رواية دعاء الفصول من 25-31
وهو يقول متلهفا
مين .. مين اللى عمل كده
مطت شفتاها وهى تقول ببطء
مراته
توجه نحوها وأتكأ على المكتب بقبضتيه وهو يقول منفعلا
مرات مين
رفعت حاجبيها وقالت
مرات صاحبك المحامى ده
أتسعت عينيه وهو يردد بذهول
دنيا
رفعت كتفيها بحيرة وهى تقول
مش عارفه ..كل اللى عرفته ان مراته هى اللى بلغت عنه وحطت أساميكم معاه
أنت متأكدة من الكلام ده
مالت للأمام وقالت بثقة
طبعا يا عمرو .. المعلومة دى من فوق أوى
تركها وخرج مهرولا للخارج والڠضب يعتمل فى صدره والغريب أنه لا يدرى لماذا تفعل زوجة بزوجها هذا مهما كانت بينهما خلافات ومشاحنات كيف تستطيع أن تفعل به ذلك ما الداعى إذن.. ما الداعى..!!
هبت أم فارس واقفة وهى تهتف به مستنكرة
وضعت مهرة يدها على فمها فزعا وهى تحدق به وهو يقول
زى ما بقولك كده يا خالتى.. اللى جابلى
المعلومة هو اللى خرجنى من هناك قبلهم .. دلوقتى بقى انا عاوز اعرف ..أيه اللى يخلى زوجة تبلغ عن جوزها وعن صحابه كمان
جلست أم فارس هاوية وهى تقول بشرود
والله يابنى ما اعرف ..فارس مكنش بيحكيلى على حاجة خالص تخص حياته معاها
علشان كده مكنش باين عليها الزعل ولا الخضة ..الحقېرة ...
كتمت مهرة بكائها وهى تنظر إليهم غير مصدقة ما تسمع من هذه التى تعاشره وتتعامل معه ثم تسىء عشرتها له بهذا الشكل الفج حتى وإن ضاع الحب أين الأنسانية أين الضمير كيف تجرؤ ...شعرت أنها انفصلت عنهم وجدانيا فى دوامة أخرى لا تسمع ولا ترى سوى انفعالتهم أمامها وكأنهم فى غرفة عازلة للصوت ... ظلت هكذا وأخيرا استطاعت أن تسمع هتاف عمرو وهو يقول
لم تشعر بنفسها إلا وهى تهتف برجاء قائلة
لا لاء حرام عليك .. مش كفاية عليه عڈاب السچن كمان يعرف كده وهو مش عارف يتحرك ولا يعمل حاجة ولا قادر يعرف هى عملت كده ليه.. أنت كده هتزود عڈابه
نظرت لها عزة نظرة متفحصة بينما قالت أم فارس
هدأ عمرو قليلا وجلس بجوار عزة قائلا
محدش يجيبلها سيرة اننا عرفنا حاجة.. ولو اتصلت كلموها عادى ... وانا هروح للدكتور حمدى وهو ان شاء الله هيقدر يخالينا نشوفهم ونطمن عليهم
قالت أم فارس بلوعة
نظر عمرو أمامه باشمئزاز وهو يقول
مش لازم نصدقها فى أى كلمة قالتها ..أنا هدور عليه بنفسى لحد ما الاقيه وبعدين هو يبقى اخو صاحبة الشركة اللى انا شغال فيها يعنى سهل أوصله .
عاوزه أيه يا نورا.. أنا مش فايقة
قالت دنيا عبارتها تلك وهى تستند إلى ظهر مقعدها فى تأفف شديد بينما نظرت لها نورا باستنكار وهى تقول
أنت بتكلمينى كده ليه يا دنيا.. هو انا جاية اشحت منك .. وبعدين متنسيش انى مديرة المكتب يعنى أسلوبك لازم يكون أحسن من كده معايا
ضړبت دنيا سطح المكتب بعصبية وقالت
مديرة على نفسك ..أنا يا ماما ابقى مرات فارس ودراعه اليمين هنا فى غيابه.. عارفة كده ولا لاء
عقد نورا ذراعيها بتحدى قائلة
الدكتور فارس مدانيش تعليمات بكده ولو حضرتك عاوزه تقعدى فى المكتب ده مكانه يبقى لازم هو اللى يقولى كده فى الأول
زفرت دنيا بقوة وقالت بتعالى
قولتلك مسافر مسافر ..أنت مبتفهميش
خرجت نورا مباشرة و صفقت الباب خلفها بقوة ودخلت مكتبها ..جلست خلفه بانفعال وهى ټضرب بأناملها بسرعة وتوتر وهى تمتم
أنا مش مستريحة أبدا للموضوع ده ..لازم الدكتور حمدى ياخد خبر
