الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية دعاء عبده الجزء الاول

انت في الصفحة 17 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

 

عاوزك تسمعها بقلبك قبل ودنك أتفقنا

أومأ فارس برأسه وهو يقول سامعك

بدأ الشيخ بلال فى سرد هذه الحكايه عن أحد التابعين قائلا

رجل يدعى أبا نصر الصياد يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد 

مشى في الطريق ذات يوم مهموما مغموما يسأل الله تعالى الڤرج والرزق الحلال فزوجته وابنه يتضوران جوعا 

مر على شيخه أحمد بن مسكين يقول له أنا متعب يا سيدي 

وقرأ التابعي في وجه تلميذه ما يعانيه فقال له اتبعني إلى البحر

فانطلقا إليه وقال له الشيخ راغبا في لجوء مريده إلى الله تعالى صل ركعتين على نية التيسير واسأل الله تعالى الرزق الحلال الطيب فصلى ثم قال له سم الله فكل شيئ بأمر الله فقالها ثم رمى الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة قال له بعها واشتر بثمنها طعاما لأهلك 

فانطلق إلى السوق يبيعها واشترى فطيرتين إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى وقرر أن يعود إلى الشيخ فيقدم إحداهما له اعترافا بصنيعه

رد الشيخ الفطيرة قائلا هي لك ولعيالك ثم أردف لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة 

وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها فنظرا إلى الفطيرتين في يده

وقال في نفسه هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعا فماذا افعل 

ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيهما فقدمهما لها قائلا 

الفطيرتان لكما 

ظهر الفرح والسرور على محياها وسعد ابنها سعادة رقصت لها أسارير وجهه 

وعاد أبو نصر يفكر بولده وزوجته

ما إن سار حتى سمع رجلا ينادي من يدل على أبي نصر الصياد 

فدله الناس على الرجل فقال له إن أباك كان قد أقرضني مالا منذ عشرين سنة ثم ماټ خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم فهو مال أبيك

يقول أبو نصر الصياد 

وتحولت غنيا بإذن الله تعالى وكثر مالي و ملكت البيوت وفاضت تجارتي وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة في شك رالله تعالى

ومرت الأيام وأنا أكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي!!

وفي ليلة من الليالي رأيت في المنام أن الميزان قد وضع ونادى مناد أبا نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي فرجحت السيئات 

فقلت أين الأموال التي تصدقت بها فوضعت الأموال فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بصنيع كأنه لفافة من القطن لا تساوي شيئا ورجحت السيئات 

وبكيت بكيت حتى كادت نفسي تذهب وأحشائي تتقطع وقلت ما النجاة 

وسمعت المنادي يقول هل بقى له من شيء

فأسمع الملك يقول نعم بقيت له رقاقتان

وتوضع الرقاقتان الفطيرتان في كفة الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات

فبقيت خائڤا وأسمع المنادي مرة أخرى يقول هل بقى له من شيء فأسمع الملك يقول بقى له شيء

قلت ما هو 

قيل له دموع المرأة حين أعطيتها الرقاقتين

فوزنت الدموع فإذا بها كالحجر الصقيل وژنا فثقلت كفة الحسنات ففرحت فرحا شديدا 

وأسمع المنادي كرة أخرى يقول هل بقى له من شيء

فقيل نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت أمه الرقاقتان 

وترجح كفة الحسناتو ترجح وترجح

وأسمع المنادي يقول لقد نجا لقد نجا

فاستيقظت من النوم فزعا أقول ما قاله لي أحمد بن مسكين حين رد إلي إحدى الفطيرتين لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة

أنهى بلال حكايته قائلا فهمت اللى عاوز اقوله يا فارس

كان فارس يستمع وهو يشعر بالراحه وكلما سمع وأنصت كلما شعر بالرضا وفهم مالم يفهم من قبل وقال 

فهمت يا بلالأنا كنت عايش علشان نفسى وأحلامى وبس وعلشان كده أخدت على قد ما قدمت 

عاد فارس أدراجه الى منزله وهو شاردا فى كلام صديقه بلال وأخذ يسمعه يصدح فى عقله ويتردد صداه بداخله مرات ومرات

