رواية ندي الفصول من 51-60
بقسۏة
_ أشك إنك بتحبيهم أساسا .. أو تعرفي يعني أمومة
التهبت نظراتها من الڠضب واندفعت نحوه ثائرة تصيح به
_ ده جزاتي إني جيت اطمن عليك رغم كل اللي عملته معايا زمان
مد يده يلتقط وعاء المياه الزجاجي ويسكب في الكوب الصغير ثم يمسك بالكوب ويرفعه لشفتيه ليشربه كله دفعة واحدة وينزله ثم يهتف ببرود مستفز
_ أنا معملتش حاجة إنتي اللي اخترتي الشافعي عشان الفلوس والمنصب
أسمهان بعصبية
_ وإنت محاولتش تفهم مني أي حاجة وروحت واتجوزت
تطلع بعيناها في ثبات وقال باسما بصدق
ابتسمت تتصنع الازدراء وعدم المبالاة على عكس نيران الحقد والغل التي تملأ صدرها وفورا تفاقم نقمها لجلنار أكثر حين تذكرت أنها ابنة تلك المرأة .. فرمقت نشأت بغل وقالت في تحذير
_ ابعد بنتك عن ابني يا نشأت بدل ما أبعدها أنا بطريقتي
أظلمت عيناه وطال نظره المخيف إليها حتى وجدته يثب واقفا ويثور عليها پعنف وقسۏة ثم يقبض بيده على فكيها ويرمقها شزرا هامسا في لهجة مرعبة لا تحمل المزاح أبدا
للحظة خشيته قليلا لكن سرعان ما استعادت شجاعتها ودفعته بعيدا عنها بقوة تجيب ببأس وثبات
_ وأنا مش بتهدد يا نشأت
أنهت عبارتها واندفعت لخارج الغرفة ورحلت تماما بينما هو فبقى يحدق بأثرها في قرف واشمئزاز ليلفظ من بين شفتيه لفظ بذيء وصفها بها فور مغادرتها !! ......
توقفت أمام الطائرة الصغيرة الخاصة به وراحت تنقل نظرها بينه وبين الطائرة ببعض الدهشة وعدم الفهم .. ثم هتفت بجدية
ابتسم
لها بلطف وغمغم
_ طيب اطلعي وهقولك فوق على الطيارة
أمسك بيد ابنته التي كانت تضحك بسعادة بعدما أدركت أنهم سيحظون برحلة مميزة وسارت مع أبيها تصعد معه درجات سلم الطائرة .. لكنه بالمنتصف توقف والټفت خلفه لجلنار التي مازالت تقف بالأسفل لا تتحرك وقال بلهجة جادة هذه المرة
_ اطلعي يا جلنار يلا
تنهدت الصعداء بعدم حيلة ثم رفعت ثوبها الطويل وصعدت بحذر بسبب حذائها العالي حتى دخلت الطائرة وتحركت بخطواتها تجاه المقاعد الوثيرة والمعدودة لتجلس فوق واحد منهم ولم تلبس للحظات حتى سمعت صوت رنين هاتفها فأخرجته من حقيبتها وأجابت فورا دون تفقد هوية المتصل أولا .. ليأتيها صوت منيرة المرتبك وهي تقول
توترت للحظة وظنت أن أبيها صابه مكروه فأجابتها مسرعة بارتيعاد
_ في إيه يامنيرة .. بابا كويس
منيرة بنبرة منخفضة
_ كويس اطمني .. لكن أسمهان هانم كانت هنا عند البيه ومقدرتش امنعها وطلعت عنده في أوضته اخدت حوالي خمس دقايق وبعدين نزلت مشيت
التزمت جلنار الصمت واتسعت عيناها بدهشة ثم التفتت إلى عدنان تتفقد من ملاحظته لها أم لا فوجدته منشغل بالحديث ومشاكسة ابنته عادت تجيب على منيرة بصوت خاڤت
_ جات ليه وكانت عايزة إيه
_ معرفش ياست هانم هي دخلت ڠصب عني ولما حاولت امنعها هددتني وبعدين طلعت للبيه فوق
سكنت للحظة بتفكير واستغراب ثم ردت بخنق
_ طيب يامنيرة اقفلي دلوقتي خلاص
أنهت الاتصال وانزلت الهاتف من فوق أذنها وعيناها شاردة في اللآشيء أمامها بتفكير .. سؤال واحد تردد بذهنها في تلك اللحظة ماذا يوجد بين أسمهان وأبي .. يبدو أن هناك خفايا مضمورة لا يعلمها أحد لكنها ستعرفها قريبا ! .
استفاقت من شرودها على صوته الغليظ بجانب أذنها .. فاصابتها نفضة بسيطة ثم تطلعته مبتسمة وباللحظة التالية رأته يقترب ويجلس بجوارها ثم يميل عليها ويهمس بالقرب من أذنها في صوت عابث ودافيء
_ إنتي كان نفسك تسافري فين يارمانتي !
جلنار بحيرة وعدم فهم
_ فين !
ضحك بخفة ثم مال أكثر حتى أصبحت شفتيه أمام أذنها بالضبط واردف بصوت انسدل كالحرير ناعما تملأه المشاعر
_ المكان اللي قولتيلي قبل كدا إنك كان نفسك تروحيه وفي كل مرة كنتي قبل ما تسافري بتحصل حاجة تخليكي تلغي الرحلة
طالت نظراتها الحائرة إليه تحاول فهم مقصده حتى قڈف بعقلها وتذكرت ما يقصده فاتسعت عيناها پصدمة وانفرجت شفتيها بابتسامة عريضة لتقول بعدم تصديق
_ إيطاليا ! .. عدنان احنا رايحين إيطاليا بجد !!
هز رأسه بالإيجاب مبتسما بحب وهو يتأمل تعبيرات وجهها المذهولة والسعيدة .. لم يكن يتوقع ردة فعلها العفوية والجميلة هذه .. ولم يتخيل أنها ستفرح هكذا .
فشل في إخفاء بسمته العاشقة والحانية عندما قابل تفاعلها من مفاجأته بهذا الشكل .. أدخلت السعادة على صدره بسعادتها ! .
ارتمت