رواية ليلي كاملة
مهدئة إياه و هي تقول
أهدي بس و احكيلي كل حاجة
مر ساعتين و هي تحاول الاتصال به في بادئ الأمر كان لا يجيب علي الهاتف ثم أخيرا أغلقه
زفرت بضيق و هي تضع الهاتف بجانبها و تهز قدمها بعصبية واضحة حينما وجدت شقيقتها تركض باكية
نهضت خلفها و هي تهتف
فاطمة يا فاطمة يا بنتي ردي عليا مالك
دخلت خلفها غرفتها لتجدها ټدفن نفسها في الفراش و صوت بكائها المكتوم يملأ أنحاء الغرفة ربتت علي ظهرها و هي تقول
سابني يا هنا خلاص سابني
قالتها فاطمة و هي تفتح كفها لتريها دبلته لتتسع عينا هنا بذهول و هي تقول
يا نهار اسود انتوا فسختوا الخطوبة دة الفرح بعد شهر دي ممكن ماما تروح فيها !!
اوعي تقوليلها احنا مش ناقصين
طيب بس احكيلي اية اللي حصل خلينا نعرف هنتصرف في المصېبة دي ازااى
فقد كانت منجرفة في تفكيرها و صورته لا تغيب عن عقلها
سامحك الله يا فارس فبعد كل تلك السنوات التي جاهدت فيها لأنساك و لم استطع تأتي أنت و تفسد لي كل هذا و كل هذا يحدث و لم اراك بعد فماذا إن رأيتك !!
أخرجها من تفكيرها صوت الفوضي الحاډث في المشفي هرولت متجهة إلي مصدر الصوت لتجد رجل تعدي الستين من عمره غارق في دمائه و جسده الهزيل ممتلئ بالچروح العميقة
دخلوه علي العمليات بسرعة
منذ ثلاثة عشر عاما
هبطت من منزلها و سارت بشوارع ألمانيا فرغم أنها ابنة رجل الأعمال المشهور زين سويلم إلا أن نصائح والدها دائما لها هي ان تعتمد علي حالها و ليس علي ثروته و أن تشعر بمعاناة الآخرين فليس لأنها تدرس بألمانيا فهذا يعني أن تتعالي علي الخلق و احاديث كثيرة من هذا القبيل قد حفظتها
وقفت أمام المحطة الخاص بالحافلات لم تمر دقيقتين حتي استقلت الحافلة و جلست
بعدها بدقائق وجدت رجل يبدو أنه في الثلاثين من عمره طويل البنية عريض المنكبين عيناه
عسليتان
جلس بجانبها ظلت هي تنظر له ليس إعجابا به بل لأنها تشعر أنه عربي مثلها
ايوة
قالها و نظر إلي الاوراق التي كانت في يده مرة أخري بعجرفة رفعت حاجبها بدهشة و قالت
آسفة لو ضايقتك بس كان مجرد سؤال !!
تنهد بضيق و قال
مضيقتنيش و لا حاجة بس ممكن بلاش تتكلمي معايا دلوقتي لأني مشغول !
عضت علي شفتها بخجل من إحراجه لها و أدمعت عيناها و نظرت امامها مرة أخري
عاود ليتابع عمله مرة أخري و قد لاحظ صمتها و لكنه تجاهل وجودها بجانبه
نهضت و تفاجأت أنه نهض معها لكن ليس من شأنها أن تسأله فلا تريد إحراج حالها أكثر من ذلك
سارت حتي نزلت من الحافلةو بعد فترة من أستكشافها للجامعة دخلت نحو المدرج الخاص بها
لاحظت كثير من الطلاب ذات جنسيات مختلفة
كانت أجتماعية بعادتها بدأت تتعارف عليهم و قد سهل عليها هذا إتقانها للغة الإنجليزية و الألمانية
و لبرهة حل الصمت في القاعة لترفع نظرها و تراه مرة أخري
فغرت فاهها و هي تقول بحالها
يا نهار اسود دة الدكتور !!
بدأ بإلقاء المحاضرة و هي شاردة تماما بعواقب هذا الموقف الذي جمع بينهما بالحافلة إن علم أنها تلميذته
صوت دقاته ليلفت أنتباهها زامن صوت الدقات علي باب مكتبها
لتعود مرة أخري إلي واقعها و هي تقول
ادخل
أهلا و الله نور هانم بنفسها عندنا حصلنا الشرف !!
علي فكرة مش جاية عشانك
دة أنتي مصممة بقا !!
هتفت بها ليلي و هي ترفع حاجبها بدهشة لتردف نور
ليلي انا داخلة علي سنة و نص مش بشوفها وحشتني جدا عشان خاطري خليني اشوفها
خرجا معا و استقلا المصعد و صعدا نحو الطابق الثالث و اتجها نحو غرفة يجلس امامها حارس مخصوص بخلاف جميع الغرف
قالت ليلي
أزيك يا عم صلاح عامل اية
الحمد لله يا دكتور ليلي بخير
طيب أنا هدخل و مش هطول لأني عايزة أخرج اتكلم معاك
أتفضلي يا دكتور
مدت نور يدها لتفتح الباب الخاص بالغرفة نظرت إلي تلك الحجرة ذات اللون البنفسجي و الرسومات الكارتونية علي جدر هذه الغرفة
التي في زاوية منها تكمن طفلة يبدو أنها لم تتعد الخامسة من عمرها ذات شعر بني قصير و عينين عسليتان
صباح النور يا هند !
قالتها نور و هي تجلس أمامعا بحذر لترفع الطفلة عينيها نحوها و تبتسم
رفعت ليلي حاجبها باندهاش فكم حاولت مع هذه الصغيرة لكي تجعلها حتي تنظر لها و لم تستجب !!
عاملة اية !
اعطت هند الدفتر الذي ترسم به ل نور و هي تنظر ل ليلي بسخط و كأنها الساحرة الشريرة لتهز ليلي رأسها باستغراب و هي تقول موجهة حديثها ل نور
التفتت نحو تلك