

رواية جابري 42

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

العارم ود لو أنفجر في خضرا و والدته بأنهما سبب أساسي لما وصل إليه الآن نظرته لهما كانت كفيله بأن يتفهموا ما يريد أخبارهما به لكنه تمالك أعصابه لخاطر أبنتيه حتى لا يزيد خوفهما أكثر..
بكفياكم بكى عاد.. أني عندي شغل مهم هخلصه و هعاود طوالي.. قالها و هو يزيح دموعهم بأنامله و مال عليهما طبع قبله على وجنتهما مكملا..
أني مقدرش استغني عنك يا فاطمة و لا أقدر أعيش يوم واحد من غيرك يا حياة..
ضمهما لصدره من جديد لتهمس ابنته فاطمة داخل أذنه بتقطع من بين شهقاتها..
يعني هتخلص شغل و تعاود طوالي صح يا بوي ..
ربت على ظهرهما بحنان و هو يقول.. 
هعاود.. أطمني هعاود يا فاطمة..
ظل محتويهما بين ذراعيه حتى هدأت نوبة بكائهما تماما و من ثم بعدهما عنه برفق و رمق خضرا و بخيتة بنظرة أخيرة قبل أن يغادر المنزل بأكمله بخطي واسعة.
هرول إحدي حراسه بفتح باب السيارة الخلفي له لكنه صعد بمقعد السائق مغمغما بأمر..
معوزش حد معايا.. خليكم أهنه و فتحوا عنيكم زين لو حصل أي حاچة حدتني طوالي..
لم ينتظر سماع رد على حديثه هذا اڼفجر هدير محرك السيارة عاكسا غضبه عليها ليطير الغبار من الخلف بقوة لحظة إنطلاقها..
يسير بلا هوادة لا يعلم أين يذهب يشعر لأول مرة بحياته بمعني كلمة الضياع عاجز عن إتخاذ قرار صحيح منذ ابتعاد سلسبيل عنه حياته بأكملها انقلبت رأسا على عقب لم و لن يستطع التأقلم مع غيابها..
يقر و يعترف أنه الآن أصبح ظالم ظلم الجميع و أولهم نفسه..
و مع كل ما يمر به إلا أنه يشعر بالاشتياق الشديد لها مهوس بها و بعشقها الذي استحوذ على قلبه مال على ياقته و أخذ نفس عميق يمليء رئتيه بعبقها فجلبابه مازالت معبأة بعطرها المرأة الوحيدة التي حاكت من غضبه هدوء ومن صخب شرقيته عزفت لحنا حنون..
شوقه لها كالشمعة تذوب حتي تحولت لجمر شظاياه تجن كل مساء بقي حديثها القليل معه عالقا بروحه أنفاسها تقيد نبضه أما هو حزنه المهذب خلف ابتسامته يخجله كم كان رجلا يتباهى ولا يبالي  بذاك المساء الكئيب سكب الماء براحتيها ضممته هي بقوة كي لا يضيع و حين رفعت رأسها كانت كل أحلامها التي لم تقبض عليها يوما ظنا منها أنها لن تغيب ...تسربت اختفت بعدما اتهامها بأن مشاعرها تجاهه لم تكن حب من الأساس   و أنه لن يردها لعصمته حتى بعد علمه بحملها فعلته هذه كانت القشة التي قسمت ظهر البعير..
لن ينسى نظرتها له التي كانت تملؤها الخيبة خيبة أملها فيه تركته هذه المرة يواجه غروره بيدين خاويتين يا متاهته لم تتركه هنا رجلا يملك العالم كما كان معاها بل تركته فأرا يقضم الحيرة بمتاهة الشوق اللعېن

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات