رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق الفصل الخامس عشر إلى الواحد والعشرون
ظلام الليل
..........................
وضع أكرم الفطور أمامها ..فلم يتركها بعد تلك الليله
وربت علي ظهرها
الشيف أكرم شايفه الفطار الملوكي ده
فرفعت مهرة عيناها الباهته من كثرة بكائها
أتصل بورد ياأكرم
فضم أكرم رأسها إليه ومسح علي ظهرها وهو يتمتم
بلاش نزعجهم النهارده يامهرة ...
لو ورد سمعت صوتك كده مش هتستحمل
فحركت رأسها بتفهم .. ليرفع وجهها نحوه
فين مهرة القوية العاقله
فدمعت عيناها وهي تنظر له
انا مش قوية ياأكرم مين قالكم اني قوية ..
كلماتها اوجعته .. مهرة شقيقته أظهرت ضعفها أمامه ..مهرة مثلهم ضعيفه بل وأضعف منه هو و ورد
........................
ارتدي جاسم بذلته الأنيقه ووقف أمام المرآه ينظر لهيئته بفتور ...لم ينم ليلة أمس ..طيلة الليل أخذ يتقلب علي فراشه يتذكرها وهي تعرفه علي الجار الذي عاد بزوجته وهي لا تتحمل ان تنظر لهم
لاول مره تحس انك مش فاهم نفسك ياجاسم
ألقي جملته الاخيره بعد ان أرتدي ساعته ونثر عطره
.........................
أستيقظت من نومها علي لمسات ناعمه علي شعرها وقبلات صغيره تجول علي صفحات وجهها
لتنظر بأعين مازالت غافية ...كنان منحني عليها بل وملتصق بها ..وأتسعت عيناها فزعا ودفعته عنها بخجل
فأبتسم كنان بحب
في بيتنا حبيبتي
فحدقت بأرجاء الغرفه الواسعه ذات الجدران البيضاء والأثاث العصري الراقي
بيتنا !
فضحك كنان وهو يضمها اليه بحنان
في اسطنبول ورد
فأرتخت أهدابها وتسألت وهي تحك رأسها
لم اشعر بشئ بعد ان اقلعت الطائرة كنان
فأبتسم كنان وهو يطبع بقبلة علي رأسها
لقد غفيتي ورد طيلة الرحله
ولم أريد ايقاظك حتي لا تبكي مجددا حبيبتي
وجاءت ذكري الأمس فهبطت دموعها
مهرة أين مهرة كنان ..ارجوك ان لا أريد ان أعيش هنا
وأزاحت الغطاء من عليها لتنهض من فوق الفراش.. وأتسعت عيناها پصدمه وهي تجد نفسها ترتدي منامة قصيره ...فنظرت لما ترتديه
اين الفستان
ولم يعد يتحمل كتم ضحكاته أكثر من ذلك فأنفجر ضاحكا ونهض من فوق الفراش ليقترب منها
لتحدق به ثم تعود تنظر لما ترتديه
من .. انت .. كيف
نطقت كلماتها المتقطعه بأرتباك .. واڼفجرت باكية
.................
هبطت معه لأسفل بعدما هدأت من نوبة بكائها .. سألته عن جواد وكانت الإجابة انه ذهب مع جدته ليقضي معها اليوم وسيأتي لهم غدا
وجاءت الخادمه اليهم ترحب بسيدتها الجديده
فلا أحد كان متوقع ان يعود سيد المنزل بعروس من بلد أخرى
وتفاجئ كنان من ابتعاد ورد وتقدمها نحو الخادمه تصافحها وتخبرها أسمها دون تكلف
وأتت بعدها مدبرة المنزل السيده عظيمه ترحب بها أيضا وفعلت معها ورد كما فعلت مع الخادمه الأخرى التي تقربها بالعمر
حبيبتي تريدي ان نأكل هنا ام بالخارج
فألتفت اليه ورد واقتربت منه بسعاده
أريد ان اري كل شبر بأسطنبول
فحاوطها كنان بحب وأنصرفت الخادمتان متعجبين من سعاده سيدهم بعروسه البسيطه الهادئه
لكي كل ماتريده
وغمز لها وهو يمسك بيدها وتابع
حتي لا تتذمري مني حينما انشغل عنك في العمل
..................
تعجب جاسم من عدم مجئ مهرة للعمل .. كان يوم ممل بالنسبه له فهو يريد رؤيتها ولكن في النهايه انشغل بأعماله المتراكمه مع ياسر
....................
مسحت مهرة دموعها بعدما حادثتها ورد وبعثت لها صور تجمعها بكنان وهم يتجولون بشوارع اسطنبول
سعاده شقيقتها كانت أغلي من اي شئ من وحدتها وحزنها وتمتمت بدعاء
يارب تعيشي طول حياتك سعيده ياورد
.......................
