رواية ميرا القصول من 20-31
بحركة تلقائية راجية جعلت عينه تتركز على موضعها ثم توسلته من جديد بنبرة مهزوزة ضائعة تنم عن مدى حاجتها له
علشان خاطري انا...هو انا مستهلش تتنازل علشاني ...ومستهلش تكون جنبي... وجدت الرفض مازال بعينه لتصرخ پجنون وكأن فاض بها الكيل من تبلده
أنت أزاي مش حاسس بيا...
وهن صوتها وارتعش وهي تستأنف بصدق نابع من صميم قلبها
أنا ب
اسكتي
كادت أن تصرح بمشاعرها لولآ أنه قاطعها بنبرة متماسكة صامدة للغاية كي لا يجعلها تزيد أنين قلبه أكثر فهو يشعر الأن بعجز شديد يقيد كافة حواسه ويمنعه أن يسايرها فذلك الحاجز الطبقي اللعېن بينهم يستحيل تخطيه لذلك يجب أن يؤد ذلك العشق الوليد بمهده
ولو زي ما بتقولي يبقى دي مشكلتك لوحدك متحملنيش ذنبها
لو كانت الكلمات ټقتل لكانت سقطت الآن طريحة بأرضها فقد شعرت بدوار يلفح رأسها حتى انها تمسكت بإطار الباب بملامح باهتة كساها حزن بين أعتصر قلبه وجعله يلعن ذاته وقلة حيلته ربما للمرة الألف بعد المائة حين همست بنبرة متخاذلة لا مثيل لها
ياااه للدرجة دي
لم يمنحها فرصة لتعاتبه بل ود أن يبتر الحديث كي لا تخور ارادته ويضعف أمامها
ميرال لو سمحتي أنا معنديش كلام أزيد من اللي قولته ياريت تقدري موقفي وتحترمي رغبتي وتتفضلي بقى علشان ميصحش وقفتنا كده
همشي يا محمد ومتقلقش أنا متعودة أنت مش اول حد يخذلني
ركضت من أمامه باكية لاترى شيء أمامها حتى أنها لم تلحظ شهد وطمطم أمام البناية بل كانت كل همها أن تبتعد عن هنا وتلملم فتات نفسها...
بينما هو كان يسند جبهته على زجاج نافذته ينظر لآثار سيارتها بعيون غائمة وبقلب منفطر يأن من شدة الألم.
قولتلها ايه يا محمد
قالتها شهد بعدما دلفت لتوها من باب الشقة ليغلق عيناه بقوة يعتصرها ثم يمسح على وجهه قائلا بعقلانية
قولتلها اللي مفروض كان يتقال يا شهد
عاتبته شهد قائلة
بس البنت شكلها بتحبك بجد ليه تعمل كده كنت عطيت نفسك فرصة وحاولت علشانها
برأسه وقال ببسمة يائسة منعدمة الأمل تعلو ثغره
فرصة ايه اللي بتتكلمي عنها يا شهد بصي حواليك وانت تعرفي أن أي فرصة ليا معاها معډومة أنت متعرفيش ابوها مين ولا ساكنة في قصر شكله ايه مهما حاولت وكافحت عمري ما هوصل لربع المستوى اللي معيشها فيه
وبعدين أنت عارفاني وعارفة أني عمري ما كنت ندل ولا بلعب ببنات الناس
يبقى على ايه هعلقها واعشمها بكلام مش هيقدم ولا هيأخر... كده أحسن ليا وليها يا شهد وبلاش تلومي عليا لومي على الظروف والحظ ولومي على الفقر
وساعتها هتعرفي أن الحب رفاهية متخلقتش للي زي
لم تقتنع شهد بحديثه وعارضته قائلة بمنطق يفوق واقعية منطقه
زادتها عليه وعرت الحقيقة الكامنة بداخله أمام نفسه حتى أنه أجابها بإندفاع دون ذرة تردد واحدة
ايوة بحبها بس ڠصب عني... أفهميني وبلاش تتحاملي عليا
تنهدت شهد بضيق وقالت معاتبة
أنا مش بتحامل عليك أنا عايزة أفوقك قبل ما تضيعها من ايدك
وتعيش العمر كله بذنبها و هتندم أنك محاولتش علشانها...اللي عملته ده هروب وانا متعودتش عليك جبان اخويا اللي زرع جوايا المبادئ والقيم متعودتش منه أنه يهرب من مشاكله طول عمره بطل في نظري وعارفة ومتأكدة انه مش هييأس وهيجاهد ويعافر علشان اللي بيحبها تكون ليه.
حاول أن يدافع عن ذاته من جديد قائلا بواقعية بحته
أنا مش جبان يا شهد بس الظروف اقوى مني
عارضته شهد من جديد
متحججش بالظروف ...الظروف أحنا اللي بنخلقها علشان نبرر ضعفنا ...انا لما اتجوزت فايق كان صنايعي ومش متعلم وانا كان معايا شهادة ومع ذلك لما اتقدملي أنت بنفسك قولتلي أن الفلوس مش كل حاجة وإن الأهم منها الأخلاق والأصل الطيب والحب
لتختم حديثها وهي تربت على كتفه
هون على نفسك يا خويا ومتكابرش محدش بيهرب من نصيبه وخلي عندك
عشم في ربنا وربك كريم ما بينساش حد وقادر يجبر بخاطرك
ونعم بالله يا شهد
لتتركه وتدلف لأحد الغرف بينما هو كان