رواية غلطة وندم الفصل الثاني
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
غلطه_وندم
الفصل_الثاني
مروة_محمد
بعد مرور أسبوعين منذ ذلك اليوم العصيب الذي مرت به غاده منذ مكالمه والداتها لوالدها وحضوره وذهابها الي حوريه وشهاب وخروجها تعيسه الحظ بسبب قله ذوق واستفزاز ثراء لها...انقطعت عن الذهاب الي الجامعه... حتي لا تتواجه مع ثراء...وحتي لا تري شهاب وتتعلق به أكثر..حاولت حوريه اقناعها مرارا وتكرارا أن تأتي الي منزلهم...ولكنها رفضت رفضا قطعيا...خاصه بعد أن أخبرتها حوريه ان والداتها كانت في صف ثراء...ولقله حيله حوريه معها اضطرت للذهاب اليها يوميا لاعطائها المحاضرات والمذاكرة معها..ذات يوم من هذه الايام تأخرت حوريه كثيرا عن موعد رجوعها...ولنقل أنها قصدت ذلك عن عمد...قلق عليها شهاب خاصه عندما وجد هاتفها مغلق...ولأنه كانيوصلها دائما الي منزل غاده......عزم أمره ان يذهب ليحضرها..صعد درجات السلم المؤدي الي شقتهم...ورغم درجاته العاليه الا أنه شعر بالكثير من الراحه...لا يعلم من حيث أتت تلك الراحه...قام بدق الجرس...وجده لا يدق...فعلم انه معطل...فاضطر ان يطرق علي الباب طرقات خفيفه...لم يسمعها غير زهيرة...فتحت له الباب مبتسمه ترحب بها ترحبيا بسيطا قائله
هز شهاب رأسه مبتسما ودلف وجلس علي الكرسي البسيط قائلا
أنا أسف اني جيت في وقت مش مناسب...بس أصل حوريه اتاخرت أوى...وأنا بصراحه قلقت خصوصا لما لقيت موبايلها مقفول...فقلت أجي أروحها بنفسي.
ابتسمت زهيرة قائله
ربنا يحفظكم انتم الاتنين لبعض...مفيش أحلي من الأخ اللي ېخاف ويحافظ علي أخته...ده حاجه تخليها مرتاحه طول عمرها...وبصراحه حوريه بنت مؤدبه وتستاهل كل خير.
ليضحك شهاب بخفوت قائلا
لتنتفض زهيرة قائله
..نسيت يا شهاب صحيح...دي فعلا قالت ليا انك بتاكل من ايدها...وفاتك جاي دلوقتي تاخدها علشان تلحق تجهزلك الغدا ...ياريت تاكلوا عندنا النهارده.
ليهز شهاب رأسه بحرج قائلا
لا والله ما أقصد...انا أكلت في الشغل...أنا فعلا قلقت عليها...وجيت علشان كده...متحرجنيش حضرتك...ومتتعبيش نفسك...خيرك سابق.
لتندهش زهيرة قائله
خيرى سابق ايه يا ابني...ده انت حتي أول مرة تزورنا...وبعدين ما غاده علي طول بتجيلكم تاكل وتشرب عندكم...وبترجع شبعانه....
بترجع شبعانه....واحنا كمان بنشبع من أكلها ونفسها الجميل في الاكل...اللي ورثاه أكيد من حضرتك...ربنا يباركلك فيها وتفرحي بيها.
كادت ان ترد عليه ولكن ارتفع رنين هاتفه يعلن ان خاله يريده ...رد عليه وانتفض من صوته صارخا پغضب
طبعا حضرتك خارج كالعاده مع بنتي ثراء...وسايب الشغل يضرب يقلب...بقولك ايه...أنا استحملتك كتير...مش معني انك ابن أختي هتغاضي عن تقصيرك.
ليندهش شهاب من اتهامه بالخروج مع ثراء ويرد قائلا
ثراء مش معايا يا خالي...مين اللي قالك انها معايا...أكيد ماما صح...لا معلش بلغ أمي اني في بيت صاحبه حوريه... علشان اتاخرت..وبالنسبه للشغل ان خلصت كل شغلي..وتقدر تراجعه كل بكره ان شاء الله.
لا بجد...يعني ثراء مش معاك...ااااه يبقي أكيد مع شريف ابن خالتها...أومال أمك بتقول كده ليه...بدارى عليها مثلا...معلش يا حبيبي متزعلش مني حقك عليا.
ليتزايد ڠضب شهاب عندما علم بخروج ثراء مع شريف رغم تحذيراته المستميته لها فرد پغضب قائلا
هو ده اللي كان مزعلك يا خالي...ان ثراء تكون معايا...مش زعلان انها مع شريف...والله أعلم هما فين دلوقتي...وطبعا حضرتك مش قلقان.
ليرد عليه ذكي بلا مبالاه قائلا
متحطش في بالك انت...ده ابن خالتها...وهيحافظ عليها زى أخته...ومتنساش اننا بنسايسه علشان...مياخدش الاملاك كلها...والبت تطلع من المولد بلا حمص....اقفل انت دلوقتي وخليك في أختك وانا هخليني في بنتي
ثم أغلق الهاتف في وجه شهاب ليغمض شهاب عينيه من الڠضب حتي انتبه علي صوت زهيرة الحنون ليتذكر ان الحديث كان أمامها ويشعر بالحرج خاصه عندما قالت
ايه يا بني...هو خالك زعلان علشان حوريه عندنا...عنده حق...معلش يا ابني...أنا مش عارفه غاده...مالها بقالها أسبوعين من ساعه ما كلمت أبوها في التليفون علشان يجيلنا وياريته ما جه وهي رافضه تروح في أي حته.