أسبوع مر علي زواج ورد
أندمجت مهرة مع حياتها الجديده بروح منطفئه وملامح باهته
طرقات خافته على مكتبها افاقتها من شرودها لتجد مني أمامها
بقالي ساعه بنده عليكي
فتمتمت مهرة بخفوت وهي تنظر لملامح مني ويبدو عليها الضيق
ادخلي لجاسم بيه عايزك
وتابعت وهي تذهب لمكتبها
مش عارفه ماله النهارده مش طايق حد
فنهضت مهرة بأستياء وأتجهت اليه لتجده يتحدث بالهاتف وألتف نحوها يخبرها
امسكي ورقه وقلم واكتبي التقرير اللي هقولهولك
فجلبت ورقه وقلم وجلست تنتظر ما سيمليه لها
ولكن شردت كالعاده في الأيام الاخيره
كان جاسم يمليها دون ان ينظر لها وعندما وقعت عيناه علي اصبعها الممسكه بالقلم ولا تتحرك حدق بها بضيق
مهرة
فرفعت عيناها نحوه ثم نظرت للورقه البيضاء
أفندم
لتتجمد ملامح جاسم فهو منذ الصباح يحل مشاكل في أحد مصانعه مع ياسر بالهاتف ..وتأتيه هي بشرودها الذي أصبح يلازمها
أفندم ايه ياأستاذه ..السرحان اللي بقيتي فيه ده بره الشركه مش هنا
ضايقها صياحه بها ..فنهضت من فوق المقعد الجالسة عليه وتركت الورقه والقلم دون ان ترد بكلمه
ليحدق جاسم بها وهي تخطو لخارج الغرفه... وأمسك ذراعها پعنف ليجذبها نحوه
رايحه فين .. انا قولت تخرجي
وأتسعت عيناه وهو يجدها تبكي ..مهرة تبكي أمامه لم يتحمل قلبه رؤيتها هكذا
مهرة انتي بټعيطي
ومد أنامله يمسح دموعها برقه ..فأستكانت للحظات ولكن سريعا أدركت الوضع وأبتعدت عنه
فزفر أنفاسه بقوه وهو يطالعها
بطلي عياط طيب ..ولو علي التقرير خلاص اي حد يكتبه
فمسحت دموعها سريعا وهي تنظر اليه
انا عايزه اسيب الشركه
لينظر لها جاسم بجمود ..وجلس خلف مكتبه
عقد عملك فاضل فيه 3 شهور
.................
أشاحت سهير وجهها بعدما أستمعت لحديث أكرم وهو يخبرها بأن تأتي مهرة للعيش معهم فقد أصبحت وحيده
وأنتظر ردها..فهو يعلم ان القرار هو قرارها وليس قرار والده
اجيب مين تعيش معانا مهرة
وضحكت بتهكم
لو كانت ورد كنت ممكن أفكر .. اما مهرة لاء
وتابعت بضيق
مش كانت وافقت علي الحج صبحي ... كان زمانها دلوقتي متجوزه زي أختها
ونهضت من فوق الأريكة التي كانت تجلس عليها
خليها قاعده بقي لوحدها
وأمسكت خصله من شعرها
وتبقي تشوف مين يرضي يتجوزها
وأتجهت نحو المطبخ تدندن بلحن شعبي
ليتنهد أكرم بيأس من ظلم والدته ... والذي سيأتي يوم وتكفر عنه
......................
اقترب منها كنان راغبا بشده في أخذها لاحضانه وإتمام زواجهم ولكن ورد ابتعدت عنه كمثيل الايام السابقه
سأذهب لغرفة جواد
وتركته بالفعل دون كلمه..منذ مجئ والدته لتقيم معهم لفترة وهي تبتعد عنه .. يعلم ان الأمر به شئ
ولكن لا يريد الضغط عليها حاليا مدركا انه لا بد ان يصبر قليلا
....................
كالعاده لا يتلقي اهتمام منها بل زاد البعد والهجر الذي اصبحت مشيرة تغدقه عليه وكلما بعد اقتربت منه
قبلته مشيرة علي خده بعد ان أهدته هدية عيد ميلاده ...عيد ميلاده الذي لم تتذكره زوجته
مكنش في داعي للهديه يامشيرة
فنظرت له مشيرة برغبة وهي تداعب عنقه
المهم الهديه تكون عجبتك ياكريم
فأبتسم وهو ينظر لهديتها الأنيقة
أكيد عجبتني
ونظر إلى يد مشيرة التي انتقلت من عنقه لصدره ..فتجمدت عيناه علي يدها