رواية امل الجزء الثاني
صالة المنزل والتي كانت تنتظرها مع شقيقتها وزوجة ابنها
الكبير والتي تلقتها على الفور بقولها
اخيرا طلعتي يا نادية دا احنا افتكرناكي نمتي مع الواد .
بشبه استجابة ردت وهي تتخذ جلستها على المقعد المقابل لهم
خير يا مرة اخوي ان شاء الله ليكون عايزاني في موضوع مهم.
تدخلت شقيقتها
لا يا حبيبتي هو لا موضوع مهم ولا حاجة بس مرة اخوكي هتجن وتعرف بحكاية غازي الدهشان واللي حصل معاكي في المستشفى.
التوى ثغر نادية بابتسامة جانبية تخلو من المرح فقد كان هذا هو استنتاجها من البداية حتى تدخلت والدتها هي الأخرى بفضول ليس غريب عنها
اومأت لها باستسلام وتنهيدة خرجت من العمق تجيبها
يعني عايزة تعرفي ايه ياما ما هو اللي حصل حصل خلاص كلمتين وجفني عليهم سند وبصراحة زودها في الضغط جاه صاحبنا دا فجأة وادالوا اللي فيه النصيب من پهدلة جبل ما يمشيه.
وما تعرفيش هو كان داخل المستشفى ليه يا نادية زيارة يعني ولا حاجة تانية
خرج السؤال من عزيزة بلهجة غير مريحة لم تعجبها حتى ردت تجيبها بحدة
عبست عزيزة تدعي الڠضب وتدخلت جليلة بتبرير
يا بتي هي مش جصدها دا سؤال عادي عشان الشهامة اللي عملها معاكي بس بصراحة يا بتي انا عجبني جوي ما هي وجفته دي هتخلي اي حد فيهم يفكر الف مرة جبل ما يتعرضلك تاني ربنا يبارك فيه جدك الدهشان كان ليه نظرة وفهيم ساعة ما فضلوا على ولاده الكبار اه امال ايه ما هي الزعامة دي بتنادي صاحبها مش اي حد يرفع يده ويجول انا زعيم .
رددت خلفها بتقليل
زعيم ياما مش لدرجادي يعني اهو الراجل عمل بأصله وخلاص معايا مش عايزين بجى نهول في الحكاية انا جايمة اتشطف جتتي مش متحملة الحر عن اذنكم .
طب مش زعيم يا ست نادية بس كبير وليه هيبة تهز بلاد ولا ايه يا بت انت وهي
قالت الأخيرة بتساؤل نحو ابنتها الأخرى وزوجة ابنها التي انتبهت اخيرا لاهتزاز الهاتف بالمكالمات الواردة بصمت لتنهض باستئذان
انا جايمة اشوف امي بتتصل يا عمة خلي بالك من عزب لو طب حاجة.
دلفت لغرفتها تغلق عليها بابها قبل ان تجيب على الاتصال المفاجئ
الوو... يا فتنة ازيك .
فتنة في عينك يا بعيدة توك ما افتكرتي تردي عليا يا زفتة.
صعقټ عزيزة لهذا الرد الحاد ليخرج ردها باستغراب
لا إله إلا الله خبر ايه يا فتنة ايه
واصلت المذكورة تصب ڠضبها بها
عملك اسود ومهبب يا بعيدة ما هو انتي لو كنتي رديتي من الأول وفهمتيني باللي حصل مع المدعوجة نادية وجوزي لما وصلها بالعربية مكنش دا كله حصل انا جوزي ڠضب عليا بسببك يا عزيزة.
شهقت الأخيرة لټضرب بكفها على صدرها في الأعلى تردف بجزع
يا مصېبتي حصلت كمان للخړاب انا ايه اللي دخلني بينك وبين جوزك يا بنت الناس
جاء صوت فتنة بمسكنة لتكسب تعاطف الأخرى
يا عزيزة افهمي جوزي صعب وانا لما اتحدت معاه معاه في موضوع ركوب المحروسة معاه العربية خد الأمر بحساسية على اساس ان انا كدة هسوء سمعتها بكلامي راح مبهدلني وعملها عركة لرب السما طب انا ايه ذنبي ان كان الناس في البلد هما اللي شنعو وجالو الكلام ده عنيها.
باه امتي لحجوا يشنعوا بس دي يدوبك واصله من نص ساعة واخوكي كان حاضر مع جوزي لما حكالهم غازي بيه بحكاية اللي اسمه سند لما اتعرضلها وهو دافع عنها.
