رواية سوما كاملة
حزن... حزن كثيرا واستجمع حاله يخرج من الغرفه.. بل خرج من البيت نهائيا.
اول ما استمعت لصوت إغلاق الباب فتحت عينها بحزن.
كالعادة يبخل حتى بالحديث اما ان يحدث ما يريد او يغضب ويذهب بعيدا.
_______________
صباح اليوم التالى.
جلس على القهوه المجاوره لمحله ېدخن السچائر وهو شارد.
يتذكر لقاءه صدفه بمركب على النيل لاحد اصدقاء الصبا.
نظر له سلطان پصدمه وردد ايه! اتنين!
صديقه ايوه اتنين.
سلطان وعايش إزاى كده
ضحك صديقه بغرور ينفس دخان سيجارته ويقول دى احلى عيشه اقسم بالله.. تصدق وتأمن بالله.
سلطان لا إله إلا الله.
وضع صديقه يده بيد سلطان يقول بتاكيد والعشره الكرام دول وسبحان مين جمعنا من غير معاد دى احلى عيشه.
صديقه عشان واحدة يا صاحبى... بالك انت لو اتنين بتفرق.
سلطان بتفرق إزاى!
صديقه لما بيبقوا اتنين كل واحده بتبقى جايبه آخر واحسن ما عندها ولو واحدة نكدت اروح عند التانيه.. وكل واحدة فيهم بتبقى عارفه عشان كده بيبقى دلع يمين وشمال ومادومت مقتدر افتح بيتين خلاص.. ببقى ولا شهريار زمانى.. اكل ولبس ودلع دلع... هنا دلع.. وهنا دلع.
صديقه ولا الغيره بقا... ماقولكش.
سلطان لااا.. قووول ده هو ده اللي انا
عايز اعرفه.
صديقه كل واحده فيهم بتبقى مشعلله.. مشعلله ڼار كده من التانيه.
عاد من شروده على صوت شقيقته التى خرجت من البنايه التى تقطن بها وكانت متجهه لعند عايده ولكن توقفت وهى ترى اخيها يجلس على القهوه.
سوسن سلطان.. سلطاان.
سوسن بقالى سنه بناديك.. الى واخد عقلك.
اخذ اخر نفس من سېجاره ثم القاها أرضا يدعسها بقدمه بعدما وقف لجوارها يقول وهو فى غيرها.
تنهدت بعمق وقالت خليك كده كاويها وكاوى نفسك.
سلطان بشرود ليها حل... كل حاجه وليها حل.
سوسن بتوجس ناااوى على إيه يا ابن امى ابويا
سلطان خيييير... كل خير.
هزت رأسها بيأس وتحركت للداخله تاركه اياه يغوص فى محيط افكاره.
جلست سوسن ترتشف الشاى الذى صنعته لها عايده وهى تقول وانتى مش عارفة ان الى تعمل كده يبقى حرام عليها والملايكه تبات تلعنها.. وكذا حد افتى انه حرام.
تحدثت عايده پغضب حراام انا بردو الى حرام مش بعرف اعمل كده غير بالرضا... مايقدر على القدره غير ربنا وانا ماعدتش قادره بقا ولا طايقه. سنين وانا صابره وساكته بصبر نفسى واقول يابت مسيره ييجى اليوم الى ينسى فيه التانيه... العشره ممكن تخليه يحبك... تفوت سنه وراها التانيه وهو زى ماهو... انا.. انا ساعات بخاف لايكون وهو معايا متخيلنى هي.
قاطعتها عايده بسئم ايه هتقولى الى بتقوليه بقالك سنين... لأ يا عايده سلطان بيحبك يا عايده..بكفاياكى تصبرى فيا يا سوسن.
سوسن مش بكدب ولا بجاملك.. سا عايده ده الى بيحب بيبان ف عنيه... بذمتك لما بتبصى فى عينه بتحسى ايه.
عايده بخاف. بخاف ابص فى عينه الاقى غيرى فيها.
سوسن بحزن معقول... معقول كل السنين دى وماحستيش بأى حاجة.
تنهدت عايده وقالت اول ما اتجوزنا كان بيتعامل معايا على الاد والكلام بيخرج منه بالقطاره.. كان باين عليه اوى انه عايز يقولى انتى مفروضه عليا... إحساس وحشش.. وصعب.. صعب اوى يا سوسن.. حسيت بالعجز وقلة الحيله.. كانت بتصعب عليا نفسى.. لما ابقى عروسه جديدة واحس اني مش مرغوبه وات عريسى مڠصوب عليا عشان كان عايز يتجوز ويرد للى كان بيحبها القلم.. زى مانتى اتجوزتى واحد غنى انا اتجوزت واحدة حلوه ومتعلمه... نفسى شالت منه وبعدها على طول حملت فى عبده وانتى عارفه كنت تعبانه ليل نهار وبعد الولاده انشغلت مالحقتش افوق قوم حملت ف عمر..سنه جرت سنه لحد ما ده بقا حالنا.
