السبت 23 نوفمبر 2024

رواية امل الجزء الرابع

انت في الصفحة 11 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

الفور
روحت يا فندم ودونت على كل اللي أمروا بيه.
تمام.
غمغم بها ليعود الى القائمة ينتقي من الأصناف ما يريده واتجه النادل نحوها
الهانم اختارت ايه
رفعت ابصارها اليه تجيبه بابتسامة عفوية منها
بصراحة مختارتش انا شايفة اصناف كتير بس الظاهر كدة ان مليش نفس من الأساس.
تشجغ النادل ليتناول منها القائمة يخاطبها بحماس مبالغ فيه
يا فندم حتى لو ملكيش نفس احنا نجيبلك الأصناف اللي تفتح نفسك طب عندك مثلا 
اشار لها على احد الاسماء المدونة بداخل القائمة التي رفعها امامها
اهو دا بقى نوع مكرونة إيطالي بتتسمى باستا ودي بتتعمل مع.....
هاااي. 
صدرت الزمجرة الغاضبة من الناحية الأخرى ليتوقف النادل على الفور امام امر الاخر
ملكش دعوة بالهانم انا هديك انواع الأصناف اللي هتجيبهالنا احنا الاتنين وبس على كدة فااااهم
طيعا يا فندم فاهم .
دمدم بها الشاب بطاعة قبل ان يدون الأصناف اللي اشار عليها الاخر ثم انصرف ليأتي بهم فخرج صوتها باعتراض
انت مش ملاحظ انك مزودها يا عارف المرة التانية هتشبط في ناس غلابة عشان بس بتتصرف معايا بعفوية....
عفوية مين
تسائل مقاطعا لها ليكمل بحدة
ياريت متاخديش الحديث ما بينا في الاتجاه ده عشان اللي انتي بتجولي عليهم ناس غلابة دول لو ناس محترمين هيراعوا لجمة عيشهم ومش هيرفعوا عينهم فيكي وعشان نبجى واضحين العفوية بتاعة حضرتك والابتسامة لأي حد مهما كان صفته متنفعش من أساسه حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض.
يناقشها بالهدوء والمنطق بكلمات مقصودة على قدر ما تشعل رأسها بالڠضب على قدر ما تشعرها بالعجز في البحث عن رد مناسب.
اشاحت بوجهها لنناحية الأخرى تزفر بضيق
لم يخفى عليه فعلها ومع ذلك لم يكترث او يتراجع فيما ينتوى عليه برأسه
رووح بصي في وشي عيب تبصي للناحية التانية وانا بتكلم .
الټفت نحوه تقارعه 
انا بس بعمل هدنة أو اعتبره وقت مستقطع عشان ما نشبطتش في بعض يا عارف .
راقه ردها لتلوح على جانب فمه ابتسامة ماكرة يعقب لها
حلو حكاية الهدنة دي طب حيس كدة بجى نلطف شوية وتسمحيلي أسألك سؤال
اثار اهتمامها لتجيبه بانتباه
اسال طبعا .
تمام تجدري تجوليلي بجى انا عيوني لونها ايه
قطبت تطالعه باندهاش مرددة
ايه السؤال الغريب ده هو انا متعرفة بيك جديد.
لا مش متعرفة بيا من جديد بس انتي دايما بتهربي بعيونك عني ودا من زمان من ساعة ما كبرتي ومن جبل ما اخطبك اول مرة على فكرة انا كنت حاسه في البداية كسوف لكن دلوك بصراحة مش عارف
الجمها برده حتى تجمدت امامه بحيرة تجد بعض الصدق في كلماته ولكنها أيضا لم تكن بالمغيبة عن معرفة صفاتة الشكلية
هو فعلا كسوف على فكرة وانا مش لازم ابص في وشك مباشرة عشان تعرف اني مش متعمدة او بهرب منك حسب ما انت فاكر.
طب لونها ايه يا روح 
عسلي .
اجابته ببساطة لم يقتنع بها
ليردف
يا سلام اهي دي بجى غلطة لوحديها عشان انا عيوني على كد صغرها لكن ليها لون مختلف ما يبانش غير للقريب.
لون ايه دا كمان
جربي وانتي تشوفي بنفسك. 
قالها يضغط عليها بتحدي جعلها ترضخ على غير إرادتها لتقترب منه كي لتنظر لعيناه عن قرب حتى تكتشف اللون المقصود ولكنها لم تجد بهم سوي لون العسل المعروف بهما تراجعت قليلا برأسها لتردف بهذه بالملحوظة لتفاجأ بهذا القرب وابتسامة الخبث التي ارتسمت على ملامحه لتغزو السخونة وجنتيها والخجل الفطري جعلها تتراجع على الفور تمتمتم بسخط وارتباك ملحوظ
ما جولنا عسلي ولا انت جاصد تلاعبني وبس
.... يتبع
الفصل الرابع والعشرون
بفضول القطة الذي قد يؤدي فعلها في البحث خلف المجهول لهلاكها تحركت تتبع خالتها جميلة كما تلقبها دائما تحمل عنها قفص الطيور من أجل مساعدتها ومن جهة أخرى كي تستطلع اخر الأخبار عن اميرها الوسيم وهذا السؤال الملح

