السبت 23 نوفمبر 2024

رواية دعاء الفصول الاخيرة

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز


حتى أذنيه
وحشتينى
حدقت به فى ذهول غير مدركة لما حدث فجأة ..فاقترب منها وطبع قبلة على جبينها قائلا 
لسه مفوقتيش من المفاجأة
زاغت نظراتها وهى تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة وهى تراه ينزع الدبوس المثبت للخمار ونزعه عنها برفق وهو يبتسم لها بشوق وقال 
بقولك وحشتينى
وأخيرا تكلمت بصوت مبحوح وقالت 
أنت عرفت منين أنى نازلة دلوقتى لوحدى
أخذ شهيقا قويا وهو يحاول أن يبدو هادئا وقال 
أصل شقة مرات ابوكى متسرقتش ولا حاجة .. دى لعبة اخترعتها انا ويحيى علشان هى تتلبخ وتنزل وتسيبك واعرف اشوفك .. بس بصراحة مكنتش اعرف انك هتنزلى وراها ..أنا افتكرت انها هتنزل وتسيبك لوحدك بس اتفاجأت بيكى نازلة وراها فقلت اخطفك

حاولت أن تنظر للداخل ولكن كتفيه منعاها وعيناها لا تصل لما بعدهما فقال سريعا 
ماما مش هنا ..عند والدة عزة بتزورها
ثم قال بعتاب خاڤت وهو يرفع رأسها إليه بأنامله 
طب مفيش وانت كمان وحشتنى
مسحت وجهها براحتها بالكاد فهو لايعطيها مساحة للحركة كافية وقالت بخجل 
وحشتنى
ضمھا إلى صدره وهو يغمض عينيه بقوة مبتسما بحب وقال 
أنا خلاص مش هسيبك تانى .. أنت هتفضلى معايا هنا
أبتعدت برفق ونظرت إليه بحيرة ودهشة قالت 
يعنى أيه هفضل هنا
مسح على وجنتها ثم خلل أصابعه بين خصلات شعرها يداعبه وهو يقول 
يعنى انت مراتى ومش هسمح لحد انه يفرق بينا.. ومش هسيب ابوكى يبعدك عنى تانى ومش هتخرجى من بيتى بعد كده
بللت شفاهها بلسانها بتوتر غير مستوعبة لما يقول وقالت بتلعثم 
أزاى يعنى مينفعش يا فارس نقعد مع بعض واحنا مكتوب كتابنا بس .. طب هنقول للناس ايه ..
هزت رأسها لعلها تستفيق من وقع كلماته وهى تردد 
مش فاهمة حاجة
أمسكها من كتفيها ونظر إلى عينيها بقوة وقال بحسم 
خلاص احنا مش هنفضل مكتوب كتابنا طول عمرنا .. أنت هتعيشى هنا معايا وهنعلن كده قدام كل الناس .. أنت كده كده مراتى وابوكى عاوز يبعدك عنى وبيضغط عليكى علشان تطلبى الطلاق.. وانا مش هاسمحله.. لازم احطه قدام الأمر الواقع ..
نظر إلى عينيها بقوة أكبر وقال بهدوء 
انا هدخل بيكى يا مهرة .. وهنا.. زينا زى أى اتنين متجوزين .. ويبقى ابوكى بقى يورينى هياخدك مني ازاى تانى
شعرت أنها تختنق واحمر وجهها من فرط حرارة جسدها المتصاعدة وقالت باضطراب 
أنت اټجننت يا فارس بتقول أيه ..سيبنى امشى
أحكم يديه حولها وهو ينظر إليها بتصميم قائلا 
أيوا اټجننت .. ولو مش بمزاجك هيبقى ڠصب عنك ..أنت مراتى فاهمة يعنى أيه مراتى
حاولت أن تتحرر من يده وهى تقول پخوف
سيبنى يا فارس بقولك سيبنى
حملها رغما عنها ليبعدها عن باب الشقة وأدخلها غرفته وهى تهتف به 
لا يا فارس لاا
أغلق باب غرفته وهو يتوقع أن تصرخ أو تحاول الهرب أو تستغيث أو حتى تستسلم ولكنها لم تفعل ذلك نظرت إليه بهدوء وهو يغلق باب الغرفة وبمجرد أن عاد إليها عازما على فعل ما قرره ..أقتربت هى منه بسرعة ولفت يدها حول خصره ودفنت وجهها فى صدره وهى تبكى قائلة 
أحمينى منك يا فارس.. أحمينى منك
بدء صدره يعلو ويهبط بقوة ويديه متجمدة بجواره وهو ينظر إليها وهى فى هذا الوضع وتقول پبكاء ولوعة 