اقتضب وجه شهاب خاصه عندما تذكر ان كل شئ حدث بسبب ثراء فتنحنح قائلا
ليه هو والدها مش بيجي يزوركم ديما...أقصد يعني أنا عارف من حوريه انه مطلق حضرتك...بس يعني أكيد بيجي يشوف غاده باستمرار...بس ليه غاده ديما بتعاني من الوحده.
جلست زهيرة ترتاح من التعب قائله
ربنا يسامحه بقا...رافض يجي يزورنا...ولاحتي ياخدها يوم عنده يعيشها في العز بتاعه...ولا يعرفها علي اخواتها...وأخر مرة جيت أتكلم معاه...ملقيتش غير الاهانه.
في غرفه بعيده عنهم تمطعت غاده وقررت النهوض لاحضار الطعام لها ولحوريه كانت ترتدي كنزة بنفسجيه اللون بأكمام طويله ومن تحتها تنورة سوداء قصيرة فوق الركبه تبرز جمال ساقيها الممشوقه وكانت تعصق شعرها علي شكل كحكه معقوده بقلم كانت تكتب به ...خرجت وهي تتائب غافله عن شهاب الموجود حيث كانت تفرك عينيها قائله
يا مااااما...أنا جعت أنا و حوريه...ياريت تحضري لنا أكل ...لاحسن أنا خلاص جبت أخرى...والبت فرفرت مني جوه...وبينها نامت ووووووو
لتزيح يدها من علي عينيها وتتسمر أمامها محدقه بعينها عندما رأت شهاب أمامها يخفض رأسه أرضا يكتم ضحكاته لينتبه علي ساقيها ويغض بصره أكثر.
نهضت زهيرة وهي تضحك قائلا
طب همتك معايا يا غدغوده...النهارده أستاذ شهاب هيتغدي معانا...ولازم نضايفه...زى ما بيضايفوكي في بيتهم...ولا ايه يا غاده هانم.
لتخرج حوريه تمسك ظهرها قائله
ابت يا غاده...انتي حطيتي منوم في الشاي...نيمني وقفل الموبايل يا بت...زمان شيبو دلوقتي هيعلقني...كل ده بسببك...يعني كان لازم تحلفي انك معنتيش هتجيلنا بسبب ثراااا
فاقتضبت كلماتها عندما وجدت غاده تضع يدها علي فمها قائله بامتغاص وضيق تود أن تسحقها حتي لا يعلم أنها حزينه بسبب ثراء فردت بحنق قائله
بسسس...اسكتي...اخرصي...انكتمي...أقولهالك بأنهي لغه...انتي ايه يا شيخه...ڤضيحه...مبتستريش...أستاذ شهاب...جه يأخدك...ادخلي اغسلي دماغك المضړوبه دي وتعالي نتغدا.
لينهض شهاب مبتسما بخبث يود التحدث مع غاده قائلا
كملي يا حوريه...وقولي ان غاده معدتش بتيجي بسبب ثراء.
ثم نظر في اتجاه غاده مركزا علي عينيها قائلا بأسف
..أنسه غاده...أنا أسف بسبب اللي عملته ثراء أخر مرة...معلش هي طبعها حامي شويه.
كانت في هذه الاثناء زهيرة بالمطبخ تستمع الي حديثهم تتحسر علي رد ابنتها المتعجرف لشهاب وهي تقول
اسمعني يا أستاذ شهاب معلش...اذا كان هي طبعها حامي...أنا طبعي أحمي...وعندي كرامه...الفرق اللي بيني وبينها ان أبوها في ضهرها...لكن أنا من غير أب.
تضايق شهاب من ردها ورد عليها بقسۏة قائلا
انتي صحيح بابك موجود...ورغم قساوته معاكي...بس انتي عندك أم تتقال بالدهب حنيه الدنيا فيها...لكن ثراء من يوم ما ماټت مامتها وهي ضعيفه وبتحاول تقوى نفسها بالحركات اللي بتعملها فيها وفي غيرك.
لتحمر عين غاده من الغيظ قائله
وده حل...انت شايف ان استخفافها بغيرها...ومعايرتهم والاستقلال بيهم...ده محاوله منها لتعويض فقدان الام...بالعكس ده نقص...وهتفضل طول عمرها كده.
رد عليها شهاب باتهام واضح قائلا
زيك بالظبط...بتحاولي تعوضي النقص اللي عندك...من حرمان ابوكي ليكي...بأنك تبقي عڼيفه في ردود أفعالك...بصي لنص الكوبايه المليان مش الفاضي.
ثم استطرد قائلا
أنا عارف انه صعب عليكي تسمعي الكلام ده...بس أنا هقوله ليكي...انتي ضعيفه مش قويه...انتي لو قويه...كنتي روحتي الجامعه تاني يوم وواجهتيها.
نظرت له غاده بكبرياء اصطنعته لنفسها قائله
ايه اللي خلاك تقول اني مروحتش الجامعه علشانها...هي أساسا مش في دماغي...وبعدين