بداخلها والذي لم تكف عن توجهيهه للمرأة حتى وهي تقطع الطريق معها الان نحو وجهتهما
يعني معجولة يا خالة جميلة لحد دلوك العروسة مردتش عليكم كيف يعني دي المدة طالت جوي .
قلبت جميلة عينيها تزفر داخلها بسأم وملل فهذه المتطفلة تجبرها على تأليف القصص وهي ليست جيدة في الكذب من الأساس لذلك فضلت الصمت فهي الان ليست بحالة تسمح لها بهذا الهراء أو المماطلة لشيء قد حسم من الأساس ولم تعد به فائدة الكتمان.
يا خالة جميلة انتي ليه ما بترديش عليا ولا انتي مسمعتيش سؤالي من الأساس..... دا انا كنت بسألك على موضوع خطوبة المحروس اخوك....
خلاص يا هدير. 
هتفت بها تقاطعها بضجر حقيقي داخلها ولكنها تمالكت كي تجيبها ببعض الزوق
بصي يا بتي انسي الموضوع دا حن عليكي وما تفكرنيش بيه تاني اعتبريني مجبتش سيرة خالص بيه .
ليه يا خالة..... هو محصلش نصيب.
صدرت منها بلهفة أثارت الاستفراز بداخل الأخرى لتتمتم بضيق ردا عليها
لا محصلش وفوضيها بجى خلينا نكمل طريجنا.
قالتها لتسرع بالخطوات امامها تأمرها بخشونة
ياللا بجى همي برجليك دي ورايا.
لم تطاوعها اقدامها على التحرك سريعا خلفها ف لحظة الاستيعاب وهذا الابتهاج الذي كان يسري بداخلها اجبرها على التوقف لتغزو ابتسامة بلهاء ملامحها غير عابئة بۏجع رقبتها بحمل القفص التقيل ولا بتوقفها في وسط الطريق لتجذب الانظار نحوها بتساؤل.
حتى انتبهت جميلة لتلتف اليها تصيح عليها بسخط
اجولك سرعي تجفي خالص يا هدير يا بتي هو انتي بتفهمي الكلام عكس ولا ايه بس
بعد قليل 
وصلت برفقتها لداخل المنزل والذي لم تتوقف عينيها بالبحث و التجول داخله بشكل ڤضح تفكيرها امام المرأة والتي ندمت بالفعل على زلة لسانها معها كما ندمت على قبول مساعدتها من الأساس لتتناول منها القفص تضعه على الأرض تردف لها بكلمات الامتنان قبل ان تأمرها بلين
ربنا يبارك فيكي يا بتي ويريح جنبك زي ما مريحاني وشايلة عني دايما.....
تعبك راحة يا خالة جميلة دا انا اساعدك بعيوني التنين.
تسلم عيونك خلاص روحي انتي عشان امك ما تجلجش عليكي.
وقبل ان تبحث لها عن حجة للتلكأ في الذهاب جاءها العون من ناحية أخرى من الوالدة نفسها والدة جميلة وعمر وقد كانت جالسة مع احفادها يتسامرون في هذا الوقت فاعترضت بخروجها الان فور مجيئها
وامها هتجلج عليها هنا في بيتنا كمان خبر ايه يا جميلة هي البت لحجت تاخد نفسها حتى من الشيلة التجيلة تعالي يا بتي اشربي الشاي وهرجي معانا شوية.
تلقفت منها الدعوة بترحيب شديد لتردف بلهفة ترافق سرعتها نحوهم
لا طبعا دا هنا زي بيت جدي بالظبط يبجى امي هتجلج كيف
نظرت جميلة في اثرها وقد اتخذت مقعدها وسط الفتيات من بنات شقيقاتها لتندمج معهم في الحديث وكأنها واحدة منهن.
زفرت بيأس تتركها وتتحرك باحثة عن شقيقها والذي وجدته بعدها في الباحة الخلفية للمنزل اسفل الشجرة العتيقة جالسا بوضع الاسترخاء على احد المقاعد ممدا قدميه على الآخر وشرود حاله خير دليل على ما يكتنفه من الداخل.
عمر.
التف على النداء ليتحمحم بصوت خشن يجيبها
اهلا يا جميلة تعالي .
تقدمت لتجلس على أحد الصناديق لتكن بالقرب منه وظلت تتمعنه للحظات بصمت مترددة في فتح الحديث معه حتى
مل هو ليبادرها القول
طلعي اللي في بطنك يا جميلة عارفك ھتموتي لو متكلمتيش.
تلقت الدعوة لتنطلق على الفور تبوح بما يدور داخلها
والله انت اكد حاسس باللي داير جوايا انا خاېفة عليك يا عمر طول الوجت جاعد سرحان وموجف حالك عن....
عن ايه
عن انك تشوف نفسك يا واد ابوي متزعلش مني بس الدنيا مبتوجفش على حد وانت يدوب تلحج تدور على عروسة عشان تتجوز انت كمان وتفرح أهلك بيك ابوك وامك ليهم حج عليك نفسهم بجى يشوفوا خلفتك ولا انت ناسي ان انت الواد الوحيد فينا.
تجاهل عن عمد كل ما أسهبت به ليخبرها وكأنها لا تعلم
النهاردة كتب كتابها وحنتها يا جميلة. 
اخرجت تنهيدة متعبة لتطالعه صامتة وهو يتابع
مش دا برضوا كان هيبجى يومي انا معاها 
عقبت بما يشبه الرجاء
كل شيء نصيب يا واد ابوي هنفضل نجولها كام مرة بس 
ردد بتصميم وكأنه يحدث نفسه
كانت نصيبي يا جميلة كانت نصيبي.
خالة جميلة انتي جاعدة هنا
اجفلت المرأة تستفيق من حالة الحزن التي تلبستها على حال شقيقها لتتبدل للحنق