سوسن انا عارفه ان كل الى انتى فيه ده لأن نفسك شالت منه... بس والله نسى منى خالص وبقى بېموت فيكى.
وقفت عايده تنهى النقاش وهى متأكده انه مجامله ماشى يا سوسن ماشى.
سوسن يا عايده اسمعى بس..
عايده الله يخليكى يا سوسن ولو بتعزينى تقفلى على السيره دى.
سوسن يا بنتى صدقيني.. قاطعتها عايده بحزن وتعب سوووسن... الله يخليكى كفايه كده انا عايزه انسى... اهو ادينا عايشين زى ما الكل عايش... وخلاص بقا فى ولاد ومسؤولية يعنى مربوطه بيه العمر كله... اشربي الشاى قبل مايبرد وتعالى نتكلم في اى حاجه تانيه.
____________________
وقفت تفرك يدها بتوتر بالقرب من باب شقتها تنتظره منذ ما حدث مساءا وهى تشعر انها ملزمه باعتذار.. لا تعرف على ماذا ولكنها تشعر بذلك.
ولكن للغريب ان المحل الذى يعمل به مغلق لاول مره منذ ان سكنت هنا ولا تعلم أين هو الآن.
وهاهى تضع اذنها على الباب تحاول استراق الصمع لاسفل بإذن مصغيه... مستعده بنفس العباءه السوداء كى تخرج اليه وقتما يعود كأنها كانت ذاهبه هنا او هناك.
زادت دقات قلبها وهى تستمع لصوته الذى باتت تحفظه يتحدث الى احدهم... لا يهم... لايهم من معه المهم انها ستراه.
اعادت لف ذلك الحجاب الاسود بعشوائيه حول شعرها وخرجت من شقتها مسرعه تهبط الدرج حجابها يتطاير من سرعتها فيتدلى من تحته شعرها البنى الغجرى.
كاد ان يدلف مع صديقه لشقته ولكن تفاجئ بصفير صادر عن صديقه يقول اوووبا.
الټفت له پغضب يقول وهو لم يعلم للأن انها هى فى ايه ياض ماتحترم نفسك.
وهو يتحدث رأها وعلم انها هى المعنيه بذلك.
احتدت عيناه ونظر لها پغضب يقول ايه اللي منزلك.
ارتبكت نظراتها وقالت كنت.. كنت..
زكريا بنفاذ صبر وهو يشعر بنظرات صديقه تتفحصها كنتى إيه خلصى.
فركت يديها معا وقررت انه حقا يستحق لو تتنازل عن عندها ولو مره وتعتذر منه... تعتذر وهى لا تعلم فيما أخطأت كنت مستنياك بصراحه.
اتسعت عينيه غير مصدق ولكن نظر لصديقه الذى تحدث بوقاحه اوبششش.. ده بينه السمك جه فى الشبك ولا ايه.
نظر لها بسرعه وقال اطلعى استنينى فوووق.
انصاعت لأمره سريعا تصعد الدرج ونظرات ذلك الوقح تتبعها بجرؤه اوووف.. عبايه مداريه حكايه.
قبض زكريا على تلابيبه يقول بغيره وڠضب جرى إيه ياماتلم روحك فى إيه...جاى تعاكس بنات حتتى وانا واقف شايفنى مركب .
صديقه ايه
يا زيكو مايبقاش خلقك كنز امال وباصى لاخوووك... البت جسمها حكايه حكاية يا زميلى.
استعر الڠضب بعيناه.. ڠضب شاب فى عز قوته وعنفوانه ولاول
مره يعشق ويغار.
قبض على مقدمه ثيابه مره اخرى وصدد له لكمه قويه جعلت الآخر يترنح صارخا انت بتمد إيدك عليا أزيكو... بتمد إيدك على صاحبك وعشان واحدة.
زكريا واكسرلك ايد ورجل كمان وامشيك مكسح من هنا... غور على برا ما شوفش وشك تانى.
هبطت الدرج مره اخرى مسرعه لترى مايحدث... صړخت تمنعه زكريا فى ايه.
صړخ بها وهو يراها عادت امامه مره اخرى انا مش قولت اطلعى فوق.
بسمله سمعتكوا بتتخانقوا.
ردد الاخر وهو يقف يرضيكى كده يا ابله... بيضرب صاحبه.. وكل ده ليه.. عشان قولتلوا ان جسمك حكايه.
اتسعت عينها من وقاحة الآخر فهو يتحدث كأنه يسألها ماذا طبخت اليوم.
وزكريا لم يتحمل.. اخذ يدفعه للخارج وهو يقول ده انت عينك واسعه وبجح. امشى غور من هنا.
والآخر يردد وهو يندفع بفعل قوه زكريا للخارج الله...ماهى عسل ياجدع اكدب يعنى.. بس بس اوعى ايدك كرمشت القميص انا كنت ماشى اصلا.
