السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ايمان الجزء الثاني الاخير

انت في الصفحة 7 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

سيظل ساخرا هكذا ولا يترك فرصة الا وداعبها فيها دون أن يكترث لوجود أخرين مما جعلها تهتف بضجر مصطنع يوو أنت مش هتبطل هزارك ده ..طب انا هقولهم حقيقتك علشان يعرفوا انك نكدي والفرفشة دي مبتظهرش غير قدام الحاجات الحلوة دي قالت جملتها الأخيرة وهى تشير إلى سناء وسيهام اللاتي يرتمين على بعضهن من شدة الضحك فهى وزوجها كتلتان من خفة الظل .
انتهى اليوم في منزل الشيخ صالح بعدما توعد الصديقان الذين اجتمع شملهما بفضل تلك الفتاة التي ظلت تتحدث مع الشيخ الطيب وزوجته وتشاركت معهما في سرد قصتهن سناء هى الأخرى وام سامح وكل واحدة تسرد ضيقها لهذا الرجل الذي ظل يحدثهم في امور دينهم واثلج صدورهم بكلامة الطيب والذي يرفقه بآيات مؤيدة له من القرأن تبشرهم بالخير بعد الصبر على البلاء وبشر الصابرين فما كان عليهم الا الرضى بما قسم لهم واهداهم هذا الشيخ بعض الزجاجات المملؤة بماء مرقي وبعض من المسابح التي جلبها معه من العمرة الاخيرة كنوع من التذكار ..لينهى بها المطاف وهى ترقد فوق فراشها وهى عازمة على مواجهة التحديات التي تقابلها كل يوم وترافقها العمة الصغري التي صمم اخيها وزوجته ان تقضي معهم بعض الايام فهى تسكن بمفردها بعد ۏفاة امها ورفضت ان تشارك أخيها منزلة خشيتا من ان تثقل عليه ولكنها اليوم استسلمت لرائيه فهى وجدت الراحة بينهم فهى منذ فترة طويلة لم تشعر بهذا الشعور الذي يجعلها مقبلة على الحياة مرة أخرى وقررت هى الأخرى ان تواصل عملها بحماس وتتميز به
ليكون لها سندا وعوضا من الله فهى لن تنظر لنظرة المجتمع لها بكونها مطلقة فأحيانا يكون الطلاق خير لمن يصعب لهم الحياة مع الشريك كما حدث معها هى التي برغم مامرت به الا أنها لم تتمنى له اي شړ برغم جرحه لها ليغفين وكل واحدة تتمنى ان يكون الاتي افضل لكليهما .
بات الأب في انتشاء وسعادة بفضل صديقه الذي بثهم بالأمل فبرغم تلك العلة التي تحكمت به وجعلته اسير بعا الا انه راضي بما قسم له من ابتلاء فهل سيعترض هو على ما اتاه الله . . سيكون ك افرا بما اتاه الله من نعم اكثر فهم برغم تلك الابتلاء الذي يصيبه في ابنته وابنه سابقا الا انه لديه مقدرات الحياة ما يدعو للشكر والرضى به .. ظل يخبر زوجته بما حدث هناك مما جعلها تضحك على هذا الرجل الذي يتحدى الحزن برغم ما يعتريه ..وجعلها تدعو له فهو اليوم جعل زوجها يعود مجددا الى الابتسامة التي غادرته منذ فترة طويلة بفضل الأحداث التي وقعت عليهم منذ سنوات عديدة ..هم جميعا اتو وعلى وجههم اشراقة جعلتها تتيقن ان هذا الشيخ لديه طاقة بفضل الله عليه ..ظلت تبتهل إلى الله داعية لهم جميعا بصلاح الحال حتى أذان الفجر لتوقظ زوجها ليأم بها وتشاركهم الصلاة سيهام التي استيقظت مستبشرة وخلفها العمة سناء التي استيقظت هى الأخرى كعادتها لأداء فريضتها ..ليستقبلا يومهما مستبشرين بعدما انعما بنوم هادئ لم يحظين به منذ فترة .
. . .
اما على الجانب الآخر هناك قلوب ارهقها الفراق واتعبتها الغربة ..مازال غارقا بنومه بعدما جافاه النوم طيلة ليلته الماضية ومازال الصغير مستغرق بين أحضانه ويتشبس بيده حتى لا يغادر ..يلج اليهما حتى يوقظهم ليبتسم من هذا المشهد فعوض يحتوي الصغير بين أحضانه والصغير يتشبس به خوفا من أن يتركه ليقوم بالتوجه الى النافذة ليسحب تلك الستائر المنسدلة ليدخل الضوء اليهما وتداعبهما اشعة الشمس الذهبية لتوقيظ الصغير الذي هتف بضجر ايقظ الغافي بجواره اووو داد نزل الستارة علشان الشمس المزعجة دي .
