رواية فاطيما الفصول من 18 للاخير
أردف معتذرا وهو يومئ رأسه لأسفل
أنا أسف يامالك واعتبر دي أخر مرة يحصل كدة
زفر مالك أنفاسه بتعب من أخيه وفضل أن لا ينفعل وأن يفهمه خطأه بكل هدوء مرددا
شوف يا مروان انا ممكن اسيبك تعمل اللي على كيفك وزي ما انت ماعايز بس مع البني ادمه دي بالذات ابعد عنها خالص لأن لا هي شبهك ولا انت شبهها
دي واحدة مطلقة لسبب ما إنت متعرفهوش وبتتكلم بأسلوب قذر فمن الأفضل ان انت تبعد عنها خالص
وتابع حديثه وهو على نفس الهدوء بتحذير
انا مش جايبك هنا الشغل علشان تشقط البنات وتشغلهم انا جايبك علشان تشتغل وتبقى راجل يعتمد عليه ارجوك ما تخلينيش اتعامل معاك بطريقه انت مش بتحبها وكبرت عليها
ماشي حقك عليا يا اخويا ما تزعلش مني انت عندك حق في كل كلمه قلتها واوعدك اني مش هعمل كده تاني
هز مالك رأسه بابتسامة وتحدث وهو يربت على يده الموضوعة علي المكتب
تمام يا مروان وانا مصدقك لأنك راجل والراجل معروف بكلمته وما بيكذبش ابدا اتفضل على شغلك واعمل حسابك هنتعشى مع بعض النهارده ومفيش خروج
انتصب مروان واقفا وهو يردد بموافقه
تمام يا فندم علم و ينفذ
وصل رحيم
البنك ودلف بخطواته المسرعة قاصدا مكتب محبوبته التي لم يراها منذ اكثر من عشرة ايام ولا طاقه له تحتمل وحشتها اكثر من ذلك
فكرتي في الموضوع اللي انا قلت لك عليه يا آنسه مريم ولا لسه
أجابته مريم بخجل
اظن انا رديت عليك يا باشمهندس على طول في نفس الوقت اللي عرضت عليا فيه الموضوع وقلت لك رايي
انزعج الآخر من ردها وهتف برجاء
طب ازاي ترفضي من غير ما تدينا فرصه نتعرف على بعض وإنتي اصلا ما تعرفينيش
قبل ان ينطق فاهها الإجابة استمعوا الى حديث ذاك الغاضب مرددا پحده
علشان الآنسه مريم في حكم المخطوبة يا باشمهندس وان شاء الله قريب جدا هنعزمك واحنا بنلبس الدبل
إنتي ليه معرفتنيش يامريم إنك مخطوبة أول ماعرضت عليكي طلبي وردك عليا كان يوحي بأنك ممكن توافقي
كاد قلبها أن يهوي بين قدميها من نظرات رحيم الواقف أمامها فنظراته كانت كالبركان علي وشك الانفجار ولم تقدر أن تتفوه بحرف وكأن لسانها ابتلع من شده نظراته
ولكن استجمعت حالها وكادت أن تجيبه إلا أن رحيم أشار إليها أن تصمت وأردف ببرود
ويخصك في ايه حضرتك تعرف إذا كانت مخطوبة ولا لأ هي ملزمة تعرفك حياتها الشخصية ولا حاجة
ماهي قالت لك إنها مش موافقه انت اللي عشمت نفسك بحاجة مرفوضة من البداية
انتصب ذاك الشاب واقفا بانزعاج وهو يردد پغضب
أنا لايمكن أستحمل
الإهانة دي أكتر من كدة ليكي مدير بنك هنا يرد لي اهانتي دي
ثم خرج پغضب ولكنه استمع لكلمات رحيم الأخيرة
مع السلامه والقلب داعي لك ياأخويا
ثم نظر إلي مريم مرددا پغضب
والله عال ياست مريم هانم بيتقدم لك عرسان وأنا المغفل إللي نايم علي ودانه
قال أخر كلماته وهو يضرب علي المكتب پعنف جعلها ترتعب من غضبه الشديد الذي تراه لأول مرة هدأت من حالها وأجابته بثبات اصطنعته بأعجوبة
هو أنا يعني مش بنت زي البنات ولا ايه وطبيعي جدا إني يتقدم لي عرسان يادكتور
اتسع بؤبؤ عينيه من ردها وهتف بحدة
ايه الكلام اللي إنتي بتقوليه ده يا مريم فوقي لنفسك أنا رحيم
استجمعت شجاعتها وهتفت باستنكار
هو انا قلت ايه يعني يخليك تزهق عليا وتغضب ويبقى شكلك بالمنظر ده وكأني عملت عاملة ولا كأنك دخلت لقيتني واقفه في ه مثلا
قاطع حديثها بحدة وهدر به بنظرة غاضبة
والله عال وكمان مش معترفة بغلطك وبتتريقي كمان ياهانم !
وتابع حديثه بتصميم
اعملي حسابك انت هتسيبي الشغل في البنك وترجعي الجامعة ويبقى مكان شغلنا واحد انا اصلا مش موافق على شغلك في البنك من البداية
جزت علي أسنانها وصاحت به
بأي حق تقرر عني وبأي حق تمنعني من شغلي إللي أنا بحبه
صمت لثوان ثم
حدق في عينيها وأردف بنبرة عتاب مغلفة بالهدوء
بحق الحب إللي بينا يامريم إللي وصل لمرحلة العشق
بحق الأيام والليالي إللي بحلم نكون فيها مع بعض بحق قلبي إللي امتكلتيه وعقلي اللي مشغول بيكي ليل نهار
بحق الوعود والعهود إللي بينا اننا نكون قلب واحد ورأي واحد وكيان واحد
واسترسل بنبرة ممزوجه بالحزن
ياتري بعد كل إللي قلته ليا حق ولا مليش يامريم
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة
ماهو انت إللي دخلت فيا شمال