رواية ندي الفصول من 31-40
تتحمل أليس كذلك !
لاحت ابتسامة مريرة على شفتي هشام الذي أصدر تنهيدة طويلة تبعها استقامته من مقعده وهو يلتفت حول المكتب ويربت على كتف صديقه بخفة هامسا في مداعبة
هيا ياصديقي لدينا الكثير من الأعمال وليس هناك وقت لنهدره في الحديث
هز رأسه الآخر مغلوبا على أمره فكلما يتخذ مجرى حديثهم ذلك الموضوع يسارع في تغييره أو التهرب منه وهو ما يفعله الآن كالعادة !
توقف بسيارته أمام أحد الفنادق الضخمة ثم ترجل منها وقاد خطواته للداخل مرتديا نظارته السوداء فوق عينيه حتى وصل إلى مكتب الأستقبال وقف أمام الموظفة التي بدورها ابتسمت له ببشاشة وقالت
حاتم بصوت جاد
حابب اعرف رقم الغرفة الموجودة فيها نادين سامي
اخفضت نظرها لشاشة الحاسوب التي أمامها تبحث بين نزلاء الغرف عن ذلك الاسم حتى عثرت عليها فقالت بإيجاب
آنسة نادين سامي تمام لحظة من فضلك بس هبغلها الأول
حاتم بحزم
ملوش لزوم هي عارفة ممكن تقوليلي رقم الأوضة
مطت شفتيها وقالت بنظرات دقيقة
الغرفة رقم 404 بالدور الخامس
لصق رقم الغرفة والطابق بذهنه ثم ابتعد وسار باتجاه المصعد الكهربائي ليستقل به ويضغط على زر الطابق الخامس وبعد دقيقتين تقريبا توقف وانفتح الباب فخرج وسار في الردهة طويلة يتفقد أرقام الغرف المدونة فوق الأبواب حتى عثر على غرفتها فتحرك ووقف أمامه ليرفع يده ويطرق عدة طرقات ليست بلينة ولا قوية
خير شو بدك !
نزع نظارته أخيرا عن عينيه فرأت نظرة مستاءة تمركزت في عيناه وهو يجيبها
لمي هدومك يلا عشان نمشي
خرج سؤالا شبه استنكاريا منها
لوين !
حاتم بحدة
على البيت يانادين ولا متخيلة إني هسيبك تقعدي في فندق هنا وحدك
ردت في برود استفزازي وابتسامة غير مبالية
استفزته واغضبته بشدة لكنه تحكم في زمام نفسه ليدفعها للداخل برفق ويدخل ثم يغلق الباب هاتفا بلهجة آمرة
مفيش مشكلة يتلغي الحجز
نادين بغيظ
راح ارجع ما بدي اضل هون بيكفي يا حاتم
تقدم منها بخطوات متريثة فتقهقرت هي لا إراديا للخلف حتى اصطدمت بباب الحمام الملحق بالغرفة أشرف عليها بهيئته وهمس في لهجة لا تقبل النقاش
مش هترجعي احنا جينا مع بعض وهنرجع مع بعض
رغم اضطرابها من قربه إلا أنها صاحت به پغضب
ما في شيء اسمه نحنا عم تفهم ولا إنت نسيت اللي سويته مبارح
لما تقضي اليوم كله مع راجل معرفش مين هو أصلا وتقوليلي رفيقي وبعدين ترجعي آخر الليل منتظرة تكون ردة فعلي إزاي يعني مين صاحبك ده هاااا قولي ميين خليني اعرف يمكن تكوني على حق !!
نادين بعصبية شديدة متجاهلة ضربات قلبها المتسارعة
لك شو خصك إنت مين رفيقي هادا !! بخرج مع اللي بدي ياه ما راح انتظر الأذن منك مثلا
ضړب بقبضة يده على باب الحمام بجانب رأسها فانتفضت بخفة فزعا وانكشمت في وقفتها حين رأته يدنو منها
بشكل خطېر حتى لفحت أنفاسه الڼارية صفحة وجهها وخرج صوته منذرا وقد أظلمت عيناه بشكل مخيف
قدامك خمس ثواني ياتقولي مين اللي كنتي معاه امبارح يا أما صدقيني أنا مش مسئول عن اللي هعمله
خشيت تحذيره ونظراته التي أثبتت أنه لا يمزح فيما يقوله خصوصا وهو قريب بهذا الشكل رغم ذلك أبت الخضوع أمامه فقالت بابتسامة متشفية تحمل لمسة النصر
إنت غيران ولا شو !
حاتم بنفاذ صبر
نادين !!!
طالعته بتحدي عاقدة ذراعيها أمام صدرها تأبي التكلم واكتفت بابتسامتها ونظراتها الواثقة لتجده يزأر كالأسد ويهتف پغضب معترفا
أيوة غيران ولو متكلمتيش متلوميش غير نفسك على اللي هيحصل
ابتسمت بنصر وسعادة لاعترافه بغيرته الچنونية عليها فاستدارت توليه ظهرها ثم تفتح باب الحمام وتدخل وقبل أن تغلق الباب همست في ابتسامة مثلجة
كانت رفيقتي مايا
ثم أغلقت الباب دون أن ترى ردة فعله لكنها استشعرت مدى الصدمة التي تهيمن عليه الآن بالتأكيد يقف متسمرا كالصنم يحدق في الباب وفي أثرها ببلاهة وعدم استيعاب للخديعة التي سقط فيها بكل سهولة وربما غاضب منها بشدة ويرغب في فض شحنة غيظه بها لكن كل هذا لا يهم طالما حصلت على ما تريده !
كانت ستتجه الخادمة لفتح الباب بعد سماع صوت رنينه لكن أسمهان
أوقفتها بإشارة من