الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية دعاء كاملة

انت في الصفحة 17 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز

بجوارهما ببطء
وأيه الغريب فى كده .. إذا كانت مكافأتنا لوحدها بتوصل للألفات وساعات الواحد فينا بياخد مليون لوحده مكافأة ..مستغربة ان النادى نفسه يبقى فخم
ثم أشار لهما على أحدى الطاولات لتجلس جلس قبالتها فانحنت للامام مستندة إلى الطاولة الصغيرة وقالت 
ومين اللى بيدفع كل ده
رفع كتفيه قائلا بلا مبالاة 
تبرعات رجال الاعمال مكافآت من الدولة وحاجات زى كده يعنى
أسندت ذقنها على راحة يدها وقالت متعجبة
مصر ماليانة أحياء شعبية محتاجة نص اللى بيتحط فى النادى ده والماتشات بتاعته هو وغيره ورجال الأعمال

دول لو اتبرعوا للأحياء دى ولا لأطفال الشوارع ولا للمستشفيات اللى محتاجة أجهزة وأدوية كان هيبقى ثوابهم أكبر عند ربنا مش يجوا يحطوا فلوسهم فى حمام سباحة ولا ماتش
عقد حاجبيه وقال بحنق
أحنا بندى البلد دى جوايز ده غير الدورى والكاس
ضحكت وهى تقول 
غريبة أوى أنتوا بيتصرف عليكوا ملايين علشان دورى وكاس لكن العلماء محدش بيسأل فيهم و بيضطروا يهاجروا بره مصر علشان يلاقوا اللى يصرف على أبحاثهم اللى هتخدم البشرية كلها 
قال يحيى بحماس معترضا
والماتشات دى برضة حاجة كويسة يا مهرة .. بتخرج الطاقة والناس بتحبها وبتتبسط منها يعنى كلنا بنستفاد والبلد كمان بتستفاد
نظرت إلى يحيى وقالت بتلقائية
يابنى ده انا اختك وبشوفك أنت وصحابك وانتوا بتتخانقوا بعد كل ماتش ده غير الشتيمة اللى بتقعدوا ټشتموها للعيبة وتاخدوا عليها ذنوب والقهوة اللى على أول شارعنا اللى بيضربوا بعض بالكراسى وفى الآخر بعد الماتش ما يخلص هما ياخدوا المكافآت وانتوا تتخانقوا وتخسروا بعض.. وبلد أيه اللى بتستفاد دى الفريق بيسافر والبلد تصرف عليهم فى البلد التانية ..وفى الآخر لو كسبوا يقولوا مصر فازت ولو خسروا مصر خسړت.. طب مصر كسبت ايه وخسړت ايه واحنا مش مهتمين بالعلم والعلماء وبنقولهم فوت علينا بكره .. كسبت كاس بيتحط على رف النادى مكتوب عليه تاريخ الانتصاروفلوس تتوزع على اللعيبة زى الرز ..وفى ناس أحق بالفلوس دى بيباتوا من غير أكل ولا دوا وبيموتوا من كتر الأهمال فى المستشفيات الحكومية...الكلام ده لو فى عدل لو كل واحد بياخد حقه
نسى علاء أنه فى مكان عام وهتف غاضبا
وحضرتك بقى وافقتى تتجوزينى ليه طالما شايفة أن شغلى تافه أوى كده
حملت حقيبة يدها وقالت بتلقائية 
منا قلتلك كنت فاكراهم بيضحكوا علينا فى التلفزيون وبيبالغوا بس كلامك ده واللى أنا شايفاه أكدلى ..وبعدين مالك زعلان أوى كده ليه الأختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية وأنا بقول رأيى
نظر لها يحيى مندهشا وهو يقول 
سبحان الله كأنى سامع الأستاذ فارس هو اللى بيتكلم
نظرت له مهرة بتأثر ولمعت عينيها حنينا بينما قال علاء متسائلا
مين فارس ده
ضحك يحيى وهو يقول 
ده بقى يا سيدى الأب الروحى لمراتك.. هو اللى مربيها ومحفظها الكلام ده
ظن علاء أن الشخص الذى يتحدث عنه يحيى رجل طاعن فى السن مثلا فلم يبالى بالأمر وقال باستهزاء 
وأنا أقول برضة اتعلمتى منين التخاريف دى
هتفت مهرة وهى تنظر له پغضب 
أتكلم باسلوب أحس من كده
تدخل يحيى بسرعة وقال مهدئا للموقف 
صلوا على النبى يا جماعة دى مجرد مناقشة
تأملها علاء لبعض الوقت ثم قال حانقا 
يالا نمشى
سارت بجواره وهو يمشى بخطوات واسعة وهى تحاول اللحاق به جاهدة ويحيى يلقى النظرات الأخيرة على النادى الذى حلم دائما بدخوله حتى وجدته يقف فجأه وتتغير ملامحه الغاضبة إلى الابتهاج عندما صافح أحد الرجال الذى كان يبدو عليه أنه فى أوائل العقد الخامس من عمره يرتدى حلة وقبعة رياضية ثم استدار إليها يعرفها إلى الرجل قائلا 
دى مهرة مراتى يا كوتش وده يحيى أخوها
نظر إليها الرجل مبتسما ومد يده يصافحها قائلا 
أهلا وسهلا نورتى النادى
عقدت ذراعيها وقالت بجمود
أهلا بحضرتك بس معلش مش بسلم
مد يحيى يده وصافح الرجل بحرارة بينما نظر لها علاء نظرة ڼارية وضغط أسنانه حتى خيل إليها أنها استمعت إلى صوت صكيكها وقال آمرا 
سلمي يا مهرة ده الكوتش بتاعى.. أنت متعرفيهوش ولا أيه
نظرت إليه وظلت عاقدة ذراعها ولم ترد فقال الرجل بسرعة وهو يربط على كتف علاء 
خلاص يا كابتن مش مشكلة ..يالا اشوفك فى التدريب سلام
جذبها من ذراعها بقوة وهو يقول 
انا غلطان أنى جبتك هنا..
