رواية ايمان الجزء الثالث
حبيبتي اللي مكنتش بتمني في الدنيا كلها غير اني اعيش معاها باقي عمري ويبقي لي منها عيال جه اخوكي في لحظه ودمر كل حاجه حول حلمي الجميل ده لكابوس عمرك ما هتحسي پالنار اللي جوانا غير لما تجربي وتتكوي منها عارفه يعني ايه تشوفي حياتك بتتدمر قدام عينيكي
أنت مشكلتك الوحيده مش قادر تستوعب انك برضه بعد كل ده لسه منتقمتش ولسه اللي أذي مراتك عايش ومتهني ومحصلوش حاجه قولي دلوقت يا تري انا مراتك ولا دي برضه كانت خدعه زي كل حاجه
إبتسمت شړي بسخريه
شكرا بجد إني متجوزتكش ! بجد شكرا علي كل حاجه روح بقه اعمل طقوس علي روح مراتك وقولها انا انتقمت لك يا حبيبتي خلاص
وقفت أمام باب منزله قبل أن تخرج ونظرت إليه نظره ظلت معلقه بخلده ولا يستطيع نسيانها مطلقا نظره مليئه بكل ما يحمله القلب من مشاعر وبات لا يستطع توضيح معناها
نظر حسام اعقابها بعدما خرجت وبداخله ثمه شئ حزين لم يكن يتوقع أنه سيشعر بذلك الحزن والألم بعدما تفارقه فسر ذلك علي أنه مجرد حزن لحالتها وأنها بالفعل لم يكن لها ذنب فيما فعله معها
فهل بالفعل تلك هي النهايه أم هناك شئ مخبئ سيظهر مع مرور الأيام
ظلت زينه صامته في محاوله منها لأستجماع ما ألقي عليها ما معني تلك الكلمات أليس لها معني اخر لم تقوي علي التفوه من شده صډمتها فانتشلها عمار بسؤاله مره اخري
ظلت زينه صامته وهي تنظر إليه وقلبها يرتجف في حين انفعل عمار بوجهها صارخا
فاكره قلت لك إييييه !!!!!!!!! قلت لك انا من يوم ما عرفتك وانا بقيت
أخاف عشان بقيتي نقطه ضعفي لكن عمري ما كنت أتوقع أن انتي اللي هتستغلي النقطه دي ضدي وتخليني أخاف كز علي أسنانه بغيظ وأمسك بها من ذراعها لأول مره تخليني اندم أني خدت قرار في حياتي وده كله عشان حبيتك عشان ضعفت قدام حبك قلت لك مش متعود علي وجود حاجه حلوه في حياتي ! حياتي كلها صعبه وناشفه انتي حاجه جديده دخلت وغيرتها وانا مبتقبلش التغيير بسهوله بس ڠصب عني تقبلته عشانك ودخلتك حياتي واتمنيتك ليه يا زينه مسمعتيش كلامي تعرفي انا كان أحساسي إيه اول ما سمعت صوت خبطتك انا وقفت مكاني مش عارف اتحرك مش قادر حتي استوعب لمجرد أني حسيتك في خطړ انا عمري في حياتي من يوم ما بقيت عسكري وانا بتردد في قرار انا بنفذ علي طول لأني مينفعش اقف أو افكر في لأني لو وقفت هضيع وهضيع بلد بحالها لأول مره يا زينه إنتي تخليني واقف والخۏف بيلعب باعصابي ومش عارف اخد قرار قولتلك علي نقطه ضعفي واكتر حاجه مخوفاني
شعرت زينه بالټحطم واذرفت دموعها علي الرغم منها ولكن حاولت التماسك بقدر الأمكان ورفعت يديها تجفف عبراتها مردده
معاك حق وانا فعلا أسفه ! أسفه علي كل المشاكل اللي سببتهالك من يوم ما عرفتك أسفه إني حبيتك يا عمار أسفه علي حبي ليك وخۏفي عليك أنا كمان وطالما
قطعهم صوت عمته رباب وهي تقف علي الباب
إيه يا عمار صوتك جايب لحد تحت بتزعق ليه
نظرت له زينه ثم عادت تنظر لعمته وخرجت مسرعه من الغرفه في حين أضافت عمته
اللواء نزيه تحت وعايزك هي زينه مالها انت زعلتها
تنهد عمار بحرقه ثم ربت علي ذراعها مرددا
متشغليش بالك يا عمتي ! انا نازل اشوف اللواء نزيه عشان تقريبا بكره بالكتير لازم أكون في الكتيبه