فاكر لما قلتلى لو أى حد فى الدنيا ضايقك ولا قرب منك تعالى قوليلى وانا هاحميكى ..فاكر لما كنت بتقولى أوعى تخافى من حد وانا موجود ..أنا ضهرك وانا حماكى .. فاكر لما قلتلى بعد كتب الكتاب حتى لو انا زعلتك يا مهرة تعالى اشتكيلى مني وانا هخدلك حقك مني ..أنا دلوقتى عاوزاك تحمينى منك يا فارس.. وانت عمرك ما خلفت وعدك معايا ..أحمينى منك يا فارس ..أحمينى منك
أغمض عينيه بقوة وهو يشعر أن كلماتها خناجر موجهة إلى قلبه بقوة وحسم لم تخطأ هدفها أبدا أصابته فى مقټل تعرفه جيدا وتعرف نبله وشهامته وقيامه تجاهها بدور الأب والأخ قبل أن يكون الزوج والحبيب هو من رباها وكان يحملها فوق كتفه ولم يجرو أحدا على مسها خوفا منه فكيف الآن هو من ېؤذيها كيف تلتجأ إليه ويخذلها .
ظلت ټدفن رأسها بقوة فى صدره وكأنها تريد أن تختلط بعظامه وتتسلل داخل قلبه ليحيطها ويضمها ويشعرها بالأمان ... وأخيرا وبعد طول انتظار منها وجدته يلف يديه حول رأسها ويضمها أكثر فى صدره ويمسح على شعرها ويقبله قائلا بحنان 
مټخافيش .. مټخافيش
أغمضت عينيها وانسابت عبراتها لټغرق قميصه وتبلل صدره ..شعر بسخونة تلك العبرات فعض شفتيه پألم وقال 
أنا مش ممكن أذيكى وانت عارفة كده كويس
ثم رفع وجهها بأنامله ونظر إلى عينيها وهو يقول بابتسامة حزينة
أهو ده عيب اللى يتجوز واحدة فاهماه كويس
خالطت الدموع ابتسامتها وهى تنظر إليه بلهفة فمد يده ومسح عنها العبرات قائلا
كفاية بقى عياط.. مش عارف اشوف عنيكى من كتر الدموع
أومأت برأسها وهى تبتسم وتمسح عبراتها براحتيها وهى تقول بحب 
خلاص مش هعيط تانى
طبع قبلة على جبينها وقال بهدوء 
أنت بتعملى فيا كده ازاى .. أنا بحس انى ببقى واحد تانى خالص وانا معاكى
وضعت يديها على صدره وقالت بصوت مرتجف من فرط التاثر 
أنا بحبك يا فارس وعمرى ما هطلب منك الطلاق أبدا إلا اذا حسيت ان انت اللى مش عاوزنى.. أصبر بس شوية مش عاوزينه يعند معانا .. نفسى العلاقة بينكوا تبقى كويسة زى الأول .. وانا أوعدك أنى هصبر على أى حاجة تحصلى فى سبيل اننا نبقى مع بعض فى الآخر وأهالينا راضيين عننا مش ڠصب عنهم .
أمسك وجهها بيديه ونظر فى عينيها بقوة وهو يقول بحب 
أنت بتجيبى الكلام الكبير ده منين
أشارت بأصبعها إلى صدره وهى تقول 
منك انت .. ولا ناسى انى كنت ماشية وراك ولازقة فيك بسمع كل الكلام اللى بتقوله وبخزنه فى مخى ومش بقدر انسى منه ولا حرف
أبتسم وقال مداعبا 
طب ما تجيبى أطه كده على الماشى
ضحكت وهى تبتعد عنه وقالت 
لا يا سيدى أحسن بعدين تتهور ولا حاجة
أرتدت خمارها ثانية واتجهت باتجاه باب الشقة فلحق بها ووضع يده على الباب قائلا
طب يعنى هشوفك ازاى تانى
زاغت نظراتها يمينا ويسارا وهى تفكر ثم قالت 
قولى معاد رجوعك بالليل أمتى بالظبط .. وانا هبصلك من الشباك واهى تصبيرة كده لحد ما ربنا يفرجها
ضمھا إليه مرة أخرى مودعا وهو يقول 
ربنا يجمعنى بيكى يا حبيبتى فى أقرب وقت
لمعت الدموع فى عينيها
وهى تودعه وتذهب وتغلق باب شقته خلفها برفق ..ظلت عينيه متعلقة بباب الشقة وهو يشعر بوهن شديد فى جسده وكانه قد تسلق جبلا دفعة واحدة دون توقف .. هوى إلى أقرب مقعد بجوار الباب وأغمض عينيه وهو يدعو الله أن يقرب بينهما ويجمعه بها فى القريب العاجل
فى اليوم التإلى مباشرة كان بلال يجلس فى بيت فارس ويقول بعتاب موجها حديثه إلى فارس 
مقولتليش ليه يا فارس على اللى حصل ده كله.. هو انا مش صاحبك ولا أيه
تنهد فارس بعمق وقال بحزن 
مرضتش اضايقك يا بلال ..وبعدين انا عارف انك مش فاضى
شد بلال على يد فارس وهو يقول بلوم 
كده برضه ده انا افضيلك نفسى مخصوص يا اخى ده أحنا اخوه فى الله مش مصاحبين بعض لدنيا ولا لمصلحه