أمجد بجدية يالا ياكسلانس.. الفطار جاهز .
عوض وهو يعتدل بتثائب صباح الخير يا أمجد باشا ..ايه النشاط دا كله .
انا راجل نشيط طول عمري ..يالا انت وهو علشان نجري شوية ونرجع نفطر هلى طول انا جهزت الفطار خلاص ..قالها أمجد بحماس فهو اليوم لديه همة ونشاط زائد بعدما اتخذ هذا القرار الذي اسعده قبل ان يبوح به للأخرين .
استقام عوض وهو يرمقه بشك فحاله اليوم يختلف عن الأمس مما جعله يتمتم بمكر مصطنع ادينا قمنا ياعم ..يالا يافادي واكمل بمزاح حكم القوي على الضعيف يابني .
فادي بتكاسل يعني ايه حكم القوي ومين الضعيف 
عوض من بين ضحكاته على الغلام الذي لفت انتباهه تلك الكلمات مما جعله يهتف قائلا قوم بس ادخل الحمام علشان نصلي وبعدين افهمك الموضوع وابوك بيجري .
اومى الصغير اليه بالموافقة وتوجه الى الحمام ليفعل ما ارشده به عوض ..تحت نظرات ابيه السعيدة من أجل تجاوب الصغير لأرشاداته مما جعله يتمتم بأعجاب وامتنان برافو عليك عوض انا مش عارف اشكرك ازاي على مجهودك ورعايتك لفادي .
فادي انا بعتبره ابني الي مخلفتوش يا امجد باشا ..فيريت توفر شكرك وامتنانك الي بتقول عليه دا ولو حد لازم يشكر التاني فهو أنا واظن أن انت خيرك مغرقني .
تمام ياعوض وانا كمان مش محتاج انك تشكرني ..كفايه عليا اني لقيت عم لأبني وعيلة مستنيانا في مصر . قالها أمجد وهو يرمي لشئ جهله الأخر من بين كلماته التي استقبلها عوض بهدوء ولكنه
عاد ليرمقه باستفهام رافعا احد حاجبيه وهو يقول 
تقصد ايه بمستنيانا في مصر !.
هقولك عوض بس الأول غير هدومك وحصلني انت وفادي ..قالها أمجد وهو يتوجه للخارج بحماسة للتريض في حول المنزل من الخارج
.انتهى عوض بالصلاة وبجانبه الصغير وتوجها للخارج للبحث عن أمجد ليجداه والجا عليهما وهو يتساقط عرقا وبيده منشفة ليردف اليهما قائلا لسة بدري يا بشوات ..يالا جهزوا السفرة على بال مغير واجي .
عوض بضجر مصطنع وهو يتوجه للصغير برفع حاجبه بستنكار لما زرفه امجد قائلا بهتاف هوا ايه دا
الي جهزوا السفرة ..هو ابوك يابني مش قال انه جهز الفطار .
فادي من بين ضحكاته على تعبيرات عوض المستنكرة ها ها ..دادي عملها عليك عوض ودبسك ..هو اصلا مش بيعرف يسلق بيض ..ودادة هى الي بتعمل الأكل .
وهى فين دادة دي يابني الله يسعدك ..اصلي اخيب من ابوك في موضوع الأكل دا ..قالها عوض مستغيثا بالصغير الذي ېموت ضحكا على انفعالات الاخر ليسبقه متوجها إلى غرفة اعداد الطعام وهو يقول دادة اجازة النهاردة ..تعالى ورايا ياعوض وانا هجز كل شئ .
استقام عوض ورمقه بأستفسار ايه الواد ده .. اما أدخل وراه احسن يولع فينا ..قالها وهو يتوجه بهرولة الي المطبخ ليجد الصغير بداخل البراد يستخرج من باطنه بعض العلب البلاستيكية التي تحتوي على مجموعة متنوعة من الجبن وبعض الأكياس التي تحمل بداخلها الخبز المسمى بالتوست ليضع كل شئ فوق السطح الرخامي ويستخرج احد الزجاجات المعبئة باللبن واخرى معبئة بعصير البرتقال وهو يقول بحماسة ليستعرض ما انجزه امام عوض متباهيا بما انجز قائلا شفت عوض .. الموضوع بسيط انا كل يوم بساعد دادة في تحضير الفطار ..وبدأ في تجهيز الاطباق والاكواب التي ستستخدم في المشروبات
وهو يردف ادي كل شئ بقى تمام ..كل هذا تحت انظار عوض المعجبة بخفية الصغير الذي يستمتع بعمل هذه الأشياء فالاطعمة جاهزة في البراد من الواضح أن العاملة انجزتها من اجلهم وشرحت له طريقة تحضير وجبه الافطار بصورة مبسطة فهو لم يستخدم المقود في شئ الى الأن ..مما جعله يتقدم هو نحو المقود عندما لاحظ أن الصغير يود اعداد البيض في المقلاة ليهتف قائلا طب سيب موضوع البيض دا عليا بقى علشان مش هتعرف تتعامل مع البتوجاز .