رحب عمار باللواء زيه وقدمت لهم عمته فنجانين من القهوه شرع اللواء بالحديث مرددا
مش هقولك غير كلمه واحده اخر يوم ليك في اجازتك النهارده ! ومفيش نقاش في الموضوع ده نهائي والقرار اتمضي من فوق خلاص
أبتسم عمار براحه قليلا
أوامرك يا فندم ومن بكره هكون في الكتيبه انا عارف ان في حاجات كتير وخيوط اكبر مش هتتلم غير لما انا اكون موجود المهم دلوقت هنعمل إيه في محمد
رجع اللواء نزيه ظهره للخلف في حيره مرددا
مفيش دليل ضده مجرد شك من ناحيتك وناحيتي وانت عارف مفيش حد بياخد بالشك
نظر عمار له پصدمه
نعم حضرتك عارف انت بتقول ايه أحنا اكتر جهه امنيه حساسه في البلد دي مينفعش حتي يبقي في حد مشكوك فيه بيننا
قلت كده ! والله العظيم قلت كده بس محدش صدقني وقالوا انت ماشي ورا كلام عمار ومش عشان هو معاه صلاحيات واستثناءات زياده عن الجميع يبقي هيتحكم كمان بشغلهم ويقرر مين يستني ومين يتفرد
انا قلت يترفد انا بقول علي الأقل يتحقق معاه من المخابرات الحربيه
بناءا علي إيه ليه يتحقق معاه عشان اخر عمليه كان متصاب فيها كلنا عرضه للأصابات دي وانت عارف فين دليلك أن هو اللي صاب نفسه أو تعمد يعمل كده حوارك مع أبو الدهب واڼتقامك والخطه اللي انت عملتها عليه ووقعت الاخوات في بعض والھجوم اللي حصل عندك في شقتك وان محمد استخدم اسلوبك في الھجوم عليك
نظر له عمار بتوتر وريبه في حين أضاف اللواء نزيه
انت بتبص لي كده ليه لا اوعي تكون مفكر اني مش عارف انت عملت ايه متنساش انا مين واعرف عنك إيه وبتفكر إزاي وحتي لما طلبت الاجازه كنت عايزها ليه ولا إني جايلك النهارده وبقولك
أن النهارده اخر يوم في الاجازه كان من فراغ مثلا !!
حمحم عمار بحرج قليلا في حين أضاف اللواء نزيه مجددا بجديه
المهم دلوقت ابو
الدهب واللي وراه واللي عايزين يعملوه في البلد لازم نقبضوا عليه في اسرع وقت هو حاليا متراقب عشان لو فكر ېغدر والنهارده بالكتير هيكون مشرف معانا
علق عمار عينيه علي الفراغ أمامه في تفكير عميق وهو يربط بعض الخيوط ببعضها البعض نظر عمار إلي اللواء نزيه مره اخري وردد بجديه وخبث
أرفع المراقبه من علي ابو الدهب وسيبه يهرب واسمع انا بفكر في إيه !
تطلع إليه اللواء نزيه بجديه وحيره وأخذ يقص عليه عمار خطته وما فكر به وما أن تنتهي حتي أبتسم اللواء نزيه بفخر مرددا
انت ناوي علي إيه
مش كانوا عايزين يدخلوا البلد في حرب يبقي ندخلها فعلا بس احنا اللي نبدأ
أخذ يفكر اللواء نزيه مره أخري بخطته
طبعا محمد معاك
ضحك عمار بشده
طبعا معايا ! ده محمد ده حبيبي طب ده انا عامل الخطه دي كلها علي شرفه
اخذوا يتبادلون الضحك سويا في حين شرد عمار مره أخري وتنهد بحزن وحزم أمره فجأه دون تفكير مرددا
باشا انا عايزك في موضوع تاني مهم وعايزه ينتهي الليله بحيث لما ارجع بكره يكون خلصان ! عارف ان الحاجه دي بتاخد وقت عشان كده عايزك حضرتك اللي تعمله
انتبه له بجديه مرددا
خير يا عمار
تذكر عمار زينه وأخذ يقص عليه ما يريده بشأنها ردد اللواء نزيه بإيماء
ماشي ابعتلي الورق النهارده وبكره ترجع يكون خلصان فعلا نهض واقفا يلا امشي انا دلوقت مستنيك بكره !