شوف يا فارس اللى حصلك ده سببه حاجات كتير أوى ولو بصينا على الاسباب الدنيويه اللى أنت بصيت عليها وركزت كل تفكيرك فيها مش هنلاقيلها حل ابدا لان الفساد هيفضل موجود

عاوزين نبص لأسباب تانيه الاسباب الحقيقيه يا فارسأنت يا فارس عرفت الحړام والحلال ورغم كده تماديت فى الحړام وفضلت نزواتك ودنيتك على حساب أخرتك علشان كده التوفيق مبقاش حليفك وبعد عنك وأنت ربنا بيحبك أنه أبتلاك فى الدنيا علشان يفوقك وترجعله أحسن ما كان الحساب يجمع فى الاخره

وأنا مش هتكلم كتير أنا هقولك حديث النبى صلى الله عليه وسلم 

 و إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه عارف معنى الكلام ده ايهمعناه انك ممكن يكون جاي للأنسان رزق من ربنا فى اى حاجه سواء بقى فلوس أولاد عريس عروسه شغل اى حاجه وييجى الانسان يرتكب ذنب ولا معصيه فيحرم من الرزق اللى كان جايله دهويقعد يقول ليه وعلشان ايه ويبص للأسباب الدنيويه وميخدش باله أنه ممكن يكون أتحرم منه لانه أرتكب معصيه تغضب ربه

عاد من شروده إلى أرض الواقع دفعة واحده عندما اصطدم بمهرة التى كانت تعبر بوابة بنايتهم وهى تبكى بشدة وتفرك عينيها

حاول أن يحدثها ولكنها أسرعت للداخل فى ڠضب لحق بها ووقف يسد الطريق أمامها وقال بأسف حقيقى 

متزعليش بقى خلى قلبك أبيض ده أحنا أصحاب من زمان يعنى

صاحت وهى تبكى برضه مخصماك ومش هكلمك وانا قلبى مش بيضا

ضحك وهو يقول لاء انتى قلبك بيضا أنا عارف

جلس على أول درجة من السلم ليمنعها من العبور وأستند براسه على قبضته وقال 

ولو مصلحتنيش هفضل زعلان على طولثم استدرك بمكر لكن لو صلحتينى هاجبلك هديه كان نفسك فيها من زمااااان اوى

قالت بلهفه وهى تمسح دموعها بكلتا يديها بجد هتجبلى العروسه اللى طالعه جديد اللى أسمها باربى

أومأ برأسه فى تأكيد وهو يقول ايييونبس أصبرى عليا يومين لما أقبض مرتبى

ضحكت بشدة وأخذت بيده فى سعاده وهى تتقافز يمنة ويسراهدأ حركتها وقال مستدركا 

قوليلى بقى كنتى بتعيطى ليه!

مطت شفتاها وهى تقول بحزن كنت رايحه ألعب مع البنات فى الشارع اللى ورانا بس مرضيوش يلعبونى وقالولى أنتى أوزعه وصغيرة قعدت أحلفلهم أنى عندى 11سنه بس محدش صدقنى وقالولى أنتى كدابه أنتى عندك 7سنين

ونظرت إليه وقد أغرورقت عيناها بالدموع وهى تقول والله أنا مش كدابه يا فارس ومش بحب حد يقول عليا كدابه

حركت دموعها وطريقة بكاؤها أشجانه وقال فى عطف

بصى يا مهرة متروحيش تلعبى معاهم تانى ولما حد يضايقك تانى متعيطيش أبدا خليكى قويه اللى مش مصدقك عنه ما صدقك

أنهمرت دموعها وهى تستمع إليه ثم قالت وانا ذنبى ايه أنى شكلى أصغر منهم حتى صحابى فى المدرسه بيضحكوا عليا

لا يعلم فارس لماذا ذكرته بنفسه وبحاله تذكر كلماته مع الدكتور حمدى وهو يقول له

 طب وانا ذنبى ايه أنى ساكن فى مكان زى ده وأن ماليش وسطه

شعر أنه لابد أن يعلمها درسا لا بل يريد أن يلقن نفسه هذا الدرس أولا نظر لها بجدية وقال 

شوفى يا مهرة انتى أه شكلك اصغر من سنك لكن أنتى ذكيه جدا وكل الناس بتحبك وتقدرى تتفوقى وتبقى

 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 21 صفحات