كان هذا رد عزيزة التي أصابها الاستياء الشديد تضامنا مع الأخرى والتي جاء ردها بخبث
انا عرفت كل حاجة من ناجي اخويا لما اتصلت بيه من شوية بس دا كان بعد ايه بعد ما اتعركت مع غازي وفهمني غلط لكن لو كنتي انتي فهمتيني مكانش دا كله حصل.
يا مري.
تمتمت بها عزيزة بتفكيرها البسيط لتردف مبررة لها
والله فتنة ما انتبهت للتلفون غير دلوك لو كنت شوفت اتصالك من الاول ما كنت ابدا هتأخر عنك.
جاءها رد الأخرى
معلش انا مسمحاكي وسيبينا منيها المرة دي خلينا في اللي جاي انا عايزاكي تتصلي بيا كل يوم وتبلغيني باللي حاصل عندكم بخصوص اللي اسمها نادية دي بالذات ممكن يا عزيزة.
في المساء
كانت جلسته اسفل المظلة في الحديقة وسط الظلام الحالك بعيدا عن صخب المنزل ودوامة الحياة وكل شيء لقد كان غاضبا بشدة هذه الملعۏنة لا تحسب ولا تقدر أي شيء تردف بسمومها دون رادع دائما ما تنجح بسحبه من بساط الاحلام الوردية ودنيا جميلة بدأ يستشعر حلاوتها الان فقط لظلام واقعها القميء روح شاذة لطالما جاهد في اعتدالها ولم يفلح.
حتى وعلى
غير اردته كان يريد اصلاحها ولكن منذ متى نفع الإصلاح مع نفس خبيثة من الأصل لا ترى سوى نفسها وفقط وليذهب بقية العالم الى الچحيم لن يهمها.
غازي.
جاءت صاحبة الصوت الرقيق لتتخذ جلستها بجواره تلتصق به بمشاكسة تخاطبه
جاعد لوحدك ليه يا جميل ومدسي في الضلمة هو انت استحليتها ولا ايه
نظر لها من فوق اكتافه متسائلا
هي ايه اللي استحليتها يا روح الوحدة والضلمة
وصفه المقتضب في كلمتين فقط اخبرها بحجم معاناته والالم الذي يتخلل نبرته هو خير دليل شقيقها ورفيق روحها يقاسي وجعه صامتا وهي تعلم بالسبب .
بكفها الرقيق صارت تمسح على كتفه العريض بدعم مرددة
سلامتك من الوحدة ولا أي حاجة عفشة يا حبيبي يا غالي أكيد ربنا شايلك الفرح انا متأكدة منها دي .
وكأنها تعلم ما به رغم عدم افصاحه لها بما يجول بخاطره ولكن كلماتها البسيطة كان لها أكبر الاثر في نفسه ليردف لها برجاء
ادعيلي يا روح ادعيلي ربنا يوجف معايا وينولني اللي في بالي انا محتاجها جوي الدعوة دي
داعيالك يا جلبي.
قالتها لتقبل اعلى كتفه متابعة بحنان ېلمس شغاف قلبه
روح يا واد ابوي شالله ينولك اللي في بالك وتفرح وتتهني العمر كله يا حبيبي يا غالي.
غزت ابتسامة سعيدة ملامحه وقد ابهجه فعلها ليضمها اليه بذراعه قائلا بمرح
ايوة كدة زودي جوي فيها الدعوة دي اطلع منك بفايدة ع الأجل.
سمعت منه لتصدح بضحكة رنانة ضجت في قلب المكان حتى مالت رأسها للخلف اضحكته معها قبل ان يجفلا الاثنان على حمحمة خشنة وصوت صاحبها المعروف يلقي كلماته
صوت الضحك العالي يا واد عمي لحد من الحراس ولا رجالتك يسمعه.
عبست روح تلملم ضحكاتها وقد ازعجها هذه النظرة التي يرمقها بها وكأنه يملك حق الغيرة عليها حتى من شقيقها والذي فهم عليه ليرد مقارعا
وما تضحك ولا تلعلع بضحكتها حتى محدش له عندنا حاجة دي جاعدة في ملكها هما اللي يسدوا ودانهم.
وه.
خرجت منه بابتسامة ساخرة قبل ان يتخذ وضعه على المقعد المقابل لهما مرددا
شكلك واخدها عند بس ماشي يا عم المهم مسالخير الأول.
مسالنور.
قالتها روح خلف شقيقها قبل ان تنهض بغرض ان تذهب ولكنه سبقها بالتعليق
ما بدري يا بت عمي ولا هي ان حضرت الشياطين ذهبت الملائكة.