قاطعته والدة فارس وقالت 
ربنا يكرمك يابنى بس ابوها مش عاوز يسمع لحد خالص ومش مدى فرصه لحد انه يتكلم ولا يشرح حاجة
أردف فارس قائلا
وبعدين انا قلت اسببه لما يهدى من ناحيتى يمكن يرضى يسمعنى واقدر اشرحله
وضع بلال يده على كتف فارس وقال بثقة 
سيب الموضوع ده عليا أنا ربنا يقدرنى وأقدر أحله
نظر له فارس بلهفة فقال 
توكل على الله يا فارس وأدعى وإن شاء الله ربنا هيلين قلبه من ناحيتك وانا هحاول معاه على قد ما اقدر ... يالا هات رقمه
نظر فارس إلى والدته وقال بحرج
معلش يا ماما ممكن تعمللنا دور شاى تانى
شعرت والدته أنه يريد ان يتحدث مع بلال على انفراد فنهضت على الفور وهى تقول مبتسمة 
حاضر من عنيا
توجهت والدته إلى المطبخ وتركتهما وحدهما فألتفت فارس إلى بلال واقترب منه وقال هامسا 
بلال انا عاوز اسألك فى حاجة مش متأكد منها كده
اشار له بلال بأن يتحدث فقال 
هو انا لو دخلت بيها من غير اذن ابوها ينفع 
أطرق بلال مبتسما ثم رفع رأسه ونظر إلى فارس قائلا 
لاء طبعا مينفعش
عقد فارس حاجبيه وقال حانقا 
ليه يا بلال دى مراتى أومال عقد الجواز اللى بينا ده ايه
رفع بلال حاجبيه وقال 
على اساس انك مدرستهاش فى الكليه مثلا
زفر فارس بضيق قائلا
نسيتها يا عم .. هو انا فى أيه ولا فى أيه
ابتسم بلال وهو ينظر إليه وشد على يده قائلا 
أنت عقدت عليها والاشهار كان للعقد بس يعنى هى لسه فى بيت ابوها حقوقها وواجباتها دلوقتى غير المدخول بيها وانت كده هتلغبط الدنيا فى بعض .. ده غير أن ده مش هيحل حاجة غير أنك هتزود عناد ابوها
هتف فارس حانقا 
أنت هتعملى زيها وتقولى ده مش هيحل حاجة وكده ابويا هيعند أكتر .. وبعدين ده لو حصل مش هوديها عند ابوها تانى وهتقعد معايا هنا ويبقى ده اعلان الدخول اللى بتقول عليه
عقد بلال حاجبيه وقال باستنكار 
هى كمان قالتلك كده .. معناه ايه الكلام ده هو أنت حاولت يا فارس
أشاح بوجهه قائلا
أعمل ايه.. هتجنن عقلى طار مني مش لاقى حل
لانت ملامح بلال وهو يربت على كتفه قائلا
ياسيدى قلتلك سيبها على الله وبعدين مش قادر تصبر شويه يعنى خلاص .. ما أنت كده ولا كده مكنتش هتدخل دلوقتى وكنت هتستنى سنة كمان
مسح فارس على شعره وهو يقول بحنق 
معرفش بقى يا بلال انا كنت بدور على أى حل وخلاص.. الموضوع بالنسبالى مش زى ما انت فاكر .. أنا كنت هعمل كده علشان أحط ابوها قدام الأمر الواقع ويبطل يقولى طلقها وكل اللى كنت عاوزه انى أجيبها تعيش هنا وابقى مطمن عليها بدل ماهى قاعدة لوحدها مع مرات ابوها الله أعلم بتعاملها ازاى .
أخرج بلال هاتفه وقال على الفور 
طب هات رقم أبوها
لقوهم مقتولين فى شقة باسم ... أظاهر ان علاقتهم ببعض قديمة ومن زمان أوى
حدق فارس وعمرو فى الضابط وهو يتحدث إليهم من خلف مكتبه وهتف فارس
على الفور 
أمتى حصل الكلام ده
مطت الضابط شفتيه وقال 
الشغالة معاها مفتاح وكانت بتروح كل يوم الصبح بدرى تنضف الشقة ..واضح انهم كانوا بيسهروا كل ليلة .. دخلت النهاردة الصبح لقيتهم مرمين على الأرض ومقتولين .. صړخت طبعا والعمارة كلها اتلمت واتصلوا بالبوليس
نظر عمرو إلى فارس پخوف وقال 
يعنى ايه الكلام ده طب مين اللى عمل كده
قال الضابط بتركيز 
البحث الجنائى شغال بس لحد دلوقتى ملقيوش حاجة بصماتهم وبصمات الشغالة بس .. واضح كمان من المعاينة ان الباب متكسرش يعنى القاټل عارفهم وعارف طريقهم ومعاه مفتاح أو
 

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات