رواية يوسف الفصول الاخيرة
الأول انت مبقتش تلعب معانا من ساعة ما توتا مشيت !
اختفت ابتسامته ليشعر پألم طفيف يضرب قلبه من سيرة صغيرة التي فقدها ليهتف بنبرة جاهد لإخراجها طبيعية
معلش يا حبيبي...بابا تعبان شوية الأيام دي اول ما ابقي كويس هرجع العب معاك انت ومازن...متزعلش مني...
قبله الصغير علي وجنته قائلا بلطف
مش زعلان...وانا هقول لربنا يارب بابا يخف ويلعب معانا...علشان ماما قالتلي لما نعوز حاجة نقول لربنا وهتحصل !
بالأسفل دلفت سارة الي المنزل برفقة صغيرها مازن لتجد والدة زوجها تعد الطعام لتقترب منها قائلة بعتاب رقيق
كده يا ماما مش قولتلك انا الي هعمل الأكل وانتي متتعبيش نفسك
ولا يهمك يا حبيبيتي انتي هتعملي ايه ولا ايه مش كفاية شغل البيت والعيال وكمان انتي لسه راجعة من برا اطلعي غيري هدومك وارتاحي وانا شوية وهخلص الأكل وهبقي اندهلكم !
قبلت كفها بحب قائلة
ربنا ميحرمنا من وجودك يا ماما...
علي الرغم من بغضها لها ببداية زواجها الا ان أنها استطاعت استمالتها فأصبحت العلاقة بينهم ودودة صعدت الي الأعلى لتجده بنفس جلسته الواجمة متعب الملامح لا ينام الا قليلا حتي الطعام تجبره علي الأكل بحجة الا يقلده الصغيرين جلست بجواره علي الفراش ليهتف بهدوء
تنهدت بحرارة مردفة
يعني في تحسن بسيط ويوسف مبيسبهاش...بس اتغير اوي يا الياس...مبقاش يوسف الي اعرفه طريقته باقت ناشفة وبقي فيه برودة فظيعة وبقي مهمل في نفسه اوي مش بياكل كويس وطول الوقت عصبية وميعديش يوم من غير ما يضرب حد سواء من الممرضين او الحرس بتوعه !
ابتسم ساخرا فهو لا يختلف كثيرا عن حالة شقيقها لتنتشله من شروده قائلة بشفقة
اجابها بنفس هدوءه
لا مش ناوي الا لما بنتي ترجعلي !
تنفست بعمق قائلة
انت عارف ان الي حصل كان صح وكان لازم يحصل
رمقها بتساؤل لتكمل
انت كتبتها علي اسمك والتبني حرام شرعا يعني تقدر تكفلها وتجيب كل احتياجاتها وتربيها وتكبرها بس مينفعش تكتبها علي اسمك ! انا عارفة انك عملت كده مضطر بس طالما اهلها ظهروا يبقي ده الصح !
وكمان متنساش انها مش بنتك بجد...اهلها الحقيقين هما الأحق بيها مننا والله أعلم كانت حالتهم عاملة ازاي لما تاهت !
اشتعلت النيران بداخله لېصرخ بها بعصبية
لأ ! تقي بنتي ڠصبا عن اي حد ومش هتعيش بعيد عني !
ابتلعت ريقها قائلة بمهادنة
طب اهدي بس...انا عندي فكرة كويسة تحل الموضوع ده !
نظر لها ليحثها علي الاكمال لتسترسل
ايه رأيك تروح لأهلها وتقنعهم نجيبها كل اسبوع مثلا تقضي معانا يومين وبردو تجبلها اي حاجة ناقصاها وتخرج معانا عادي واهو منه تبقي مبعدتش عن أهلها ومنه بردو تفضل قدامنا !
فكر مليا في حديثها ليجده منطقيا نوعا ما لينهض قائلا بلهفة وهو يخرج ثيابه
هروحلهم دلوقتي واكيد هيوافقوا !
