رواية امل الجزء الرابع
الأخرى وهي تخاطبها بعتب
حرام عليكي يا عزيزة الدعا مش خاېفة ربنا يستجيب يا جزينة.
يا خيا من غلبى
صړخت بها وهي تجلس على احد الارئك لتجلس الرضيعة بجوارها ثم تخلع عنها الطرحة السوداء لتردف بلهاث
شايلة واحدة وبجر في مضاريب الډم دول اللي مطلعين عيني مش يمشوا كدة بأدبهم ويسمعوا الكلام لاه لازم يتعبوا جلبي في الزعيج عليهم يعني مش كفاية طلعان عيني في شغل البيت واخوكي اللي شايل يده حتى عن شيل العيل الصغير ما كل الرجالة بتساعد حريمها حرام هو يعملها معايا ولا مرة واحدة حتى جطيعة.
تمتمت بها نادية بصوت خفيض تشمئز من سخط زوجة اخيها الدائم فلا تعرف الحمد او غلق فمها ولو مرة واحدة عن الشكوي.
امال فين مرة عمي مجعداش معاكي ليه حتى كانت مسكت واحدة فيهم.
ردت نادية بابتسامة تهادنها حتى تتجنب المزيد من الصياح والتذمر
مرة عمك في البيت الكبير دلوك بتساعد مع الحريم روحي انتي وسيبي البنات انا هسبحهم واجهزهم متشليش همهم خالص يا عزيزة.
شالله يخليكي يارب والنبي انتي يا نادية ما في زيك ربنا يعوض عليكي ويكرمك هو الواد معتز راح فين مش شايفاه يعني.
معتز مع جدته بيلعب في البيت الكبير مع العيال .
اجابتها لتردف الأخرى بعدها العديد من الأسئلة الفضولية بتطفل ليس بغريب عنها حتى اذا انتهت اخيرا لتنهض كي تغادر وتلحق بالنساء في البيت الكبير تنفست نادية بارتياح تخاطب الطفلتين بمرح عاقدة العزم على ممارسة هوايتها المفضلة
وفي منزل سعيد
وبعد ان ارتدى جلبابه الفخم تعلوه العبائة السوداء ليتبختر في خطواته بزهو يغمره في كل
مناسبة تخص العائلة او غيرها.
برضك هتعجل وتروح بدري يا بوي
هتفت توقفه بكماتها ليستدير اليها يستنكر بضجر
امال عابزاني اجعد زي الولايا في البيت والمندرة مرشجة بكبارات العيلة اللي واجفة من الصبح مع يامن وعياله .
تفوهت بها ساخرة لتردف پحقد
انت ناسي ان يامن ده عاملك معاملة الغريب ومخدتش شورتك في الموضوع ده من اوله متعملش ليه انت زيه وتروح برضوا زي الغريب على الميعاد في العشية حتى عشان يحسوا على دمهم ويعملوا حسابك بعد كدة.
كلماتها السامة دائما ما تلقى صداها على اسماع والدها والذي بهت امامها بتفكير وتردد استغلته هي لتكمل
لينفض رأسه سريعا يرمقها بغيظ متمتما قبل ان يذهب
انتي اللي بمشي وراكي يا فتنة...... توداهيه في داهية ېخرب مطنك مبتتهديش واصل على رأي ناجي اخوكي جال وانا اللي راسي اندارت وكنت هتبعك!. الله يهديكي.
صړخت ټضرب الأرض بأقدامها پغضب يفتك بها فور خروجه من امامها دون ان يبالي بڠضبها او الأخذ بنصائحها.
لتركض نحو الهاتف على
الفور تطلب صاحبة الرقم الأقرب الان
ايوة يا عزيزة عايزاكي تخبريني بكل حاجة تحصل النهاردة في الليلة الزفت دي ان شالله حتى بالصور فاهمة ولا لاه
مساءا
وسط مجموعة من نساء العائلة التي كانت تدلف وتخرج باستمرار من الغرفة التي تزينت بها يطلقن الزغاريد وكلمات التهاني والإثناء على جمال العروس التي كانت كالحورية اليوم كما يصفنها رغم التوتر الشديد الذي كان يكتنفها لتعبر عن مخاوفها فور انفرادها بأقرب الأشخاص البها الان
جلجانة جوي يا نادية مش عارفة هتصرف معاه ازاي انا مبجتش فاهماه وربنا كيف دا هيبجى جوزي بعد شوية من دلوكتي
هونت تخاطبها بمشاكسة وصوت هامس لا يصل الى غيرها
ميبجاش جلبك خفيف امال هو ديب وهياكلك على رأي جدتك ما تعجلي يا بت .