اغلق باب البيت العتيق بصعوبه خلفه واستدار لها كى يفرغ غضبه وغيرته عليها.
زكريا وانتى ايه.... استحليتى الموضوع ولا ايه كل شويه خارجه وانتى حتى مش لفه طرحتك.. ولا رايحه تجيبى تونه تانى.
كانت تستمع له باستمتاع شديد.. وبتلاعب فتاه شقيه ولئيمه ابتسمت بدلال وتقدمت خطوه.
الطريقه التى ابتسمت بها وتلك الخطوه التى تقدمتها افقدته عقله وجعلته ينظر لها كالابله.
وهى تنظر داخل عينيه باعثه سحر غريب إليها لا مش رايحه اشترى تونه... انا كنت بتلكك عشان اشوفك.
الى هنا وانصهر قلبه وروحه كالطمى بين يديها... كأنه طفل يتيم وعادت له امه مجددا.
لم ترفق به بكل ما فعلت وقالت بل اكملت عليه وهى تردد بنعومه اكسبت لحظتهم تلك سحر فوق سحرها طول الليل وانا زعلانه.. حاسه انى زعلتك.
تحولت فى ثانيه لبسمله الشرسه مش عارفة على إيه أنا لسانى مابينطقش العيبه.
صمتت تعود للدلال والسحر تكمل بنعومه بس بردو حسيت كده... وفضلت طول اليوم مستنياك عشان تيجى.
زكريا المصډوم بجد!!
اماءت له بنعومه وهى تبتسم ابتسامة مهلكه.
زكريا خلاص انا مش زعلان.
بسمله بجد!
هز رأسه مؤكدا بجد.
بسمله ولا حتى من يوم الخڼاقه
زكريا نسيت اصلا... اصل انا قلبى قلب خسايه.
بسمله ايه ده وانا كمان والله
زكريا من غير ما تحلفى باين باين.
نظرت له تنتظر حديث آخر... من نوع آخر.
لابد وان يتبعه وعد بمعاد محدد للزواج او على الاقل خطبه.
وكيف السبيل الى ذلك وهو يعيش بالبدروم كما سبق ووصفته ساخره.
عند تلك النقطه لم يعد للخلف الخطوه التى تقدمتها هى.. إنما عاد خطوتين.
صدمت من فعلته تلك ونظرت له بعدم استيعاب.
تفهم نظرتها جيدا... اخذ نفس عميق وزفره على مهل ثم قال اطلعى دلوقتي شقتكوا الوقت اتأخر.
حتى حديثه الذى حاول ان يخرج لين وهادئ لم يشفع له عندها.
لأول مره تتنازل وتتنحى عن عندها الدائم وتنتظر احدهم لتعتذر منه.
لأول مرة تكن بكل هذا القدر من اللطف والدلال وما كان منه سوى الصمت والتجاهل.
يبدوا لأنها أظهرت قليلا من مشاعرها تمادى هو.
عادت للخلف اربعه خطوات عدتهم عدا.. لو عاد هو خطوتين ستعود هى اربع.
تحدثت بجمود صح اتأخر... عنئذنك.
يعلم بما فكرت ولكنه جاهد على الا يناديها ويخبرها كل شئ..
انتهى الموقف بها تقف تبكي خلف باب شقتها تناديها امها التى تسأل أين كانت.
ولكن هو دلف للداخل سريعا يفتح احد الادراج ويخرج منها لفافه قديمه.
فتحها بحنان فهى تحمل رائحة امه.. كانت تحتوى على عقد كبير من الذهب تركته له وبعض المال.. يتذكر انها تركت له عقدها قائله العقد ده تخليه معاك ولما تلاقى بنت الحلال وتنوى الجواز بيعه... كان نفسى اسيبلك اكتر من كده بس والله ماحيلتى غيره يا بنى.
عاد من شروده يمتم مبتسما الله يرحمك يامى.
وضع العقد فى موضعه واخذ يعد المال الذى جمعه طوال السنوات التى عمل بها
ضمهم لصدره يبتسم.... هناك امل بأن يجمع ثمن شقه متوسطة الحال.
__________________
اما عند سلطان
فابمتناعها عنه اغضبته كثيرا.. يتحمل كل شئ الا امتناعها.. هو هكذا وخلق هكذا.
وبدأ يفكر جديا بحديث صديقه.. اخذ يفكر من تلك التى يقم بالزواج منها... من.. من.. من.
اتسعت عينه وهو يرى بسمله تفتح شباك غرفتها پغضب تحاول استنشاق الهواء.. هى... هى.
فتاه صغيره.. جميله.. بالتأكيد ستجعل عايده تغار... هى من ستجعلها تتحرك.
ذهب للنوم بغرفة أولاده.. نومه لجوارها يجعله يتراجع... لا بل رائحتها لجواره تجعل الحنين يتدفق داخله لذا