اعوذ بالله منك يا شيطان يا رجيم .
تمتم بها غازي كدعابة وتلقفتها روح برد دبلوماسي كعادتها
ربنا ما يجيب يا شياطين ما انا كمان مش ملاك ع العموم انا رايحة اشوف جدتي لتكون عايزة مني حاجة جبل ما تنام عن اذنكم.
قالتها وتحركت دون
انتظار ليتابعها بأنظاره حتى اختفت داخل المنزل فعقب غازي ساخرا
عينك يا عم الحج راعي يا عم ان انا اخوها يعني عيب عليك العمايل دي جدامي.
التف اليه عارف قائلا برجاء
طب ما تجوزهالي يا عم وانا ارحمك من خلجتي خالص اعمل فيا ثواب وجوزهالي يا واد عمي.
سمع منه ليصيح بدراما ضاحكة مؤديا بكفيه
يا بوووي عليا وعلى سنيني شجاوتك يا غازي امتى ياربي اخلص من فيلم الحب وعڈابه ده هو انا مواريش حاجة غيركم يا اخي
قال الأخيرة يوجهها نحو ابن عمه الذي انطلق مقهقها بالضحكات دون توقف.
في صباح اليوم التالي
هبطت سليمة من شقتها في الطابق الثاني لتفاجأهم بحضورها بعد فترة من الانعزال حتى عقبت هوايدا فور رؤيتها
يا مرحب يا بت عمي اخيرا حنيتي علينا نشوف وشك
ردت سليمة بابتسامة عادية تلقي تحيتها نحو سکينة اولا
ازيك يا مرة عمي عاملة ايه النهاردة
اشارت لها بكفها حتى اقتربت تجلس امامها لتجذبها نحوها تقبل وجنتها باشتياق اثر بالأخرى حتى بادلتها
بعناق حار مرددة لها
سامحيني يا مرة عمي عشان مجصرة في السؤال.
ربتت على وجنتها مرددة لها
مسمحاكي يا بتي مهما يحصل دا انتي بتي اللي مجبتهاش بطني من جوا.
مشهدهما كان بعفوية صادقة اثر في البعض واثار سخط الاخر مثل سند الذي خاطبها مستنكرا
اللي يشوف العواطف الحارة دي مع المرة العجوزة ما يصدجش ابدا عمايلك يا مرة خالي طب حتى افتكري لوعة قلبها العجوز على ريحة الغالي.
اعتدلت سليمة لتقف مقابله تطالعه بقوة غير قابلة للإقناع قائلة
معلش يا سند ربنا يصبر جلبها ويصبرني معاها ما هو انا برضوا محرومة ولا انت شايف الواد نايم في حضڼي مثلا.
كان رده ابتسامة صفراء ليتدخل عيسى هو الآخر ويدلي بدلوه
لا طبعا يا مرة خالي بس انتي في يدك الحل لكنك رافضة واكننا احنا اللي عفشين ومش همنا على مصلحة الجميع.
أومأت سليمة بهز رأسها تعقب على قوله
كل واحد شايف مصلحة الجميع من وجهة نظره يا ولدي وربنا هو اللي علام بنوايا البشر...... عن اذنكم بجى اشوف مشواري.
قالتها وتحركت لتذهب ولكن هوايدا أوقفتها بقولها
لو رايحة لمرة ولدك سلميلنا عليها هي وبوسي الواد من خدوده محدش عارف هنجدر نشوفه تاني ولا لاء لو حضر جده ونفذ اللي في مخه وطردنا ربنا ما يحرمك من ريحته ابدا يا سليمة.
ردت بصوت ضعيف بالكاد خرج منها نتيجة التأثر بقولها
ولا يحرمكم من رؤيته يا هويدا حتى
لو فرجتنا بلاد جادر ربنا يجمعنا من تاني .
في منزل فايز
وقد ارتدى ملابس العمل وكان في طريقه للخروج وشربات من خلفه تلقي عليه العديد من النصائح
اوعى تتأخر يا فايز تاجي بدري عشان تلحج تتلم على الرجالة بنفسك ما تتكلش على حد انت اللي لازم تجمعهم عشان الجعدة
ماشي .
وبرضك خلي بالك لحد من صحابك يديك سېجارة كدة ولا كدة اوعى يا فايز مش وجته خالص النهاردة مش عاوزين حد يتريج عليك ولا يديهم الحج انت لازم تعرفهم ان انت راجل صاحي وواعي.
زفر بامتعاض يتوقف في وسط الصالة مدمدما بحنق وقد فاض به
ها