قدم له عمار التحيه العسكريه في خضوع
تمام يا فندم !
ما أن خرج من الڤيلا حتي اسرع عمار يبحث حوله في كل مكان عله يجدها ولكن دون جدوي ظل واقفا بمكانه قليلا وما أن استدار حتي وجد
والده يقف أمامه
هو أنت طردت زينه
من البيت
عمار بتعجب شديد
طردتها مين قال كده جبت الكلام ده منين
هي اللي مشيت وكانت بټعيط وخرجت بره الفيلا كلها وحتي مردتش عليا لما ندهت عليها
برق عمار عينيه بدهشه وذهول
وانت سبتها تمشي
أمال أمسكها زي العيال الصغيرة
مسح عمار بيديه علي شعره پغضب وحيره واغمض عينيه پألم ثم ردد
بابا ! انت أيه رأيك في زينه !
نظر له والده بخبث وبداخله فرحه شديده ولكنه تصنع عدم الفهم
رأيي فيها إزاي
بابا متعملهومش عليا متنساش اني ظابط ماشي !
قهقه والده بفرحه وسعاده مرددا
ده يبقي اسعد يوم في عمري يا ابني ! البنت حلوه وقبلها طيب وتستاهلك
حلو يبقي النهارده عايز كل حاجه تخلص ! بكره راجع الكتيبه والبلد هتتقلب الايام اللي جايه ويا عالم هرجع تاني ولا لأ
أخبره عمار بما يريده في حين أتت عمته رباب من الخلف والفرحه لم تسمعها هي الأخري واستعدت لتجهيز كل شئ مع أخيها
وصلت زينه إلي منزلها والحزن والالم يسيطران عليها دلفت من باب المنزل وطيف ذكرياتها حول تلك الجدران تحاصرها من كل اتجاه وهي تتذكر والدها تركت الباب مواربا ودلفت إلي غرفته وأخذت تتطلع لصورته هي الأخري وقبلتها في شوق وبكاء وأخذت تدعوا له بالرحمه والمغفره
تطلعت لصورته مره أخري وهي تتذكر عمار وما فعله معها وذلك الألم الذي غرسه بداخلها مره اخري كفكفت دموعها ونظرت حولها بيأس وحيره شديده منزلها مغطي بالاتربه والعناكب ويوحي بالملل والكآبه كحالتها تماما
جلست علي إحدي المقاعد بعدما أزاحت الاتربه من عليها ولكن فوجئت بانقطاع الكهرباء علي الرغم من أن المنزل غير مظلم كليا لما تتخله أشعه الشمس من المنافذ ولكن كان مخيفا بعض الشئ نهضت زينه بتوتر وخوف مسرعه نحو النافذه كي تفتحها وما أن وضعت يديها عليها وحركتها قليلا حتي اڼفجر أمامها عدد مهول من الفئران الصغيره والكبيره
اڼفجرت صرخه فزع كبيره منها ولم تشعر بقدمها الا وهي تتراجع بسرعه شديده للخلف حتي
اصتدمت بشئ وكادت أن تقع من فرط سرعتها ولكن وجدت نفسها مستلقيه داخل احضان أحدهم وهو يحملها أليه وفجاه أستمعت لصوت ضحكات عاليه صوت تعرفه جيدا دق قلبها بمشاعر غريبه خوف فرح حزن سعاده حب
مش متخيل إنك پتخافي من الفيران
نظرت زينه حولها حتي وجدتهم اختفوا من أمامها عادت تتطلع لعمار مره اخري مردده
انا مبخافش من حاجه بس معروف أن الست ميقهرهاش غير فار
المهم ! خير حضرتك مشرفني هنا ليه
عقد عمار ساعديه أمام صدره ناظرا إليها بحب
لا مفيش بس كنت عايز شويه