لا عادي ..هو اليكتريك ..مفهوش خطړ عليا وانا بعرف اتعامل معاه . قالها الصغير وهو يتوجه إلى الخارج ليكمل قائلا طب انا هروح انادي لداد ..وانت كمل البيض .
حرك رأسه بيأس من اندفاع الصغير ونظر إلى وجهته بحماس وهو يتذكر أمه وهو يطالبها بعمل طبق البيض الذي يحبه ..ليعود للخلف متذكرا.
صباح الخير يا ست الكل ..قالها عوض وهو يتوجه إلى الحمام بعدما شاهد امه في الطريق .
صباحك رضى يابني ..يالا خلص لبسك علشان
الفطار جهز وابوك هيكلنا من الغيظ ..وبيدايق لما الفول يبرد ..قالتها الام ببشاشتها المعهودة .
عوض ضاحكا هو الحج لسه بيعشق الفول ذي زمان مكان خلاص بطله علشان النقرس ..والا دا إدمان .
الأم بقلة حيلة والله يابني انا بقولة وهو عامل زي العيال الصغيرة ..يقولي ملكيش دعوة ..واديني بعمل الي غليا وبنوعله الأكل من حواليه .
تسلم ايدك ياست الكل .. إحنا ملناش بركة غيرك ..بس ياترى عملتيلي طلبي .
طب وهو انا اقدر انسي طبق البيض بتاع عوضي ..دانت الغالي يا نن عيني وطلباتك أوامر ..واخذت تسرد له طريقة تحضيره دانا بحطلك الزبده واسيحها وبعدين بقطع الفلفل والطماطم ولفهم مع الزيدة على الڼار مع الفلفل والملح والشطة وبعدين بكسر البيض ويتلفوا كلهم على الڼار لغاية ما يستوي البيض .وبالف هنا وشفا عليك يا عمري .
لتلج عليهما فتاة رقيقة وهى تقول بمشاكة ياا سلام عليكى ياماما مكنش طبق بيض .. خلاص نتركن احنا على الرف علشان سي عوضالله .
عوض يقترب منها ويمسكها من تلابيب ملابسها من الخلف بمشاكسة تقصدي بأيه بعوضاللة دي يا هنيالله اديكي على دماغك ..ليتسابقا بعد ان تحررت خلف بعضهما ضاحكين تحت انظار امهم الراضية بتجمعهم الذي يثلج صدرها وابيه الذي يرتسم بالجدية ولكن نظراته الضاكة تكشفه لتثبت مدى حبه لهم ..ليعود الى واقعة بعد ان انهى طبق البيض على طريقتها التي تذكرها وبعد أن افلجه صوت أمجد وهو يقول شيف عوض ..برافو عليك ..ليلاحظ تشتتة بعد ان جلسوا حول المنضدة التي رصت فوقها الأطباق ..ليهاتفه مرة أخرى قائلا مالك عوض ..شارد في ايه ..مع ان طبق البيض لذيذ وانت مش أكلت منه حاجة لغاية دلوقتى .
يحاول ان يستعيد بسمته ولكن الحنين والشوق يغلبه ليتمتم بضعف طبق البيض دا كانت دايما الحجة بتعملوا علشاني كل يوم .
أمجد بود ربنا يباركلك فيها عوض ..بس هو دا الي مديقك والا
الحنين هو الي عامل فيك كده .
معاك حق يا أمجد ..الحنين هو الي عامل فياةكدة وحشونى قوي ..ابويا وامي واخواتي وبيتنا البسيط والحارة .
هتف الصغير قائلا انا عايز ازور الحارة .
اهداه نظرة غامضة وعزم على فعل ما يقرب المسافات ويهدي الشوق والحنين للأوطان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تركها تتأكل من غيظها ولوعتها في اتته بكل جرأة تطالبه بقضاء ليلتها معه

انت في الصفحة 7 من 10 صفحات