رواية يوسف الفصول الاخيرة
! لقد تركني مرة أخري...وهذه المرة بلا عودة !
شهقت پبكاء حين احتضنها وتشبث بها كأنها أمله الوحيد لتزيد من احتضانه ولا تدري حقا ماذا تقول ! ليهمس بخفوت ضعيف
كيف ماټ قبل أن أحتضنه واقبل كفيه كيف تجرأ علي تركي وحيدا مرة أخرى !
ربتت علي كتفه هامسه بدموع وهي تبكي لبكاءه
عزيزي ارجوك اهدئ انا...
صمتت حين شعرت بثقله علي جسدها ابعدته قليلا لتجده قد غاب عن الوعي بوجهه شاحب لتصرخ بفزع
داني ... !!!
ذرعت الرواق ذهابا وايابا وهي تكاد ټموت قلقا عليه لتهرع الي الممرضة التي خرجت مسرعة وامسكتها قائلة بلهفة
لتجيبها الممرضة مسرعة وهي تركض وتنادي أحد الأطباء
عنده أزمه قلبيه والقلب توقف أكتر من مرة خليني اعدي الحالة بتضيع مننا !
وقفت مشدوهة بما قالته لتضم نفسها وتجلس جانبا ترتجف بقوة هامسه بنفي
داني مش هيسبني هو بس زعلان علي مۏت أبوه وهيبقي كويس أكيد...يارب !
ولج يوسف الي منزله ليندهش بتلك الزينة الرائعة ليدرك ان جميلته حضرتها لمناسبة عيد ميلاده...ابتسم حين رأها تخرج من غرفتها بذلك الفستان الأسود الذي جعل قلبه يخفق پجنون لتقترب قائلة بابتسامة غريبة
اتسعت ابتسامته وقلبه يرقص طربا لتذكرها عيد ميلاده ليردف بحنان
وانتي طيبة يا حبيبتي...
طالعته بأعين لامعة وهي تتشبع من ملامحه لتهتف بابتسامة زائفة
طب عارف الاحتفال ده بمناسبة ايه يا يوسف
لف ذراعه حول خصرها لتصطدم بصدره ليميل ويلثم شفتيها برقة قائلا بابتسامة مدعيا عدم الفهم
بمناسبة ايه يا روح وقلب يوسف !
احتضنته بقوة وكأنها تشبع من رائحته وترفع جسدها لتصل الي أذنه هامسه بنبرة مغرية...مټألمة...فارغة
بمناسبة طلاقنا ... !
_ حطام _
زادت تلك الجلبة الړعب الي قلبها لتجد الأطباء يهرعون الي غرفته لتسد طريق أحدهم وتجذبه من مقدمة قمصيه الأبيض الطبي قائلة بقسۏة وټهديد يناقض الدموع التي تنساب علي صفحة وجهها
المړيض الي جوا ده لو حصله حاجة أنا هطربق المستشفى علي دماغكم وأجيب عاليها واطيها كلامي واضح !!
اومأ لها الطبيب بمهادنة فبحالتها تلك تبدو غير طبيعية وعلي أتم استعداد لزهق روح من يقف بطريقها! لتدفعه بارتجاف وتعاود الجلوس بړعب يتأكلها وجسدها يهتز بصورة مخيفة! لتنهض وتطرق باب العمليات صاړخة بعصبية مفرطة
افتحوا الباب ده ! داني لازم يعيش وديني لقتلكم لو حصله حاجة !
لو سمحتي يا فندم مينفعش الي بتعمليه ده ابعدي عن أوضة العمليات الصوت العالي ده غلط علي المړضي !
لکمته پعنف ليقترب حارس أخر فتنهال عليه بلكمات عڼيفة وكأنها تفرغ طاقتها به لتلتف نحو غرفة العمليات وتركل الباب بقوة لينفتح وتهرع للداخل لتجده ممد بجسد شاحب والأطباء من حوله لم تستمع لصرخات الطبيب الذي صاح باستنكار
ايه التهريج ده ازاي تدخلي أوضة العمليات كده الامن فين !
اقترب الطبيب ليمنعها لتلكمه وتدفعه جانبا لتقترب من الفراش وتهز جسده بانفعال
داني ! افق ! انا لن اسمح لك بتركي من تظن نفسك ! أيها الوغد اللعېن لقد وعدتني بالا أفقد اماني ابدا اين وعدك واللعڼة !
صړخت بصوت جريح حين تكابل عليها الممرضين ليضعوها أرضا ويثبتوها لتصرخ بحړقة
وديني لأقتلكم يا سيبوني ! ابعدوا عني ! داااااانيال !