الشديد مع انتباها لهذه الخفيفة كما تلقبها وقد اخترقت داخل المنزل حتى جاءت الى هنا بجرأة تذهلها في توجيه الحديث لها وعينيها مسلطة عليه
اصل انا كنت مروحة بس جولت اشوفك لو عايزة مني حاجة جبل ما امشي عامل ايه يا استاذ عمر
رمقها بنظرة فاحصة من أعلى الى الاسفل قبل أن يجيبها بتمهل
اهلا يااا هدير عاملة ايه انتي
انا زينة والله والحمد لله تشكر على سؤالك وزوجك يا استاذ عمر .
تبسم يبتعد بوجهه عنها ونهضت شقيقته تنهرها بلطف
روحي يا هدير وانا لما اعوذ حاجة منك هندهلك أكيد انا مش عايزاكي تتأخري عن امك وتيجي بعد كدة هي تلومني. 
همت لتزيد من تلكأها باختلاق أي حديث برأسها قبل عن ان يقطع هو بأن انتفض فجأة بعد أن القى بنظره على شاشة الهاتف ورأى محتوى الرسالة التي أتت له من احدهم 
رايح فين يا عمر.
هتفت شقيقته تسأله ولكنه تجاهل ليتخطى الأخرى وكأنه لا يراها وذهب سريعا نحو وجهته.
بداخل مدافن القرية
وبعد ان أنهت زيارتها لقبر والديها وجدها الأكبر وبعض الراحلين من العائلة فلم يتقبى سوى زيارة الساحة الكبيرة لشيخ القرية الراحل والتي تبقى مفتوحة دائما لإطعام المحتاجين وذلك من تبرعات المحسنين واولهم هي لا تفوت زيارة للمدافن بدون ان تعطي من مالها الخاص.
توقفت امام الباب الاخضر الكبير الخاص بمدخل النساء فخرجت تستقبلها المرأة القائمة برعاية الساحة بابتسامة امتنان وحب لها
يا اهلا يا اهلا دا ايه النور ده الست روح بنفسها مشرفانا
تبسمت لها تبادلها التحية وجاء الرد من شقيفتها
ايوة يا ست حفصة عشان تعرفي بس غلاوتكم عندها جاية تزوركم النهاردة في يوم حنتها وكتب 
على الرغم اننا متأخرين والله .
وه يا نادرة جات يعني ع الخمس دجايج دي
تفوهت بها عاتبة نحو شقيقتها قبل ان تتجه مباشرة للمرأة
انا جاية احط اللي فيه النصيب يا خالة هتاخدي انتي بجى ولا لازم ادخل بنفسي
يا بنتي وانا من امتي باخد بيدي بس ادخلي حطي بنفسك في الصندوج الدنيا فاضية دلوك دا وجت صبحية.
ادخلي انتي وانا هجعد هنا وهستناكي مع الست حفصة مشوار المدافن هد حيلي 
عقبت بها نادرة على قول المرأة لتدلف هي وحدها داخل الساحة الشاسعة التي اعتادت عليها حتى وصلت الى المكان المعروف وضعت حزمة كبيرة من النقود بعد ان قرأت الفاتحة على روح الشيخ الراحل ثم استدارت لتتخذ طريقها نحو الخروج ولكنها تفاجأت به أمامها
عمر .
تفوهت بالأسم وقد توسعت عينيها بجزع لتردف بتخوف
انت ازاي جيت هنا 
القى بنظرة نحو السور الصغير للساحة الشاسعة فهمت منها انه قفز من الخلف ليأتي اليها الان ويفاجئها 
ازيك يا عروسة النهاردة
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 19 صفحات