رواية فاطيما حصري ايام نيوز
وخليكي مرزية إهنه براحتك يختي .
تثبتت سكون في مكانها وتحدثت برفض
_ إنتي مبتفهميش ياغبية انتى بقولك مهتحركش من مكاني
وتابعت بعيون زائغة
_ هاتى الأدوات وطيبي لي الچرح إهنه وخليكى جدعة يافوفا .
ضړبت فريدة كفا بكف وتحدثت باستنكار
_ والله ماحد هيشلني وهيجلطني في الدنيا داي غيرك ياسكون
واسترسلت حديثها وهى تقوم من مكانها
_ حاضر هروح أجيبهم أهه متؤمريش الخدامة الفلبينية بحاجة تانية واصل
ابتسمت سكون على عبوسها وحركت رأسها برفض نظرت إليها فريده پغضب وذهبت من أمامها كي تحضر لها الأدوات لتداوي جرحها .
في منزل ماجدة والدة سكون تجلس على تختها تتصفح هاتفها وهي شاردة في صورها القديمة قبل أن يجور عليها الزمان صارت تتصفح الصور وعيونها تلتمع دمعا على ملامح كساها الزمن حملا ثقيلا انساها انوثتها التي دفنتها فور مۏت زوجها تحت اقدام بناتها
ثم وجدت يديها تتوقف عند صورة ظلت تنظر اليها وتقوم بتكبيرها وتصغيرها فقد كانت صورتها وهي ابنه العشرين عاما فحقا كانت جميله قبل ان تدهسها هموم الحياه
_ لحد مېتة هتفضلى ډافنة نفسك بالحيا يا ماجدة والزمن بيروح وياجي عليكي وياخد من شبابك وعمرك !
والبنات كبروا وكلها سنين بسيطة ويبعدوا عنيكي خالص وينشغلوا في حياتهم واني هفضل وحيدة !
لحد مېتة هتفضلي قافلة على حالك وترفضي أي فرصة تجيلك وتخليكي تتنفسي وتعيشي اللي باقي من عمرك واللي ما لحقتيش تعيشيه من الاصل
وأثناء شرودها استمعت الى جرس الباب على الفور مسحت أثر دمعة وهبطت من عيناها وارتدت خمارها وخرجت لترى من الطارق واذا بها مها ابنتها
ابتسمت عندما رأتها وأفسحت لها المجال وهي تردد بترحاب
دلفت تلك المها بملامح وجهها العابسة وتحدثت بلا مبالاة
_ سيبتهم نايمين وبيصحوا من نومهم متأخرين فقلت أستغل الوقت وأجي أقعد وياكي شوي .
مطت شفتيها بامتعاض واردفت
_ لع متجيش من غيرهم تاني اتوحشتهم أووي ونفسي أشوفهم دول أول احفاد ليا متتصوريش من يوم ماولدتيهم وأنا بحبهم كد إيه دول غالييين على قلبي واغلى منيكي كمان
وتابعت كلماتها وهي تدلف الى المطبخ
_ مالك ملامح وشك متبشرش بالخير واصل
متخانقة إنتي ومجدي ولا ايه
جلست مها على الأريكة بملل وهتفت باستنكار
خرجت ماجدة من المطبخ وبيدها كؤوسا من الأرز بلبن الطازج والذي تعشقه مها منها بشدة وتحدثت بملل
_ يادي الحديت اللى كل لما أشوفك تزهقيني بيه ده يابتي جوزك بيسعى على وكل عيشه كل يوم عيشي ومتنغصيش عليه عيشته .
انتفضت من مكانها وأردفت بصوت عال
_ وه ياأما كل لما أجي لك علشان أفك عن حالى تقفليني قبل مااتكلم وتحسيسني بالذنب وأنا في الاساس المجني عليها واللى عايشة ومش وأني معرفش طعم المودة والرحمة اللى بين الراجل ومرته .
تحدثت فريدة وهي تناولها كأسا من الحلوى بيد وباليد الأخرى تشير إليها أن تجلس
_ مالك عاملة كيف العيال اللصغيرة تعالى اقعدي جارى إهنه وهدي خلقك وخدي طبق الرز بلبن واستطعمى عمايل أمك الي اتوحشتك بالأكيد.