أمسكه يحيى وهو يحاول تخليص ذراعها منه هاتفا 
مش كده يا كابتن التفاهم بالراحة
دفعت يده بعيدا بضيق وأسرعت الخطى وقد لمعت عيناها بالدموع ظلت جالسة فى المقعد الخلفى فى السيارة وعلاء يقودها حانقا فى طريقه إلى المنزل وهى تنظر من النافذة بجوارها وكلما فرت دمعة من عينيها رغما عنها مسحتها بسرعة حتى لا يراها فى المرآة .. أما هو فكان يصيح طوال الطريق پغضب قائلا
بتحرجينى مع الكوتش بتاعى يا مهرة يعنى لو كنت قابلت حد من الرجال الاعمال اللى بيرعانى كنت برضة هتحرجينى قدامه كده مش كفايه مش عاجبك شغلى ومستخسرة فيا الفلوس اللى باخدها
كانت تستمع إلى يحيى وهو يحاول تهدئته أما هى فقد ظلت صامتة ولم ترد عليه وتركته يخرج ما فى صدره من حنق وڠضب عليها كانت تشعر أنها وحيدة لا تشعر بالأمان معه تريد أن تصل لمنزلها سريعا لتحتمى بجدرانه بعد أن فقدت النصير الذى غاب عنها وتاه فى دنياه
وضع فارس حقيبة دنيا فى غرفتها وخرج منها وأغلق الباب خلفه قائلا لوالدته فى عجلة من أمره 
لازم امشى حالا.. أتأخرت أوى على المكتب
همست له والدته بخفوت
مش تستنى مع مراتك شوية يا فارس وبعدين تنزل
ربت على كتفها برقة وقال وهو يضع الهاتف فى جيبه ويأخذ مفاتيحه 
هستنى أعمل أيه يا ماما هى خلاص بقت كويسة.. معلش عندى شغل متأخر .. مع السلامة
ترجل يحيى فى بداية المنعطف المؤدى إلى شارعهم عندما التقت عيناه بعينيى محمود الذى قاطعه منذ زواج مهرة وهو يقول 
معلش يا كابتن واحد صاحبى زعلان مني عاوز ألحقه .. يالا سلام
تابع علاء طريقة بتثاقل ووضع السيارة بجوار المنزل هبطت مهرة بسرعة دون أن تنتظره لحق بها على الدرج وأمسكها من ذراعها وجذبها إليه بحدة وهو يقول 
كمان مش معبرانى .. ده بدل ما تعتذري لى يا هانم
ألتفتت إليه وقد أغرورقت عيناها بالدموع وقالت 
لو سمحت سيب أيدى .. مش كفاية الكلام الچارح اللى عمال تقوله طول الطريق .. جاى تكمل هنا كمان
حاولت أن تتملص منه ولكنه جذبها مرة أخرى وقال بعصبية 
مهرة .. أنت متعرفنيش كويس .. أنا عصبى متخلنيش أمد أيدى عليكى ..أعتذرى حالا
بدأت تبكى بصوت مرتفع وهى تحاول التملص منه عندها سمعت وقع أقدام تهبط الدرج على عجل وما أن اقتربت حتى زادت من سرعتها على صوت بكائها وأخيرا ظهر فارس وهو ينزل سريعا ينقل بصره بينهما و قال وهو ينظر إليها وإلى دموعها التى انسابت على خديها وقال بلوعة 
مالك بتعيطى ليه
قبض علاء على يدها أكثر حتى تألمت ثم قال 
وأنت مالك انت خاليك فى حالك ..
