رواية فارس الجزء الاخير
وفرحة غامرة..
تجلس إسراء
مالك حبيبي سيب إسراء تلعب مع مكة وديجا وألعب أنت مع زين بالكورة..
قالتها عهد بنبرة صارمة لا تخلو من الحنان..
أجابها مالك الذي يمسك بيد إسراء يمنعها من اللهو برفقة أحد غيره.. يا عهوده هي صغيرة مش هتعرف تلعب لوحدها وممكن تقع.. أنا باخد بالي منها..
حركت عهد رأسها بيأس من تصرفات الصغير التي تشبه والده إلى حد التطابق ونظرت ل إسراء الشاردة وتحدثت بمزاح..
لكزت إلهام ابنتها حتي تنتبه للحديث وابتسمت لعهد وتحدثت بفضولها المعتاد..
بس انتي شكلك اتجوزتي بدري أوي يا عهد يا بنتي.. نظرت ل مالك وتابعت قائلة..
دا اسم الله حارسة وصاينه مالك قالي عنده تمن سنين وانتي شكلك من سن بنتي إسراء مكملتيش السنه لسه!!..
لمحت الدهشة على وجوههم فاكملت بصدق قائلة..
بس أنا بعتبرهم زي ابني زين بالظبط والله يا أنطي إلهام..
إلهام .. صادقة يا قلب أنطك..دا أنا فكرتك أمهم والله يابنتي من حنيتك ولهفتك وخۏفك عليهم..
سبحان الله كل واحد بياخد نصيبه كامل من الفرح وحتي الچرح.. علشان كده بنلاقي دايما ربنا رؤوف بعباده وبيجعل بعد الصبر جبر..
عندك حق يا خالتي.. أنا أهو ربنا أراد إني مخلفش.. بس جبر خاطري ورزقني بابني محمود.. ابن قلبي قبل عيني..
ابتسمت عهد ونظرت بتجاه الصغار مدمدمة..
وأنا اتجوزت واحد كان متجوز قبلي ومعاه طفلين ربنا جعلهم عيلة ليا بعد ما كنت عايزة اڼتحر من الوحدة..
وأنا اتجوزت بعد ما خلصت دبلوم من شاب محترم وأصيل حبني أوي وكنت عايشة حياة بسيطة وهادية لحد ما ربنا أختاره وبقيت في يوم وليلة أرملة وبنتي يتيمة.. حسيت أن خلاص الدنيا وقفت وحياتي أدمرت ..
توردت وجنتيها بحمرة الخجل ونظرت لوالدتها وتابعت بامتنان..
بس بعد ما ربنا رزقني بحب أبو الفوارس عرفت أن كلامك يا ماما اللي كنتي بتقوليه ليا كان كله صح وفعلا بعد الصبر جبر وأنا ربنا جبر قلبي أنا وبنتي وعوضني بزوج شيلني جوه عنيه وبيعامل بنتي كأنها بنته من صلبه وهي كمان بتحبه أكتر مني..
أمسكت خديجة وجنتي إلهام بين أصابعها وتحدثت بمرح قائله.. وانتي يا لوما يا شقيه احكلنا يله.. شكلك عندك قصة كبيرة..
ضحكت إلهام ضحكتها الهادئة التي تدل على طيبتها الزائدة مرددة..
بقي أنا شقية يا خديجة يا أختي..
أخذت نفس عميق وأكملت بفرحة ظهرت على محياها.. هحكلكم.. أنا بحب أوي اتكلم عن إبراهيم أبو إسراء الله يرحمه..
صمتت لبرهه وأغمضت عينيها ببطء تسترجع تلك الذكريات التي لم تفارقها للحظة واحدة.. إزدادت ابتسامتها إتساع وتابعت..
كنت عيلة بنت خمس سنين لما أمي وأبويا ماتوا في حاډثة وخدني عمي الصغير علشان يربيني.. كان لسه متجوز جديد ومراته حامل وعلى وش ولادة.. مش هنكر هي كانت بتعاملني ساعات كويس.. جريت السنين وبقي عند عمي ولد وبنتين اعتبرتهم أخواتي الصغيرين بعد ما عمي اتوفى..بقيت أنا اللي شايلة البيت كله من غسيل وطبيخ وتنضيف وكل ما يجيلي عريس يطلب أيدي مرات عمي ترفض.. لخد ما اتجوزوا بناتها وابنها سافر كذا سنه الخليج بعد ما خلص جيش وفضلت أنا معها لحد ما قربت على السنه بخدمها كأنها أمي بالظبط..
صمتت قليلا تلتقط أنفاسها وتكبح عبراتها التي تجمعت بعينيها وتابعت..
رجع ابنها معاه قرشين كويسين اشتري بيهم شقة وخدني أنا وأمه فيها وفتح محل بقالة والدنيا بقت مستورة معاه دخل في يوم على أمه وقالها أنا قررت اتجوز.. أمه فرحت أوي وبقت تزغرط وتقوله من بكرة هجبلك دستة عرايس تختار منهم اللي تعجبك.. بس هو قالها لا متتعبيش نفسك أنا عروستي موجودة..
هبطت عبراتها بغزارة على وجنتيها رغم ابتسامتها التي لم تبرح محياها.. لتسرع إسراء التي بدأت تبكي لبكائها بمسح عبراتها بلهفة وحنان بالغ وأكملت إلهام
بصوت مرتجف..
أنا هتجوز إلهام بنت عمي.. أنا أولى بيها يا أمه.. بقت تصرخ بعد ما كانت