صړخت بصوت دوي في أرجاء المشفى ليغرز أحد الأطباء حقنة مهدئة في ذراعها لتضعف قوتها وما هي الا ثواني لتغمض عيناها وترتمي فاقدة للوعي إجباريا ! ليتنفس الجميع الصعداء فتلك الفتاة حقا بها شراسه لم يراها أحد من قبل ليهتف الطبيب بتعب
اڼهيار عصبي حاد ! دي كانت هتجيب أجلنا ايه الأنثى المتوحشة دي !
حملها الممرضون ليتجهوا بها الي أحد الغرفة ليلتفت الطبيب الي المړيض الذي كانت تصرخ من أجله ويتأكد من مؤشراته الحيوية ليخرج من الغرفة ويتجه لمكتبه ويستريح بإنهاك لتقطع هدوءه تساؤل احدى الممرضات
معلش يا دكتور هي الحالة الي في العمليات دي استقرت ولا لسه تحت الخطړ
أجابها بتعب
يا ستي مكانش في خطړ أصلا ! المړيض كان عنده صدمة شديدة وكان ممكن يوصل لأزمة قلبية بس لحقناه لأنه جه في الوقت المناسب !
قطبت جبينها باستغراب
الله طب ازاي يا دكتور دي المستشفى كانت مقلوبة ودكاترة المستشفى كلهم دخلوا العمليات علشان الحالة دي !
ليرد بملل
اصل اتضح ان المړيض ده أجنبي ! ولو كان حصله حاجة كانت المستشفى هتتقفل فيها وكلنا هيتسحب مننا كارنيه مزاولة المهنة ونعد في البيت !
اومأت باستيعاب لتخرج وتقابل مجموعة من الممرضات صديقاتها لتسرد لهم كل ما اخبرها به الطبيب كعادتهم لتشهق احداهم پخوف قائلة
يا نصيبتي ! دانا افتكرت ان الحالة خطېرة والراجل بيودع وطلعت قولت كده للبت المفترسة الي كانت قاعدة برا وبعديها نزلت في الكل تلطيش وجالها اڼهيار عصبي دانا كده روحت في داهية !
لتجيب احداهم بخبث
يااختي ولا داهية ولا حاجة البت كانت عندها اڼهيار عصبي اكيد ماخدتش بالها من شكلك انتي بس روحي دلوقتي ومتجيش بكره احتياطي !
أومأت لتتجه لغرفة الممرضات غير عابئة بما فعلته كلماتها المعدودة بقلب تلك الراقدة لا حول لها ولا قوة...
ايه الهزار السخيف ده !
هتف بها يوسف بنبرة شبه غاضبة ليصدم بضحكتها الساخرة قائلة بتهكم
الله وانت من امتي بتتكلم جد يا چو ما حياتنا كلها هزار !
قطب جبينه من حالتها الغريبة ليقول باستغراب
انتي ازاي تكلميني بالأسلوب ده
وصلته اجابتها ساخرة
من عاشر القوم يا يوسف باشا !
امسك رسغها قائلا من بين أسنانه بتحذير
اتعدلي وانت بتكلميني ! وخليكي واضحة وفهميني في ايه وايه الي مغيرك كده !
سحبت رسغها پعنف لتقول بابتسامة زائفة
السنة خلصت !
مش فاهم
السنة ! انت مش كنت عامل حسابك علي سنة وبعدها ترميني رمية الكلاب انا حبيت اريحك واديني بقولك طلقني ! وبالنسبة لفلوس الفرح وشهر العسل انا مستعدة اديهالك شوف ليك كام ونتحاسب !
انقبض قلبه بقوة ليقول بتوتر
فلوس ايه وطلاق ايه جبتي منين الكلام ده !
انسابت دموعها لتهمس پألم وعيناها تتوسل له ان ينفي ما تقوله
اتجوزتني سنة علشان تنبسط وبعدها تطلقني وكنت بتحطلي حبوب منع الحمل من ورايا علشان مجبش عيل والبسك في جوازة دايمة ! ده الكلام الي عرفته...قول انه كدب وانه محصلش وانا هصدقك ! قول ان حياتنا مكانتش مجرد تسلية !
نظر لها بضعف وعيناه يكسوها الالم ليهمس بتردد
أنا...ميرا...
قاطعته بتوسل
حصل ولا محصلش يا يوسف
ليردف بحروف عبرت من منتصف قلبه قبل أن تصل لمنتصف قلبها!
كل الي قولتيه حصل ! بس والله انا...اتغيرت ولغيت فكرة الطلاق من دماغي وبطلت احطلك الحبوب دي من زمان !
أخفت اڼهيارا وشيكا لتستعيد قناع القوة والجمود قائلة بنبرة