رواية ندي الفصول من 41-50
.. وفور تفوهه بتلك بالكلمات أدركت مقصده فهبت واقفة تهم بالركض للخارج لكنه كان اسرع منها حيث قبض عليها يمنعها من الرحيل ويجذبها إليه ليختلسوا بضع من لحظاتههم القصيرة والغرامية معا .. قبل أن تنجح في الإفلات منه بالاخير وتفر هاربة من الغرفة وسط ابتسامتها الخجلة ! .
تمسك بهاتفها وتحدق بالصورة في تدقيق .. ارسلت الصورة مع كلامها عمدا حتى تؤكد هويتها لها وتثير ڠضبها وهي نجحت بالفعل ولكنها لم تنجح في إثارة غيرتها .. ليس مجرد صورة سخيفة وكلمات ساذجة ستثير چنونها وتدفعها للشجار مع زوجها بسببها .. ما يغضبها هو وقاحتها وهي تتحداها علنيا بأنها ستأخذ زوجها منها وتجعل نهايتها مشابهة لتلك الخائڼة .. إن كانت تلك الرسالة تدل على شيء فهي بالطبع تدل على جهلها بهوية من تكون جلنار الرازي حقا .. هيأ لها عقلها التافه بأنها قد تترك لها الساحة فارغة وتسمح باقترابها من زوجها .. لقد ضغطت على وريدها بقوة وستشهد شراسة أنثى العقاپ الحقيقية الآن .
_ عدنان !
أجابها بنبرة عادية وهو يرتدي ملابسه _
_ نعم
_ أنا عايزة اشتغل معاك في الشركة
توقف عن متابعة ارتداء ملابسه وضيق عيناه باستغراب قبل أن يستدير بجسده ناحيتها ويهتف _
_ تشتغلي في الشركة !!!!
جلنار بثبات _
_ أيوة أنا اغلب الوقت ببقى قاعدة وحدي في البيت خصوصا لما تكون هنا في الحضانة .. ففكرت إني اروح الشركة في فترة حضانة هنا الصبح واشتغل معاك واساعدك
_ تساعديني ! .. هو في إيه بظبط ياجلنار !!
نظرت ببساطة وهدوء أعصاب غريب _
_ مفيش حاجة عادي .. إنت موافق ولا لا !
هيمن الصمت للحظات طويلة عليه وهو يستمر بالتطلع إليها في تدقيق لكن سرعان ما رأت ابتسامة تعتلي معالمه ونظرات كلها دهاء ولؤم قبل أن يجيبها بالموافقة _
بادلته الابتسامة بأخرى ناعمة قبل أن تقترب بوجهها منه وتطبع قبلة دافئة فوق وجنته هامسة في رقة _
_ ميرسي ياعدنان
تمتم بعبثية ومداعبة _
_ عدنان حاف كدا .. يعني مفيش حبيبي مثلا
رمقته بطرف عيناها في مكر ثم ردت بدلال باسمة _
_ تؤ عدنان احلى !
رفع حاجبه باستنكار وقال في غيظ بسيط _
ضحكت بخفة ورفعت جسدها لتتساوي مع طوله الذي يفوقها ثم انحنت وطبعت قبلة ناعمة بجانب ثغره وتمتمت _
_ هتفطر معانا الاول لإني مش هسمحلك تمشي زي كل يوم
انصهر أمام قبلتها وابتسم لها بعشق ليحرك حاجبيه بإيجاب على طلبها المتغلغل بلهجة الأمر .. ليجدها هي الأخرى تنفرج شفتيها وتقول بعفوية _
أنهت عبارتها واندفعت لخارج الغرفة .. وبقى هو يحدق في أثرها مبتسما بوميض لامع ومغرم في عيناه ! ...
داخل شركة الشافعي ......
تقف أمام المصعد تنتظر وصوله وانفتاح الباب .. وبعد لحظات من الانتظار دخلت وضغطت على زر الطابق الثالث لينغلق الباب عليها ويبدأ في الارتفاع للطابق المطلوب .
خرجت من المصعد وقادت خطواتها الواثقة تجاه ليلى الجالسة على مقعدها أمام مكتبها الصغير .. وقفت بصلابة وقالت في جدية وهي تمد لها ورقة _
_ ده طلب الاستقالة .. وصليه لآدم بيه
مدت ليلى يدها وكانت على وشك أن تلتقط الورقة منها لكن يده انتشلت الورقة من يد مهرة پعنف ورمقها مشټعلا ثم هتف بغلظة ولهجة آمرة _
_ تعالي ورايا على المكتب يا أنسة مهرة
القى بعبارته وابتعد يتجه نحو مكتبه بينما مهرة فتأففت بنفاذ صبر وحنق ثم استدارت وسارت خلفه .
دخلت بعده وأغلقت الباب بهدوء لتقابل جموحه يقول پغضب_
_ قولتلك امبارح طلبك مرفوض
اندفعت نحوه ثائرة وصاحت بعصبية _
_ إنت مش هتجبرني اشتغل عندك .. والطريقة اللي كلمتني بيها امبارح مش هسمح انك تكلمني بيها تاني أبدا
هدأت ثورته أمام ثورانها هي وقال ببرود يثير الأعصاب _
_ طالما مفيش عندك سبب قوي يبقى اعتبريني بجبرك
_ وأنا قولتلك اسباب خاصة بيا
آدم بعصبية _
_ في حاجة حصلت وإنتي رافضة تقولي .. مش معقول الأسباب دي ظهرت في يوم وليلة وأنا قبلها كنت مكلمك وقولتي إن جدتك بقت كويسة وهترجعي الشغل
صاحت به في شراسة وسخط _
_ غيرت رأي ومش عايزة اشتغل هنا ومعاك بالأخص
غضن حاجبيها بدهشة واجابها باستغراب _
_ ليه !!
مهرة بعصبية وهي تتجاهل سؤاله _
_ ممكن تمضيلي على الورقة يا آدم بيه عشان امشي
كانت نظراته الثاقبة تخترقها كالړصاص .. عدم الفهم والدهشة يهيمنان على معالمه .. اشاحت بوجهها بعيدا عنه حتى لا ېخونها قلبها الضعيف أمامه فسمعته يتمتم بصوت متحشرج _
_