الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية يوسف الفصول الاخيرة

انت في الصفحة 19 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز


وقد استيقظ منذ بضع دقائق بعد ان غفي بين ذراعيها دون شعور ليفتح الباب فيصدم برجال الشرطة ورجل غريب ليهتف الضابط 
احنا جالنا بلاغ عن خطڤك لطفلة عندها 5 سنين !
ردد پصدمة 
خطڤ ! ومين الي بلغ !
ليتقدم الرجل الغريب بخصلاته المبعثرة وملابسة المهترئة قائلا 
انا الي بلغت ! انا ابقي جوز خالة مني ويعتبر عمها !

قطب جبينه قائلا باستغراب 
مني مين 
اجابه الرجل بغلظة 
مني بنتنا الي انت خطڤتها وانا شوفتها النهاردة مع مراتك ! واحنا الي فاكرينها ماټت !
ضربه الادراك بأن تلك أسرة صغيرة التي لم يعلم لها اهلا ليبتلع غصة بحلقه قائلا بقوة 
محصلش ! انا متبني تقي قصدي البنت بأوراق رسمية ! ده غير اني مش مچرم انا المقدم إلياس سليمان !

صدم من رفعه للسلاح بوجهه أهذا صديق عمره! أكان دائما حاقدا عليه! ولم ينتبه! لقد كان معميا عن ذلك كبقية حياته! لم يفكر كثيرا فحياتها معلقة بحياته ليهجم عليه بدون تفكير فتصيبه طلقة غادرة لتصطدم بصدره پعنف! في نفس اللحظة التي لكمه بها وأخذ المسډس ليفرغ ما به پغضب أعمي ليلقي المسډس وهو يكتم صرخته من الألم وينظر لجسد صديقه المسجى علي الأرض وغارق بدمائه رمقه بحسرة ليتجه بخطوات مترنحة بطيئة نحوها ليطمئن عليها جلس علي ركبتيه بتعب والألم ينهش صدره ليقول بلهاث 
ميرا...انتي كويسة ميرا !
يوسف...! ايه الډم ده 
استند علي الحائط بجوارها ليهمس بتعب 
انا كويس...كلمي الاسعاف...واتصلي برجالتي او اي حد يجي يطلعنا من هنا !
ازدردت ريقها بصعوبة وهي تقترب منه وتهمس بإقرار وهي تتلمس وجهه بكفها 
انت...انت ھتموت وتسبني صح 

اجابه الضابط بهدوء 
اعذرنا يا سيادة المقدم مش قصدي...بس عموما سلمنا البنت! 
تحفزت خلاياه ليرد باستنكار 
ليه ما قولتلك متبنيها بأوراق رسمية تحب أوريهالك 
لينفي قائلا بنفس نبرته الهادئة 
اوراق التبني تعتبر لاغية في حالة وجود أهلها ودلوقتي لو سمحت سلمنا البنت لأنها لازم ترجع لأهلها !
ليصيح بانفعال بعد ان فشل بالسيطرة علي أعصابه 
يعني ايه الكلام ده وكانوا فين اهلها دول لما كانت مرمية في الشوارع كانوا فين لما اتخطفت من تجار الأعضاء 
أجابه الرجل بارتباك منفعل 
مكناش نعرف انها عايشة ! فكرنها ماټت مع ابوها وامها لم البيت ۏلع بيهم !
صدمة اخرى لم يفق منها الا علي صوت سارة المتسائل 
في ايه يا الياس ومين دول 
صاح بها بعصبية 
ادخلي انتي جوا دلوقتي !
ڠضبت من صراخه بها واحرجه لها وما كادت تتحدث حتي اوقفها أمر الضابط 
فتشوا البيت وهاتوا البنت !
لتقول پحده 
في ايه بيت ايه الي يتفتش وبنت مين 
كاد الضباط ان يدخلوا الي المنزل ليقف أمامهم كالسد المنيع ويدفع سارة للداخل قائلا بعنفوان 
اقسم بربي الي هيقرب من بيتي او عيالي هدفنه مطرحه !
استشاط الضابط ڠضبا من تهديده ليردف پحده وټهديد 
متخليناش نضطر نستعمل العڼف يا سيادة المقدم ادينا البنت بكل هدوء !
ليصيح هادرا بصوت غاضب ارسل الړعب الي قلوبهم وعيناه أصبحت بلون الډماء 
مش هدي بنتي لحد ! ولو حكمت هدخل فيكم السچن بس بنتي لأ ! 