شهقت ترمقها باندهاش مرددة بعدم تصديق
ايه اللي انتي بتجوليه دا يا نادية هو انتي جاصدة كلامك ولا انا فهمت غلط.
ناكفتها بابتسامة خبيثة تردد خلفها بمرح وقد اسعدها الحياء الشديد من الأخرى لتستغل بفرض الكلمات الجريئة كي تخرجها من حالة الجمود والقلق الشديد
لا يا ختي مفهمتيش غلط دا انتي اللي باينك خيبة وهتتعبينا في النصايح معاكي اروح اجيبلك ام أيمن تكرلك الشريط كله وتفهمك من البداية.
هذه المرة صدرت شهقتها بصوت عالي توقفها بالنداء بإسمها لتنطلق بالضحك مع ذكر ايمن ونكاتها الوقحة لتنسى ما كان يطحن عقلها من افكار وهواجس حتى اخترق جلستهم نداء الصغيرة ابنة شقيقها
عمة نادية هو انتي صح اللي عاملة التسريحة للبت دي
أشارت بالاخيرة نحو ابنة عزب والتي كانت تتمايل امامها بتخايل معجبة بنفسها وهذه القصة التي اثارت انبهار الجميع واولهم صديقتها ايه ابنة غازي والتي تابعت نحو الأخرى.
انا كمان عايزاكي تعمليلي واحدة زيها ممكن يا عمة نادية
تبسمت الأخيرة لطلب الفتاة لتجيبها بود شديد
من عيوني يا جمر اعملك تسريحة احلى منها كمان
وانا يا عمة.
هتفت بها شروق الوسطى لتجيبها بنفس الترحاب
وانت كمان يا عسل يالا بجى تعالوا جبل المأذون ما يعجد للعرسان.
بعد قليل
دلف من اجل ارتداء ملابسه كي يحضر جلسة عقد القران قبل ان تبدأ الليلة الكبرى بمأدبة العشاء وقراءة القرآن ثم السمر والسهر مع الفرقة النوبية التي تم احضارها مخصوص لإحياء حفل الحناء.
بابا شوفت التسريحة الحلوة دي
هتفت بها صغيرته قبل ان يرفعها اليه يتغزل بجمالها
اه فعلا
والله جميلة مين يا بت اللي عملهالك ومين اللي لبسك وخلاكي حلوة وعروسة كدة خالتك وجدان ولا خالتك نادرة ها جولي يا بت.
رافق قوله الاخير دغدغات مشاكسة اسفل عنقها وعلى خصرها لتصدح ضحكاتها العالية في قلب الردهة بعيدا عن تجمعات النساء في المنزل حتى اذا توقفت أخبرته بحماسة
خالتي نادرة هي سبحتني ولبستني الفستان الحلو خالتي وجدان سرحتلي شعري بس معرفتش تظبط التسريحة راحت عمتي نادية عدلتها وخلتها احلي من تسريحة نورهان بت اخوها.
عمتك مين
سألها باستفهام وقد ظن بأسماعه سمع الاسم خطأ ولكن صغيرته عادت لتؤكد له
بجولك عمتي نادية دي حتى عملت للبت شروج زيي اهي كمان.. عمة نادية
اجفلته بالاخيرة ليتفاجأ بها بالفعل وقد كانت في طريقها نحو جهة النساء قبل ان توقفها الملعۏنة ابنته
لتلتف نحوها تبادلها ابتسامة كادت ان توقف قلبه من روعتها بالإضافة لهذا الإشراق وفتنة تصرخ بها ملامحها رغم احتفاظها باللون الاسود ولكن ببعض الأضافات البسيطة على هيئتها بدت أمامه اجمل النساء فخرج صوتها بالتحية اليه وتقديرا لمحبة الصغيرة
الف مبروك لروح وعجبال أية.
الله يبارك فيكي يام معتز تفرحي بيه هو كمان.
امين يارب .
تمتمت بها ثم اختفت من أمامه ليظل متمسرا محله يطالع اثرها بقلب وجل حتى استدرك اخيرا لصغيرته ولسانها الاحمق يسالها
انتي يا به ليه بتناديها يا عمه
مش صاحبة عمتي روح يبجى اجولها يا عمة .
قالتها ببرائة كادت ان تجلطه ليشدد مصححا لها.
لا يا ختي مش مفروض عشان دي مش اخت ابوكي فاهمة عايز تناديها جوليها يا خالة .
