رواية ندي الفصول من 51-60
أنا كويس
مهرة بعصبية من عناده
_ لا مش كويس إنت لسا تعبان .. وأنا متأكدة إنك هتتعصب لما احكيلك فلما تخرج هقولك
نظرته كانت مستاءة من عصبيتها ونبرتها العالية
_ طيب وطي صوتك
_ إنت اللي عصبتني عشان كدا عليت صوتي
آدم مغتاظا
_ عايزاني أعمل إيه يعني لما اشوفك بټعيطي كدا أول ما أسألك عملك حاجة ولا لا
احتقنت نظرات أسمهان وهتفت بقوة وصرامة
_ إنتي بتعملي إيه هنا .. امبارح قولتي مش هتمشي غير لما تطمني عليه واديكي اطمنتي .. قاعدة بتعملي إيه لسا مع ابني !!!
_ ماما
أسمهان بعصبية ونبرة مرتفعة
_ متقوليش ماما .. كفاية أوي يا آدم لحد كدا .. إنت مش شايف إنك مش بيجيلك من وراها غير المصاېب .. وإنت في المستشفى بسببها .. الحمدلله إن ربنا حفظك ورجعك لينا بالسلامة وإلا مكنش هيكفيني عيلتها كلها .. ده إذا كان ليها أصل وعيلة أساسا
_ ماما .. مهرة اعتبرها خط أحمر بنسبالي وإنتي اللي كفاية أوي .. من فضلك من هنا ورايح تتكلمي معاها بأسلوب كويس
رمقت مهرة أسمهان بنظرة ڼارية ومشفقة قبل أن تهب واقفة لكن قبضة آدم فوق راسها منعتها وقال بحزم
_ اقعدي يا مهرة رايحة فين !
_ لو سمحت يا آدم سيبني امشي
حاول الاعتدال في نومه ليتمكن من إيقافها لكن خرج منه تأوها عفويا عندما ألمه جرحه لتسرع وتقول بقلق وتوسل
_ ارتاح عشان خاطري يا آدم .. معلش أنا لازم امشي
ثم سحبت رسغها من قبضته ببطء وابتعدت لتسير باتجاه أسمهان وأثناء مرورها من جانبها توقفت وهمست بجانب أذنها
تمكنت من تصويب سمهما في الهدف تماما حيث رحلت وتركته أسمهان متسمرة بأرضها بوجه مصډوم ومهموم .. بينما آدم فعاد لوضعية نومه الطبيعية بصعوبة وسط تألمه ونظراته المستاءة لأمه .
_ أنا كويس .. شكرا مش محتاج مساعدتك
رمقته بحزن وقالت في خفوت
_ مسيرك هتفهم من الوقت إني كان عندي حق يا بني وإن البنت دي متنفعش ليك
حدقها بنفاذ صبر وخنق ثم مدد جسده كاملا فوق الفراش وقال بجفاء وهو يشيح بوجهه عنها
_ أنا تعبان وعايز أنام لو سمحتي يا ماما ممكن تسيبني ارتاح شوية
تنهدت بيأس وعبوس وجه ثم استقامت واقفة وتمتمت وهي تملس فوق كتفه بحنو
_ طيب ياحبيبي ارتاح
ثم ابتعدت عنه وقادت خطواتها لخارج الغرفة بأكمله لتتركه يتأفف پغضب وعدم حيلة ! .......
في تمام الساعة العاشرة مساءا .......
_ أصل مامي قاعدة في البلكونة في اوضتها وزعلانة معرفش ليه .. إنت زعلتها يابابي
اتسعت عيناه بدهشة ورد بحيرة
_ لا طبعا مزعلتهاش ياقردة .. هي قالتلك إني زعلتها !
هزت رأسها بالنفي وقالت وهي تحك ذقنها بتفكير
_ لا مقالتش .. بس أنا تخيلت كدا
رد بذهول من أجابة صغيرته وانزلها من فوق ذراعيه ليقول بحزم حقيقي
_ تخيلتي كدا ! .. طيب يلا هعد لغاية خمسة يا هنا لو ملقتكيش في السرير في اوضتك فوق إنتي عارفة أنا هعمل إيه !!
ردت برجاء وعيون طفولية مستعطفة
_ طيب احكيلي حدوتة الأول
سكن في لحظة ضعف أمام نظراتها لكنه حاول الحفاظ على صرامته حيث هتف
_ متبصليش كدا مش هضعف .. مفيش وقت للحواديت .. الوقت أتأخر خلاص والمفروض تنامي
اقتربت منه وعانقت قدميه هاتفة بتوسل وشفتين مزمومتين للأمام بعبوس
_ عشان خاطري يابابي .. عشان خاطري أنا هنون حبيبتك !
ابتسم تلقائيا بعاطفة جياشة .. تلك الشيطانة الصغيرة تدرك نقاط ضعفه وتستغلها أفضل استغلال .. أطلق زفيرا حارا ثم رد مغلوبا على أمره وهو يبتسم
_ طيب موافق خلاص بس اروح أشوف مامي الأول زعلانة من إيه وهجيلك
قفزت فرحا بسعادة وقالت
_ ماشي .. بس متتأخرش
عدنان بعدم حيلة وهو يضحك
_ حاضر
ارسلت له قبلة رقيقة في الهواء ثم استدارت وهرولت ركضا على الدرج تقصد غرفتها .. بينما هو فلحق بها وقاد خطواته إلى غرفتهم .
فتح الباب بهدوء ودخل ثم اغلقه خلفه وتحرك نحو شرفة الغرفة حيث تجلس هي .. جذب مقعد وجلس بجوارها هامسا في ريبة
_ مالك ياجلنار
سألته بضيق دون أن تنظر له
_ ليه مقولتليش على مرض بابا
تنهد الصعداء بعمق فقد كان