بعد خروج نورا مباشرة من حجرة فارس التى احتلتها دنيا زفرت بضيق وڠضب ولملمت أوراقها الخاصة لتنصرف ولكن رنين هاتفها استوقفها وجعلها تنظر إلى الرقم الغير مسجل لديها بتفكير ولكنها قررت أن تجيب المتصل وقالت
مين
أجابها المتصل ببرود
أنا حسن يا أستاذة دنيا
عقدت ما بين حاجبيها وهى تقول
حسن مين
أجابها بنفس البرود
حسن اللى كنت شغال فى مكتب الدكتور حمدى معاكوا وبعدين روحت اشتغلت مع الأستاذ باسم
أومأت برأسها وقد تذكرته وقالت
خير يا حسن فى حاجة
عاوز سلفية صغيرة منك ..حوإلى نص مليون جنية بس
أتسعت عينيها وهتفت ساخرة
أنت بتكلمنى علشان تهزر معايا ولا أيه
أنا مبهزرش معاكى .. أنا بتكلم جد ودخلت فى الموضوع دوغرى
عقد حاجبيها بشدة وقد شعرت بالخۏف وقالت
أتكلم على طول
زى ما قلتلك كده نص مليون
قالت بجمود
مقابل أيه
مقابل اللى سمعته بيحصل بينك وبين الأستاذ باسم يوم ما جيتيله المكتب بالليل لوحدك وخرجتى متبهدلة من عنده .. ومقابل انك اتفقتى معاه انك تودى جوزك فى داهية علشان تقسموا انتوا الاتعاب سوا وتهبروا الملايين لوحدكوا.. ها كدة كفاية
أتسعت عيناها وصاحت پغضب وسبته بشدة رافضة ابتزازة لها ثم قالت
وشوف بقى هيحصلك أيه من باسم لما يعرف انك كنت بتجسس عليه
ضحك حسن متهكما وهو يقول
بمنتهى البساطة لو قولتى لباسم هفضح حكاية التزوير اللى عملتوها فى القضية
صاحت متهكمة
شوف يا بابا ..أنا مش هجيب سيرة لباسم علشان بس انا مبحبش أذى حد .. لكن تنسى حكاية الفلوس دى خالص واللى انت بتهددنى بيه مرمى فى المعټقل ولو ضايقتنى تانى هتحصله .
قالت كلمتها وأغلقت الهاتف بشدة وعڼف نظر حسن إلى الهاتف وقال پغضب
ماشى يا أستاذة .. لما نشوف
ضحك باسم ضحكات رنانة فى ذلك المكان العام المطل على كورنيش النيل ثم قال
بقى فى حد فى الدنيا يقعد يتكلم فى قضية على البحر كده .. معقول لسه بتخافى مني ده انت قلبك اسود أوى يا شيخة
مالت للأمام وقالت بإنفعال
وطى صوتك شوية .. الناس بتبص علينا
هدأت ضحكاته أخيرا وتحولت ملامحه للجدية مباشرة ثم قال
خلاص خالينا فى المهم ... الجلسة اللى فاتت كانت جلسة أجراءات شكلية بس .. زى ما انت شوفتى كده مجرد تسجيل أوراق وحضور المتهم وكلام من ده .. الجلسة بتاعة بكره هى اللى لازم تبدعى فيها .. لازم تترافعى وانت واثقة من نفسك وعارفة بتقولى أيه
أومأت برأسها بأنصياع وهى تقول
هاخد المذكرة اللى كتبتهالى دى احفظها صم من النهاردة لبكره
أخذ رشفة من القهوة التى وضعت أمامه وقال
برافوا عليكى ..عاوزك تصميها صم
نهض الدكتور حمدى من مقعده وهو يتناول مفاتيح سيارته ويقول ل عمرو مسرعا
تعالى معايا يا بشمهندس
توجها إلى المكتب مباشرة بعد أن علم من عمرو ماذا حدث لفارس وماذا فعلت دنيا والبلاغ الذى قدمته ضده وأكدت له أخته إلهام ماحدث وما عرفته من معلومات .. تفاجأ جميع المحامين بدخول الدكتور حمدى بصحبة عمرو ..أبتسم البعض وڠضب الآخر وهم ينظرون إليه وهو متجه لمكتبه فى عجلة من أمره ..فتحه بقوة متوقعا وجودها ولكنه لم يجدها .. حضرت نورا فورا ونقلت بصرها بينهما بقلق بينما قال الدكتور حمدى پغضب
ليه يا نورا مكلمتنيش لما فارس اختفى فجأة كده
حدقت به بقلق وهى تقول
أختفى ازاى يا دكتور ..دى مراته قالتلى انه مسافر
قال عمرو بحنق
مسافر !.. اه يا بنت ال .. ولا بلاش ابوها كان راجل غلبان
هز الدكتور حمدى رأسه بقوة غير مصدق ما حدث فى غيابه وقال لها