جادلته مقارعة بفصاحة كالعادة
وبرضك مش اخت امي عشان اندهلها بخالتي.
بت .
صاح متصنغا الحزم بتوبيخ اضحكها
انتي تسمعي الكلام وبس اياك اسمعك تاني مرة تجوليلها يا عمة فاهمة ولا لاه ردي.
انعقد العقد وخطت بخط يدها التوقيع على الدفتر الضخم تبصم بإبهامها على عدة اوراق به ليتأكد الجميع انها أصبحت له زوجته امام الله والقانون.
لحظة انطلقت بها اصوات
الزغاريد من النساء ترافق تلقي التهاني من هذا وذاك وهذه وتلك وصدحت صوت السماعات لتتوافق مع خطوات الرقص والفرح من أشقاء وأبناء العمومة تظهر محبتهم في هذا الوقت للإحتفال بالعروسين
كانت كالمغيبة تندمج في الأجواء لتريح عقلها قليلا من أفكاره تتبادل الابتسام وتلقي التهاني تستجيب احيانا مع تعليقاته رغم عدم تركيزها في المعظم وقد ساهم الصخب الدائر والزحام في ازدياد تشتيتها والذي تضاعف حينما اجبرت لتشاركه الرقص وسط نساء العائلة لإدخال الفرح بقلب جدتها قبل اخذ مباركتها.
مرت اللحظات حتى وجدت نفسها معه وحدها في قلب الردهة المختصرة ينفرد بها قليلا قبل ان يستكمل ليلة حناءه الساهرة التي سوف تحيها الفرقة
مسبهلة أهدابها عنه بخجل تضغط بأصابعها على اصابع كفها الأخرى بتوتر شديد تسمع لبعض الكلمات عن تجهيزات الغد كمقدمة وهي تؤمئ له برأسها رغم عدم تركيزها نتيجة لتسلط ابصاره عليها حتى اجبرها بأسلوبه
لدرجادي عاجباكي الرسمة
طالعته باستفهام ليجيبها على الفور
انا جصدي ع الحنة اللي منجوشة على كفك اصل مرفعاش عينك من عليها.
اجبرها على الابتسام ولكن ما زال حاجز التوتر يمنعها عن التواصل حتى رفع كفيه امامها ليخطف انتباهاها
انا كمان راسم على كفوفي الاتنين خدتي بالك منها دي.
اومأت تجيبه بالكلام هذه المرة
بصراحة خدت بالي واستغربت اصل دي اول مرة يعني على حسب ما اظن اشوفها في ايدك.
هي فعلا اول مرة ودا ملهوش دعوة بشكل ولا هيئة بس انا حبيت امشي على عوايد جدودنا ان الحنة في الكف فرح وانا حبيت الفرح يبان في كفي.
اومأت له بتفهم وابتسامة عذبة ارتسمت على ثغرها المطلي بالحمرة تزيدها فتنة وتشتته عن رزانته فتابع يلهي نفسه بمشاكستها
على فكرة انا كنت بتكلم ع الرجالة اما انتو الستات ف انا شايف اها على كفوفك.....
نزل بعينيه نحو اقدامها حتى ذهبت بابصارها معه ليتابع بمكر
دا غير كمان النجش اللي على أكبر صوابعك واللى ظاهر من تحت العبايه يا ترى اخر النجش ده موصل لفين
طالعته متوسعة العينان بعدم استيعاب لجرأته لكن سرعان ما استدركت لتهم بالهروب من امامه ولكنه منع عنها الفرصة بأن جذبها فجأة خاطفا قبلة
من وجنتها ليصيبها الذهول هذه المرة كصاعقة فقابل نظرتها بابتسامة مردفا بتملك لا يخلى من خبث
مبروك يا عروستي
.... يتبع
الفصل الخامس والعشرون
صعدت حتى سطح المنزل لتجده متسطحا على كوم من الرمال ويبدوا انه قد غفى وبات ليلته عليه زفرت بقنوط لتخطو حتى وصلت اليه فجلست جواره كي توقظه
عمر يا عمر اصحى يا خوي ضاجت عليك ملجيتش غير ع الرمل وتنام!
فتح جفنيه اخيرا ليستعيد وعيه رويدا رويدا حتى خرج صوته متحشرجا يضغط بطرفي السبابة والإبهام على عظمة أعلى أنفه يكتنفه صداع بالرأس
خلاص يا جميلة انا صحيت اها صحيت خلاص ......
هو انا نمت هنا كيف
قال بالاخيرة وهو يعتدل