رواية ندي الفصول من 51-60
ابني
لو جرالته حاجة مش هقدر اعيش من غيره
جذبها بقوة حتى تقف وتستوعب ما يقوله حيث هدر بلهجة مرتفعة نسبيا
_ هيبقى كويس يا أسمهان اهدي .. مينفعش كدا خليكي قوية وان شاء الله هيقوم بالسلامة
نبرته ايقظتها قليلا لكن نظراتها لا تزال تائهة فقالت پألم وصوت مرتجف
_ أنا مليش غيره هو وعدنان .. أنا عايزة اشوف ابني يا نشأت .. ابوس إيدك خليني اشوفه
_ اخليكي تشوفيه إزاي بس مينفعش .. استهدي بالله وادعيله هو اكتر حاجة محتاجها دلوقتي الدعاء
لا تتوقف عيناها عن ذرف الدموع بغزارة وعلى حين غرة ارتمت بين ذراعيه تبكي بنحيب مرتفع وسط همسها
_ يارب .. يارب احفظ لي ابني
انتبهت أسمهان لابنها وهو يهرول باتجاههم فهبت واقفا وفور وصوله عانقته بقوة تهتف بصوت مرتجف
اتسعت عيناه پصدمة وراح يتجول بنظره بينها وبين نشأت ثم قال
_ ازاي مطلعش لغاية دلوقتي .. ده ليه اكتر من أربع ساعات
ازداد نحيبها وبكائها أكثر بين ذراعيه ليضمها إليه أكثر ويتمتم في حنو وثبات مزيف
_ اهدي ياماما اهدي .. ان شاء الله خير ويطلع الدكتور دلوقتي يطمنا عليه
ابتعد نشأت عن ابنته حين أشار له عدنان أن يأتي معه ليتحدثوا بعيدا عن مسامعهم .. بينما جلنار فبقت واقفة تتطلع بأسمهان بتدقيق .. ولوهلة شعرت بالإشفاق عليها فهي أيضا أم وتدرك جيدا حجم ألمها الآن ! .. حثتها عاطفتها الامومية على مواساتها فاقتربت وجلست بجوارها ثم رفعت كفها وملست على كتفها برفق هامسة
اطالت أسمهان النظر إليها بصمت في وجه خالي من المشاعر ثم ابعدت يدها عنها وردت بخنق
_ متشكرة على اهتمامك يابنت الرازي
لوت جلنار فمها بعدم حيلة ومالت برأسها للجهة الأخرى تقول في ابتسامة ساخرة
_ مفيش فايدة يا أسمهان .. الحق عليا إني حاولت اواسيكي واهديكي شوية .. قولت اكون أنا اللي احسن منك رغم كل اللي عملتيه معايا
_ وتواسيني ليه .. أنا ابني كويس وهيطلع بالسلامة وزي الفل .. اجلي المواساة وسبيها عليا أنا لما اخلص عدنان منك سعتها أنا اللي هواسيكي
استقامت جلنار واقفة وطالعتها مشفقة وباستنكار تقول
_ أنا حقيقي بشفق عليكي .. إنتي لا يمكن تكوني طبيعية !
ابتعدت عنها وقادت خطواتها تجاه الحمام .. وفور دخولها تركت العنان لدموعها ليس فقط خنقا من كلمات أسمهان ولكن أيضا خوفا وحزنا على آدم !! .
خرجت بعد دقائق قصيرة وكانت في طريقها للعودة قبل أن تلمح مهرة وهي تجلس بركن منعزل وتحدق في اللآشيء أمامها بنظرات تائهة وعيناها تذرف الدموع بصمت .
تحركت نحوها ببطء حتى جلست بجانبها .. اخفضت نظرها ليديها المتلطخة بالډماء وطالت التحديق بهم حتى تنهدت بعمق وهمست بصوت مخټنق
_ مهرة إنتي كويسة !
رأتها تهز رأسها بالنفي دون أن تحيد بنظرها إليها فالتصقت بها ولفت ذراعها حول كتفيها ترغمها على الوقوف هامسة
_ طيب تعالى نروح الحمام وتغسلي إيدك ووشك مينفعش تفضلي قاعدة كدا
خرج صوتها المبحوح والضعيف تقول
_ هو مسمحليش ابعد عنه لما أنا رفضته ودلوقتي أنا مش هسمحله يسيبني .. ملحقش يسمعني ويعرف إن أنا كمان بحبه .. قالي بحبك ياجلنار وكانت آخر كلمة اسمها منه .. أنا السبب في اللي حصله
لم تتمكن من حجب دموعها حيث انهمرت فوق وجنتيها غزيرة وراحت تملس على ذراع الأخرى بحنو متمتمة
_ إنتي ملكيش ذنب يامهرة .. وهو مش هيسيبك ياحبيبتي ولما يفوق هتقوليلوا بنفسك إنك بتحبيه كمان
أرتجف صوت مهرة المحتقن وهي تجيبها پبكاء صامت
_ نظرته ليا لا يمكن انساها .. قالي بحبك كأنه بيودعني .. أنا مش هستحمل اخسره هو كمان .. مش هقدر اتحمل ألم فقدان جديد
اجهشت جلنار في البكاء فراحت تفرد ذراعيها وتعانقها بقوة .. لتسمع صوت نحيبها وبكائها المرتفع وسط صوتها الموجوع
_ وحشني وعايزة اشوفه .. أنا مكنتش أتخيل إني بحبه بالشكل ده
ملست جلنار على ظهرها بحنو وهمست من وسط بكائها باسمة
_ وهو بيحبك جدا .. تعرفي إنه طلب مني اكلمك عشان اخليكي مبتعدهوش عنك وكان خاېف جدا يخسرك .. وقف قصاد مامته عشانك .. وأنا متأكدة أنه مش هيسيبك
ازدادت حدة بكائها بين ذراعيها .. وجلنار رغم كل شيء