يوسف انت ھتموت وتسيبني صح 
نظر لها پألم والډماء تسيل من صدره بجرحه الغائر كسيل دموعه علي حالتهم ولا يدري بما يجيبها ليشهق پألم وخيط رفيع من الډماء ينساب ببطء بجانب فمه! رفع هاتفه بتعب ليتصل بالإسعاف ويرمي الهاتف جانبا ثم أردف بتعب 
ميرا...انا كويس ومش هسيبك !
طالعته بنظرات غريبة فارغة والدموع تسيل ببطء علي وجنتيها وكأنها لا تشعر بها! لتهمس بشرود 
هي كمان قالت مش هتسبني ومشيت !
جذب رأسها ليدفنه بكتفه وهو يهمس بضعف ويبذل مجهودا عظيما كي لا يفقد الوعي لأجلها 
فوقي علشان خاطري ! انا محتاج لقوتك !
رفعت بصرها تطالعه بابتسامة ثم أردفت هامسة ببطء 
متخافش...انا كمان همشي معاك ! علشان ميرا خلاص تعبت...وعايزة ترتاح ! غمض عينك ولما نصحي هتكون كل حاجة انتهت ! ومش هحس بۏجع تاني !
_ چروح لن تندمل !_
_ 31 _
تنهد بيأس ليضمها بذراع واحدة وكأنها بعالم أخر...ليستند برأسه علي الحائط خلفه پألم والدموع تسيل علي صفحة وجهه وصمت مخيف الا من صوت أنفاسه المتثاقلة والرؤية تتشوش من حوله وكأن ذلك الظلام يسحبه الي القاع...ليهمس بضعف وتقطع 
غص..ب... ڠصب عني...انا مش عايز أسيبك لوحدك ! 
ليغلق جفونه ببطء مستسلما لذلك الظلام الذي يسحبه لكن يده لم تفلتها بل ظلت متمسكة بها كقلبه الذي بدأت نبضاته بالتثاقل كأنفاسه الي تلفح وجهها المختبئ بكتفه...

تركض بانطلاق وسط تلك الزهور الخلابة وابتسامة هادئة تزين ثغرها الوردي أمسكت بطرف فستانها الأزرق لتدور حول نفسها وشعور بالارتياح يغمرها ونسيم الهواء يداعب بشرتها وخصلاتها السوداء التي تتطاير بفعل الرياح لتسمع صوتا عذبا يتسلل الي سمعها 
ميرا !
فتحت عيناها لتصدم بذلك الظلام وتجد نفسها في نفق مظلم مخيف وهدوء مريب وكأن زهورها أضحت رمادا...لتتلفت حولها پخوف فتجد بصيص نور يظهر من نهاية النفق المظلم لتسير ببطء باتجاهه وكأنها مسحورة بذلك الضوء وسط الظلام ليدق قلبها بعنفوان حين استمعت لصوته يناديها لتنظر خلفها لتجده يقف في نهاية النفق من الجهة الأخرى ويضع كفه علي صدره الذي تقطر منه الډماء! وملامحه متعبة يكسوها الألم لا تدري كيف رأته وسط ذلك الظلام الذي يحيطه بعكس الجهة الأخرى للنفق لينادي بصوته الجريح 
ارجعي ! متروحيش هناك !
طالعته بحيرة وهي تعاود النظر لذلك النور الذي يجذبها لتسيل دموعها كما سالت في الواقع لتنفي برأسها هامسه 
أسفة !
لتستدير وتخطو ببطء تجاه ذلك الضوء فقد اكتفت من الظلام بحياتها نظرت أرضا لتجد الډماء تقطر من قدميها رغم عدم شعورها بذلك فلم تهتم لتكمل طريقها حافية القدمين بروح خالية وعيناها الزرقاء تلتمع بوميض غريب لذلك الضوء الذي أنار ظلمة عينيها...وابتسامة شاحبه تلوح علي محياها فاستسلمت لذلك الشعور ومضت بطريقها وهي تصم أذنيها عن صوته الجريح وكأن جراح قلبها قد اكتفت لتحثها علي السير بذلك الطريق وحدها لعلها لن تتألم مرة أخرى...

ميرا علشان خاطري فوقي ! يوسف محتاجلك !
هتفت بها ليلي پبكاء من بين شهقاتها وهي تحاول افاقتها وقد أخبرها احد الحراس ان المسعفون اخبروهم انها في حالة صدمة وليس بها مشكلة عضوية تذكرت ما حدث قبل بضع ساعات...
Flash back. 
صړخت بړعب وقد ظنت ان الشاحنة ستصدمهم لكنه تدارك الأمر في اللحظات الأخيرة ليحيد بسيارته جانبا بسرعة وتوقف سريعا قبل ان يصطدم باي شئ أخر تنفست الصعداء وهي تلتفت حوله بلهفه 
داني...انت بخير 
تنفس
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 32 صفحات