لا يا نورا فارس مش مسافر ..فارس فى المعټقل ومراته هى اللى بلغت عنه وقدمت شكوى بالكذب ضده
عقد حاجبيه پغضب ثم قال لها محذرا
البت دى لو دخلت المكتب تانى تطردوها فورا فاهمانى ولا لاء
أومأت برأسها موافقة وقد لمعت الدموع فى
عينيها وقالت
طب ليه تعمل فى جوزها كده
نظر عمرو للدكتور حمدى وقال
طب وموضوع فارس والدكتور بلال هنعمل فيه أيه
شبك الدكتور حمدى يديه وهو يستند إلى المكتب قائلا
الأول نعمل تصريح لوالدته تطمن عليه وتشوفه وبعدين نشوف هنعمل ايه علشان نطلعه منها هو وصاحبه
بكت مهرة بقوة وانسابت الدموع فى عينيها وهى بين ذراعى أم فارس التى قالت
خلاص بقى هدى نفسك شوية ..والله يا بنتى كان على عينى.. كان نفسى تيجى معايا بس عمرو بيقول مينفعش غير للقرايب بس
أنسابت دموعها أكثر وهى تقول
كان نفسى ا
ثوانى هجيب حاجة واطلع على طول
دخلت مهرة غرفته و فتحت مكتبه وأحضرت أحد الصور لهما معا وهى طفلة صغيرة وأخذت قلما وضعتهما فى حقيبتها وخرجت على الفور هاتفه
أنا جاهزة يالا بينا
نزلت خلفهم تهبط الدرج بسرعة ...أتصطدم عمرو بعلاء الذى كان صاعدا إليها .. وقال
معلش يا كابتن مخدتش بالى أصلى مستعجل
نظر له علاء بريبة وقال
هو مش أنت كان مقبوض عليك برضة.. طلعت أمتى
تغيرت ملامح عمرو وقال بلهجة عدوانية
متكلم كويس يا أخى .. قول حتى حمدلله على السلامة
نظر له علاء نظرة متعالية ثم نظر لمهرة قائلا
خارجة كده على فين
نظر له عمرو پغضب ثم نظر إلى مهرة قائلا
خلاص يا مهرة خاليكى انت
هتفت مهرة وهى تستوقف أم فارس وتمسك بذراعها قائلة
لاء .. أنا جاية معاكوا
أشار لها علاء بالصعود قائلا
تروحى معاهم فين ..أتفضلى على فوق
تدخلت أم فارس قائلة له برجاء
معلش يابنى علشان خاطرى سيبها تيجى معانا دلوقتى وابقوا أتكلموا بعدين ..
هبطت مهرة درجة من السلم فتقدم نحوها يحذرها قائلا
بتكسرى كلامى يا مهرة ..أنا اقولك اطلعى وانت تنزلى معاهم عادى كده
نظرت له بتحدى فنظر لها نظرة ڼارية وقال
لو كسرتى كلامى ونزلتى معاهم وسبتينى هطلقك ومش هسأل فيكى تانى فاهمانى
تدخلت أم فارس وقالت لها
خلاص يابنتى اطلعى مفيش داعى للمشاكل
هزت مهرة رأسها پعنف ونظرت له بتحدى أكبر وهبطت درجات السلم بثقة وهى تقول لأم فارس
يالا بينا يا ماما هنتأخر
مرت بجواره وهو مصډوم من رد فعلها كان متوقع أن تهديده سيأتى ثماره معها وسترجع معه رغما عنها شعر بالڠضب الشديد واستدار إليها وهى تهبط درجات السلم أمام نظرات عمرو وأم فارس المصډومة فناداها پغضب شديد ..ألتفتت إليه ببرود فقال بجمود
أنت طالق
أبتسمت وكأنها لم تسمع شيئا نظرت لعمرو وأم فارس قائلة
يالا يا جماعة هنتأخر
تحركت السيارة نحو سجن طرة ... جلست مهرة فى السيارة فى الخلف بجوار أم فارس وأم بلال بينما كان عمرو فى المقدمة بجوار الدكتور حمدى الذى كان يجلس خلف عجلة القيادة وهو عاقد جبينه فى تركيز محاولا التفكير فى مخرج ما لتلميذه النجيب الذى طالما اعتبر نفسه أباه وأستاذه وموجهه .
ساد الصمت على الجميع داخل السيارة .. حتى قال الدكتور حمدى
خلاص يا جماعة كلها ربع ساعة ونوصل
قال كلمته ونظر لعمرو الذى كان ينظر إلى الطريق قلقا لا يعرف لماذا راوده هذا الشعور كلما اقتربت المسافة كلما اضطربت نبضات قلبه وكأنه يقترب من المۏت كلما اقتربت المسافة كلما رأى وسمع ما حدث داخل السجون ورآه بعينيه وسمعه بأذنه ونجاه الله تعإلى منه بقدرته ... بينما فى