ابتسمت بحنو من لهفته الظاهرة وضحكت بخجل حين بدأ يغير ثيابه أمامها لتخفي وجهها بين كفيها حتي انتهي ليقترب ويقبل جبينها مسرعا ليغادر وهي تناديه
طب استني اتغدي الاول
اجابها مسرعا وهو شبه راكضا من فرط لهفته للقاء صغيرته
بعدين بعدين...
ابتسم بحنو وهو يصنع لها جديلة أنيقة انتهي ليديرها ليلثم جبينها ويداعب وجنتها بكفه قائلا بخفوت
وحشتيني...
قاطع لحظتهم رنين هاتفه لينهض ويخرج من الغرفة وهو يتحدث مع أحد عملاء شركته غير منتبها لطبق الفاكهة الذي كان يقطعها لها ونسي أخذ السکين! التي أمسكتها وهي تطالعها بغرابة وعيناها تلتمع ببريق مخيف... !
تناولت طعامها بشرود لينتشلها صوت والدتها بعتاب رقيق
رضوي ! ايه يا بنتي بقالي شوية بكلمك !
انتبهت قائلة باهتمام
معلش سرحت شوية يا ماما كنتي بتقولي ايه
نظرت له نظرات متفحصه لتقول بضيق
الكلام عندك انتي مش انا ! خلاص كبرتي وبقيتي تخبي علي امك !
تنحنحت بتوتر قائلة
هخبي ايه بس يا ماما هو ارهاق من الشغل مش اكتر !
لم تزيح بصرها وكأنها تحثها علي الاعتراف لتتنهد بيأس وهي تسترسل
بصراحة في حالة عندي في المستشفى شغلة دماغي في مريضة عندي جوزها بيحب حب عمري ما شوفت زيه كنت متخيلة ان الرجالة الي شبهه انقرضت ده من اكبر رجال الأعمال في مصر وبيجي يبات في المصحة بس علشان مراته ده حتي بيأكلها ويحميها وينيمها ده مبيعديش يوم من غير ما يجي المصحة رغم ان ده ممكن يضر بسمعته كرجل أعمال معروف !
اجابتها باستغراب
طب يا بنتي وايه الي مضايقك في كده راجل وبيحب مراته !
لتهتف بضيق والنيران تعتمر بداخلها
بس يا ماما هو حكالي كل حاجة عن حياتهم بحكم علاجها وكده وهي بصراحة متستحقوش ! دي كانت عصبية ومغرورة ودايما بتعامله الند بالند وكمان اتحبست قبل كده يعني تعتبر رد سجون !
رفعت حاجبها بدهشة لتهتف پحده
ويتري جوزها رجل الأعمال جناحاته بيضا ولا زرقا يا بنت بطني
ابتلعت ريقها فقد فهمت مقصد والدتها فدار بعقلها حديثه عن حياته وشخصيته فهو أيضا عصبي وحاد الطباع ولا يتعامل مع الناس باحترام! لتكمل والدتها
محدش فينا مفهوش عيوب يا رضوي زي ما هو اتقبل عيوبها وحبها ولسه متمسك بيها هو كمان أكيد مليان عيوب وهي استحملته والا مكانش هيبقي بينهم الحب الكبير ده !
هربت من نظرات والدتها التي تفضح ما يدور بعقلها لتنهض متعللة
طب انا هدخل انام علشان عندي شغل الصبح عن إذنك يا ماما...
بعد ان غادرت لغرفتها هتفت والدتها في نفسها بقلة حيلة
يارب يا بنتي تفوقي قبل ما تعلقي نفسك في حبال دايبة هتاخدك وټغرق !
انهي مكالمته ليجد ضجة اتية من غرفتها لينقبض قلبه ويسير باتجاه غرفتها وصل الي الغرفة ليندفع بهلع ليجد مجموعة من الممرضين يقفون أمامها محاولون استمالتها لتترك ما بيدها وما كان سوي السکين الحادة ! اقترب بحذر ليهتف بتوتر
ميرا حبيبتي سيبي الي في ايدك ده !
رفعت بصرها تطالعة ببسمة غريبة وأعين فارغة لتتعالي دقات قلبه المنقبض پخوف حين رفعت السکين لأعلي قليلا وهي تمد ذراعها الأخر للأمام وتديره ليكون