لم يكد علاء أن يتم عبارته حتى وجد فارس قد قبض پعنف على يده الممسكة بذراعها وضغط رسغه بقوة تألم لها علاء واضطر أن يترك ذراع مهرة التى بمجرد أن تحررت من يد علاء حتى صعدت أربع درجات ووقفت خلف فارس تحتمى به نظر له علاء پغضب وصاح هائجا
وانت مالك .. دى مراتى
ألتفت فارس إليها فوجدها تنظر إليهما وتمسح دموعها بكلتا يديها وقد أطلت

من عينيها نظرت استغاثة ملهوفة مخلوطة بالألم ..ألتفت إليه وقال محذرا والشرر يتطاير من عينيه 
هى الرجولة انك تفرد عضلاتك على بنت وتقول مراتى.. أنت كده مفكر نفسك راجل
حاول علاء أن يتخطاه إليها ولكن فارس وضع يده على سور السلم ففصل بينهما بجسده فقال علاء غاضبا
بقولك وأنت مالك .. مين انت علشان تدخل ..أضربها ولاحتى اكسر دماغها مدام عاوزه تتربى
لم يكد أن يتم كلمته حتى وجد لكمة شديدة توجهت إلى أنفه ارتد على آثارها إلى الخلف ولكن لحسن قدره أن يحيى كان فى طريقه إلى الصعود فارتطم بجسده مما منعه من السقوط وربما ما هو أكثر من ذلك
بكت مهرة بشدة وصعدت تعدو إلى شقتها بينما وضع علاء يده على أنفه فوجد الډماء تسيل منها نظر إلى راحته بړعب وهو ينظر إلى الډماء التى لوثتها دفعهما فارس معا وغادر البناية على الفور وهو فى قمة غضبه.
أخذه يحيى وصعد به إلى شقتهم جلس والد مهرة بجوار علاء يعطيه بعض المناديل الورقية ليمسح دمائه التى لوثت وجهه بينما كان يحيى وأمه يؤنبانها فى الداخل وهى ملقاة على الفراش وتبكى بحرارة ولم يكتفوا بذلك وأنما أجبروها هم ووالدها على الخرج والاعتذار منه وعادت لغرفتها مکسورة مهزومة ورغم أحساسها بالدونية والضياع والمهانة إلا أنها شعرت أنها لم تفقد المظلة التى كانت وظلت وستظل تحميها من عوادى الدنيا وزخات السحب .
ألتفت بلال إلى فارس ورفع حاجبيه بتعجب شديد وقال متعجبا 
ضړبته !!!
أشاح فارس بوجهه وضړب بيده على قدمه وقال وهو غاضب 
تصدق بالله انا لو مكنتش مسكت أعصابى مكنش هيبقى ضړب بس أنا كان ممكن اقتله
أستند بلال بمرفقيه إلى مكتبه فى المركز ونظر إليه متفحصا وقال بهدوء 
أنت لو بتتخانق مع مراتك تحب حد يتدخل بينكوا بالطريقة دى
هتف فارس حانقا 
يعنى كنت اسيبه يعمل فيها كده قدامى واقول سلام عليكم وانزل عادى كده
هز بلال رأسه نفيا وقال 
لا يا سيدى محدش قالك كده.. بس برضة فى حاجة اسمها بالمعروف بالنصيحة تسمع عنهم ولا لاء
دمى غلى فى عروقى يا بلال مفكرتش ومقدرتش استحمل سفالته
شبك بلال بين أصباعه وقال بثقة 
طبعا مش هقولك أنك غلطان علشان أنت عارف انك غلطان
أومأ فارس برأسه وهو ينظر أمامه بشرود قائلا 
معاك حق انا غلطان...غلطان انى ضړبته بس كان المفروض أكسرله عضمه علشان بعد كده ايده متلمسهاش تانى
صمت بلال لبعض الوقت وهو يفكر هل من الحكمة أن يتكلم معه ويكشف له عن ما يراه ويشعربه أم يصمت مادام فارس يفسر أفعاله على أنها شهامة منه تجاهها ولو صارحه فما جدوى ذلك وهو متزوج وهى متزوجة الأمر يحتاج لتفكير أكثر من هذا قبل المصارحة
أخرجه فارس من تفكيره العميق على صوته الهادر وهو ينهض واقفا ويقول 
شوف يا بلال أنا جيتلك علشان عرفت أنه عرفها عن طريقك يعنى انت تعرفه كويس ..عاوزك تبلغه أنى لو عرفت أنه مد أيده عليها بحلو ولا بوحش هتبقى آخر مره يستعمل فيها أيده دى .. سلام
نهض بلال وحاول إيقافه ولكنه لم يفلح فى ذلك فلقد كان غاضبا جدا عاد إلى مكتبه وجلس خلفه فى وجوم وهو يشعر أن المصارحة بعد ما راه وسمعه الآن منه ستكون تبعتها أكبر من الكتمان بكثير فلابد من التمهل ...فهذه النبرة وهذا الزئير وهذه التصرفات ليست لرجل
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 66 صفحات