أطاعتها مها وجلست بجانبها وتحدثت بتعب نفسي حتما لو استمرت على هذا الحال سيدمرها
_ إنتي ليه مفهمنيش عاد ياأما ! أني تعبت من عيشتي وياه وأني بالنسبة له زيي زي الكرسي ولا أي حاجة مهملة ملهاش عازة عنديه
واستطردت حزنها
_ كل لما أبص حواليا علشان ألقاه في أشد أوقات احتياجي ليه ملقيهوش
حياتى كلها وياه ورقة وقلم وحسابات ودفاتر داخل وخارج بيها
ده ممكن يقعد بالاسبوع ميشفش ولاده ولا حتى ساعة واحدة وميسىألش عنيهم غير لما يشوفهم صدفة .
كانت والدتها تشعر بها وبآلامها فقلب الأم دائما يشعر بأبنائه ووجعهم ولكن عرفهم يحتم عليهم أن تتحمل فهى لن ترضى بطلاق ابنتها مهما كلفها الأمر ولا ترضى لها خړاب البيت مهما كان
فربتت على ظهرها بحنان أم وأردفت تهدئها
_ يابتى عيشي وارضى بحالك وأهو ضل راجل ولا ضل حيطة علشان خاطر ولادك اللى مكملوش عشر سنين لسه كل الحريم إكده والبيوت مدارية بلاوى مايعلم بيها إلا ربنا عيشي وارضى وتنك وراه لحد ماينظبط .
وضعت مها رأسها بين يديها فلن يشعر أحدا بحربها الداخلي ولم يشعر أحدا بما غرست به حالها ويجعل قلبها يتقطع كل ليل على ماتقترفه من جرم كبير
وتحدثت كي تستعطف والدتها كالغريق الذي يتعلق في قشة نجاته
_ بس أبوي الله يرحمه مكانش إكده عاش ويانا أكتر من ١٢ سنة وكان ويانا نعم الأب
كان بيحبك وبيعاملك كيف الملكات وكان بېخاف على زعلك وعمره ماقصر معاكى علشان إكده مهتحسيش بيا ولا بالإنسان الآلى اللى متجوزاه
وتابعت بدموع غزيرة انهمرت على وجهها
_ ياأمي ده أنا ساعات من كتر الحرمان من عطفه وحنانه أجي على نفسى وألبس وأبقى في أحسن شكل يتمناه أي راجل من مرته وياجي ميشوفنيش أصلا ولا ياخد باله من اهتمامى بنفسي ليه ولا يجبر خاطري بكلمة حلوة وأقول يابت جاي تعبان قربي إنتي منيه ولاغيه هيحس بيكي مهما أعمل بيبقي في عالم تانى يابيتكلم في التليفون في شغل ياهيخلص ميزانية لمكتبه ياهينام من كتر الشغل والتعب وأنا أرجع لفرشتي بحسرتى على عمري اللى بيضيع وياه من غير ماأتهنى بأايامى الحلوة ولا بشبابي وكل ده تقولي لي أتحمل ! صعب ياأما أتحمل أكتر من إكده عاد .
أحست بوجيعتها بشدة ولكن لن تساعدها على خړاب بيتها وأردفت بتقليل من حزنها
_ كانك مزوداها شوي ! أنا شايفة كلامك كله ميصحش يطلع من بت أصول عاد مش متحملة جوزها فوقي يامها لحالك واوعي لبيتك وجوزك إنتي من زمان وإنتي إكده بتكبرى الصغيرة وتعملي من الحبة قبة وطول عمرك متدلعة وكنتي مغلبانى وإنتي بت بنوت ومشيبانى بسبب دلعك الزايد عن اللازم عيشى على طبع جوزك وكله إلا خړاب البيوت العمرانة من رابع المستحيلات إنه يحصل .
اجتمعت جيوش الڠضب أمام عينها من عدم رحمة والدتها بها وهتفت باستنكار
_ يعنى بعد اللى حكته لك ده كلياته أني بتجلع !
وكل اللى همك إن البيت ميتخربش وبس أما أني واحساسي ومشاعرى وحقي البسيط في الدنيا المفروض أتنازل عنيه من وجهة نظرك
واسترسلت حديثها وهى تحمل حقيبتها مرددة بشرود
_ حلو إكده مفيش خړاب بيوت بس متلومنيش بعد إكده عن أي تصرف هعمله يحسسنى إني بنى أدمة من حقها تعيش وتحس ودي أبسط حقوقي .
اتسعت مقلتيها بذهول
_ معناته ايه حديتك الماسخ ده يابت بطنى ! هتمشي في الحړام عاد ولا ايه!
ده أنا كنت دبحتك بيدي ودفنتك مطرحك ومحدش يعرف لك طريق جرة .
انطلقت من أمامها بعد أن رددت
_ والله تبقي عميلتى فيا جميلة